إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
    [البقرة: 216]

    الإنسانُ - كما وصفه خالقُه - ظَلومٌ جَهولٌ؛ فلا ينبغي أن يجعلَ المعيارَ على ما يضره وما ينفعه ميلَه وحبَّه ونفرتَه وبُغضَه،
    بل المعيارُ على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه؛ فأنفعُ الأشياءِ له على الإطلاق طاعةُ ربه بظاهره وباطنه، وأضرُّ الأشياء عليه على الإطلاق معصيتُه بظاهره وباطنه؛ فإذا قام بطاعته وعبوديَّته مخلصاً له فكلُّ ما يَجري عليه مما يكرهه يكون خيراً له، وإذا تخلَّى عن طاعته وعبوديته فكلُّ ما هو فيه من محبوبٍ هو شرٌّ له.

    فمن صحَّتْ له معرفةُ ربه والفقهُ في أسمائه وصفاته؛ عَلِم يقيناً أن المكروهات التي تُصِيبه والمِحَن التي تَنزل به فيها ضروبٌ من المصالح والمنافع التي لا يُحصِيها علمُه ولا فِكرتُه، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يُحِب؛ فعامةُ مصالح النفوس في مكروهاتها؛ كما أن عامةَ مَضارِّها وأسباب هَلَكَتِها في محبوباتها.

    فانظُرْ إلى غارسِ جنةٍ من الجنات خبيرٍ بالفلاحة؛ غَرَسَ جنةً، وتعاهدَها بالسقي والإصلاح حتى أثمرتْ أشجارها، فاقبل عليها يَفصِلُ أوصالَها ويقطع أغصانَها لعلمه أنها لو خُلِّيتْ على حالها؛ لم تَطِبْ ثمرتُها فيُطعِّمُها من شجرة طيبة الثمرة. حتى إذا التحمتْ بها واتحدتْ وأعطتْ ثمرتَها؛ أقبل يقلِّمُها ويقطع أغصانَها الضعيفة التي تُذهِب قوتَها، ويُذِيقُها ألمَ القطع والحديد لمصلحتها وكمالها، لتَصلُحَ ثمرتُها أن تكون بحضرة الملوك.
    ثم لا يَدَعُها ودواعي طبعِها من الشرب كلَّ وقتٍ، بل يُعطِّشُها وقتاً ويَسقِيها وقتاً، ولا يترك الماء عليها دائماً، وإن كان ذلك أنضرَ لورقها وأسرعَ لنباتها. ثم يَعمِدُ إلى تلك الزينة التي زُيِّنت بها من الأوراق، فيُلقى عنها كثيراً منها؛ لأنَّ تلك الزينة تَحُول بين ثمرتها وبين كمال نُضْجِها واستوائها؛ كما في شجر العنب ونحوه. فهو يقطع أعضاءها بالحديد، ويُلقي عنها كثيراً من زينتها، وذلك عينُ مصلحتها؛ فلو أنها ذاتُ تمييزٍ وإدراك كالحيوان؛ لتوهمتْ أن ذلك إفسادٌ لها وإضرارٌ بها، وإنما هو عينُ مصل
    حتها.

    وكذلك الأب الشفيق على ولده العالمُ بمصلحته؛ إذا رأى مصلحتَه في إخراج الدم الفاسد عنه؛ بَضَّع جلدَه وقطعَ عروقه وأذاقه الألم الشديد، وإن رأى شفاءة في قطع عضوٍ من أعضائه أبانَه عنه؛ كان ذلك رحمةً به وشفقةً عليه. وإن رأى مصلحته في أن يُمسِك عنه العطاءَ لم يُعطِه ولم يُوسِّع عليه؛ لعلمِه أن ذلك أكبرُ الأسباب إلى فساده وهلاكه. وكذلك يمنعه كثيراً من شهواته حِميةً له ومصلحةً لا بخلاً عليه.


    فأحكم الحاكمين وأرحمُ الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعبادة منهم بأنفسهم ومن آبائهم وأمهاتهم؛ إذا أنزل بهم ما يكرهون؛ كان خيراً لهم من أن لا يُنزِله بهم؛ نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفا بهم، ولو مُكِّنوا من الإختيار لأنفسهم لعَجَزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادةً وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبيرَ أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته؛ أحبُّوا أم كرهوا. فعَرفَ ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته؛ فلم يتهموهُ في شيء من أحكامه.
    وخفي ذلك على الجهال به وبأسمائه وصفاته؛ فنازعوه تدبيرَه وقَدَحُوا في حكمته، ولم ينقادوا لحكمه، وعارضوا حكمَه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة؛ فلا لربهم عَرفوا، ولا لمصالحهم حَصَّلوا. والله الموفق.


    ومتى ظَفِر العبدُ بهذه المعرفة سَكنَ في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يُشبِه نعيمُها إلا نعيم جنة الآخرة؛ فإنه لا يزال راضياً عن ربه، والرِّضَى جنة الدُّنيا ومُستَراحُ العارفين؛ فإنه طِيْبُ النفس بما يَجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له وطمأنينتُها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرِّضى بالله رباً
    وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً، وما ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ من لم يَحصُل له ذلك. وهذا الرِّضى هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسنِ اختياره؛ فكلَّما كان بذلك أعرفَ كان به أرضَى.


