الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات:50] آية
وردت في سورة الذاريات لكنها من أعجب الآيات، إذ إن الفرار لا يكون إلا
(من)، ولا يكون (إلى)؛ لأن الذي يفر إنما يفر لأنه
خائف هارب، فالمناسب أن يفر (من)، لا يفر (إلى)، وقد عُدي هذا الفعل بحرف الجر (من) في
القرآن الكريم في مواضع كثيرة كقوله تعالى: { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ
{منهم رُعْبًا } [الكهف:18] وقال موسى لفرعون : { فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } [الشعراء:21] ،
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } [المدثر:49-51] ،
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ } [الجمعة:8] فالفرار لا يكون إلا (من)، والعجيب
أن الآية السابقة عُدي فيها هذا الفعل بـ(إلى) وهذا غير معهود، فترى ما هي النكتة في تعدية
هذا الفعل بحرف الجر (إلى)؟!! إذا استعرضت الآيات التي سبقت هذه الآية، والآيات التي تلت
هذه الآية ظهر لك هذا المعنى بجلاء.
إن الله تبارك وتعالى هو الوحيد الذي تفر منه إليه؛ لأن الله عز وجل قال: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا } [الرحمن:33] هذا تمام
الإحاطة بالعباد، فالله محيط بالسموات والأرض فإذا أردت أن تفر منه فإلى من تذهب وهو
محيط بالعالمين؟! تفر منه إليه.
ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعلن هذا الفرار إلى الله كل ليلة، الأذكار
الموظفة التي علمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار النوم كما رواه البخاري و
مسلم من حديث البراء بن عازب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
إذا أتيْتَ مَضجَعَكَ ، فتوضَّأْ وُضوءَكَ للصلاةِ ، ثمَّ اضْطجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ ، ثمَّ قُلْ : اللهُمَّ أسلَمْتُ وجْهِيَ إليْكَ ، وفوَّضتُ أمْرِي إليْكَ ، وألجأْتُ ظهْرِي إليكَ ، رغبةً ورهبةً إليْكَ ، لا مَلجأَ ولا مَنْجا مِنكَ إلَّا إليْكَ ، آمنتُ بِكتابِكَ الَّذي أنزلْتَ وبِنبيِّكَ الَّذي أرسلْتَ . فإنْ مِتَّ من ليلتِكَ فأنتَ على الفِطرةِ ، واجعلْهُنَّ آخِرَ ما تَتكلَّمُ بهِ
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 276 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
هذا هو الفرار ( لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت ).
لما تقول هذا الذكر في كل ليلة فكأنك تستحضر هذا الفرار إلى الله عز وجل.
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } [الذاريات:50] آية
وردت في سورة الذاريات لكنها من أعجب الآيات، إذ إن الفرار لا يكون إلا
(من)، ولا يكون (إلى)؛ لأن الذي يفر إنما يفر لأنه
خائف هارب، فالمناسب أن يفر (من)، لا يفر (إلى)، وقد عُدي هذا الفعل بحرف الجر (من) في
القرآن الكريم في مواضع كثيرة كقوله تعالى: { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ
{منهم رُعْبًا } [الكهف:18] وقال موسى لفرعون : { فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } [الشعراء:21] ،
{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } [المدثر:49-51] ،
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ } [الجمعة:8] فالفرار لا يكون إلا (من)، والعجيب
أن الآية السابقة عُدي فيها هذا الفعل بـ(إلى) وهذا غير معهود، فترى ما هي النكتة في تعدية
هذا الفعل بحرف الجر (إلى)؟!! إذا استعرضت الآيات التي سبقت هذه الآية، والآيات التي تلت
هذه الآية ظهر لك هذا المعنى بجلاء.
إن الله تبارك وتعالى هو الوحيد الذي تفر منه إليه؛ لأن الله عز وجل قال: { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا } [الرحمن:33] هذا تمام
الإحاطة بالعباد، فالله محيط بالسموات والأرض فإذا أردت أن تفر منه فإلى من تذهب وهو
محيط بالعالمين؟! تفر منه إليه.
ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعلن هذا الفرار إلى الله كل ليلة، الأذكار
الموظفة التي علمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذكار النوم كما رواه البخاري و
مسلم من حديث البراء بن عازب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
إذا أتيْتَ مَضجَعَكَ ، فتوضَّأْ وُضوءَكَ للصلاةِ ، ثمَّ اضْطجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ ، ثمَّ قُلْ : اللهُمَّ أسلَمْتُ وجْهِيَ إليْكَ ، وفوَّضتُ أمْرِي إليْكَ ، وألجأْتُ ظهْرِي إليكَ ، رغبةً ورهبةً إليْكَ ، لا مَلجأَ ولا مَنْجا مِنكَ إلَّا إليْكَ ، آمنتُ بِكتابِكَ الَّذي أنزلْتَ وبِنبيِّكَ الَّذي أرسلْتَ . فإنْ مِتَّ من ليلتِكَ فأنتَ على الفِطرةِ ، واجعلْهُنَّ آخِرَ ما تَتكلَّمُ بهِ
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 276 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
هذا هو الفرار ( لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت ).
لما تقول هذا الذكر في كل ليلة فكأنك تستحضر هذا الفرار إلى الله عز وجل.
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
تعليق