إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام النسائي -رحمه الله-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام النسائي -رحمه الله-




    الإمام النسائي -رحمه الله-

    الاسم والنسب:
    هو الإمام، الحافظ، الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث: أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني، النَّسَائي، صاحب السنن.


    كنيته:
    أبو عبدالرحمن؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 125).


    مولد النَّسَائي:
    وُلد النَّسَائي بـ: "نَسَا" (وهي مدينة بخراسان) في سنة خمس عشرة ومائتين من الهجرة؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 125).


    صفات النَّسَائي:
    قال الإمام الذهبي: كان النَّسَائي شيخًا مَهِيبًا، مليحَ الوجه، ظاهر الدم، حسَن الشيبة.
    وقال أيضًا: كان النَّسَائي نضر الوجه مع كبر السن، يؤثر لباس البرود النوبية والخُضْر، له أربع زوجاتٍ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 128: 127).



    من ملامح شخصيته وأخلاقه:

    1- كان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله؛ فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرَّمْلة في فلسطين.
    2- كان يجتهد فى العبادة؛ قال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: "سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون اجتهاده في العبادة بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد". وقال غيره: "كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان له أربع زوجات وسُرِّيَّتان، وكان كثير الجماع، حسن الوجه، مشرق اللون". قالوا: "وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر".


    رحلة النَّسَائي في طلب العلم:
    رحل النَّسَائي في طلب العلم إلى خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر،
    ورحل الحفاظ إليه، ولم يبقَ له نظيرٌ في هذا الشأن؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 127).


    شيوخ النَّسَائي:
    سمع النَّسَائي من: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمارٍ، ومحمد بن النضر بن مساورٍ، وسويد بن نصرٍ، وعيسى بن حمادٍ زغبة، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي الطاهر بن السرح، وأحمد بن منيعٍ، وإسحاق بن شاهين، وبشر بن معاذٍ العقدي، وبشر بن هلالٍ الصواف، وتميم بن المنتصر، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ: 127: 125).


    تلاميذ النَّسَائي:
    أبو بشرٍ الدولابي، وأبو جعفرٍ الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة بن محمدٍ الكناني، وأبو جعفرٍ أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوي، وأبو بكرٍ محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي، وعبدالكريم بن أبي عبدالرحمن النَّسَائي، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وأبو بكرٍ أحمد بن محمد بن السني، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وخلقٌ كثيرٌ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 127).



    عقيدة النَّسَائي:
    عقيدة النَّسَائي (رحمه الله) هي عقيدة أهل السنة والجماعة، ويظهر ذلك واضحًا من خلال مؤلفاته التي تركها.
    قال قاضي مصر أبو القاسم عبدالله بن محمد بن أبي العوام السعدي: حدثنا أحمد بن شعيبٍ النَّسَائي، أخبرنا إسحاق بن راهويه، حدثنا محمد بن أعين قال: قلتُ لابن المبارك: إن فلانًا يقول: مَن زعم أن قوله تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ﴾ [طه: 14] مخلوقٌ، فهو كافرٌ،
    فقال ابن المبارك: صدق، قال النَّسَائي: بهذا أقول؛ (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 2 صـ 195).





    أقوال العلماء في النَّسَائي:
    (1) قال الدارقطني (رحمه الله): كان النَّسَائي أفقهَ مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 132).

    (2) قال الحاكم: كلام النَّسَائي على فقه الحديث كثيرٌ، ومن نظر في سننه تحيَّر في حسن كلامه؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 130).

    (3) قال أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون للنسائي بالتقدم والإمامة، ويصفون مِن اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والاجتهاد؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 334).

    (4) قال أبو سعيد بن يونس: كان أبو عبدالرحمن النَّسَائي إمامًا حافظًا ثبتًا؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 133).

    (5) قال أبو عبدالله بن مَنْدَهْ: الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعةٌ: البخاري، ومسلمٌ، وأبو داود، وأبو عبدالرحمن النَّسَائي؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 14 صـ 135).

    (6) قال أبو بكر بن الحداد الشافعي: رضِيتُ بالنَّسَائي حجةً بيني وبين الله تعالى؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 335).

