الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وبعده وعلى أله وصحبه ومن سار على نهجه ثم أما بعد:
فهذا الموضوع ليس دفاعا عن الشيخ الألباني رحمه الله فهو لا يحتاج مثلي ليدافع عنه
بل للتوضيح فقط عما أفتري به عليه والله حسبنا ونعم الوكيل
بل للتوضيح فقط عما أفتري به عليه والله حسبنا ونعم الوكيل
وهو ما افتراه كاتب كتاب " تنبيه المؤمن على أن الله ليس في كل مكان" حيث نسب إلى محدث العصر وبقية السلف العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله والذي وصفه ببخاري وقته – وقد صدق في ذلك والله – ولكنه نسبه إلى التفويض والتأويل في صفة الاستواء (كذب وافتراء والله )وذلك بنقل مبتور التقطه من فتاويه التي جمعها تلميذه محمد بن إبراهيم . وهذا الكتاب وإن كانت لا تطوله يدي الساعة إلا أنني لا أشك أنه بتر النص وقطّعه وأخذ منه ما يريد . وأكبر الظن أنه لم يتعمد ذلك ، ولعله نقل عنه بواسطة ، فإن المبتدعة المشهورين بالعداء لأهل السنة كالكوثري والغماري وأبي غدة والسقاف معروفون كلهم بهذا الأسلوب وهم بفعلهم هذا كالذي ينقل الآية ﴿فويل للمصلين﴾ فيقف ليوهم أن الله عز وجل يلوم المصلين جميعا.
ومن وقف على الكتاب وهو من مطبوعات مكتب العلمية للتراث ، 1421هـ/2001م يتبين له الصحيح ، فإن الشيخ الألباني أول ما استهل كلامه بعد السؤال أن قال : هذا سؤال جاء في صحيح مسلم .. وذكر حديث الجارية ، ثم قال : فنحن اقتداء بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم نستن هذا السبيل نفسه ، ونعلم أن في الناس من لا يجيب بجواب الجارية ، تقول له : أين الله ؟ فأول ما يبادر باستنكار السؤال ، واستنكار السؤال هو الكفر بعينه لأنه ينكر سؤالا صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم !. وهكذا استمر الألباني في الدفاع عن العقيدة السلفية كما هو معروف عنه . لكن لما كان قد أطال الجواب بخاصة عن السؤال الثاني أخذ من أخذ قوله من المبتدعة وقطّعه وحمّله ما لم يرده الشيخ ثم أخذ عنه صاحب المذكرة ولم يعد إلى أصل الكتاب . هذا ظني به ، فإن كان قد وقف على الكتاب فأنا أدعوه لقراءته مرة ثانية وعندئذ سيتبين له مدى الخطأ فيما نسبه إليه إن شاء الله .
ومن وقف على الكتاب وهو من مطبوعات مكتب العلمية للتراث ، 1421هـ/2001م يتبين له الصحيح ، فإن الشيخ الألباني أول ما استهل كلامه بعد السؤال أن قال : هذا سؤال جاء في صحيح مسلم .. وذكر حديث الجارية ، ثم قال : فنحن اقتداء بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم نستن هذا السبيل نفسه ، ونعلم أن في الناس من لا يجيب بجواب الجارية ، تقول له : أين الله ؟ فأول ما يبادر باستنكار السؤال ، واستنكار السؤال هو الكفر بعينه لأنه ينكر سؤالا صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم !. وهكذا استمر الألباني في الدفاع عن العقيدة السلفية كما هو معروف عنه . لكن لما كان قد أطال الجواب بخاصة عن السؤال الثاني أخذ من أخذ قوله من المبتدعة وقطّعه وحمّله ما لم يرده الشيخ ثم أخذ عنه صاحب المذكرة ولم يعد إلى أصل الكتاب . هذا ظني به ، فإن كان قد وقف على الكتاب فأنا أدعوه لقراءته مرة ثانية وعندئذ سيتبين له مدى الخطأ فيما نسبه إليه إن شاء الله .
