الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى .وبعد...
لقد ساءنا تحريف المحرفين لمعانى كلام رب العالمين وللنتائج الخاطئة التى خرجوا بها منها والأحكام الباطلة التى بنوها عليها كما أزعجنا كذلك إزدياد نسبة هذه التحريفات في الزمان وشمولها للأيات ذات أبعاد شتى سياسية وإجتماعية وإقتصادية وعلمية.......وحرصاً على بقاء مفاهيم القرأن كما هى في كتاب الله وقياماً بواجب الحراسة على حسن الفهم للقرأن وواجب الدعوة إلى الله وإسهاماًفى هذا القسم الرائع من المنتدى فإنى سأورد نماذج حُرفت واستُنبطت منها أحكاماً زعموها قرأنية ......ومن الله نستمد العون والتوفيق والفهم والسداد وإليه وحده نتوجه بهذا العمل راجين ثوابه ومرضاته......
قال الله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ).المائدة:82.تشير هذه الأية إلى شدة عداوة اليهود للذين ءامنوا وتقرنهم في هذه العداوة مع المشركين كما تشير إلى فئة من النصارى هى أقرب الفئات إلى الذين ءامنوا وأن هذه الفئة منها القسيسين والرهبان....لكن السؤال من هذه الفئة التى مدحتها الأية؟؟؟؟؟؟وعلى من تنطبق؟؟؟؟ يتدخل هنا النصارى "وبخاصة قساوستهم ورهبانهم " ليموهوا على المسلمين ويخدعوهم ويقدموا لهم فهماً محرفاً مغلوطاً للأية فيزعمون أنها تعنيهم وتشير إليهم وتنطبق عليهم ....
كم سمع المسلمون أو قرأوا لراهب أوخورى أو حتى نصرانى عادى وهو يقدم هذا التفسير المشوه المحرف عندما يطبقها على نصارى هذا الزمان والعجيب هوأن يسمع المسلمون أو يقرأوا هذا الكلام الخاطىء والتفسير المغلوط من مسلم يزعم أنه يخدم دينه وأمته ويزداد العجب عندما يصدر هذا الكلام عن بعض
حملة العلم من المسلمين ممن يحملون شهادات علمية عالية ويلبسون أزياء العلماء بل ويشغلون مراكز إسلامية رسمية عالية. إن الأية "التى ذكرت" تقرر أن هناك فئة من النصارى هى أقرب الناس مودةً للذين ءامنوا وهذه الفئة لها ملامح وسمات خاصة ذكرتها أيات أخرى بعدها فلا بد من قراءة الأيات مجتمعةً والخروج بالفهم الدقيق الصحيح لها وحتى يكون الفهم صحيحاً لا بد أيضاً من الوقوف على سبب نزول هذه الأيات.......................................قال الله تعالى (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ *وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ *فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ" المائدة 83: 85
إن النصارى التى تثنى عليهم الأيات هم الذين قالوا إنا نصارى وهم القساوسة والرهبان الذين لا يستكبرون والذين يفتحون أذانهم لسماع القرأن الذى نزل على سيدنا "محمد" وعندما يسمعون القرأن يعرفون أنه الحق من الله ونتيجة لذلك نرى أعينهم تفيض من الدمع وهم يختمون هذه الخطوات بالخطوة الأخيرة"والأهم" ويحققون الثمرة المرجوة والنتيجة الطبيعية لما سبق فيستسلمون لرب العالمين إستسلاماً عملياً ويدخلون في الإسلام وبهذا"فقط"يأخذون نصيبهم من رحمة الله ونعيمه............................................ ........................ فهل النصارى الذين يستشهدون بهذه الأيات _على أنها تمدحهم وتثنى عليهم وتعتبرهم من أقرب الناس مودة للذين ءامنوا _ يحققون في حياتهم شروطها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا بد أن يفعلوا ما توضحه الأيات
وأن يخطوا كل ما تحدده من خطوات :
1_أن يكونوا متواضعين 2_أن يحرصوا على الإستما ع إلى القرأن النازل على النبى "محمد"_صلى الله عليه وسلم_ 3_أن يعرفوا أنه الحق ويوقنوا أنه نازل من عند الله 4_أن تفيض أعينهم من الدمع تأثراً وخشوعاً 5_أن يدخلوا في الإسلام قائلين"ربنا ءامنا فاكتبنا مع الشاهدين فإن لم يقوموا بهذه الخطوات _وبخاصةً_الخطوة"4"والخطوة"5" فلا يجوز لهم التحريف والتغيير لمعانى الأيات ولا التلاعب والتمويه على المسلمين.......................................... ................................................
وقد أجمع العلماءعلى أن هذه الأيات نزلت بشأن مجموعة معينة من النصارى"اتبعوا النبى _صلى الله عليه وسلم_ ودخلوا في الإسلام".....وأخرج النسائى وابن جرير عن ابن الزبير قال":نزلت هذه الأيات في النجاشى وأصحابه"......وقال عطاء"هم ناس ءامنوا إذ جاءهم المهاجرون " (الأقوال في الدرر المنثور) ونختم بهذه الخلاصة فنقول: إنه ليس كل من قالوا إنا نصارى إذن داخلين في ذلك الحكم الذى تقرره الأية كما يحاول البعض أن يقول ممن يقتطعون أيات القرأن دون تمامها ..إنما الحكم مقصور على حالة معينة لم يدع السياق القرأنى أمرها غامضاًولا ملامحها مجهولة ولا موقفها متلبساً بموقف سواها في صغيرٍ ولا كبير .
هذا ما ينبغى أن يعيه الواعون اليوم وغداً إلى يوم الدين فلا ينساقوا وراء حركات التمييع الخادعة أو المخدوعة دون متابعة إلى سياق النص والسورة كلها ودون متابعة لتقريرات القرأن العامة ............................................. هذا ما تيسر جمعه حول هذا الموضوع_ والله_أسأل أن أكون وُفقت في توصيل الفكرة ...اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً... ............ فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد
تعليق