    (7) قال ابن عدي: سمعت منصورًا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: أبو عبدالرحمن النَّسَائي إمامٌ من أئمة المسلمين؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 333).

    (8) قال ياقوت الحموي: أبو عبدالرحمن النَّسَائي، القاضي الحافظ، صاحب كتاب السنن، كان إمام عصره في علم الحديث، وسكن مصر، وانتشرت تصانيفُه بها، وهو أحد الأئمة الأعلام، صنَّف السنن وغيرها من الكتب؛ (معجم البلدان لياقوت الحموي جـ 5 صـ 281).

    (9) قال أبو الحجاج المزي: أبو عبدالرحمن النَّسَائي: أحد الأئمة المبرزين، والحفاظ المتقنين، والأعلام المشهورين؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 329).

    (10) قال ابن كثير: أبو عبدالرحمن النَّسَائي صاحب السنن، الإمام في عصره، والمقدَّم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 131).




    مؤلَّفات الإمام النسائي

    ترك الإمام النسائي مجموعة من الكتب، منها:

    1- كتاب السنن الكبرى في الحديث. وهو الذي عُرف به، وجاء في سير أعلام النبلاء.
    2- كتاب المُجتبَى، وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة في الحديث.
    3- مسند علي.
    4- وله كتاب التفسير في مجلد.
    5- الضعفاء والمتروكون في رجال الحديث.




    درجة أحاديث الإمام النسائي

    يقول السيوطي في مقدمة شرحه لكتاب السنن للنسائي: "كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثـًا ضعيفـًا، ورجلاً مجروحـًا".
    وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد. وقد سار في كتابه (المُجتبى) على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتَّب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحيانًا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد.



    من شروح سنن الإمام النسائي

    (زهر الرُّبى على المجتبى) لجلال الدين السيوطي المُتوفَّى سنة 911هـ، وهو بمنزلة تعليق لطيف، حلَّ فيه بعض ألفاظه، ولم يتعرض بشيء للأسانيد.

    حاشية لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السِّندي، المتوفَّى سنة 1136هـ. ومن الشروح الحديثة: (ذخيرة العُقبى في شرح المجتبى) للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة، وهو شرح مبسوط، بذل فيه المؤلف جهدًا مشكورًا في نقل الأقوال، وجمعها وترتيبها، وترجيح ما ترجح لديه منها، ويظهر فيِه الاهتمام بتراجم الرجال، والعناية بالمسائل اللغوية والنحوية التي تفيد في فهم الحديث، وقد طبع الكتاب مؤخرًا في ثمانية وعشرين جزءًا.


    يُتبع بإذن الله
    ِ



    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2


    محنة الإمام النسائي

    بدأت محنة النسائي عندما بلغ أعلى المكانات العلمية في عصره وصارت الرحلة إليه وعيَّنه أمير مصر قاضيًا على عموم البلاد، وخرج معه للجهاد والفداء، وعندها حسده الأقران، وظهر ذلك منهم في قسمات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وهذا الحسد أزعج النسائي وضاقت به نفسه حتى عزم على الخروج من البلد كلها، قال الإمام الدارقطني: "كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ، حسدوه، فخرج إلى الرملة بفلسطين وذلك في أواخر سنة 302هـ.

    خرج النسائي إلى الشام وفي نيته نشر العلم النافع، ورد ما غالى من أهلها على أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه-، فلما وصل إلى الرملة بفلسطين، عقد مجلسًا للتحديث بجامعها الكبير، وأخذ في رواية الأحاديث في فضل علي -رضي الله عنه- وآل البيت وفي باقي الصحابة، وكانت بلاد الشام معقل الأسرة الأموية وقاعدة ملك بني أمية ودمشق ظلت عاصمة الخلافة الأموية وعاصمة الدولة الإسلامية، طوال حكم الأمويين، فلما أخذ النسائي في رواية أحاديث فضل الصحابة، طلبوا منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية -رضي الله عنه-، فامتنع النسائي من ذلك؛ لأنه وبمنتهى البساطة لم يخرّج حديثًا في فضل معاوية، ومروياته كلها ليس فيها حديث واحد في ذلك، فألحوا عليه، فرفض بشدة وكان كما قلنا ضابطًا متقنًا شديد التحري لألفاظه ورواياته للأحاديث، فألحوا عليه أكثر وشتموه، فرد عليهم بكلام شديد أحفظهم، إذ قال لهم:" أي شيء أخرج؟ حديث اللهم: لا تشبع بطنه"، وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وكذلك أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، ولكن ليس للنسائي سند في مروياته ليخرجه به ويحدثه للناس.


