السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي / أختي :
لو أن أحداً اشتكى من صدره يوماً وذهب إلى الطبيب وبعد الكشف قال له الطبيب :
أنت مريض بالقلب !!!!!!!!!!! ماذا سيفعل ؟؟ وأنت ماذا ستفعل ؟
طبعاً الهم سيركبك وستستشعر الموت وتبحث عن أكبر طبيب لتتأكد وتعمل تحاليل وفحصوصات وأشعات ورسم قلب وو ..
وهذا لمجرد أنه قال لك إن قلبك مريض !!
طيب لو واحد قال لك إن قلبك ميت !! ماذا ستفعل ؟؟
لا تعتبــر
وهذا هو المرض الذي يعاني منه معظم المسلمين اليوم أن قلوبهم ليست مريضة ولكن ميتة ومع ذلك عايشين حياتهم بشكل طبيعي ، على الرغم من أن كل أعراض المرض بادية على تصرفاتهم وعلى الرغم من أن الله عزوجل حذرهم قال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
إذاً لابد أن تطمئن على سلامة قلبك في كل صلاة وفي كل قيام ليل
هل قلبي حي ؟
هل ما زلت خاشع ؟
هل ما زلت أبكــــــــي ؟
هل ما زلت أتحرك لدروس العلم ؟
هل وهل وهل هل ؟؟؟؟
إن الكارثة الحقيقية ان كثير من المسلمين أعراض المرة ظاهرة عليهم تمام الظهور ومع ذلك لم يطلبوا العلاج ولم يبحثوا عن الطبيب بل الكارثة أنهم لا يشعرون أنهم مرضى !!!
- عندما تترك صلاة الجماعة .. أليس قلبك مريض إيمانياً !!
- عندما ترى أهل بيتك لا يلبسون الحجاب وأنت لا تبالي .. أليس قلبك مريض إيمانياً !!
- عندما تمشي وتنظر إلى المتبرجات .. أليس قلبك مريض إيمانياً !!
- عندما تسمع حديث للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تبكي .. أليس قلبك مريض إيمانياً !!
- عندما تسمع حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الجنة ولا تشتاق .. أليس قلبك مريض إيمانياً !!
أحبتي في الله
هذا هو الداء الذي يجب أن نسارع ونعالجه لأن المرض ممكن أن يزيد .
قال تعالى : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ) .
ندخل على الصحابة ونتعلم من مواقفهم الإيمانية
عثمان بن عفان رضي الله عنه
قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً
كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال : ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ ) فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال : ( ما هذا ؟)
قالوا : أُهدي إليك من عثمان فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده : ( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )
قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- : دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال : ( من بعث بهذا ؟)قلت : عثمان فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
أخوتي في الله
هل سألت نفسك ما الذي بعته لله
مع عظيم من العظماء مـــــع من بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وعلى الرغم من ذلك كان يخاف من النار خوف من لم تُخلق النار إلا له .
وجد سيدنا عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين في ابنه درهم فقال له : من أين هذا يا بني . فيقول له أعطاني خازن بيت المال . فقام فزع ولبس رداءه وذهب إلى خازن بيت المال وقال له : لمَ أعطيته هذا الدرهم . فقال له يا أمير المؤمنين إني كنت أنظف بيت المال فوجدت هذا الدرهم . فبكى سيدنا عمر بن الخطاب بكاءً شديداً وقال له : يا خازن بيت المال أما وجدت بيتاً في بيوت المسلمين يأكل حراماً سوى بيت عمر ..
وأنت كام من الجنيهات في جيبك ولم تفكر هل هي من حلال أو حرام؟؟
بلال بن رباح رضى الله عنه
ذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم..
ولا يلبث خبر اسلامه أن يذيع.. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح.. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور..!! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف الذي رأى في اسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعا بالخزي والعار..
عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟!
ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس.. ان شمس هذا اليوم لن تغرب الا ويغرب معها اسلام هذا العبد الآبق..!!
ولكن الشمس لم تغرب قط باسلام بلال بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها...!
أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للاسلام وحده، وان كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعا..
لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود البرار العظام.
ولكأنما جعله الله مثلا على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة لا ينالان من عظمة الروح اذا وجدت ايمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..
لقد أعطى بلال درسا بليغا للذين في زمانه، وفي كل مان، للذين على دينه وعلى كل دين.. درسا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهبا، ولا بملئها عذابا..
لقد وضع عريانا فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..
لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والاسلام، من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذا للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته..
لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها الى جهنم قاتلة.. فيطرحونه على حصاها الماتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..
ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم واصراره..
ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد ايمانه، ويتخلى عن اقتناعه..
حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها..!
نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:"أحد أحد"
يقولون له: قل كما نقول..
فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية:
"ان لساني لا يحسنه"..!!
ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى اذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها. وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد".
وكأني اذا جنّ عليهم الليل يساومونه:
غدا قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى، لنذرك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون!
فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..".
ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمّا وغيظا، ويصيح: أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء..؟واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا.
ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس:
"أحد.. أحد.."
ويعود للحديث والمساومة، من وكل اليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول:
خل عنك يا أميّة.. واللات لن يعذب بعد اليوم، ان بلالا منا أمه جاريتنا، وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها..
ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالا:
"أحد.. أحد.."
وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال الى الرمضاء، وهو صابر محتسب، صامد ثابت.
ويذهب اليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم:
(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟
ثم يصيح في أميّة بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حرا..
وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة..
لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره اذ كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..
باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار...
وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقا به الى الحرية قال له أمية:
خذه، فواللات والعزى، لو أبيت الا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها..
وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّا بألا يجيبه..
ولكن لأن فيها مساسا بكرامة هذا الذي قد صار أخا له، وندّا،أجاب أمية قائلا:
والله لو أبيتم أنتم الا مائة أوقية لدفعتها..!!
وانطلق بصاحبه الى رسول الله يبشره بتحريره.. وكان عيدا عظيما!
وبعد هجرة الرسول والمسلمين الى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..
فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم..؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته..؟
انه بلال.. الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد".
لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام.
إخوتي في الله
ولو لا العذاب الذي ذاقه "بلال بن رباح" على يدي أمية ابن خلف وزبانيته، ما نال درجة:
«بلال سيدنا».
أخي في الله / أختي في الله
وأنت تسير في طريق الله والعمل من أجل دين الله هل صبرت على ما تلاقي من أذى ومتاعب اعلم أخي -رحمك الله- أنه ستواجهك مصاعب جمة، ومتاعب كثيرة، وابتلاءات عديدة،
فإذا ما ثبتّ على الحق، وصبرت على الابتلاء، فإن الألم سيزول، والتعب سيذهب،
ويبقى لك الأجر والثواب إن شاء الله.
أحبتي في الله
ونحن نغادر معاً مستشفى الصحابة لابد من وقفة صادقة لنتعاهد إيماننا و نجدده
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن الإيمان ليخلَقُ في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم "
فما أحوجنا في هذا الزمن و قد استحكمت الغربة من حولنا ...
في هذا الزمان الذي يصبح الرجل فيه مؤمناً و يمسي كافراً أن نراجع ديننا و نؤدي فيها حق ربنا و يهتف كل واحد منا " و عجلت إليك ربِ لترضى"
هيا بنا يا نخرج الدنيا من قلوبنا و نسعى لرضى ربنا
لابد من وقفة جادة مع النفس , اصدق مع نفسك و لا تبخل في بذل النصح لها , قل لها : ثم ماذا ؟؟؟
ما هي النهاية لكل ما أنت فيه من إعراض عن سبيل الله؟؟؟؟
ألم يأن لهذا القلب القاسي أن يلين ويخشع لرب العالمين " الم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق"
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إنك أنت الوهاب
الهم جدد الإيمان في قلوبنا
و ارزقنا قلباً خاشعاً و لساناً ذاكراً و عملاً متقبلاً
تعليق