إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

    تعليق


    • #17
      رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

      تعليق


      • #18
        رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




        §¤°^ شُريح القاضي ^°¤§
        ( قيل لشريح بأى شئٍ أصبت هذا العلم ؟..
        قال : بمذاكرة العلماء :آخذ منهم وأعطيهم)


        [ سفيان الأوسي ]


        من روائع شريح القاضي أن ابنه قال له يوما:

        يا أبت أن بيني و بين قوم خصومة فانظر فيها....

        فإن كان الحق لي قاضيتهم ( رفعت أمرهم إلى القضاء )

        و إن كان الحق لهم صالحتهم...ثم قص عليه قصته.


        فقال له : انطلق فقاضهم...

        فمضى الى خصومه و دعاهم الى المقاضاة, فاستجابوا له.

        و لما مثلوا بين يدي شريح ,قضى لهم على ولده...

        فلما رجع شريح و ابنه الى البيت قال الولد لأبيه:

        فضحتني يا أبت....

        والله لو لم استشرك من قبل لما لمُتك.


        فقال شريح:

        يا بني والله لأنت أحب الي من ملء الارض من أمثالهم

        و لكن الله عز و جل أعز علي منك....

        لقد خشيت أن أخبرك أن الحق لهم فتصالحهم صلحا يفوت عليهم بعض حقهم

        فقلت لك ما قلت

        تـــــــــــابعونا
        متجدد باذن الله

        عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

        تعليق


        • #19
          رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



          ( من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

          ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .
          )

          تعليق


          • #20
            رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله



            §¤°^ محمد بن سيرين ^°¤§

            ((ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه .... ولا أروع في فقهه من محمد بن سرين ))


            [ مُورق العِجلى ]



            شاء الله عز وجل ان يبلو صدق محمد بن سيرين وصبره

            فعرضه لما يتعرض له المؤمنون من المحن (جعله هدفا لها) من ذلك :

            انه اشترى ذات مرة زيتاً بأربعين ألفاً مؤجله (مؤخرة الثمن)

            فلما فتح احد زقاق الزيت (جمع زق وهو وعاء من الجلد يوضع فيه الماء ونحوه من السوائل)

            وجد فيها فأراً ميتاً متفسخاً





            فقال فى نفسه : ان الزيت كله كان فى المعصرة فى مكان واحد

            و ان النجاسه ليست خاصه بهذا الزق دون سواه

            و انى لو رددته للبائع بالعيب (بسبب العيب والرد بسبب العيب من حقوق المشترى) فربما باعه للناس ثم اراقه كله

            وقد وقع ذلك فى وقت كان يشكو فيه من خسارة كبيرة حلت به

            فركبه الدين وطالبه صاحب الزيت بماله فلم يستطع سداده

            فرفع امره الى الوالى فأمر بحبسه حتى يسدد ما عليه



            فلما صار فى السجن وطال مكوثه (اقامته) فيه أشفق عليه السجان

            لما علم من امر دينه وما رأى من شده ورعه و طول عبادته فقال له :

            أيها الشيخ اذا كان الليل فأذهب الى اهلك و بت معهم فأذا اصبحت فعد الىّ

            واستمر على ذلك حتى يُطلق سراحك


            فقال له : لا والله لا افعل

            فقال السجان : و لمَ هداك الله ؟

            فقال له : حتى لا اعاونك على خيانه ولىّ الأمر



            ولما احتضر أنس بن مالك رضى الله عنى

            اوصى بأن يغسله محمد بن سيرين ويصلى عليه وكان ما يزال سجينا

            فلما توفى جاء الناس الى الوالى وأخبروه بوصيه صاحب رسول الله وخادمه

            وأستأذنوه فى ان يخلى سبيل محمد بن سيرين لأنفاذ الوصيه فأذن له

            فقال لهم محمد بن سيرين :

            لا أخرج حتى تستأذنوا صاحب الدين فأنما حُبست بما له علىّ من الحق .

            فأذن له الدائن ايضا

            عند ذلك خرج من سجنه فغسل أنساً وكفنه وصلى عليه

            ثم رجع الى السجن كما هو ولم يذهب لرؤية اهله



            تـــــــــــــــابعونا
            ~ متجدد باذن الله ~



            عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

            تعليق


            • #21
              رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله


              §¤°^ ربيعـة الـرأي ^°¤§

              (( ما رأيت أحداً .....أحفظ للسُّنة من ربيعة ))


              [ ابنُ المَاجَشُون ]



              في ذات عشية من عشيات الصيف المقمرة ...

