مع هبوب نسمات الفجر العليلة وبزوغ يوم جديد وعلى عمله شهيد فتح عيناه ودعا بدعاء الاستيقاظ , واستعد لصلاة الفجر بكل نشاط وقوة , خرج وهو منتش بإيمانيات مشرقة ظهرت على محياه ...., وبعد الصلاة , جلس يفكر بعمق في آية تليت بالصلاة ...
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "
[ الحشر : 18 ]
تردد صدى قوله : " وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ " , يا ترى ماذا قدمت لغد ؟؟
حار فكره ونظر في أمره .
وبينما هو كذلك وإذا بعينه تسقط على ملصق به حديث النبي صلى الله عليه وسلم : عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول " الم " حرف , ولكن ألف حرف , ولام حرف , وميم حرف "
[ حديث حسن , رواه أحمد والطبراني في الكبير ]
يا إلهي !!
كم مر بي هذا الحديث ولم أنتبه له , فكل حرف بحسنة , وتكتب عشر حسنات ..
ففي "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " 23 حرفا ..( بالحروف المشددة )..تحتسب ب " 230 " حسنة !!فقط عند التسمية , وليس هذا
فحسب , بل والله يضاعف إلى سبعمائة ضعف ..فكيف بالمداومة ؟!
وهنيئا لمن يحفظ , فالتكرار حليفه والحسنات مكسبه ..سبحان ربي ما أكرمه !!
فتحرك العزم الصادق بقلبه قائلا ..لماذا لا أقدم عملا لغد أسعد به , وأرتقي في منازل الآخرة , فهي دار الخلود , فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرءان وعلمه " [ رواه البخاري ]
إذا خيارنا هم أهل القرءان .
فلقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن لله أهلين من الناس " , قالوا : من هم يا رسول الله ؟ , قال : " أهل القرءان هم أهل الله وخاصته " [ حديث صحيح : أخرجه أحمد والطبراني في الأوسط ]
يااااااااااا الله ...أنا أكون من أهل الله !!! والله يقشعر البدن لها .
كيف لا ؟ فإن أهل الله لهم عناية خاصة من عند الله عز وجل , لهم مكانة خاصة عند رب العزة جل وعلا , لهم مميزات عند ربهم تميزهم عن بقية البشر , بحيث أن الله اصطفاهم من بين كل الناس لحفظ كلامه , الذي هو نور الصدور والقبور , والشفيع يوم النشور ,
مسكين من غفل عن حفظه , بل عن قراءته .
لكن .. صحيح كل هذه فضائل يحظى بها حافظ القرءان ..لكن ..لماذا أتحمل عناء الحفظ والمراجعة ؟
طالما أني أقرأ كل يوم من القرءان ما تيسر لي ؟!
ما نيتي في الحفظ ؟
ولما الصبر عليه ؟
إنتظرونا في الحلقة القادمة إن شاء الله.....
دمتم في طاعة.
الحلقة الثانية: نوايا حفظ القرآن
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
تعليق