Tweet
أختلف العلماء هل أسماء سور القرآن كلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم أن بعضها كان باجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم؟
ذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن النبي صلَّ الله عليه وسلم
منهم الإمام ابن جرير الطبري , والزركشي , والسيوطي
ومما يدل على أن أسماء السور كانت معروفة عند الصحابة في عهد النبي صلَّ الله عليه وسلم قصة الرجل الذي أرد أن يتزوج امرأة وليس معه شىء من المال كما ورد في الحديث عن هذه المرأة عندما جاءت النبي صلَّ الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله ! أهب لك نفسى . فنظر إليها رسول صلَّ الله عليه وسلم . فصعد النظر فيها وصوبه . ثم طأطأ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم رأسه . فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا ، جلست . فقام رجل من أصحابه فقال : يا رسول الله ! إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها . فقال : فهل عندك من شيء ؟ فقال : لا . والله ! يا رسول الله ! فقال : اذهب إلى أهلك فانظرهل تجد شيئا ؟ فذهب ثم رجع . فقال : لا . والله ! ماوجدت شيئا . فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : انظر ولو خاتم من حديد فذهب ثم رجع . فقال : لا . والله ! يا رسول الله ! ولا خاتم من حديد . ولكن هذا إزاري . ( قال سهل ما له رداء ) فلها نصفه . فقال رسول الله ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء .
وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل . حتى إذا طال مجلسه قام . فرآه رسول الله صلَّ الله عليه وسلم موليا . فأمر به فدعي . فلما جاء قال ماذا معك من القرآن ؟ قال : معي سورة كذا وكذا . ( عددها ) فقال تقرؤهن عن ظهر قلبك ؟ قال : نعم . قال اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن . وفي رواية : ( انطلق فقد زوجتكها . فعلمها من القرآن ) .
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1425
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والدليل الآخر حديث
(يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم
البقرة وآل عمران )
الراوي: - المحدث: الفيروزآبادي - المصدر: سفر السعادة - الصفحة أو الرقم: 345
خلاصة حكم المحدث: صحيح
بينما ذهب فريق آخر إلى القول بأن بعض سور القرآن كان بتسمية النبي صلَّ الله عليه وسلم وبعضها كان بإجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم
والراجح أن من أسماء السور ماهو توقيفي وهو الأكثر ومنها ماهو باجتهاد الصحابة ومن بعدهم لأنه لم يرد عن النبي صلَّ الله عليه وسلم نص بتسمية جميع السور ولِما اشتهر بين المسلمين على مر العصور من تسمية السور بأكثر من اسم كتسميتها بذكر أولها مثل سورة الملك (تبارك) و النبأ (عم) وبذلك يكون التوقيفي من الأسماء ماورد عن النبي صلَّ الله عليه وسلم ومالم يرد فيه نص فيحتمل أن يكون باجتهاد الصحابة ومن بعدهم
والذي ينبغي التزامه هو المحافظة على الاسم الوارد وعدم تغييره فإن فتح باب جواز التسمية إهدار لكيان السورة وما اشتهرت به وتعمية للجلي الواضح ووضعه في ثوب الجهل والخفاء مما لا يليق بعظمة القرآن.
بتصرف من
رياض الأفنان في علوم القرآن
الجزء الأول
على إبراهيم منصور
تعليق