              بلغ المدينة المنورة فارس في اواخر العقد السادس من عمره.

              ومضى في ازقتها راكبا جواده قاصداً داره ...

              وهو لا يدري ان كانت داره ماتزال قائمة على عهده بها أم أن الايام قد فعلت بها فعلها ...

              فلقد مضى على غيابه عنها ثلاثون عاماً او نحوا من ذلك ...

              وكان يُسائل نفسه عن زوجته الشابه التي خلفها في تلك الدار
              : ما فعلت ؟

              وعن جنينها الذي كانت تحمله بين جوانحها :


              أوضعته
              ذكرا أم أنثى ؟ ...أحي هو أم ميت ؟ .

              وإذا كان حياً ،
              فما شأنه ؟

              وعن ذلك المبلغ الكبير الذي جمعه من غنائم الجهاد

              وتركه وديعة عندها

              حين مضى مجاهداً في سبيل الله مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح ( بخارى ) و ( سمرقند ) وما جاورهما ...




              ولقد كانت أزقة المدينة وشوارعها ما تزال عامرة بالغادين والرائحين ...

              فالناس لم يفرغوا من صلاة العشاء إلا وشيكاً
              ( قريبا )

              لكن أحدا من هؤلاء الناس الذين مر بهم لم يعرفه ولم يأبه له ( لم يهتم به )

              ولم يلتفت إلى جواده المطهم ولا إلى سيفه المدلى من عاتقه ...

              فسكان المدن الإسلامية كانوا قد ألفوا منظر المجاهدين الغادين إلى القتال في سبيل الله أو العائدين منه .

              لكن ذلك كان سبباً في إثارة حزن الفارس وازدياد وساوسه .



              وفيما كان الفارس سابحاً في أفكاره هذه

              ماضياً يتلمس طريقه في تلك الأزقة التي عراها
              ( أصابها ) التغيير ...

              وجد نفسه فجأة أمام داره ...

              وألفى
              ( وجد ) بابها مشقوقا ، فأعجلته الفرحة عن الاستئذان على أهلها ...

              وولج من الباب وأوغل في صحن الدار ...

              سمع رب الدار صرير الباب فأطل من عليته

              فرأى في ضوء القمر رجلا متوشحاً
              سيفه متقلدا رمحه يقتحم عليه في الليل داره .

              وكانت زوجته الشابة تقف غير بعيد عن مرمى بصر الرجل الغريب .

              فهب مغضباً ، ونزل إليه حافيا وهو يقول :


              أتتستر بجنح الليل يا عدو الله ، وتقتحم منزلي ، وتهجم على حريمي ؟
              !

              واندفع نحوه كما يندفع الأسد الضاري اذا أريد عرينه
              ( بيت الأسد ) بسوء

              ولم يدع له فرصة للكلام ...

              وتواثب كل من الرجلين على صاحبه ، وعلت جلبتهما
              ( ضوضائهما )

              وارتفع ضجيجهما وتدفق الجيران على البيت من كل صوب .

              فأحطوا بالرجل الغريب إحاطة الغل
              ( طوق من حديد ) بالعنق ، وأعانوا جارهم عليه ...

              فأمسك به صاحب الدار وأحكم قبضته على خناقه
              ( رقبته ) وقال :

              والله لا أطلقك – يا عدو الله – إلا عند الوالي .

              فقال الرجل :


              ما أنا بعدو الله ... ولم أرتكب ذنبا ...

              وإنما هو بيتي وملك يميني ، وجدت بابه مفتوحاً فدخلته ...

              ثم التفت إلى الناس وقال :

              يا قوم .. اسمعوا مني

              هذا البيت بيتي ... شريته بمالي ...

              يا قوم ... أنا ( فروخ )

              ألم يبق في الجيران أحد يعرف ( فروخاً ) الذي غدا منذ ثلاثين عاما مجاهدا في سبيل الله ؟!



              وكانت والدة صاحب الدار نائمة ، فاستيقظت على الضجيج

              وأطلت من نافذة علّيتها ، فرأت زوجها بشحمه ولحمه .

