شرف الدولة مودود بن التونتكين أمير الموصل، بطل من أبطال الحروب الصليبية
ورائد من رواد الجهاد الأولين ضد الصليبيين، فهو أول من جعل الجهاد في سبيل الله منهجًا واضحًا لحياته، وقتال الصليبيين هدفًا إستراتيجيًّا لا يغيب عن الذهن، ولا يبعد عن الخاطر، وأول من سعى لوحدة المسلمين في بلاد الشام لقتال الصليبيين، وأول من حقق انتصارات عليهم.
من هو الأمير مودود ؟
هو القائد الفذ شرف الدولة مودود بن التونتكين أمير من أمراء السلاجقة العظام، وهو من التركمان الأخيار، كان رجلاً فاضلاً عالمًا مجاهدًا، قال فيه ابن الأثير: "وكان خيِّرًا، عادلًا، كثير الخير" [1].
كان ظهوره الأول عندما أرسله السلطان محمد السلجوقي إلى إمارة الموصل لتخليصها من يد حاكمها جاولي سقاو، الذي كان سيِّئ الخلق، وحشيًّا في تعاملاته، مكروهًا من العامة، وفوق ذلك فقد أعلن استقلال عن السلطان السلجوقي وقطع كل صلة به، مما دفع السلطان محمد لأن يعهد في شهر ذي القعدة عام 501هـ/ عام 1108م إلى أحد رجاله، وهو مودود بن التونتكين بطرد جاولي من الموصل والحلول مكانه في حكمها.
مودود أميرًا على الموصل
حاصر مودود مدينة الموصل، وقاومه جاولي وجنوده، وحذر جاولي العامة من الاقتراب من الأسوار لعلمه بتعاطف العامة مع الصالحين وكراهيتهم له، وشدَّد عليهم في ذلك، لكن الشعب لم تمُتْ فيه النخوة، فاجتمعت طائفة من الشعب، وتعاهدوا على فتح الأبواب، واتفقوا على استغلال وقت صلاة الجمعة والجميع بالمساجد، فخرجوا بالفعل في ذلك الوقت إلى أحد الأبراج،
وقاتلوا حرَّاسه وقتلوهم، وفتحوا الأبواب وهم ينادون باسم السلطان محمد، فأسرع إليهم جند السلطان بقيادة مودود، ودخلوا المدينة وقاتلوا جنود جاولي، وما لبثوا أن سيطروا على المدينة، غير أن جاولي هرب من الموصل وذهب إلى الجزيرة حيث التفَّ حوله جميع أعداء الدولة السلجوقية، كما لم يتردد في محالفة القوى الصليبية المجاورة، فأطلق سراح بلدوين الثاني دي بورج أمير الرها، وعقد معه تحالفاً ضد السلاجقة. ودخل مودود الموصل وسط ترحيب السكان في شهر صفر عام 502هـ/ عام 1108م [2].
الأمير مودود والجهاد ضد الصليبيين
بدأ الأمير مودود رحمه الله بترتيب بيته الداخلي في الموصل، وإقرار الأوضاع بعد الفتن التي مرت بها الإمارة في السنوات السابقة، وسار في إمارته بالعدل والرحمة؛ فأحبه الناس حبًّا شديدًا، ودانوا له جميعًا بالطاعة، وأعلن مودود أن جهاده سيكون في سبيل الله.
ثم إن الخطوة التالية لمودود كانت رائعة، وتعبر عن فقه عميق لطريق النصر، وهي خطوة توحيد الجهود، وتجميع الشتات، والالتزام بالفكر الجماعي، وقد فقه التوحيد القرآني الفريد: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ]، ومن ثَمَّ بدأ مودود في مراسلة من حوله من الأمراء لتجميع جيوشهم تحت راية واحدة، ولهدف واحد وهو طرد الصليبيين من بلاد الإسلام. لقد كانت خطوة رائعة، لكن لم ينقصها إلا شيء واحد! وهو أن مودود بن التونتكين رحمه الله كان عملاقًا في زمان الأقزام!!
حملة مودود الأولى ضد الرها ( ذي الحجة 503هـ / 1109م)
بعد أن تلقَّى أمراً من السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه بالتحرك لقتال الصليبيين، بدأ مودود بتشكيل تحالف إسلامي، ضم الأمير إيلغازي الأرتقي أمير ماردين بعساكره من التركمان، وسقمان القطبي أمير أرمينية المعروف باسم شاه الأرمن، وعددًا كبيرًا من المتطوعين. وكانت هذه أول مرة يجتمع فيها هذا العدد من الأمراء المسلمين لقتال الصليبيين، ولهذا تُعدُّ هذه الحملة فاتحة عهد جديد من النضال ضد الصليبيين، ونقطة تحول مهمة من التفرق والتخاذل إلى التجمع والهجوم.
