الفُريعة بنت مالك رضي الله عنها
هي إمرأة جليلة القدر من أسره كريمة آمنت بربها مع السابقين الأولين، ةتأتي هذه المرأة من بني خدرة ولعلكم تعرفون أبي سعيد الخدري، الفقية المجتهد، ولعلكم تعرفون أنه سعد بن مالك بن سنان ولكن غلبت عليه الكنية، ونحن الأن بصدد الحديث عن أخته الشقيقة الفُريعة بنت مالك بن سنان الأنصارية الخزرجية
نشأتها
أبوها مالك بن سنان المجاهد الشهيد الذي استشهد يوم أحد لما جرح النبي _عليه الصلاة والسلام_ يوم أحد مص جرحه، حتى أنقاه، ولاح أبيض، فقيل له: مُجه ، فقال: لا والله لا أمُجه أبدًا،ثم أدبر يقاتل فقال النبي _عليه الصلاة والسلام_ :"من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" فأستشهد.
أمها أنيسة بنت عمرو بت أبي الحارث الانصارية، أخوها لأبيها وأمها أبو سعيد الخدري،كان ملازم للنبي _عليه الصلاة والسلام_ وروى عنه أحاديث كثيرة وله "1170" حديثًا وغزا أثنتي عشرة غزوة كان من أفقه الصحابه، أخوها لأمها قتادة بن النعمان بن زيد الانصاري، وهو الذي أصيب في بدر وقيل في أحد فأصيبت عينه فسالت حدقته علي وجنتيه، فردها النبي _عليه الصلاة والسلام_ براحته فكان لا يدري أي عينه أصيبت، وفي روايه كانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا، أختها لأمها أم سهل بنت النعمان الأنصارية وهي أخت قتادة، أسلمت وبايعت النبي _عليه الصلاة والسلام_
فمن هذه الاسرة المجاهدة المؤمنة خرجت الفُريعة رضي الله عنهم أجمعين
إسلامها
أسلمت الفُريعة وبايعت النبي _صلى الله عليه وسلم_ وشهدت بيعة الرضوان، التى قال فيها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها" أخرجه الإمام مسلم
الفُريعة وصبرها على موت أبيها
أنتهت غزوة أحد والكل يستقبل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ومن معه ليطمئنوا على أهليهم، فخرج أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال: دنوت من رسول الله _عليه الصلاة والسلام_فقلبت ركبتيه فقال: "أجرك الله في أبيك" وكان قد قتل شهيدًا يومئٍذ، فعاد راضٍ بقضاء الله تعالى، وعاد لأخته وأمها وأخبرهم بإستشهاد أبيه، فأحتسبته الفُريعة وأمها عند الله عز وجل، وصبرتا أحسن الصبر
الفرُيعة والتعفف
فقد أخرج البيهقي رحمه الله بسنده عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط في جاهلية ولا إسلام، فقالت لي الفُريعة: اذهب إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فسله لنا فو الله لا يخيب سئله،لأنك منه بأحدى أثنتين إما أن يكون عنده فيعطيك، وإما أن لا يكون عنده فيقول: أعينوا أخاكم.
فلم أكره ذلك، فلما دنوت من المسجد وهو يومئذ ليس له جدار، فسمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: فقلت إن هذا النبي يخطب، فكان أول مافهمت من قوله "ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله "، فقلت ثكلتك أمك ياسعد بن مالك، والله لكأنك أردت بهذا جرم، والذي بعثك بالحق لا أسأل شيئًا بعدما فجلست فلما فرغ رجعت،فلما رجعت قالت: ما لك؟ فو الله لا يخيب سائله، فأخبرتها بالذي سمعت منه، قالت: فسألته بعد ذلك، فقلت: لا، قالت: أحسنت
المجاهدة المحدثة
فجانب مبايعتها للنبي _صلى الله عليه وسلم_ في بيعة الرضوان، فقد روت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ثمانية أحاديث/ وأحاديثها مرويه في الكتب الستة والسنن
هل نقول وداعًا أيتها المؤمنة الصابرة
تشير أخبارها إلى أنها عاشت إلى خلافة عثمان رضي الله عنه، ولكن لا نعلم من المراجع متى وقعت وفاتها بالتحديد
رضي الله عن الفُريعة وأرضاها، وأدخلها جنة الخلد
تعليق