              فكادت تعقد الدهشة لسانها ...

              لكنها ما لبثت أن قالت :


              دعوه ...

              دعه يا ربيعة ...

              دعه يا ولدي ... إنه أبوك ...

              انصرفوا عنه يا قوم بارك الله عليكم .

              حذار يا أبا عبد الرحمن ...

              إن هذا الذي تتصدى له ولدك وفلذة كبدك ( قطعة كبدك ) .



              فما كادت كلماتها تلامس الآذان حتى أقبل ( فروخ ) على ( ربيعة )

              وجعل يضمه ويعانقه ...

              وأقبل (ربيعة ) على ( فروخ ) وطفق يقبل يديه وعنقه ورأسه ...

              وانفض عنهما الناس ...

              ونزلت أم ربيعة تسلم على زوجها

              الذي ما كانت تظن ظناً أنها ستلقاه على هذه الأرض

              بعد ان انقطعت أخباره مدة تقارب ثلث قرن من الزمان .

              جلس فروخ الى زوجته وطفق يحدثها عن احواله ...

              ويكشف لها عن اسباب انقطاع أخباره ..

              ولكنها كانت في شغل شاغل عن كثير مما يقول

              فلقد نغص
              ( كدر ) عليها فرحتها بلقائه واجتماع شمله بولده ، من غضبته على إضاعة كل ما أودعه لديها من مال ...



              كانت تقول في نفسها :

              ماذا لو سألني الآن عن ذلك المبلغ الكبير الذي تركه أمانة عندي

              وأوصاني أن أنفق منه بالمعروف ؟! ..
              .

              أيقنعه قولي له :

              إنني أنفقت ما تركه عندي على تربية ابنه وتعليمه ؟...

              وهل تبلغ نفقة ولد ثلاثين ألف دينار ؟!

              أيصدق أن يد ابنه أندى من السحاب ( أكرم من الغيم الممطر )

              وأنه لا يبقي على دينار ولا درهم

              وأن المدينة كلها تعلم أنه أنفق على إخوانه الآلاف المؤلفة ؟.

              وفيما كانت أم ربيعة في هواجسها
              ( خواطرها ) هذه ، التفت إليها زوجها وقال :

              لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار ...

              فأخرجي المال الذي أودعته عندك لنضم هذا إليه ، ونشتري بالمال كله بستانا

              أو عقاراً نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة .


              فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ .

              فأعاد عليها الطلب وقال :


              هيا أين المال حتى أضم إليه ما معي ؟


              فقالت : لقد وضعته حيث يجب أن يوضع .. وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله .

              وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث .. فهب ( فروخ ) إلى إبريقه وتوضأ .



              ثم مضى مسرعاً نحو الباب وهو يقول : أين ربيعة ؟

              فقالوا : سبقك إلى المسجد منذ النداء الأول .

              ولا نحسب أنك تدرك الجماعة .

              بلغ فروخ المسجد فوجد أن الإمام قد فرغ وشيكا من الصلاة

              فأدى المكتوبة
              ثم مضى نحو الضريح الشريف فسلم على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه

              ثم التقى نحو الروضة المطهرة

              فقد كانت في فؤاده أشواقٌ إليها ، وحنين إلى الصلاة فيها

              فتخير لنفسه مكاناً في رحابها النضرة .

              ثم جعل يتنقل
              ( يصلي نقلاً ، والنقل : ما زاد عن الفرائض )

              فصلى ما شاء أن يصلي ، ثم دعا بما أُلهِم أن بدعو .

              ولما هم بمغادرة المسجد ، وجد باحته قد غُصت على رحبها بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيراً من قبل .

              ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة ، حتى لم يتركوا في الساحة موطئاً لقدم .

              وأجال بصره في الناس ، فإذا فيهم شيوخ معممون ذوو أسنان
              ( ذو أعمار أي كبار السن ) ...

              ورجال متوقرون
              ( مظهرون الوقار ) تدل هيئاتهم على أنهم ذوو أقدارٍ( لهم منزلة وشأن ) ...

              وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم ، وأخذوا أقلامهم بأيديهم

              وجعلوا يلتقطون ما يقوله الشيخ كما تُلتقط الدرر ...

