كان صاحب همة عالية جدا فى قراءة القرآن الكريم حتى صار القرآن يجرى على لسانه جريان النفس ، ولما أراد أن يحفظ القرآن الكريم تحقق له الأمر بسهولة ويسر ؛ إذ أنه لم يحتاج إلا لربط الآيات ببعضها البعض.
كان كثيرا ما يسهر وكثيرا ما يراجع ويذهب إلى أصدقائه ليراجع معهم القرآن ، وما تكاد تراه في طريق إلا وهو يقرأ القرآن ... كثيرا ما نام وهو يحتضن المصحف الشريف بعدما استفرغ جهده فى المراجعة .... ولو أنه قدر لك أن تذهب إليه فى وقت السحر ما وجدته إلا مترنما متحبرا بقراءة القرآن الكريم يملأ اليل تلاوة وبكاءً .. خشوعا وتدبرا.
وإذا رأيت ثم رأيت اجتهادا فى تعلمه وتعليمه والصلاة به والإمامة .
مات صاحب ما ذكرنا من علو الهمة فى التعامل مع القرآن......
مات صاحب القرآن
مات التلاء للقرآن
مات القوام طيلة الليل بالقرآن
مات الذي طالما جرى لسانه بالقرآن
مات الذي عاش بالقرآن .. ونام مع القرآن ... ومات مع القرآن
أراك تنتظر بقية القصة ، وكأنك تنتظر أن نقول لك أنه عندما غسلوه وجدوا نورا في وجهه ....
أو أنك تود الآن أن نعرض لك مقطع فيديو يريك إياه وهو يسرح فى الجنة ، يرتوى من أنهارها ، ويتعاطى من كؤوسها ولبنها وثمارها
لأول مرة أعتذر لك ....وأنا جد حزين أنى سأمحق لك هذه الصورة وأجهض لك هذه الأمنية
فقد دخل صاحبنا النار
نعم .. لا تتعجب .. النار
بل كان من الثلاثة الأوائل الذين كانوا يتسابقون إلى دخولها ففازوا بما أرادوا ...فكانوا أو ل من تسعرت بهم النار
قراءة القرآن فى كل مكان ... حفظ القرآن .. القيام ... الصلاة ... الإمامة ... تعلم القراءات ... تعليم القرآن ... كل ذلك ذهب هباءً منثورا ...
إنه كان من أجل :
ما أجمل صوته... ما أحفظه... إنه معلم ماهر ... إنه متميز ...
ما أجمل خشوعه ... ما أكمل صلاته .... ما أحسن قيامه
فلان هو قارئنا ... فلان هو إمامنا ... فلان ، وما أدراك ما فلان ..... فلان ، ومن مثل فلان
فلان قارى فى قناة المجد ... فلان هو إمام مسجد .. فى التراويح ، ذاك المسجد الذى فيه ثلاثون ألف ، خلاف الأعداد الغفيرة التى جاءت من النساء اللواتى جئن من أجل الاستماع ، وما أدراك بمدح النساء الذي يقطع الرقبة ويفتن القلب !
ما شاء الله ... تعرف أن فضيلة الشيخ العلامة .. يصلى خلفه ؟!!!
إنه مجاز بالقراءات العشر الكبرى والصغرى والأربع الشواذ
وللنساء أوفر الحظ والنصيب ...
فقد كانت المرائية المسكينة التى استحوذ على قلبها حب الثناء تقرأ من أجل أن يقال:
الأخت فلانة هى كبيرة المعلمات ... وهل من أحد يستطيع أن يكلمها أو يرفع عينه فيها
أنا الأخت التى لا يشق لها غبار فى حفظ القرآن
أنا الأخت الوحيدة المتقنة فى قراءة القرآن ... كل الناس يقرؤون القرآن بطريقة خاطئة ، كلهن مصابات بالإمالة .... إنهن لا يجدن الفتحة اطولية والعرضية والمستطيلة والمربعة وبعض من هذه المصطلحات المخترعة التى تملأ فيها (فمها) بها من حين لآخر حتى تعلم من حولها أنها عالمة بالتجويد..
أنا مجازة بالقراءات العشر بأعلى أسناد .. ولئن اختبرتها فى الحفظ ... كان لسان حالها: ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا!
ولئن ناقشها أحد فى التجويد ..ويله ثم ويله . فقد تعدى وأساء وظلم حيث يسأل من هى :
مجازة ... حاصلة على دورة تجويد فى دار التعقيد والتكلف وتضييع أعمار الناس ..
يأتى هذا الأول ... وتلك الثانية يوم القيامة وقد سحبا على وجهيهما إلى النار
أخى المؤمن ... أختنا المؤمنة
قال أحد علماء الفلك :
عدد المجرات العظيمة يفوق عدد حبات رمال شواطئ العالم
تُرى ... كيف يكون جزاء مالك هذا الكون إن كافئك .. وكيف يكون عذابه إن عاقبك
ترى ... هل يرضى ملك الملوك أن تقرأ كلامه لغيره تريد منه الثواب والثناء
هل تريد عطاء الناس القليل ... ماذا ستفعل يوم تسحب على وجهك إلى النار ويقول لك رب العزة : وقد قيل ؟!
أخى ... أختنا
حفظ القرآن جهد جهيد ... وعمل يستحوذ على جميع أوقاتك
هل تجعله للناس ليذهب هباء منثورا
هل تترك ثواب ربك ملك الملوك
هل تفرط فى " اقرأ وارتق ورتل "
هل تجعل حفظك للنار ولا تبتغى أن يكون " حفظ للجنة"
غفر الله لنا ولكم .. وجعل أقوالنا وأعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، آمين يارب العالمين
وفي النهاية
قف مع نفسك وقفة يا حافظ كتاب الرحمن
هل اذهب للمسجد كل اسبوع من اجل الرياء من اجل الناس
بالله عليك قف مع نفسك الآن فلا تعلم متي سينتهي العمر بك
وجدد نيتك وجعلها خالصة لوجه الله
تعليق