    ولأن الجهل والتعصب يعمي البصائر، ويسوّد النفوس، فقد اعتبر الجهلة والمتعصبة لبني أمية أن النسائي شيعيًا رافضيًا، فسبوه وشتموه، وقاموا بجره من رجليه لخارج المسجد، وكان شيخاً كبيراً جاوز الثمانين، فلم يحتمل مثل هذه الإهانة الجسدية والنفسية، ومما زاد الطين بلة، ما ورد عن قيام بعض الجهلة والمتعصبة بضربه في خصيته ضربة مميتة، فحُمل الإمام النسائي مريضاً مدنفاً، فلما أفاق قال لمن معه: "احملوني إلى مكة كي أموت بها، ولكن القدر كان أسرع من مراده وبغيته، فمات في 13 صفر سنة 303هـ، فرزقه الله -عز وجل- حياة هنية وميتة سوية، وختم حياته بصيانة علمه وأحاديثه، وعده كثير من أهل العلم من الشهداء، ونعم الشهيد هو الذي يموت على يد الجهال والدهماء والأغبياء المتعصبة الذين لا يعرفون الحق من الباطل والعالم من الظالم.



    هل كان الإمام النسائي شيعيًا؟

    من خلال البحث والدراسة لحياة المحدث النسائي وتراثه العلمي ومؤلفاته ومشايخه، لا يستطيع الباحث أن يقف عن أي دليل يقود إلى شبهة اتهام الإمام العظيم بالتشيع.

    فمشايخه الذين تلقى عنهم العلم والحديث، أو الذين اتصل بهم من غير أساتذته من زملائه وأقرانه ليس فيهم من عرف بالتشيع أو كان شيعياً، حتى يظهر أثره في نفس النسائي بوضوح، كما أنه شافعي المذهب كما جاءت به النصوص التاريخية، وذكره تاج الدين السبكي في الطبقة الثالثة من طبقات الشافعية الكبرى وسبقه إلى هذا غيره من المؤرخين دون استثناء.


    علماء الشيعة لهم موقف معروف من مرويات الصحابة -رضوان الله عليهم-، فهم يرفضونها جملةً وتفصيلاً، ولا يعتدون إلا بمرويات آل البيت من وجهة نظرهم فلا يوجد عالم حديث شيعي بالمعنى الاصطلاحي عند أهل السنّة. وكتب النسائي ومؤلفاته كلها مروية عن الصحابة جميعاً دون استثناء بمن فيهم معاوية -رضي الله عنه-، فكيف يقبل القول فيه بالتشيع حتى يتهم به، بل ويقتل بها.


    موقف الإمام النسائي من معاوية -رضي الله عنه- غير ما هو ما يعتقده كثير من الجهلة والمتعصبة، فهو يحترم الصحابة جميعاً بمن فيهم معاوية، ففي "تاريخ ابن عساكر" لما سئل عن معاوية، قال: "الإسلام كدار لها باب فباب الإسلام الصحابة فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد الدخول، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة".



    وفاة الإمام النسائي

    مات أبو عبدالرحمن النَّسَائي بالرملة بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلةً خلت من صفرٍ سنة ثلاثٍ وثلاثمائةٍ، ودُفن ببيت المقدس، وكان عمره ثمانيًا وثمانين سنةً؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 132)

    وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.
    وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



    المصادر

    - الإمام الحافظ أبو عبدالرحمن النسائي/ الشيخ صلاح نجيب الدق/ الألوكة
    - الإمام النسائي/ قصة الإسلام
    - محنة الإمام النسائي: عدوان الجهل والتعصب / ملتقى الخطباء




    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم
      الله خيراً وتقبل منكم
      اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤة باسلامي مشاهدة المشاركة
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم
        الله خيراً وتقبل منكم
        اللهم آمين وإياكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق

        يعمل...
        X