§¤°^ محمد بن سيرين ^°¤§
((ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ....._____
ولا أروع في فقهه من محمد بن سرين ))____
[ مُورق العِجلى ]___
شاء الله عز وجل أن يبلو صدق محمد بن سيرين وصبره
فعرضه لما يتعرض له المؤمنون من المحن، من ذلك :
انه اشترى ذات مرة زيتًا بأربعين ألفًا مؤجله
فلما فتح أحد زقاق الزيت
وجد فيها فأرًا ميتًا متفسخًا
فقال فى نفسه :
إن الزيت كله كان فى المعصرة فى مكان واحد
وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه
و انى لو رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس
ثم أراقه كله
وقد وقع ذلك فى وقت كان يشكو فيه من خسارة كبيرة حلت به
فركبه الدين وطالبه صاحب الزيت بماله فلم يستطع سداده
فرفع أمره إلى الوالى فأمر بحبسه حتى يسدد ما عليه
فلما صار فى السجن وطال مكوثهفيه أشفق عليه السجان
لما علم من أمر دينه وما رأى من شده ورعه وطول عبادته فقال له :
أيها الشيخ اذا كان الليل فأذهب الى اهلك و بت معهم فأذا اصبحت فعد الىّ
واستمر على ذلك حتى يُطلق سراحك
فقال له : لا والله لا أفعل
فقال السجان : و لمَ هداك الله ؟
فقال له : حتى لا أعاونك على خيانة ولي الأمر
*::**::*::*:::*:*::*::*::*:*:*::
ولما احتضر أنس بن مالك رضي الله عنه
أوصى بأن يغسله محمد بن سيرين ويصلي عليه وكان ما يزال سجينًا
فلما توفيَ جاء الناس إلى الوالى وأخبروه بوصيه صاحب رسول الله وخادمه
وأستأذنوه فى أن يخلي سبيل محمد بن سيرين لإنفاذ الوصية
فأذن له
فقال لهم محمد بن سيرين :
لا أخرج حتى تستأذنوا صاحب الدين فإنما حُبست بما له علي من الحق .
فأذن له الدائن أيضًا
عند ذلك خرج من سجنه فغسل أنسًا وكفنه وصلى عليه
ثم رجع إلى السجن كما هو ولم يذهب لرؤية أهله...
منقول
المصدر: صور من حياة التابعين
للدكتور محمد رأفت الباشا
تعليق