يقول الله تعالى :"إن الله يدافع عن الذين آمنوا"
لقد تولى الله تعالى الدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها ورضي عن
أبيها الصديق صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم في حادثة الإفك
وأنزل فيها آيات بينات تتلى إلى يوم الدين.
ورغم ذلك ما زال هناك من منافقو هذه الأمة و من الشيعة والخوارج
والرافضة من يتطاول على تلك الشريفة الطاهرة العفيفة هي وأبيها وبعض الصحابة الكرام.
هذا إن دل على شئ فيدل على سفاهة عقولهم - بل لا عقل لهم أصلا -
فكيف يسبون أناس قد أثنى الله عليهم وأحبهم ورضي عنهم ،،فهم الذين
اختارهم الله ليكونوا صحابة رسوله صل الله عليه وسلم ،،
فهم والله خير الناس بعد الأنبياء والرسل...
وإليكم جزء من
فهم والله خير الناس بعد الأنبياء والرسل...
وإليكم جزء من
القصيدة الوضَّاحِيَّةُ في مدح السيدة عائشة أ مالمؤمنين رضي الله عنها
للإمام أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الأندلسي المعروف بابن بهيج
للإمام أبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الأندلسي المعروف بابن بهيج
( كان حيا سنة 496هـ )
قال العلامة الشيخ عبد الله كنون:
هذه قصيدة من أروع الشعر وأبدعه، في مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها، اشتملت على ذكر فضائلها، وفضائل والدها أبي بكر الصديق، ومجادلة
الخصوم المبغضين لها المتقولين عليها، ومحاجتهم بالدليل من الكتاب والسنة في
أيمان صادق ودفاع حار، وبالواقع التاريخي الذي لا نزاع فيه من سيرتها العطرة
وسيرة أبيها الخليفة الأول رضوان الله عليه
رفيع، ونظم محكم متين ،
ومما أبر به صاحب هذه القصيدة أنه جعلها على لسان السيدة عائشة نفسها،
فبعد المطلع الذي يوذن بمقصوده تخلص في البيت الثاني إلى إعطائها الكلمة
فجعلها هي التي تناظر وتفاخر وتدفع في نحور الأعراء بسلاح الحجة والبرهان
الذي يطوقهم الخزي والعار.
وهذا جزء من نص القصيدة:
مَا شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني *** هُدي المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقول مُبَيِّناً عن فَضْلِها *** ومُتَرجماً عن قوْلها بلِسَاني
يا مُبْغضي لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ *** فالبَيْتُ بيتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلَّها *** فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وَمَاتَ بين تَرَائِبِي *** فاليَوْمَ يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ *** اللــه زَوَّجَني بـه وحَبَاني
وأتاهُ جِبريلُ الأمينُ بِصُورتي *** فَأحَبَّني المُخْتَار حِينَ رَآني
أنا بِكْرُه العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ *** وضَجيعُهُ في مَنْزِلي قَمَرانِ
وَتَكَلَّمَ اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
وَالله خَفَّرَني وَعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
والله في القُرآنِ قد لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بالقَبيح رَماني
والله وَبَّخَ مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفسَهُ في شاني
إنّي لمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودليلُ حُسْنِ طَهَارتي إحْصاني
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتِمِ رُسْلِه *** وَأَذَلَّ أَهْلَ الإِفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ *** فَحَنَا عليَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني
مَنْ ذَا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتي *** ومُحَمَّدٌ في حِجْرِه رَبَّاني؟
وأَخَذتُ عن أَبَوَيَّ دينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُمَا على الإِسْلامِ مُصْطَحِبَانِ
وأبي أَقامَ الدِّين بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فَالنَّصْلُ نصْلي والسِّنَان سِناني
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلَافَةُ في أبي *** حَسْبِي بِهَذَا مَفْخَراً وَكَفاني
ولنا بقية إن شاء الله تعالى
منقول
تعليق