              ويحفظونه في دفاترهم كما تُحفظ الأعلاق
              ( النفائس التي تقتنى ) النفسية .

              وكان الناس متجهين بأبصارهم إلى حيث يجلس الشيخ

              منصتين إلى كل ما يلفظ من قول حتى لكأن على رؤوسهم الطير
              ( كناية عن سكوتهم وصمتهم ) ...

              وكان المبلغون ينقلون ما يقوله الشيخ فقرة فقرة ، فلا يفوت أحدا شئ من كلامه مهما كان بعيدا .




              وحاول ( فروخ ) أن يتبين صورة الشيخ ... فلم يُفلح لموقعه منه وبعده عنه .

              لقد راعه منه بيانه المشرق ، وعلمه المتدفق ، وحافظته العجيبة .

              وأدهشه خضوع الناس بين يديه .

              وما هو إلا قليل حتى ختم الشيخ مجلسه ونهض واقفاً ...

              فهب الناس متجهين نحوه وتزاحموا عليه ، وأحاطوا به ، واندفعوا وراءه

              يشيعونه
              ( يودعونه ) إلى خارج المسجد .




              وهنا التفتفروخ إلى رجل كان يجلس بجانبه وقال :


              قل لي بربك من الشيخ ؟
              !

              فقال الرجل باستغراب :أو لست من اهل المدينة ؟ .

              فقال فروخ :بلى


              فقال الرجل :وهل في المدينة رجل واحد لا يعرف الشيخ ؟!

              فقال فروخ
              :

              أعذرني إذا كنت لا أعرفه .

              فلقد أمضيت نحواُ من ثلاثين عاماً بعيدا عن المدينة ، ولم أعد إليها إلا أمس ...

              فقال الرجل :


              لا بأس .. اجلس إلي قليلاً لاحدثك عن الشيخ .

              ثم قال :

              إن الشيخ الذي استمعت إليه سيد من سادات التابعين .. وعلم من أعلام المسلمين .

              وهو محدث المدينة وفقيهها وإمامها على الرغم من حداثة سنه .


              فقال فروخ :ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..


              فأتبع الرجل يقول :

              وإن مجلسه يضم – كما رأيت – مالك بن أنس

              وأبا حنيفة
              النعمان ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان الثوري

              وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، والليث بن سعد ، وغيرهم وغيرهم .


              فقال فروخ : غير أنك .....

              فلم يتيح له الرجل فرصة لاتمام كلامه ، وأردف
              ( أتبع )يقول :

              وهو فوق ذلك كله سيد كريم الشمائل ، موطأ الأكناف

              ( متواضع رضي الخلق )
              ، سخي اليد ...

              فما عرف أهل المدينة أحدا أوفر منه جوداً لصديق وابن صديق ..

              ولا أزهد منه في متاع الدنيا ، ولا أرغب منه بما عند الله
              .

              فقال فروخ :ولكنك لم تذكر لي اسمه .

              فقال الرجل : إنه ربيعة الرأي .

              فقال فروخ : ربيعة الرأي !!

              نعم إن اسمه ربيعة .. لكن علماء المدينة وشيوخها دعوه ربيعة الرأي لأنهم

              كانوا إذا لم يجدوا لقضية نصاً في كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لجؤوا إليه ..

              فيجتهد في الأمر ..

              ويقيس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص
              ...

              ويأتيهم بالحكم فيما أشكل عليهم على وجهٍ تركن إليه النفوس
              ( ترتاح إليه )

              وتطمئن له القلوب .





              فقال فروخ في لهفة : ولكنك لم تنسبه لي ...

              فقال الرجل : إنه ( ربيعة بن فروخ ) المكنى بأبى عبد الرحمن ...

              لقد ولد بعد أن غادر أبوه المدينة مجاهدا في سبيل الله .. فتولت أمه تربيته وتنشئته ...

              ولقد سمعت الناس قبيل الصلاة يقولون :

              إن أباه عاد الليلة الماضية .

              عند ذلك تحدرت من عيني ( فروخ ) دمعتان كبيرتان لم يعرف لهما الرجل سبباً ..

              فمضى يحث الخطى
              ( يسرع الخطى ) نحو بيته ...

