عن عبدالله الإسكافي قال :
حضرت مجلس المهتدي وقد جلس للمظالم ، فادعي رجل على ابن المهتدي ، فأمر بإحضاره ، فأُحضر . وأقامه إلى جنب الرجل فسأله عما ادعاه عليه ، فأقر به ، فأمره بالخروج له من حقه . فكتب له بذلك كتاباً ، فلما فرغ قال له الرجل : والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما قال الشاعر :
حكمتموه فقضى بينكم
أبلج مثل القمر الزاهر
لا يقبل الرشوة في حكمه
ولا يبالي غبن الخاسر
فقال له المهتدي :
أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك ، وأما أنا فما جلست هذا المجلس حتى قرأت في المصحف :
"وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا غ– وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا غ— وَكَفَىظ° بِنَا حَاسِبِينَ"
قال : فما رأيت باكياً أكثر من ذلك اليوم .
تعليق