إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة مع ثابت بن قيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة مع ثابت بن قيس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
    ثم اما بعد
    يأتي أحدهم رسول الله ذات يوم هلعاً، فزعاً، جزعاً، ترتعد فرائصه، فيقال له: ما بك؟

    قال: أخشى أن أكون هلكت يا رسول الله! قال : ولِمَ ؟
    قال: لقد نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل، وأجدني أحب الحمد، ونهانا عن الخيلاء، وأراني أحب الزهو.
    فمازال يهدئ من روعه حتى قال: {يا ثابت بن قيس ! ألا ترضى أن تعيش حميداً، وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة، فتبرق أسارير وجهه ويقول: بلى.
    بلى يا رسول الله! فيقول : إن لك ذلك فلا تسل عن حالك }.
    يا الله ما اروعها من بشري يا ثابت , الرسول رضي الله عنك و ارضاك..

    ثم تتنزل آية الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2] وكان رجلاً جهوري الصوت، يلازم رسول الله ولا يفارقه، عندها يلزم بيته ولا يكاد يخرج إلا لأداء المكتوبة، فافتقده النبي فقال: { من يأتيني بخبر ثابت فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله!

    فانطلق هذا الأنصاري فجاء إليه فإذا هو في بيته منكَّس الرأس، فقال: ما بك يا أبا محمد ؟

    قال: شر والله!

    قال: وما ذاك؟

    قال: تعلم أني رجل جهوري الصوت، وكثيراً ما يعلو صوتي صوت رسول الله وقد علمت ما نزل في كتاب الله، والله! ما أحسبني إلا حبط عملي، وأني من أهل النار.
    (فعلا و الله اساتذه في الخوف من الله سبحانه و تعالي بشره الرسول بالجنة و لا يزال يخشي النار)
    فيرجع الرجل إلى النبي ويقول: يا رسول الله! كان من أمره كذا وكذا، ويقول: كذا وكذا.

    قال: ارجع إليه فقل له: {لست من أهل النار، أنت من أهل الجنة يا ثابت } فيأتي إليه ليخبره، فلا تسل عن المبشِّر، ولا تسل عن المبشَّر، ولا تسل عن الحال، حال وأي حال.

    وإذا به ينتظر تلك البشارة طوال حياته، يجاهد لله، ويجالد لله، وينطلق من معركة إلى معركة، إلى أن يصاب بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أصيب المسلمون؛ ويرتد العرب؛ فيكون في من يردون المرتدين إلى الواحد القهار.

    جاء في المعركة، ورأى انخذال المسلمين، ورأى جرأة العدو، تحنط وتكفَّن ووقف على رءوس المسلمين يقول: [[ يا معشر المسلمين! والله ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بئس ما عوَّدتم عدوكم من الجرأة عليكم، وبئس ما عودتم أنفسكم من الانخذال لعدوكم. اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ]].

    ثم هبَّ هبَّة الأسد الضاري، فانطلق معه البراء و زيد و سالم ، فنشروا الرعب في قلوب المشركين، وثارت الحمية في قلوب المسلمين، فنصر الله المسلمين، وإذا به يخر صريعاً على تلك الأرض، ينتظر بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعلى علِّيين مثواه.
    (من محاضرة صدقوا ما عاهدوا الله للشيخ علي القرني)
    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

    اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.


  • #2
    رد: وقفة مع ثابت بن قيس

    باركِ الله فيكِ
    ونفع بكِ

    وجعل هذا العمل في موزين حسناتكـ
    اللهم آمين



    تعليق

    يعمل...
    X