وصل مودود إلى الرها -وهي تقع شرق نهر الفرات، وهي من أحصن القلاع في ذلك الوقت- في آخر شهر ذي الحجة 503هـ، وظل الأتابك مودود يحاصر الرها مدة شهرين دون أن يتمكن من اختراق استحكاماتها، فلما تراءى له جيش بيت المقدس بقيادة بلدوين الأول، رفع الحصار عنها وتراجع إلى حران وفق خطة عسكرية محكمة، وانضم إليه طغتكين أتابك دمشق،
إلا أنه وقعت مواجهة بين جيش مودود ومؤرخة الجيش الصليبي، وقد استطاعت الجيوش الصليبية أن تعبر نهر الفرات إلى الغرب أو دخلت حصون الرها، وقد أدى ذلك إلى انتصار إسلامي سريع على مؤخرة الصليبيين، مع امتلاك عدد كبير من الأسرى والغنائم والسلاح.
وهكذا تركت هذه الحملة انطباعًا إيجابيًّا مع أنها لم تكن فاصلة،
وعاد مودود إلى الموصل، بينما رجع كل أمير إلى إمارته. وبدأ المسلمون يشعرون هنا وهناك بأن الأمل ما زال موجودًا، وأن الواقع الأليم من الممكن أن يُغيَّر [3].
حملة مودود الثانية ضد الرها ( المحرم 505هـ /1111م)
جاءت الجولة الثانية بعد أقل من سنتين، إثر الاستنفار الذي دعا إليه وفد من أهالي حلب قدم إلى بغداد للدعوة إلى الجهاد، وقد استفز نداء الوفد الحلبي جماهير بغداد وفقهاءها، فقاموا بتظاهرة واسعة طالبوا المسئولين خلالها -خلفاء وسلاطين- بضرورة إعلان الجهاد وتسيير الجيوش لوقف الزحف الصليبي، وقد أسرع الخليفة بإعلام السلطان السلجوقي بما جرى، وطلب منه الاهتمام بالأمر والإسراع بالاستجابة لنداءات المسلمين، فأصدر هذا أوامره على الفور إلى واليه على الموصل الأمير مودود بتشكيل تحالف إسلامي جديد يضم جميع حكام الأقاليم في دولة السلاجقة، جاعلاً القيادة الاسمية لابنه الملك مسعود، بينما أوكل القيادة الفعلية للمجاهد الحقيقي مودود بن التونتكين حاكم الموصل [4].
بدأت قوات التحالف عملياتها العسكرية في شهر محرم عام 505هـ/1111م بفتح عدة مواقع صليبية شرقي الفرات، ثم اتجه أفرادها لحصار الرها، أثارت الحملة الذعر بين السكان، لكن في الحقيقة لم تغيَّر الموقف فيها، فقد أعيت المسلمين بسبب مناعتها وصمود أهلها، عندئذ رأى مودود أن يعبر الفرات لمهاجمة تل باشر غرب الفرات، وحاصر الجيش الإسلامي مدينة تل باشر حصارًا محكمًا، وحاول بكل طاقته أن يفتح أبوابها، أو أن يهدم أسوارها، لكنها كانت منيعة كالرها. واضطر مودود إلى الموافقة، ورفع الحصار عن تل باشر بعد مرور خمسة وأربعين يومًا كاملة.
وفي هذه الأثناء أرسل تانكرد أمير أنطاكية رسالة استغاثة إلى بلدوين الأول ملك بيت المقدس فورًا، يدعو أمراء طرابلس والرُّها وتل باشر للالتقاء جميعًا للتوحُّد في مواجهة المسلمين،
وعندئذ تأزَّم الموقف جدًّا في المعسكر الإسلامي، ودبَّ الرعب في أوصال معظم القادة واتخذوا جميعًا القرار بالانسحاب [5].
حملة مودود الثالثة ضد الرها (ذي القعدة 505هـ/ 1112م)
مع أن مودوداً وجد نفسه وحيداً في حركة الجهاد إلا أنه قام في شهر ذي القعدة 505هـ/ 1112م، بمهاجمة الرها فجأة، وحاصرها لكن المدينة صمدت في وجه الحصار، فرأى عندئذ أن يترك حولها قوة عسكرية ويهاجم سروج في شهر محرم عام 506هـ/ 1112م بوصفها المعقل الثاني للصليبيين شرقي الفرات. وبهذه الخطة العسكرية يكون مودود قد قسَّم قواته وأضعفها متخلياً عن حذره في مواجهة الصليبيين، وكانت النتيجة أن لحق به جوسلين صاحب تل باشر وهزمه وقتل عدداً كبيراً من رجال مودود، فلم يسعه عند ذلك إلا التراجع نحو الرها، لكن جوسلين سبقه إليها لمساعدة بلدوين دي بورج في الدفاع عنها.
