الإعجاز العلمي يكشف عن انفلونزا الطيور في القرآن الكريم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظكم الله
ما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟
الإعجاز العلمي يكشف عن انفلونزا الطيور في القرآن الكريم
هذا موضوع لباحث قرأته واردت ان انقله لكم
وهو لباحث ويقول فيه :
ولما حدث موضوع انفلونزا الطيور ظهرت أمامي أية أحفظها منذ سنين وأحسست
أنها مرتبطة بموضوع أنفلونزا الطيور .
ولم أتسرع لأن الكلام في القرآن ليس هكذا إنما يجب أن نتأكد لئلا نتكلم في كتاب الله بلا علم .
فسألت أحد العلماء عن إحساسي هذا فقال متعجبا ( سبحان الله ) وتعجب جدا ونصحني بنشرها .
الأية تقول أن الناس سيفتقدون لحوم الطيور في زمن من الأزمان لسبب مجهول حتى
أنهم سيتشوقون لها جدا ( ولعل ذلك السبب مرض ما إذا اكلت تؤدي إليه فيحظر أكلها
أو بسبب إنقراضها لمرض أو إبادة جماعية لها ) - وأن الله في الجنة
سيجزي المؤمنون لحوم الطيور التي كانوا يشتاقون إليها في الدنيا جزاء لإيمانهم به .
وقد ذكر ذلك الله تعالى لحوم الطير خصوصا دون لحوم البقر أو الإبل أو الماعز فقال تعالى في سياق آيات النعم التي سينعم الله بها على المؤمنون في الجنة
( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ{20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ{21} ) (سورة الواقعة )
فما الذي سيجعل الناس يشتهون لحوم الطير في الجنة خاصة إلا أن يكونوا قد حرموا منها في الدنيا
وهل نحن نتشوق فقط للحوم الطير في الدنيا ولا نتشوق مثلا للفاكهة التي ذكرت
في الأيات ولكنها لم تقترن بلفظ يشتهون - مع أننا نتشوق للفاكهة وغيرها
من المأكولات واللحوم الألذ في بعض الأحيان من لحوم الطير .
ولماذا لحوم الطير عامة وليس الدجاج أو البط أو الحمام فالظاهر من الأية أن
سبب الإشتهاء سيكون بسبب إفتقاد الناس للحوم الطيور عامة بجميع أنواعها .
أي أنه إن كان سبب الإشتياق مرض فإنه سيعم جميع أنواع الطيور وليس نوع
واحد وذلك بسبب استطاعة الطيور السفر والهجرة ونقل المرض إلى جميع أنواع
الطيور في العالم وفي أي مكان - ( بالضبط كما يحدث الأن ) - عكس
جنون البقر مثلا الذي الذي كان محصورا واستطيع السيطرة عليه
لعدم طيران البقر مثلا مثل الطيور المهاجرة .
فنحن نرى اليوم بأم أعيننا الناس وهم يرمون الدجاج والبط والحمام
والعصافير والسمان والأوز الحي والمجمد وغيره والحسرة تملأ أعينهم
وهم في أشد الحاجة لأكل لحمه اللذيذ ...
ألا ترون معي أن تلك إشارة قرآنية مما يحدث الأن فلو استمرت الدول في إعدام الطيور
بهذه الطريقة سيؤدي ذلك لإنقراضها كما انقرضت الكثير من الحيوانات من قبل
ويصبح لحم الطير ذكري نتشوق إليها كلما سمعنا عنها
وفي الجنة سيكون لحم الطير جزاء ومكافأة دونا عن سائر لحوم
البقر والضاني والجملي التي توجد في الجنة أيضا ولكن لم يذكر لنا الله في القرآن أننا سنتشوق لها .
فكما ترون الأن الناس تركت لحوم الطير واتجهت لشتى أنواع اللحوم
الأخرى في تصديق عجيب للقرآن دون أن يقصدون ليصبح لحم الطير
قريبا من اللحوم التي نشتاق إليها جميعا .
فسبحان من ذكر تلك الأية المعجزة
التي نحفظها عن ظهر قلب
( ولحم طير مما يشتهون )
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك .
الخطأ في هذا الفَهْم مِن وُجوه :
الأول : الْجَزْم بأن ذلك هو المقصود مِن الآية .
الثاني : أنه تقوّل على الله بغير عِلْم .
الثالث : أنه لو فُرِض صِحّة ذلك في أهل آخر الزمان ، أو في زمان مُعيّن تُفقَد فيه لُحوم الطيور ، فكيف بالأمم الماضية ؟ بل كيف بِسَواد هذه الأمة وكثرتها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمان تَظهر فيه " انفلونزا الطيور " ؟!
وما زال الناس يأكلون الطيور إلاَّ ما نَدَر ، فأين هو ذلك الاشتياق ؟!
الرابع : أن لفظ ( يشتهون ) لم يَرِد في الطيور فحسب ، بل هو وارد في غيرها من اللحوم والفواكه مما نَفَاه الباحث !
وذلك كقوله تعالى في الفواكِه : (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) .
قال ابن كثير : أي : وألحقناهم بِفواكه ولُحُوم مِن أنواع شَتى مما يُستطاب ويُشْتَهَى . اهـ .
الثاني : أنه تقوّل على الله بغير عِلْم .
الثالث : أنه لو فُرِض صِحّة ذلك في أهل آخر الزمان ، أو في زمان مُعيّن تُفقَد فيه لُحوم الطيور ، فكيف بالأمم الماضية ؟ بل كيف بِسَواد هذه الأمة وكثرتها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمان تَظهر فيه " انفلونزا الطيور " ؟!
وما زال الناس يأكلون الطيور إلاَّ ما نَدَر ، فأين هو ذلك الاشتياق ؟!
الرابع : أن لفظ ( يشتهون ) لم يَرِد في الطيور فحسب ، بل هو وارد في غيرها من اللحوم والفواكه مما نَفَاه الباحث !
وذلك كقوله تعالى في الفواكِه : (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) .
قال ابن كثير : أي : وألحقناهم بِفواكه ولُحُوم مِن أنواع شَتى مما يُستطاب ويُشْتَهَى . اهـ .
وكقوله تعالى في الفواكه : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) .
بل جاء اللفظ بِما هو أعَمّ من ذلك في قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ، وقوله سبحانه وتعالى : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ) .
فلم يقتصر الأمر على " الطيور " بل جاء في عموم اللحوم والفواكه ، بل في كل ما تشتهيه نُفوس المؤمنين في الجنة .
بل جاء اللفظ بِما هو أعَمّ من ذلك في قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ، وقوله سبحانه وتعالى : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ) .
فلم يقتصر الأمر على " الطيور " بل جاء في عموم اللحوم والفواكه ، بل في كل ما تشتهيه نُفوس المؤمنين في الجنة .
فلا يَصِحّ القول إذاً أن قوله تعالى : (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) يُراد به " انفلونزا الطيور " ، ولا أن في الآية إشارة إليه ، لا مِن قريب ولا مِن بعيد ؛ لِمَا ذُكِر أعلاه .
وعلى الإنسان أن يتريّث في القول بِتفسير القرآن ، وأن لا يقول فيه بِرأيه .
تعليق