              فلما رأته أم ربيعة والدموع تملأ عينيه

              قالت : ما بك يا أبا ربيعة ؟

              فقال : ما بي إلا الخير ...

              لقد رأيت ولدنا ربيعة في مقام من العلم والشرف والمجد ما رأيته لأحد من قبل .

              فاغتنمت أم ربيعة الفرصة وقالت : أيهما أحب إليك ...

              ثلاثون ألف دينار أم هذا الذي بلغه ولدك من العلم والشرف ؟

              فقال : بل والله هذا أحب إلي وآثر ( أفضل وأحب ) عندي من مال الدنيا كله .

              فقالت : لقد أنفقت ما تركته عندي عليه .. فهل طابت نفسك بما فعلت ؟


              فقال : نعم .. وجزيتِ عني وعنه وعن المسلمين خير الجزاء.


              تـــــــــــــــابعونا
              ~ متجدد باذن الله ~
              عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

              تعليق


              • #22
                رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله


                ( من شكر الله بقلبه ولسانه وعمله فليبشر بالمزيد ،

                ومن قابل النعم بالغفلة والمعاصي فالعقاب شديد .
                )

                تعليق


                • #23
                  رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




                  §¤°^
                  رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ ^°¤§

                  (( إن في كِنْدَةَ لثلاثة رجال يُنزل الله بهم الغيث ...
                  وينصر بهم على الأعداء .. أحدهم رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ ))


                  [ مسلَمة بن عبد الملك ]


                  وقد كانت لرجاء بن حيوة مع خلفاء بنى ((أمية)) مواقف صدق

                  مازال يكنها ( يحفظها ) التاريخ فى أزهى صفحاته
                  ويرويها الخلف عن السلف .

                  ومن ذلك أنه كان ذات يوم فى مجلس عبد الملك بن مروان بن مروان

                  فوصف للخليفه رجل بسوءِ طويتِهِ ( مايطويه في صدره من نية ) على بنى ((أُمية))

                  وقيل له :

                  إِنه يُشَايعُ ابن الزبير ( عبد الله بن الزبير وكان منافس عبد الملك في الخلافة ) وينتصر لهُ....

                  وذكر له الواشى من افعالِهِ واقوالِهِ ماَ أَ ثَار
                  حفيظتهُ (غضبه )


                  فقال:

                  والله لئِن أمكَنَنِى اللهُ منه لأفعلنٌ ،ولأفعَلَنٌ........

                  ولأضَعَنّ السيف فى عنقهِ.

                  ولم يمض طويل الوقت حتى أمكنه الله من الرجل ، وسيق إليه سوقاً...

                  فلما وقعت عيناه عليه ، كاد يتميز من الغيظ وهم بأن ينفذ وعيدهُ به ...


                  فقامَ إليه رجَاَءُ بنُ حيَوَةَ وقال :

                  ياَ أميرَ المؤمنينَ ....


                  إن الله جل وعز قد صنع لك ما تُحبهُ من القدره ،فاصنَعَ لله ما يُحبهً من العَفوِ..

                  فَسَكَنت نَفسُ الخَلِيفَةِ ،وسَكَتَ عنهُ غَضَبُهُ....

                  وعَفَا عَنِ الرجلِ ،وَأَطلَقَ سَرَاحَهُ، وأحسنَ إِليهِ...



                  تـــــــــــــــابعونا
                  ~ متجدد باذن الله ~


                  عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                  تعليق


                  • #24
                    رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




                    §¤°^
                    عامر بن شُراحبيل ^°¤§
                    المعروف بالشَّعْبِيّ
                    (( كان الشعبي واسع العلم ، عظيم الحلم ... وإنـه من الإسـلام بمكـان .... ))




                    [ الحسن البصري ]

                    كان الشعبي لتواضعه

                    يخجل إذا خلع
                    ( ألقي ) عليه أحد لقب (( العالم ))

                    فقد خاطبه أحدهم قائلًا :-

                    أجبني أيها الفقيه العالم

                    فقال:

                    ويحك لا تُطرنا
                    ( لا تُبالغ في مدحنا)

                    بما ليس فينا

                    الفقيه : من تورع عن محارم الله

                    والعالم : من خشي الله

                    وأين نحن من ذلك ؟!