أقول : إن الشيخ محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله من أشد الناس إنكارا لهذا الذي نسب إليه ، يعلم ذلك كل من يطلع على كتبه أو يستمع إلى أشرطته . ولن أذهب بعيدا فإن الألباني هو الذي اختصر كتاب الحافظ الذهبي "العلو للعلي الغفار" وقدّم له بمقدمة في 76 صفحة أوضح فيها بجلاء انتصاره لمذهب السلف ورد على جميع الشبهات المثارة حوله من تضمنه للتشبيه أو اقتضائه إثبات الجهة والمكان . وهذه مقتطفات يسيرة من تلك المقدمة يفهم منها القارئ عظم الافتراء على الألباني في نسبة الكلام المنسوب إليه في المذكرة . قال رحمه الله :
اعلم أيها القارئ الكريم
أن هذا الكتاب قد عالج مسألة هي أخطر المسائل الاعتقادية التي تفرق المسلمون حولها منذ أن وجدت المعتزلة حتى يومنا هذا ، ألا وهي مسألة علو الله عز وجل على خلقه الثابتة بالكتاب والسنة المتواترة ، المدعم بشاهد الفطرة السليمة . وما كان لمسلم أن ينكر مثلها في الثبوت لو لا أن بعض الفرق المنحرفة عن السنة فتحوا على أنفسهم وعلى الناس من بعدهم باب التأويل . فلقد كاد الشيطان به لعدوه الإنسان كيدا عظيما ومنعهم أن يسلكوا صراطا مستقيما.
مختصر العلو للعلي الغفار ، ص 22.
مختصر العلو للعلي الغفار ، ص 22.
ثم ضرب لتأويل الخلف مثالين : أحدهما تأويلهم لقوله تعالى: ﴿وجاء ربك والملك صفا صفا﴾ بأنه جاء عبد ربك أو أمر ربك. والثاني تأويلهم الاستواء بالاستيلاء وقال إنهم قالوا بذلك:
متجاهلين اتفاق كلمات أئمة التفسير والحديث واللغة على إبطاله ، وعلى أن المراد بالاستواء على العرش إنما هو الاستعلاء والارتفاع عليه بما يليق بجلال الله كما سترى أقوالهم مروية في الكتاب عنهم بالأسانيد الثابتة قرنا بعد قرن ، وفيهم من نقل اتفاق العلماء عليه مثل الإمام إسحاق ابن راهويه والحافظ ابن عبد البر ، وكفى بهما حجة في هذا الباب . ومع ذلك فإننا لا نزال نرى علماء الخلف – إلا قليلا منهم – سادرين في مخالفتهم للسلف في تفسيرهم لآية الاستواء وغيرها من آيات الصفات وأحاديثها.
المصدر السابق ، ص23-226 .
متجاهلين اتفاق كلمات أئمة التفسير والحديث واللغة على إبطاله ، وعلى أن المراد بالاستواء على العرش إنما هو الاستعلاء والارتفاع عليه بما يليق بجلال الله كما سترى أقوالهم مروية في الكتاب عنهم بالأسانيد الثابتة قرنا بعد قرن ، وفيهم من نقل اتفاق العلماء عليه مثل الإمام إسحاق ابن راهويه والحافظ ابن عبد البر ، وكفى بهما حجة في هذا الباب . ومع ذلك فإننا لا نزال نرى علماء الخلف – إلا قليلا منهم – سادرين في مخالفتهم للسلف في تفسيرهم لآية الاستواء وغيرها من آيات الصفات وأحاديثها.
المصدر السابق ، ص23-226 .
والمقطع الأخير الذي أكتفي به عنه هو ما قاله بعد أن نقل كلاما جميلا رائعا عن شيخ الإسلام ابن تيمية كان آخره : "واعلم أنه ليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا"
فقال الألباني رحمه الله :
أقول : أما النقل الصحيح فهو موضوع مختصر كتاب الحافظ الذهبي الذي بين يديك ، فستجد فيه ما يجعلك على مثل اليقين مؤمنا بأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية متفقة كلها على أن الله تعالى فوق عرشه بذاته بائنا من خلقه وهو معهم بعلمه . وسترى إن شاء الله تعالى أن أئمة المذاهب المتبعة وأتباعهم الأولين ومن سار على نهجهم من التابعين لهم حتى أواخر القرن السادس من الهجرة قد اتفقت فتاواهم وكلماتهم على إثبات الفوقية لله تعالى على عرشه وخلقِه وعلى كل مكان ، وأن ذلك كما أنه متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم فهو مجمع عليه من السالفين والأئمة الماضين من المحدثين والفقهاء والمفسرين واللغويين وغيرهم ، وستراهم بأسمائهم وأقوالهم الثابتة عنهم في ذلك ، حتى قاربوا المائتين ، وهم في الواقع يبلغون المئات ولكن ذلك ما تيسر جمعه للمؤلف رحمه الله تعالى .
فإذا وقف الطالب المخلص للحق على كلماتهم تيقن أنه يستحيل أن يكونوا قد أجمعوا على الضلال ، وعلم أن مخالفهم هو في الضلال.
المصدر السابق ، ص50-51 .
والله المستعان وعليه التكلان
تعليق