    فقضاء الرب سبحانه في عبده دائرٌ بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يَخرُج عن ذلك البتة؛ كما قال في الدُّعاءِ المشهور: «اللهم! إني عبدك، ابنُ عبدك، أبنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألُك بكل اسم هو لك، سَمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمتَه أحداً من خلقِك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك: أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حُزني، وذهابَ همّي وغمّي. ما قالها أحدٌ قطُّ إلاَّ أذهبَ الله همَّهُ وغمَّهُ، وأبْدلهُ مكانَه فرجاً». قالوا: أفلا نتعلَّمُهنَّ يا رسول الله؟ قال: «بلى! ينبغي لمن سمعَهُن أن يتعلمَهُنَّ»[رواه مسلم].

    والمقصود قوله: «عدلٌ فيَّ قضاؤك»، وهذا يتناول كل قضاءٍ يَقضِيه علي عبده؛ من عقوبة، أو ألم، وسبب ذلك؛ فهو الذي قضَى بالسبب وقضي بالمسبب، وهو عدلٌ في هذا القضاء، وهذا القضاءُ خيرٌ للمؤمن؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده لا يَقضِي الله للمؤمن قضاءً؛ إلاَّ كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن»



    من كتاب الفوائد للإمام ابن قيّم الجوزية نقلا عن مدونة أبو راشد


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 01-09-2014, 01:33 PM. سبب آخر: تعديل الخط
    تحميل موسوعة الحديث النبوي الشريف

    ((( قد يأتيك اليوم ملك الموت )))

    أستغفر الله العظيم

    اللهم صل وسلم وبارك على رسولك محمد


  • #2
    رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    فتح الله عليكِ وبارك فيك
    نقل طيب جدا
    جعله الله فى يزان حسناتك
    أسعدنا تواجدك معنا فى القسم .. فى انتظار العديد من مواضيعك المتميزة

    تعليق


    • #3
      رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

      نقل طيب جدا
      جعله الله فى يزان حسناتك
      أسعدنا تواجدك معنا فى القسم .. فى انتظار العديد من مواضيعك المتميزة

      تعليق


      • #4
        رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيراً
        جعله الله في ميزان حسناتكم

        تعليق


        • #5
          رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

          بارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

            جزاكم الله خيرا ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

              جزاكم الله خيرا

              تعليق


              • #8
                رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيراً
                جعله الله في ميزان حسناتكم


                {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

                تعليق


                • #9
                  رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  اللهم بارك كلام درر
                  فلله در قائله وكاتبه عليه رحمة الله تعالى
                  وجزاكِ الله خيراً على هذا النقل الطيب
                  الله الله ربى لاأشرك به شيئاً
                  سبحان الملك جل فى علاه
                  فعجباً لأمر المؤمن فإن أمره كله خير
                  إن أصابه سراء شكر فكان خيراً له
                  وإن أصابه ضراء صبر فكان خيراً له
                  سبحان ربى كل قضاءه خير لنا سواء علمته عقولنا او لم تستطع أن تصل إلى حكمته البالغه فى تدبير أمره
                  فالله لأرحم بنا من أمهاتنا فكيف أن نظن ان يكون القضاء شراً
                  وسبحان الله مع المحن دوماً نجد المنح
                  فاللهم أرزقنا وكل المسلمين الصبر والرضا بقضائك وقدرك
                  نفع الله بكِ غاليتى ننتظر منكِ المزيد.
                  اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واصنعنا على أعينك
                  وجعلنا لك كما تحب وترضى

                  اللهم املأ قلبي حبا لك وإقبالا عليك وحياء منك
                  اللهم ارزقنا حسن أتباع الرسول صل الله عليه وسلم فى الدين والخلق..والحمدلله رب العالمين

                  سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

                    والرِّضَى جنة الدُّنيا ومُستَراحُ العارفين؛
                    جزاك الله خير اختي
                    ونسال الرب الكريم ان يرزقنا جنة الدنيا
                    ويتفضل علينا بجعلنا من العارفين به

                    نقل طيب
                    وسبحان الله من بداية الموضوع وانا اشعر ان الكلام للامام القيم ابن القيم
                    جزاه الله عن المسلمين خيرا ورحمه الله وشيخه
                    اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
                    اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

                    القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
                    إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                      هذه الاية الكريمة لها معنى كبير جدا

                      فمثلا فى الزواج يجب على الإنسان أداء صلاة الإستخارة

                      حتى يعلم إن كانت هذه الزوجة خيرا له أم لا

                      وحتى تعلم إن كان هذا الزوج خيرا لها أم لا

                      ولكن الله قد حسم ذلك بقوله الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات

                      سبحانك يا ربى

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ₪₪₪ ((حزين أو سعيد)) لأمر ما ..... تذكر هذه الآية ₪₪₪

                        جزى الله كاتبه خير الجزاء
                        عليه رحمة الله
                        بارك الله فيك أختي الفاضلة على الطرح القيم
                        جعله الله في موازين حسناتك
                        اللهم إنا نسألك توبة صادقة.. وإنابة كاملة .. وعملا متقبلا يا رب العالمين.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X