وفي الوقت الذي كانت تدور فيه هذه الأحداث، تآمر الأرمن في الرها ضد بلدوين، واتصلوا بمودود ليخلصهم من حكم الصليبيين، وجرى الاتفاق على أن يساعدوه في الاستيلاء على قلعة تسيطر على القطاع الشرقي من المدينة، مما يمكنه بعد ذلك من الاستيلاء على بقية المدينة بسهولة، وبالفعل تسلَّم المسلمون القلعة، وبدءوا يتسربون منها إلى داخل حصون الرها، وجاء مودود في هذه اللحظات، وأسرع مع جنوده لإكمال إسقاط الرها، غير أنَّ جوسلين دي كورتناي كان قد قرأ هذه الأحداث، ومن ثَمَّ أتى قادمًا بجيشه من سروج إلى الرها، وإزاء هذا الوضع الجديد وجد مودود أن قوَّته المتبقية لن تفلح في هزيمة الجيوش الصليبية المجتمعة، ومن هنا قرَّر مودود رحمه الله الانسحاب مرة أخرى إلى الموصل [6].
إنها المحاولات المتكررة دون يأسٍ، ولكنَّ الله عز وجل لم يُقدِّر بعدُ أن تُفتح الرها!
حملة مودود ضد إمارة بيت المقدس (507هـ/1113م)
ظل مودود متمسكاً بفكرة جهاد الصليبيين وهي المهمة التي عهد إليه بها السلطان محمد السلجوقي، بوصفه ممثله في إقليم الجزيرة وبلاد الشام، فتحرك في مطلع عام 507هـ/ 1113م على رأس تحالف إسلامي لقتال الصليبيين في بيت المقدس بناءً على استنجاد طغتكين أتابك دمشق به، بعد أن تعرضت إمارته لهجمات شديدة من صليبيي بيت المقدس، الذين نفذوا من وادي التيم إلى البقاع، ووصلوا إلى بعلبك، وانضم تميرك صاحب سنجار، وأباز بن إيلغازي أمير ماردين إلى هذا التحالف، وكان هدف المسلمين منطقة فلسطين.
ومع كون بلدوين الأول قد أرسل طلبًا للمعونة إلا أنه لم يستطع أن ينتظر الجيوش الصليبية القادمة من الشمال؛ لأنه خشي أن تتوغل الجيوش الإسلامية في مملكته، مما قد يهدِّد مدينة القدس ذاتها، خاصةً أن مدينة عسقلان لم تزل في يد العبيديين، وقد تحصر القدس بين الجيوش السلجوقية والجيوش العبيدية؛ ولذلك خرج بلدوين الأول بسرعة شمالاً في اتجاه طبرية [7].
عَلِم مودود بتحرك الجيش الصليبي من الجنوب فأسرع باختيار مكان مناسب للقتال،
واختار شبه الجزيرة المعروفة بالأقحوانة، والموجودة بين نهر الأردن ونهر اليرموك جنوب بحيرة طبرية، ولم يكتفِ بذلك، بل نصب كمينًا خطيرًا لبلدوين الأول عند جسر الصنبرة الواقع في المجرى الأعلى لنهر الأردن، جنوب غرب بحيرة طبرية.
معركة الصنبرة (13 محرم 507هـ/1113م)
وفي يوم 13 من محرم 507هـ/ 20 من يونيو 1113م شاء الله عز وجل أن يدخل بلدوين الأول في الكمين الذي نصبه مودود له عند جسر الصنبرة، بل إنه في رعونة بالغة -لا تُفسَّر إلا بأن الله عز وجل أعمى بصره- لم يترك حامية صليبية تحمي ظهره، وكأنه نسي كل القواعد العسكرية التي تعلمها طوال حياته!
دارت موقعة شرسة عند جسر الصنبرة -وهي ما عرفت في التاريخ بموقعة الصنبرة، وكان للمفاجأة عاملٌ كبير في تحويل دَفَّة المعركة لصالح المسلمين، وما هي إلا ساعات حتى سُحِق الجيش الصليبي، وقتل ما يزيد على ألفي فارس، وهرب بلدوين الأول بمشقة بالغة بعد أن دمرت فرقة من أهمِّ فرق جيشه! وغنم المسلمون غنائم هائلة في هذه المعركة من الخيول والسلاح والممتلكات.
