سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشى المخزومى ، أبو محمد المدنى ( سيد التابعين ) كما وصفه كل من المزي والذهبي.
أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل وقال ابن المدينى لا أعلم فى التابعين أوسع علما منه ، قال عنه الذهبي - رحمه الله - : الإمام ، أحد الأعلام ، و سيد التابعين ، ثقة حجة فقيه ، رفيع الذكر ، رأس فى العلم و العمل .
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ، و قيل : لأربع سنين .
و كان زوج ابنة أبي هريرة رضي الله عنه و أعلم الناس بحديثه
كان أبوه المسيب تاجراً وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، دخل عليه عبد الله بن سلام ، فقال : يا أبا سعيد إنك رجل تبايع الناس ، و إن أفضل مالك ما يغيب عنك ، و إنه ليس المفلس الذى يفلس بأموال الناس ، و لكن إنما المفلس الذى يوقف يوم القيامة ، فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى لا تبقى له حسنة ، فكان أبو سعيد مستوصيا بها . قال ابن سلام : كان إذا كان له حق على أحد فجاءه يبغضه قال : لا أقبل منك إلا الذى لى ، كله حرصا على الحسنات . قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 152 :زعم الواقدى و مصعب الزبيرى أنه من مسلمة الفتح ، و لم يصنعا شيئا فقد ثبت فى " الصحيح " أنه شهد الحديبية .
قال عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر : سعيد بن المسيب هو ـ والله ـ أحد المفتين .
و قال عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن الزهرى : إنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، يتعلم منه الأنساب و غير ذلك . قال : فسألته يوما عن شىء من الفقه ، فقال : إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب . قال ابن شهاب : فجالسته سبع حجج و أنا لا أظن أن أحدا عنده علم غيره .
و قال إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى ، عن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه ،قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهل المدينة ، فدفعت إلى سعيد بن المسيب .
و قال الواقدى ، عن خالد بن أبى عمران ، عن محمد بن يحيى بن حبان : كان رأس من بالمدينة فى دهره ، المقدم عليهم فى الفتوى سعيد بن المسيب ، و يقال : فقيه الفقهاء .
و قال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال و الحرام من سعيد بن المسيب .
و قال محمد بن إسحاق ، عن مكحول : طفت الأرض كلها فى طلب العلم ، فما لقيت أعلم من ابن المسيب .
و قال الأوزاعى : سئل الزهرى و مكحول : من أفقه من أدركتما ؟ قالا : سعيد بن المسيب .
و قال سليمان بن موسى : كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين .
و قال إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب : ما بقى أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم و كل قضاء قضاه أبو بكر ، و كل قضاء
قضاه عمر ـ قال إبراهيم : قال أبى : و أحسبه قال : و كل قضاء قضاه عثمان ـ منى .
و قال مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : إن كنت لأرحل الأيام و الليالى فى طلب الحديث الواحد .
و قال سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد : كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتى فتيا ، و لا يقول شيئا إلا قال : اللهم ، سلمنى و سلم منى .
و قال البخارى : قال لى على ، عن أبى داود ، عن شعبة ، عن إياس بن معاوية : قال لى سعيد بن المسيب : ممن أنت ؟ قال : من مزينة . قال : إنى لأذكر يوم نعى عمر ابن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر .
و قال البخارى أيضا : قال لنا سليمان بن حرب : حدثنا سلام بن مسكين ، عن عمران ابن عبد الله الخزاعى ، عن ابن المسيب : أنا أصلحت بين على و عثمان ، قلت لعلى : إنه أمير المؤمنين ، و قلت لعثمان : إنه على ، و لو شئت أن أقول قولا لفعلت .
و قال ـ أيضا ـ : قال لنا سليمان : حدثنا حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن ابن المسيب ، قال : أنا أصلحت بين على و عثمان .
و قال عباس الدورى ، سمعت يحيى بن معين يقول : سعيد بن المسيب قد رأى عمر و كان صغيرا . قلت ليحيى : يقول : ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر ؟ قال يحيى : ابن ثمان سنين يحفظ شيئا ؟ ثم قال : ها هنا قوم يقولون : إنه أصلح بين على و عثمان ، و هذا باطل .
و قال ـ أيضا ـ : سمعت يحيى بن معين يقول : مرسلات سعيد بن المسيب أحب إلى من مرسلات الحسن ، و مرسلات إبراهيم صحيحة ، إلا حديث تاجر البحرين ، و حديث الضحك فى الصلاة .
و قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيب ؟ فقال : و من مثل سعيد ابن المسيب ، ثقة من أهل الخير . قلت : سعيد عن عمر حجة ؟ قال : هو عندنا حجة ، قد رأى عمر و سمع منه ، و إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل ؟ ! .
و قال أبو الحسن الميمونى ، و حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح ، لا يرى أصح من مرسلاته .
زاد الميمونى : و أما الحسن و عطاء بن أبى رباح فليس هى بذاك ، هى أضعف المرسلات كلها ، كأنهما كانا يأخذان من كل .
و قال عثمان الحارثى النحاس : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أفضل التابعين سعيد بن المسيب . فقال له رجل : فعلقمة و الأسود ؟ فقال : سعيد بن المسيب و علقمة و الأسود .
و قال على ابن المدينى : لا أعلم فى التابعين أحدا أوسع علما من سعيد بن المسيب ، نظرت فيما روى عنه الزهرى و قتادة و يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن حرملة ، فإذا كلا واحد منهم لا يكاد يروى ما يرويه الآخر و لا يشبهه ، فعلمت أن ذلك لسعة علمه ، و كثرة روايته ، و إذا قال سعيد : مضت السنة ، فحسبك به . قال على : و هو عندى أجل التابعين .
و قال الربيع بن سليمان ، عن الشافعى : إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن .
و قال محمد بن أبى ركين ، عن ابن وهب : سمعت مالكا و سئل عن سعيد بن المسيب ،قيل : أدرك عمر ؟ قال : لا ، و لكنه ولد فى زمان عمر ، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه و أمره حتى كأنه رآه .
قال مالك : بلغنى أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر و أمره .
و قال الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد : إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب ; لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه و أقضيته .
و قال عمرو بن دينار ، عن قتادة : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شىء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان رجلا صالحا فقيها ، و كان لا يأخذ العطاء و كانت له بضاعة أربع مئة دينار ، و كان يتجر بها فى الزيت ، و كان أعور .
و قال أبو زرعة : مدنى ، قرشى ، ثقة ، إمام .
و قال أبو حاتم : ليس فى التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، و هو أثبتهم فى أبى هريرة و مناقبه و فضائله كثيرة جدا .
قال الواقدى : مات سنة أربع و تسعين فى خلافة الوليد بن عبد الملك و هو ابن خمس و سبعين سنة ، و كان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها .
و قال أبو نعيم : مات سنة ثلاث و تسعين .
و قال عمرو بن دينار : لما مات زيد بن ثابت قال ابن عباس : هكذا يذهب العلم .
قال : فحدثت به سعيد بن المسيب فقال : و كذلك كان ابن عباس . قال : و أنا أقول : كذلك كان سعيد بن المسيب .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 87 :
و قد وقع لى حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه ، فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر ، قرأته على خديجة بنت سلطان أنبأكم القاسم بن مظفر شفاها ، عن عبد العزيز بن دلف أن على بن المبارك بن نغوبا أخبرهم : أخبرنا أبو نعيم محمد بن أبى البركات الجمازى ، أخبرنا أحمد بن المظفر بن يزداد ، أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عثمان السقاء ، حدثنا ابن خليفة ، حدثنا مسدد فى " مسنده " ، عن ابن أبى عدى ، حدثنا داود و هو ابن أبى هند ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب على هذا المنبر يقول : عسى أن يكون بعدى أقوم يكذبون بالرجم ، يقولون : لا نجده فى كتاب الله ، لولا أن أزيد فى كتاب الله ما ليس فيه لكتبت إنه حق ، قد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و رجم أبو بكر ، و رجمت . هذا الإسناد على شرط مسلم .
من شيوخه :
أبى بن كعب ، البراء بن عازب ، بصرة بن أكثم الأنصارى ، بلال مولى أبى بكر ، جابر بن عبد الله ،جبير بن مطعم ،حسان بن ثابت ، حكيم بن حزام ، زيد بن ثابت ، زيد بن خالد الجهنى ، سراقة بن مالك بن جعشم ، سعد بن عبادة ، سعد بن أبى وقاص ،صفوان بن أمية ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عبد الله بن عمرو بن العاص ، عثمان بن عفان ، على بن أبى طالب ، عمر بن الخطاب ، معاوية بن أبى سفيان ، أبى ذر الغفارى ، أبى سعيد الخدرى ، أبى موسى الأشعرى ، أبى هريرة ، عائشة أم المؤمنين .
أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل وقال ابن المدينى لا أعلم فى التابعين أوسع علما منه ، قال عنه الذهبي - رحمه الله - : الإمام ، أحد الأعلام ، و سيد التابعين ، ثقة حجة فقيه ، رفيع الذكر ، رأس فى العلم و العمل .
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ، و قيل : لأربع سنين .
و كان زوج ابنة أبي هريرة رضي الله عنه و أعلم الناس بحديثه
كان أبوه المسيب تاجراً وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، دخل عليه عبد الله بن سلام ، فقال : يا أبا سعيد إنك رجل تبايع الناس ، و إن أفضل مالك ما يغيب عنك ، و إنه ليس المفلس الذى يفلس بأموال الناس ، و لكن إنما المفلس الذى يوقف يوم القيامة ، فلا يزال يؤخذ من حسناته حتى لا تبقى له حسنة ، فكان أبو سعيد مستوصيا بها . قال ابن سلام : كان إذا كان له حق على أحد فجاءه يبغضه قال : لا أقبل منك إلا الذى لى ، كله حرصا على الحسنات . قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 152 :زعم الواقدى و مصعب الزبيرى أنه من مسلمة الفتح ، و لم يصنعا شيئا فقد ثبت فى " الصحيح " أنه شهد الحديبية .
قال عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر : سعيد بن المسيب هو ـ والله ـ أحد المفتين .
و قال عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن الزهرى : إنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، يتعلم منه الأنساب و غير ذلك . قال : فسألته يوما عن شىء من الفقه ، فقال : إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب . قال ابن شهاب : فجالسته سبع حجج و أنا لا أظن أن أحدا عنده علم غيره .
و قال إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى ، عن عمرو بن ميمون بن مهران ، عن أبيه ،قدمت المدينة فسألت عن أعلم أهل المدينة ، فدفعت إلى سعيد بن المسيب .
و قال الواقدى ، عن خالد بن أبى عمران ، عن محمد بن يحيى بن حبان : كان رأس من بالمدينة فى دهره ، المقدم عليهم فى الفتوى سعيد بن المسيب ، و يقال : فقيه الفقهاء .
و قال قتادة : ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال و الحرام من سعيد بن المسيب .
و قال محمد بن إسحاق ، عن مكحول : طفت الأرض كلها فى طلب العلم ، فما لقيت أعلم من ابن المسيب .
و قال الأوزاعى : سئل الزهرى و مكحول : من أفقه من أدركتما ؟ قالا : سعيد بن المسيب .
و قال سليمان بن موسى : كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين .
و قال إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب : ما بقى أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم و كل قضاء قضاه أبو بكر ، و كل قضاء
قضاه عمر ـ قال إبراهيم : قال أبى : و أحسبه قال : و كل قضاء قضاه عثمان ـ منى .
و قال مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : إن كنت لأرحل الأيام و الليالى فى طلب الحديث الواحد .
و قال سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد : كان سعيد بن المسيب لا يكاد يفتى فتيا ، و لا يقول شيئا إلا قال : اللهم ، سلمنى و سلم منى .
و قال البخارى : قال لى على ، عن أبى داود ، عن شعبة ، عن إياس بن معاوية : قال لى سعيد بن المسيب : ممن أنت ؟ قال : من مزينة . قال : إنى لأذكر يوم نعى عمر ابن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر .
و قال البخارى أيضا : قال لنا سليمان بن حرب : حدثنا سلام بن مسكين ، عن عمران ابن عبد الله الخزاعى ، عن ابن المسيب : أنا أصلحت بين على و عثمان ، قلت لعلى : إنه أمير المؤمنين ، و قلت لعثمان : إنه على ، و لو شئت أن أقول قولا لفعلت .
و قال ـ أيضا ـ : قال لنا سليمان : حدثنا حماد بن زيد ، عن غيلان بن جرير ، عن ابن المسيب ، قال : أنا أصلحت بين على و عثمان .
و قال عباس الدورى ، سمعت يحيى بن معين يقول : سعيد بن المسيب قد رأى عمر و كان صغيرا . قلت ليحيى : يقول : ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر ؟ قال يحيى : ابن ثمان سنين يحفظ شيئا ؟ ثم قال : ها هنا قوم يقولون : إنه أصلح بين على و عثمان ، و هذا باطل .
و قال ـ أيضا ـ : سمعت يحيى بن معين يقول : مرسلات سعيد بن المسيب أحب إلى من مرسلات الحسن ، و مرسلات إبراهيم صحيحة ، إلا حديث تاجر البحرين ، و حديث الضحك فى الصلاة .
و قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل : سعيد بن المسيب ؟ فقال : و من مثل سعيد ابن المسيب ، ثقة من أهل الخير . قلت : سعيد عن عمر حجة ؟ قال : هو عندنا حجة ، قد رأى عمر و سمع منه ، و إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل ؟ ! .
و قال أبو الحسن الميمونى ، و حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح ، لا يرى أصح من مرسلاته .
زاد الميمونى : و أما الحسن و عطاء بن أبى رباح فليس هى بذاك ، هى أضعف المرسلات كلها ، كأنهما كانا يأخذان من كل .
و قال عثمان الحارثى النحاس : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أفضل التابعين سعيد بن المسيب . فقال له رجل : فعلقمة و الأسود ؟ فقال : سعيد بن المسيب و علقمة و الأسود .
و قال على ابن المدينى : لا أعلم فى التابعين أحدا أوسع علما من سعيد بن المسيب ، نظرت فيما روى عنه الزهرى و قتادة و يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن حرملة ، فإذا كلا واحد منهم لا يكاد يروى ما يرويه الآخر و لا يشبهه ، فعلمت أن ذلك لسعة علمه ، و كثرة روايته ، و إذا قال سعيد : مضت السنة ، فحسبك به . قال على : و هو عندى أجل التابعين .
و قال الربيع بن سليمان ، عن الشافعى : إرسال سعيد بن المسيب عندنا حسن .
و قال محمد بن أبى ركين ، عن ابن وهب : سمعت مالكا و سئل عن سعيد بن المسيب ،قيل : أدرك عمر ؟ قال : لا ، و لكنه ولد فى زمان عمر ، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه و أمره حتى كأنه رآه .
قال مالك : بلغنى أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر و أمره .
و قال الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد : إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب ; لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه و أقضيته .
و قال عمرو بن دينار ، عن قتادة : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شىء كتب إلى سعيد بن المسيب يسأله .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان رجلا صالحا فقيها ، و كان لا يأخذ العطاء و كانت له بضاعة أربع مئة دينار ، و كان يتجر بها فى الزيت ، و كان أعور .
و قال أبو زرعة : مدنى ، قرشى ، ثقة ، إمام .
و قال أبو حاتم : ليس فى التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، و هو أثبتهم فى أبى هريرة و مناقبه و فضائله كثيرة جدا .
قال الواقدى : مات سنة أربع و تسعين فى خلافة الوليد بن عبد الملك و هو ابن خمس و سبعين سنة ، و كان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها .
و قال أبو نعيم : مات سنة ثلاث و تسعين .
و قال عمرو بن دينار : لما مات زيد بن ثابت قال ابن عباس : هكذا يذهب العلم .
قال : فحدثت به سعيد بن المسيب فقال : و كذلك كان ابن عباس . قال : و أنا أقول : كذلك كان سعيد بن المسيب .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 87 :
و قد وقع لى حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه ، فيه تصريح سعيد بسماعه من عمر ، قرأته على خديجة بنت سلطان أنبأكم القاسم بن مظفر شفاها ، عن عبد العزيز بن دلف أن على بن المبارك بن نغوبا أخبرهم : أخبرنا أبو نعيم محمد بن أبى البركات الجمازى ، أخبرنا أحمد بن المظفر بن يزداد ، أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عثمان السقاء ، حدثنا ابن خليفة ، حدثنا مسدد فى " مسنده " ، عن ابن أبى عدى ، حدثنا داود و هو ابن أبى هند ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب على هذا المنبر يقول : عسى أن يكون بعدى أقوم يكذبون بالرجم ، يقولون : لا نجده فى كتاب الله ، لولا أن أزيد فى كتاب الله ما ليس فيه لكتبت إنه حق ، قد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و رجم أبو بكر ، و رجمت . هذا الإسناد على شرط مسلم .
من شيوخه :
أبى بن كعب ، البراء بن عازب ، بصرة بن أكثم الأنصارى ، بلال مولى أبى بكر ، جابر بن عبد الله ،جبير بن مطعم ،حسان بن ثابت ، حكيم بن حزام ، زيد بن ثابت ، زيد بن خالد الجهنى ، سراقة بن مالك بن جعشم ، سعد بن عبادة ، سعد بن أبى وقاص ،صفوان بن أمية ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عبد الله بن عمرو بن العاص ، عثمان بن عفان ، على بن أبى طالب ، عمر بن الخطاب ، معاوية بن أبى سفيان ، أبى ذر الغفارى ، أبى سعيد الخدرى ، أبى موسى الأشعرى ، أبى هريرة ، عائشة أم المؤمنين .
تعليق