                    تـــــــــــــــابعونا
                    ~ متجدد باذن الله ~


                    عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                    تعليق


                    • #25
                      رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




                      §¤°^
                      سَلَمَةُ بن دِينَارٍ ^°¤§

                      المعروف بأبي حازم الأعرج

                      (( ما رأيت أحداً الحكمة أقرب...إلى فمـه من أبي حـازم ))



                      [ عبد الرحمن بن زيد ]

                      في ذات سنة ..

                      نفر ( مضى وذهب ) سلمة بن دينار مع جيوش المسلمين المتجهة إلى (( بلاد الروم ))

                      يبتغي الجهاد في سيبل الله مع المجاهدين.

                      فلما بغ الجيش آخر مرحلة من مراحل السفر

                      آثر الراحة والاستجمام قبل لقاء العدو وخوض المعارك

                      وكان في الجيش أمير من أمراء بني أمية

                      فأرسل رسولاَ إلى أبي حازم يقول له :-

                      إن الأمير يدعوك إليه لتحدثه وتفقه.

                      فكتب إلى الأمير يقول :

                      أيها الأمير لقد أدركت أهل العلم وهم لا يحملون الدين إلى أهل الدنيا

                      ولا أحسبك تريد أن أكون أول من يفعل ذلك.

                      فإن كانت لك حاجة بنا فأتنا

                      والسلام عليك وعلى من معك.

                      فلما قرأ الأمير رسالته مضى إليه وحياه وبياه ( دعا له برفعة المقام ) وقال:

                      يا أبا حازم لقد وقفنا على ما كتبته لنا فازددت به كرامة عندنا وعزة لدينا.

                      فذكرنا وعظنا جزيت عنا خير الجزاء.

                      فطفق أبو حازم يعظه ويذكره وكان في جملة ما قاله له:

                      انظر ما تحب أن يكون معك في الآخرة...فاحرص عليه في الدنيا

                      وانظر ما تكره أن يكون معك هناك ...فازهد فيه هنا.

                      واعلم أيها الأمير أنه إن نفق (
                      رغب فيه ) الباطل عندك وراج ...

                      أقبل عليك المبطلون المنافقون والتفوا حولك,

                      وإن نفق عندك الحق وراج ...

                      التف حولك أهل الخير وأعانوك عليه.

                      تـــــــــــــــابعونا
                      ~ متجدد باذن الله ~


                      عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                      تعليق


                      • #26
                        رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله





                        النجاشى - الجزء الأول -

                        مقدمة



                        النجاشىٍ ... شخصية عظيمة خدمة الاسلام خدمات جليلة

                        والنجاشي هذا لم يكن أسمه وإنما هو لقبه
                        فـ النجاشي لقب يطلق على كل من يحكم بلاد الحبشة


                        من هو ؟؟؟



                        النجاشى ...... اسمه أصحمة بن أبجر

                        كان هو النجاشى ( حاكم الحبشة ) فى وقت بعثة النبى _صلى الله عليه وسلم_
                        واسلم فى حياة النبى .......لكنه لم يرى النبى ولكنه رأى الصحابة
                        لذلك كان .... تابعى


                        بداية قصته


                        ابوالنجاشى كان حاكم الحبشة و كان حاكم عادل - فاضل - محبوب من شعبه

                        لكن فى يوم من الايام
                        بعض الوزراء جلسوا مع بعض جلسة شيطانية
                        ماذا قالوا ؟؟؟
                        ^
                        ^
                        هذا الرجل (النجاشى الكبير) عنده ولد واحد ( أصحمة ) فلو مات ومسك ابنه الحكم
                        شوكته ستكون ضعيفة لانه ليس له اخوه ......فممكن الناس تطمع فيه ونكون عرضه للغزو
                        فما الحل؟؟؟
                        ^
                        ^
                        ^
                        قالو ان النجاشى الكبير عنده اخ ... واخوه هذا عنده 12 ولد
                        اذن نقتل النجاشى الكبير و يمسك الحكم اخوه فان مات توارث اولاده الحكم
                        ^
                        ^
                        ^

                        ذهبوا الى اخو النجاشي
                        وقالوا له على فكرتهم
                        فقالو ...
                        انت أولى بالحكم...فانت لك عزوة و أولاد كثر
                        وبعد عمر طويل يمسكون الحكم من بعدك



                        ......

