هكذا كانوا مع ألفاظ أذكارهم
قال ابن حجر - رحمه الله - : عن ابن جريج أنه قال :"حُدِّثت أنّ النّاس كانوا ينصتون للمؤذن إنصاتهم للقراءة"
[ انظر : فتح الباري , حديث ( 611 ) , باب : ما يقول إذا سمع المنادي .]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقال ابن حجر - رحمه الله - : عن ابن جريج أنه قال :"حُدِّثت أنّ النّاس كانوا ينصتون للمؤذن إنصاتهم للقراءة"
[ انظر : فتح الباري , حديث ( 611 ) , باب : ما يقول إذا سمع المنادي .]
هل تأملت العبارة السابقة مع هذه الشعيرة العظيمة الظاهرة ؟ وهل تأملت مثالهم ليوضحوا الصورة ويقربوها للذهن ؟
لا أدري أتحدث في أسطري عن المشبه أو المشبه به , بودي أن أجعلك تمعن أكثر وأكثر في هذه الشعيرة , لكنني أجدني أيضاً حبيس الأسى مع المشبه به وهو القرآن الذي عظم في قلوبهم فانقادت خشوعاً وذلاً وافتقاراً للمتكلم به سبحانه , فصار القرآن أعظم واعظ في قلوبهم , وأصل أصيل , وأقرب مثال يقربوا به الصورة حينما يعملون عملا آخرا تكون القلوب فيه حاضرة كالآذان , ولكن أي أصل معي ومعك نتحدث عنه ؟
هنا ستعذروني حتماً وتفهموا تساؤلي وحيرتي في أول حديثي هل أتكلم عن المشبه أو المشبه به ؟
مقدار تعظيمهم للأذكار .
- ينادي المنادي كل يوم خمس مرات , فما نصيبك من هذه السنة التي تتكرر عليك في الأسبوع خمساً وثلاثين مرة والتي تعرف أنت فضائل تتعلق بالآذان , ولست بصدد الحديث عنها , ولكن عن غياب قلوبنا بتأمل ما فيها من كلمات عظيمة !!
ليس الآذان فحسب . بل حتى في أذكار صباحنا ومسائنا , وأذكار نومنا وطعامنا , بل وأذكار صلاتنا , بل ومع الأسف وصل الحال حتى في ألفاظ دعائنا وأنت قد رفعت يديكِ بلسان السائل وتعلم أي حال يأتي بها السائل , إنه يأتي بحال المسكين المنكسر , وأرانا لا ننكسر وننكسف فمتى إذن ؟
عندها لا تقول : لماذا لا أخشع في صلاتي ودعائي ! ولا أجد لذة كلماتي !! وكيف تأتي عبراتي ؟ كيف ذاك وأنت من أغفل الناس عن أعظم المعاني .
ألم تسائل نفسك كيف لا يحيا قلبك مع حفاظك على الأذكار تلك الحياة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت "
إذا تساءلت أيها المباركة فاعل أنك ضيعت الروح وحافظت على المظهر , ضيعت المعاني واكتفيت باللفظ , فتحرك اللسان دون القلب , فلا تستغرب عندها عدم احساسك بالاطمئنان ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) هذا هو معيار الحياة والاطمئنان , فإن لم تجده فاعلم أنك لم تأت بالذكر على وجهه الصحيح وعندها صحح قلبك بتأمل معاني ما تقول فإنك تتعبد .
فحينما تأمل السلف ألفاظهم عظمت في قلوبهم لأنهم أدركوا معانيها , وهذا هو الذي جعلهم , يستمعون لها كما يستمعون للقرآن , وأهمس لك بقولي : كان السلف عندهم أبناء , وإزعاج , وأعمال , فليست هي العذر لتأملك لما تقول من أذكار , ولكن المسألة مسألة تعظيم لما تتعبد به لله تعالى .
توصية عملية : حاول في كل يوم أن تراجع حساب ذكر من الأذكار وتعيد النظر فيه والتعامل معه بالتفكر والتأمل فيما تقول , ستجد في أول الأمر كلفة تحتاج لمجاهدة لكن حتماً – بإذن ربي – ستصل للذة التي افتقدت , فيحيا قلبك وتدرك تماماً معنى [ إن الإيمان يزيد بالطاعة ] .
مما أعجبني فنقلته لكم
تعليق