السبح لغة هو الحركة الذاتية و إنك لترى جميع الأجرام السماوية تتحرك في مداراتها و تسبح في أفلاكها و قد أشرنا أن ما بين هذه الأجرام ليس فراغا و إنما هو فضاء مملوء بالمادة و الطاقة و الغبار الكوني، سحب تتيح للأجرام السيارة السباحة، فتسبح الشمس كغيرها في هذا النطاق الشاسع و معها كواكبها السيارة لمستقر لها. تجري إلى مكان محدد و مؤقت لا تتجاوزه و على بعد 25000 سنة ضوئية من مركز المجرة في أحد أطرافها تنطلق الشمس بسرعة 280km/s لتحصل دورة كاملة خلال حوالي 225 مليون سنة ضوئية.
و مدارها هذا بشكل اهليجي ELIPTIC ذا شعاع متناقص يعتقد أنها قطعت 20 دورة حول محور المجرة منذ فطرت في حين تبقى لها 80 دورة أخرى لتصل إلى المركز إن قدر لها ذلك مصداقا لقوله سبحانه: ﴿و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم﴾ قال ابن كثير: و في قوله (لمستقر لها) قولان:
أحدهما أن المراد مستقرها المكاني و هو تحت العرش مما يلي الأرض لحديث البخاري، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: " يا أبا ذر أتدي أي تغرب الشمس؟ قلت: الله و رسوله أعلم، قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش"
و القول الثاني: إن المراد بمستقر لها هو منتهى سيرها و هو يوم القيامة حيث يبطل سيرها و تسكن حركتها و تُكَوَر و ينتهي هذا العالم إلى غايته. ﴿ذلك تقدير العزيز الحكيم﴾ أي أن ذلك الجري و الدوران بانتظام و حساب دقيق هو تقدير الله العزيز العليم. أهـ.
و بهذا نقول أنه لا ينبغي أن نجزم بأن مستقرها هو حين وصولها إلى مركز المجرة أو انتهاء حمولتها من الطاقة، فنحن على يقين من أنها ستدنو يوم القيامة من الخلائق فوق رؤوسهم قد ميل و يقول الحق سبحانه عن هذا اليوم العقيم﴿إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا﴾ (المعارج : الآية: 6 و7 ).
المصدر: الموسوعة الفضائية
علامة صحة الإرادة : أن يكون هم المريد رضى ربه ، واستعداده للقائه ، وحزنه على وقت مر في غير مرضاته وأسفه على قربه والأنس به . وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره
omayma
تعليق