                        فى البداية .... غضب الاخ غضب شديد

                        ولكن الوزراء دخلوا له من باب مصلحة البلاد و أغروه بالفكرة .....

                        وفى لحظة تنازل عن كل المبادئ و وافق على الفكرة
                        ^
                        ^
                        ^
                        جهزوا مايسمى بـ ... كتيبة الاعدام
                        فاقتحموا القصرو قتلوا الحرس كلهم
                        الى ان وصلوا للملك - النجاشي الكبير -

                        وقتلووووووووووه




                        واصبح بطل قصتنا " النجاشي أصحمة " طفل يتيم




                        وفى صباح اليوم التالى فرح الجميع بتتويج الملك الجديد

                        ونسوا دموع بطلنا....

                        بطل قصتنا.....

                        ترى ما الذى سيحدث للنجاشي بطل قصتنا ؟؟؟؟؟


                        ^
                        ^
                        ^

                        يتبببع








                        التعديل الأخير تم بواسطة khadeja; الساعة 25-10-2013, 02:15 AM. سبب آخر: ازالة روابط من الصور بارك الله فيكم
                        سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                        غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                        تعليق


                        • #27
                          رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله





                          §¤°^
                          سعيد بن المسيب ^°¤§
                          (( كان سعيد بن المسيب.... يفتى والصحابـة أحيـاء ))



                          [ المؤرخون ]

                          عقد أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان العزم على حج بيت الله الحرام....


                          وزيارة ثاني الحرمين الشريفين ...


                          والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .


                          فلما أقبل شهر ذي القعدة

                          زم الخليفة العظيم ركائبه ( أعد ركابه للرحيل ) ، وتوجه إلى أرض الحجاز

                          يصحبه السادة الأماجد من أمراء "بني امية"....ونفر من كبار دولته ...وبعض أولاده....


                          ومضى الركب في طريقه من " دمشق " إلى " المدينة "

                          من غير ريث ( بطء
                          ) ولا عجل ....


                          فكانوا كلما نزلوا منزلا نُصبت لهم الخيام وفُرشت لهم الفرش

                          وعقدت لهم مجالس العلم والتذكرة ؛ليزدادوا تفقها في الدين .

                          ويتعهدوا قلوبهم ونفوسهم بالحكمة والموعظة الحسنة .


                          ولما بلغ الخليفة المدينة المنورة ،أمَّ حرمها الشريف


                          وتشرف بالسلام على ساكنها محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم

                          وسعد بالصلاة في الروضة المطهرة الغراء .


                          فذاق من برد الراحة ،وسلامة النفس ما لم يذق مثلها من قبل .....


                          وعزم على أن يطيل إقامته في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام ما وجد إلى ذلك سبيلا .


                          ومن أشد ما استأثر باهتمامه في المدينة المنورة حلقات العلم التي كانت تعمر المسجد النبوي ,


                          ويتألق فيها الأفذاذ من كبار التابعين كما تتألق النجوم الزهر( المتلألئة ) في كبد السماء

                          هذه حلقة عروة بن الزبير ...


                          وتلك حلقة سعيد بن المسيب ....


                          وهناك حلقة عبد الله بن عتبة ....

                          وفي ذات يوم صحا الخليفة من قيلولته في وقت كان لا يصحو فيه عادة ،

                          فنادى حاجبه وقال :يا ميسرة .


                          قال :لبيك يا أمير المؤمنين .


                          قال :أمض إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وادع لنا أحد من العلماء ليحدثنا.




                          مضى ميسرة إلى المسجد النبوي ،وأجال نظره فيه فلم ير غير حلقة واحدة ...

                          توسطها شيخ نيف ( زاد ) على الستين من عمره فيه بساطة العلماء ...وعليه هيبتهم ووقارهم ....


                          فوقف غير بعيد من الحلقة ،وأشار للشيخ بإصبعه ...


                          فلم يلتفت إليه الشيخ ،ولم يأب له (لم يلتفت له ولم يهتم به )


                          فاقترب منه وقال : ألم تر أني أشير إليك ؟!.


                          قال:إلى أنا؟!.


                          قال :نعم...


                          قال :وما حاجتك؟.


