تأثير القرآن
الشيخ - عبد الكريم الخضير -
- حفظه الله -
"وعن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقرأ بالطور في المغرب"
وفي بعض روايات حديث جبير
" فكاد قلبي أن يطير "
وفي بعضها - " وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي "
وهذا الحديث متفق عليه
جبير بن مطعم لما جاء في فداء الأسرى بعد غزوة بدر لم يكن مسلماً فسمع النبي - عليه الصلاة والسلام -
يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور
سورة الطور مؤثرة لا سيما من يتدبر ويفقه المعاني
مؤثرة " كاد قلبه أن يطير " وهو كافر
ومع الأسف أن بعض المسلمين أو كثير من المسلمين
وبعض طلاب العلم تقرأ سورة الطور
ولا كأن شيئاً قد حصل
لا تحرك ساكناً
وكافر كاد قلبه أن يطير
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى}
سورة المائدة
بأي شيء ؟
لماذا صاروا أقرب إلى المسلمين مودة ؟
في الآية التي تليها
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ}
سورة المائده
فكيف بالمسلم الذي تقرأ عليه الآيات
التي لو أنزلت على جبل لرأيته متصدعاً
ومع ذلك تقرأ هذه الآيات وهذه السور
على المسلمين في الصلوات
ويقرؤونها في النوافل
ويقرؤونها في القراءه - قراءة القرآن -
ولا كأن شيئاً حصل
ولا شك أن هذا سببه ما ران على القلوب
الحسن البصري يقول
" ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن
في الصلاه ، وعند قراءة القرآن ، والذكر
فإن وجدته وإلا فاعلم أن الباب مغلق "
طيب الباب مغلق ؟
نجزم بأن الباب مغلق ، لكن نرجع
وجدنا الباب مغلق ونرجع وإلا نحاول ؟
نقول - خلاص ما دام مغلق ما في فائده ؟
أو نحاول فتح الباب ؟ ..
نحاول فتح الباب بلا شك
وإلا كل إنسان يجد من نفسه هذا الأمر
والله ما كأننا إلا نقرأ في صحيفه
نقرأ القرآن ولا يحرك ساكناً
نصلي ونخرج كما دخلنا
نخرج من الصلاه بلا شيء
لا بالعشر ولا بما دونه
وقد لا ينتبه الإنسان أنه يصلي إلا إذا حصل شيء
يثيره لأمر خارجي لا داخلي
نصلي وراء الإمام ولا نعلم أننا نصلي في صلاة التهجد
إلا إن بكى الإمام أو بكى أحد
تحركت القلوب ، وعرفنا أننا نصلي
وإلا فالقلوب سارحه غافله
وقل مثل هذا في تلاوة القرآن أحياناً
يبدأ الإنسان بالسوره ويختمها ما عرف كيف قرأ ؟
ولا يدري هل فتح ورقه وإلا ورقتين ؟
وإذا تحرك شيء لا يدري هل هو في الصفحه اليمنى أو اليسرى ؟
هذا هو الواقع
يعني لو كابر الإنسان وغالط ما ينفع
لأنك تتعامل مع من يعلم السر وأخفى
لو تظاهرت أمام الناس أنك خاشع أو متخشع
أو شيء من ذلك مثل هذا لا يجدي
بل يضر ولا ينفع
نقلته من موقع لفائدته
قال ابن الجوزي رحمه الله
إنّ جورَ الملوك نقمة من نقم الله تعالى
و نقم الله لا تلاقى بالسيوف
و إنما تُتقى و تستدفع بالدعاء و التوبة و الإنابه و الإقلاع عن الذنوب
إنّ نقمَ الله متى لقيت بالسيوف
كانت هي أقطع
والله دوماً ولي التدبير -.
تعليق