حدث في مثل هذا الأسبوع (15 - 21 صفر )
وفاة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان 19 صفر 1422 هـ ( 2001 م ) :
الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله عالم من علماء الأمة المخلصين ومجاهد من مجاهديها الصادقين نذر وقته ونفسه لنشر العلم الصافي وبيان أحكام الدين وذلك عن طريق التأليف والتصنيف
وهو أحد العلماء الذين تركوا للأمة مثالا حيا في بذل العلم للناس بدون ثمن في عصر جعل الناس فيه التأليف مصدر تكسب و ارتزاق ، فيؤلف الكثير لا لقصد التكسب والرزق بل لنفع الناس و فائدتهم ولا أدل على ذلك من وضعه ذلك الشرط لمن أراد طبع أي كتاب من كتبه وهو أن يكون وقفا لله تعالى لا يباع ولا يشترى بل يبذل لطالب العلم مجانا .
اسمه : عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان
ولد الشيخ في محافظة عنيزة كبرى محافظات منطقة القصيم ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 1337هـ .
و نشأ في بيت علم وصلاح بين أبوين كريمين ولكن أباه قد توفي وهو صغير فكفلته أمه واعتنت به أيما عناية وأدخلته مدرسة المعلم محمد بن عبدالعزيز الدامغ لتحفيظ القرآن الكريم ومكث في هذه المدرسة ثلاث سنوات حفظ فيها القرآن الكريم، بعد ذلك دخل مدرسة الأستاذ صالح بن ناصر بن صالح -رحمه الله- وتعلم في هذه المدرسة الكتابة والقراءة والخط والحساب وتخرج منها، وقد انشغل في بداية شبابه بالتجارة وفتح محلاً يقوم فيه بالبيع والشراء ثم لما حصل الكساد أثناء الحرب العالمية الثانية على العالم كله وخصوصاً الجزيرة العربية أصبحت التجارة ليس لها مردود جيد فترك الشيخ عبدالعزيز مزاولة التجارة واتجه إلى طلب العلم.
طلبه للعلم
كانت الخطوة الأولى للشيخ - رحمه الله - إلى عالم العلم والعلماء هي مدرسة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 1376هـ -رحمه الله- التي كانت في الحقيقة منارة العلم والمعرفة انضم الشيخ عبد العزيز إلى هذه المدرسة التي كانت تعقد غالباً في جامع عنيزة الكبير كان ذلك سنة 1353هـ
وكانت حلقة الشيخ عبد الرحمن السعدي أشبه بخلية نحل يتوافد عليها الطلبة من كل حدب وصوب ينهلون من علم الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- حيث لازمه ستة عشر عاماً إلى سنة 1369هـ وقد قرأ على الشيخ مع زملائه علوم العقيدة والفقه والحديث واللغة العربية وقد عرف الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- بحرصه الشديد على تعهد تلاميذه بطريقته الفذة التي تميز بها عن بقية العلماء في طريقة التدريس وتوصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ وجعل الاختيار له في الكتاب الذي يريده وأسلوب النقاش الذي يفتح لطالب العلم الكثير من أبواب العلم وفهم المسائل بشكل جيد.
ولقد تأثر الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - بشيخه السعدي كثيراً ـ الذي لازمه لمدة 16 سنة ـ ليس فقط في طريقة تدريسه وتعامله مع التلاميذ والعطف عليهم والسؤال عن حالهم فحسب، بل في التقلل من حطام الدنيا والعيش بالكفاف والقناعة وعدم الخوض في أعراض الناس وتركه ما لا يعنيه -رحمه الله- مع الانكباب على العلم وطلب المعرفة التي كانت شغله الشاغل لا من ناحية التدريس في معهد الرياض العالي أو التأليف الذي كان يفرغ له جل وقته عندما أحيل إلى التقاعد
و في عام 1369هـ انتقل الى مدينة الرياض وبعد تسعة أيام من وصوله الرياض عينه مفتي البلاد محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله إماما في أحد المساجد واستمر في إمامة هذا المسجد إلى عام 1405هـ.
وفي 24/12/1370هـ عينه سماحة المفتي معلما في المعهد العلمي بالرياض وهو أول معلم سعودي يتم تعيينه رسميا في المعاهد العلمية واستمر في التدريس بالمعاهد العلمية إلى أن تقاعد في 10/1/1404هـ.( 34 سنة )
مؤلفاته وآثاره العلمية
الشيخ من المكثرين في التأليف وقد تنوع تأليفه في شتى العلوم بين التفسير والعقيدة والفقه والوعظ والإرشاد وشعر الزهد والحكمة وبلغت مؤلفاته عشرين كتابا بعضها يصل إلى ست مجلدات ، كما أنه كان شاعرا مجيدا بث كثيرا من شعره في ثنايا مؤلفاته
وأول كتاب ألفه هو الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطة سنة 1382هـ ، وقد تجاوزت طباعة بعض كتبه إلى ما يقارب (36) طبعة ، مثل كتاب محاسن الدين الإسلامي، وقد ترجمت بعض كتبه إلى اللغة الأردية .
وهذه قائمة بمؤلفات الشيخ رحمه الله :
1 ـ الأنوار الساطعات لآيات جامعات «جزآن».
2 ـ دعاء ختم القرآن.
3 ـ الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية.
4 ـ الكواشف الجلية عن معاني الواسطية.
5 ـ الأسئلة والأجوبة الفقهية «سبعة أجزاء».
6 ـ اتحاف المسلمين بما تيسر من أحكام الدين «جزآن».
7 ـ التلخيصات لجلِّ أحكام الزكاة.
8 ـ أوضح المناسك الى أحكام المناسك.
9 ـ المناهل الحسان في دروس رمضان.
10 ـ كتاب الكنوز المليّة في الفرائض الجلية.
11 ـ من محاسن الدين الاسلامي.
12 ـ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
13 ـ مجموعة القصائد الزهديات.
14 ـ موارد الظمآن لدروس الزمان «ستة أجزاء».
15 ـ مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار «ثلاثة أجزاء».
16 ـ إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد.
17 ـ إيقاظ أولي الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية.
18 ـ سلاح اليقظان لطرد الشيطان.
19 ـ اغتنام الأوقات في الباقيات الصالحات.
20 ـ مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية.
وعظ نفسه قبل أن يعظ غيره
يقول ابنه عبدالحميد: إن أبي عندما ألف كتابه الأخير مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار قال لي يا عبدالحميد أريد أن أتأهب بهذا الكتاب لدخول دار القرار، ولم يؤلف الشيخ بعد هذا الكتاب أي كتاب
وفاته
توفي الشيخ يوم الأحد التاسع عشر من شهر صفر لعام 1422هـ الموافق 13 مايو 2001 م عن عمر ناهز 85 عاما
و قبل وفاته شرب من ماء زمزم ثم استقبل القبلة وتشهد شهادة التوحيد وفاضت روحه وقت السحر في وقت تستجاب فيه الدعوات فيالها من خاتمة حسنة رحمه الله و غفر له منقول