                          قال:استيقظ امير المؤمنين وقال:امض إلى المسجد وانظر هل ترى أحدمن حُدَّاثي ( الذين يحدثوننى ) ،فأتني به.


                          فقال له الشيخ:ما أنا من حُدَّاثه.


                          فقال له ميسرة:ولكنه يبغي مُحَدِّثا يُحَدِّثه.

                          فقال الشيخ:إن من يبغي شيئا يأتي إليه...

                          وإن في حلقة المسجد مُتَّسعا له إذا كان راغبا في ذلك .


                          والحديث يُأْتى إليه ،ولكنه لايَأتي ....


                          فعاد الحاجب أدراجه وقال للخليفة :

                          ما وجدت أحدا في المسجد غير شيخ أشرت إليه فلم يقم

                          فدنوت منه وقلت : إن أمير المؤمنين استيقظ في هذا الوقت وقال لي:

                          انظر هل ترى أحدا من حُدَّاثي في المسجد فادعه لي....



                          فقال لي في هدوء وحزم :

                          إنني لست من حُداثه...



                          وإن في حلقة المسجد متسعا له إذا كان راغبا في الحديث.


                          فتنهد عبد الملك بن مروان ....


                          وهبَّ قائما ،واتجه إلى داخل المنزل وهو يقول :

                          ذلك سعيد بن المسيب ....

                          ليتك لم تاتيه ،ولم تكلمه .....

                          تـــــــــــــــابعونا
                          ~ متجدد باذن الله ~



                          عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                          تعليق


                          • #28
                            رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله



                            §¤°^ سعيد بن جُبير ^°¤§
                            (( لقـد قتل سعيـد بن جبيـر...... وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ))


                            [ أحمد بن حنبل ]



                            كان سعيد بن جُبير إذا صلى منفردًا

                            فربما قرأ القرآن كله في صلاة واحدة

                            وكان إذا مر بقوله تعالى :-

                            "
                            فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿٧١﴾ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴿٧٢ " سورة غافر

                            أو مر بنحوها من آيات الوعد والوعيد

                            اقشعر جلده ...

                            وتصدع فؤاده ...

                            وهمت عيناه
                            (سالت دموعه )

                            ثم لا يزال يبدأ فيها ويعيد

                            حتي يوشك أن يقضي نحبه
                            (يُتوفى)


                            تـــــــــــــــابعونا
                            ~ متجدد باذن الله ~

                            عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                            تعليق


                            • #29
                              رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله

                              وعليكم السلام ورحمة الله

                              بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
                              قوموا فموتوا على ما مات عليه فماذا يغنى الحزن واليأس

                              أم براء .. سابقا

                              تعليق


                              • #30
                                رد: صور من حياة التابعين متجدد ان شاء الله




                                §¤°^
                                محمد بن واسع الأَزْدِيُّ^°¤§
                                عابد البصرة وزين الفقهاء

                                (( إن إصبع محمد بن واسع الأزدى أحب إلىَّ.... من ألف سيفٍ شهير يحملها ألف شاب طرير ))



                                [ قتيبة بن مسلم ]

                                لقد دُعِيَ محمد بن واسع الأزْدِيُّ لتولي منصب القضاء أكثر من مرة

                                فأبى ( امتنع ورفض ) ذلك أشد الإباء....


                                وعرَّض نفسه بسبب إبائه للإيذاء ....



                                من ذلك أن محمد بن المنذر صاحب شرطة " البصرة " دعاه إليه ،وقال:



                                إن أمير العراق طلب مني أن أدعوك لتولي القضاء،

                                فقال:


                                اعفوني من ذلك عافاكم الله.


                                فعاوده مثنى وثلاث ،فأصر على إبائه.



                                فقال له:



                                والله لَتَتَوَلَّيَنَّ القضاء

                                أو لأجلدنك ( أضربنك ) ثلاثمائة جلدة

                                ولأُعَذِّرَنَّكَ ( أفضحنك وأشهر بك )



                                فقال له:



                                إن تفعل فإنك مُسَلَّطٌ ( مطلق اليد )....



                                وإن مُعَذَّبَ الدنيا خير من مُعَذَّبِ الآخرة .....


                                فخجل منه ، وصرفه بالحسنى


                                تـــــــــــــــابعونا
                                ~ متجدد باذن الله ~

                                عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X