ومضى المسلمون في زحفهم، بعد المعركة، حتى بلغوا طبرية، غير أنهم لم يغامروا فقرروا الانسحاب إلى دمشق، حيث دخلتها في ربيع الأول 507هـ/ سبتمبر 1113م، وكان ذلك أول مرة تتعاون الموصل ودمشق في حرب الصليبيين في مملكة بيت المقدس.
وتكمن أهمية الأتابك مودود في أنه أعاد للمسلمين الثقة بأنفسهم، فتحولوا من الدفاع إلى الهجوم في علاقاتهم مع الصليبيين وبلور فكرة الاتحاد بين المسلمين، وأعطاها بُعداً سياسياً وعسكرياً، فأضحى أمراؤهم على استعداد للتعاون المثمر بنوايا صادقة.
وكان يوم الصنبرة يومًا ردَّ فيه مودود رحمه الله الاعتبارَ من هزيمة السنة الماضية عند حصون الرها، ومما هو جدير بالذكر أن هذه المعركة شهدت بزوغًا رائعًا لنجم إسلامي جديد كان في جيش مودود، وهو القائد العسكري الفذُّ عماد الدين زنكي، الذي أبلى بلاءً حسنًا في هذه الموقعة حتى وصف ذلك ابن الأثير بقوله: "وكان له شجاعة في الغاية!" [8].
استشهاد الأمير مودود
دخل مودود بن التونتكين رحمه الله مدينة دمشق في ربيع الأول 507هـ / سبتمبر 1113م، عازمًا أن يبقى فيها فصل الشتاء؛ ليستغل هذه الفترة في تجميع جيوش جديدة والاستعداد لمواجهة جديدة مع الصليبيين.
هذا ما كان يريده، لكنَّ أعداء الأمة ما كانوا يريدون ذلك، بل أضمروا صورة مقيتة من الغدر قلَّ أن نجدها في صفحات التاريخ!! وما يحزن القلب حقًّا أن أعداء الأمة الذين نعنيهم في هذا الموقف ليسوا من الصليبيين، لكنهم كانوا من أبناء الإسلام!! أو من الذين يدعون ظاهريًّا أنهم من أبناء الإسلام!!
يقول ابن الأثير رحمه الله: " وأذن الأمير مودود للعساكر في العود والاستراحة، ثم الاجتماع في الربيع لمعاودة الغزاة، وبقي في خواصه، ودخل دمشق في الحادي والعشرين من ربيع الأول ليقيم عند طغتكين إلى الربيع، فدخل الجامع يوم الجمعة في ربيع الأول في 507هـ / سبتمبر 1113م، ليصلي فيه وطغتكين، فلما فرغوا من الصلاة، وخرج إلى صحن الجامع، ويده في يد طغتكين، وثب عليه باطني فضربه فجرحه أربع جراحات وقُتل الباطني، وأخذ رأسه، فلم يعرفه أحد، فأحرق.
وكان صائما، فحمل إلى دار طغتكين، واجتهد به ليفطر، فلم يفعل، وقال: "لا لقيت الله إلا صائمًا"، فمات من يومه رحمه الله ..، وكان خيِّرًا، عادلًا، كثير الخير".
ومن النوادر المبكيات أن ملك الفرنج في بيت المقدس بلدوين الأول كتب كتاباً إلى طغتكين جاء فيه: "أن أمة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها" [9].
وبذلك ختم مودود رحمه الله حياة حافلة بالجهاد والبذل والعطاء، ونحسبه شهيدًا، ولا نزكيه على الله، والله حسيبه!!
[1] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي- بيروت، ط1، 1417هـ-1997م، 8/ 596.
[2] راغب السرجاني: قصة الحروب الصليبية، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، ط2/ يناير 2009م، ص249.
علي الصلابي: دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006م، ص562- 567.
[3] راغب السرجاني: قصة الحروب الصليبية، ص264- 268.
[4] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 8/ 587.
[5] سهيل طقوش: تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 73. علي الصلابي: دولة السلاجقة، ص565.
[6] سهيل طقوش: تاريخ الزنكيين عن الموصل وبلاد الشام، ص 76. راغب السرجاني: الحروب الصليبية، ص271- 279.
[7] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 8/ 595. راغب السرجاني: قصة الحروب الصليبية، ص280- 284.
[8] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 8/ 595- 596، 601. راغب السرجاني: قصة الحروب الصليبية، ص284- 288.
[9] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 8/ 596.
تعليق