الحمد لله وكفى وسلاماًعلى عباده الذين اصطفى....وبعد...
حياكم الله إخوانى وأخواتى في الله ....
_فكما نعلم جميعاً أن عائشة _رضى الله عنها ""الحصان الرزان""هى أحب زوجات النبى الكريم إليه ...فهى الصديقة بنت الصديق التى برأها الله من فوق سبع سموات في قرأن يُتلى إلى يوم الدين...
_وقد كان من المفروض أن أكتب هذا الموضوع كتعليق على ""سلسلة زوجات الرسول"" لأختنا
الفاضلة ""ألاء الله""...ولكنى فضلت أن أجعله منفصلاً كى ينتبه الأعضاء لوجوده ويقرؤه لأنه بالفعل
مهم جداً.....وينبغى لكل مسلم ومسلمة أن يكون على دراية كاملة به وخصوصاً في ظل هذه الهجمة
الشرسة على الصحابة وأمهات المؤمنين ....
**مقدمة::
_إن قصة الإفك حلقة فريدة من حلقات الإيذاء والمحن التى لقيها رسول الله من أعداء الدين...
ولكن هذه الأذية كانت أشد في وقعها على نفس النبى الكريم من كل المحن السابقة،وتلك هى طبيعة
الشر الذى يصدر من المنافقين ،فهو دائماً يكون أقسى من غيره وأبلغ في المكيدة والضرر...
_وإنما كانت هذه القصة أبلغ من غيرها في إيذاء النبى الكريم لأن كل ما كان قد كابده قبل ذلك من
المحن "أمور كان يتوقعها" ،وقد وطن نفسه لقبولها وتحملها بل كان منها على ميعاد في طريق الدعوة.....أما قصة الإفك ""فقد فوجىء بها"".....لأنها ليس مما قد اعتاده أو توقعه....إنها اليوم شىء
أخر ..""إنها شائعة""::لو صحت لكانت طعنة في أخص ما يعتز به إنسان ....
_ومن هنا كانت هذه الأذية أبلغ في تأثيرها من كل ما عداها لأنها ::جاءت لتلقى بشعوره الإنسانى
في اضطراب مثير لا مناص منه......ومع ذلك ::فلو أن الوحى سارع إلى كشف الحقيقة وفضح إفك
المنافقين لكان في ذلك مخلص من هذا الإضطراب والشكوك المثيرة ولكن الوحى ظل أكثر من شهر
لا يُعلق على ذلك فكان ذلك مصدراً للقلق والشكوك....
*ومع ذلك فإن محنة الإفك هذه جاءت منطوية على حكمة إلهية اتجهت إلى إبراز شخصية النبى الكريم وإظهارها صافية من كل ما قد يتلبس بها...
_إن معنى النبوة في حياته الكريمة كان من المحتمل أن يبقى "مشوباً" في وهم بعض المؤمنين به
والكافرين أيضاً....لو لم تأتى حادثة الإفك هذه لتهز شخصية النبى الكريم هزاً قوياً يفصل (إنسانيته
العادية )عن معنى(( النبوة الصافية فيه))....ثم لتجلى معنى النبوة والوحى تجلية واضحة أمام الأنظار والأفكار "حتى لا يبقى أى مجال إلتباس بينه وبين أى معنى من المعانى النفسية أو الشعورية""...
يتبع إن شاء الله...
تعليق