اخوانى اخواتى اسعد الله أوقاتكم ودمتم بخير
اللهم اجعل عملنا كله صالحا
واجعله لوجهك خالصا
ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا
يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة يوسف
"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ"
يوسف/24
فى الاول كده نوحد الله ونصلى على الرسول
دلوقتى فى حاجه مهمه جدا لازم تعرفه الاول قبل ما نتحدث عن تفسير الايه
وهى ايه ان فى حاجه اسمها هم وحاجه تانيه اسمها فعل
لازم تعرفهم وتعرف الفرق بينهم
اولا الهم يعنى ايه
هو حديث النفس بالشيء إما أن يأتيه الإنسان أو لا يأتيه
والهم نوعان هم حسن وهم سيء
الفرق بينهم ايه
الهم الحسن ان لم تفعله كتب لك وان فعلته كتب لك باجر
مضاعف
والهم السىء ان لم تفعله كتب لك وان فعلته كتب عليك
طيب دا الهم طيب والفعل ايه
الفعل هو تنفيذ الهم حسن كان او سىء
كده عرفنا الفرق بين الهم والفعل علشان محدش يتلخبط فى فهم الايه
طيب تعالوا بقى نشوف الايه تقصد ايه
قد جاءت العبارة هنا في أمر المراودة التي كانت منها
والامتناع الذي كان منه
واقتضى ذلك الأمر مفاعلة بين اثنين يصطرعان في شيء.
فأحد الاثنين امرأة العزيز يقول الله في حقها
{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ }
يوسف/24
وسبق أن أعلن لنا الحق سبحانه في الآية السابقة موقفها حين قالت هيت لك
وكذلك بيَّن موقف يوسف عليه السلام حين قال يوسف معاذ الله
وهنا يبين لنا أن نفسه قد حدثته أيضاً؛ وتساوى في حديث النفس
لكن يوسف حدث له أن رأى برهان ربه
ويكون فهمنا للعبارة ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها
لأننا نعلم أن " لولا " حرف امتناع لوجود يعنى ايه
مثلما نقول: لولا زيد عندك لأتيتك
ولقائل أن يقول
لماذا لم يقل الحق لقد همت به ولم يهم بها وكنا طلعنا من المشكله دى
حتى نخرج من تلك القضية الصعبة اللى كل شويه فيها جدال كثير
ونقول: لو قال الحق ذلك لما أعطانا هذا القولُ اللقطةَ المطلوبة
يعنى ايه
لأن امرأة العزيز هَمَّتْ به لأن عندها نوازع العمل
وإنْ لم يَقُلْ لنا أنه قد هَمَّ بها كان حيحصل ايه
لو كانت الايه ذكرت كده همت به ولم يهم بها
لظننا أنه خَصَاه موقف أنها سيدته فخارتْ قواه
يعنى بالبلدى كده خاف ان يوقع بسيدته فرجولته انهارت من المفاجاة
اذن لو قال الحق سبحانه
إنه لم يَهِمّ بها استلم بقى الجماعه الملحدين والمستشرقين كانوا حيطلعوا علينا ويقول ايه
اها دا هو هنا لم يهم بها لامر طبيعى فيه يعنى غير كامل فى رجولته
او يطلعوا بسبب تانى وهو
اذن دا أمر طاريء لأنها سيدته فقد يمنعه الخوف من العقاب من العزيز زوجها عن الهَمِّ بها
والامرين فعلهم مش خوف من الله ولا حياء ولا عفه فيها
دا يناقص رجولته او خاف من العقاب
علشان كده الحق سبحانه وتعالى قال
"هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ "
يوسف/24
وهنا الحق سبحانه وتعالى يريد ان يوضح لنا ان يوسف عليه السلام كان طبيعيا وهو قد بلغ اشده ونضجه وكان قادر على مواقعتها مثل اى شاب طبيعى فى عمره
ولولا ان راى برهان ربه لفعل ذلك
وهكذا توضح لنا الايه ان يوسف عليه السلام لم يقم بما يتطلبه الموقف ليس لنقص فيه او ان الامر كان مفاجاة ضيعت رجولته بغته
مثل ما يحدث لبعض الشباب في ليلة الزفاف حين لا يستطيع أن يَقربَ عروسه وتمر أيام إلى أن يستعيد توازنه ويقرب عروسه
اذن لو ان القران يريد عدم الهم على الاطلاق ومن غير شىء
لقال ولقد هَمَّتْ به ولم يَهِم بها
ولكن مثل هذا القول هو نَفْيٌ للحدث بما لا يستلزم العفة والعصمة
لجواز أن يكون عدم الهَمِّ راجعاً إلى نقص ما
وحتى لا يتطرق إلينا تشبيهه ببعض الخدم حيث يستحي الخادم أن ينظر إلى البنات الجميلات للأسرة التي يعمل عنده ؛ ويتجه نظره إلى الخادمة التي تعمل في المنزل المجاور لأن للعواطف التقاءات
ومن لُطْفِ الله بالخلق أنه يُوجِد الالتقاءات التفاعلية في المتساويات
فلا تأتي عاطفة الخادم في بعض الأحيان ناحية بنات البيت الذي يعمل عنده
وقد يطلب من أهل البيت أن يخرج لشراء أي شيء من خارج المنزل لعله يحظى بلقاء عابر من خادمة الجيران
ويجوز أن الخادم قد فكر في أنه لو هَمَّ بواحدة من بنات الأسرة التي يعمل لديها
فقد تطرده الأسرة من العمل بينما هو يحيا سعيداً مع تلك الأسرة
وهكذا يشاء الحق سبحانه أن يوزع تلك المسائل بنظام وتكافؤات في كثير من الأحيان
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها قال الحق سبحانه
"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ"
يوسف/24
اذن فبرهان ربه سابق على الهَمِّ ازاى
فواحد هَمّ ولم يرتكب ما يتطلبه الهمّ ليه او السبب ايه
لأن برهان ربه في قلبه
وقد عرف يوسف برهان ربه من البداية
وبذلك تنتهي المسألة
ولذلك فلا داعي أن يدخل الناس في متاهات أنه هَمّ وجلس بين شعبتيها
ولم يرتعد إلا عندما تمثِّل له وجه والده يعقوب ونهاه عن هذا الفعل
والرد عليه حيكون ايه
ان افسق الفساق لو تمثل له ابوه وهو فى مثل هذا الموقف لاطيب بالاغماء
وحين تناقش مَنْ رأى هذا الرأي
يردّ بأن هدفه أن يثبت فحولة يوسف
لأن الهمّ وجد وأنه قد نازع الهمّ
ونقول لصاحب هذا الرأي: أتتكلم عن الله، أم عن الشيطان؟.
أنت لو نظرتَ إلى أبطال القصة تجدهم
امرأة العزيز؛ ويوسف والعزيز نفسه؛ والشاهد على أن يوسف قد حاول الفِكَاك من ذلك الموقف، ثم النسوة اللاتي دَعتْهُنَّ امرأة العزيز ليشاهدوا جماله؛ والله قد كتب له العصمة
فكُلُّ هؤلاء تضافروا على أن يوسف لم يحدث منه شيء
وقال يوسف نفسه
هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي
وامرأة العزيز نفسها قالت مُصدِّقة لِمَا قال
وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَٱسَتَعْصَمَ
وعن النسوة قال يوسف
مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ
وقال يوسف لحظتها
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَاهِلِينَ
ونقف عند الايه دى ونكمل شرحها بالتفصيل فى الدرس القادم ان شاء الله
تعليق