
النسب والقبيلة
النوار بنت مالك الأنصارية، صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك، فولدت له زيد بن ثابت وأخاه يزيد. قتل زوجها يوم بعاث، وكان عمر زيد ست سنوات، ثم تزوجها عمارة بن حزم وهو من أهل بدر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله

وقد كانت هذه المرأة أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي



يروي زيد


أفبعد هذه المنزلة لابن النوار منزلة تسمو إليها الهمم! هنيئًا لك أيتها الأم التي ربت فأحسنت تربية ابنها، فقد دفعته إلى رسول الله

هذه هي الأم العظيمة النوار، وهذا هو ابنها زيد، وذاك علمه، وتلك مكانته، إنه عملها الصالح، وكيف لا ورسول الله

وكمال المرأة الوظيفي أن تكون راعية، ومسئولة، ومربية. إنه غاية ما يراد منها تحقيقه؛ حفظًا لفطرة الله، ونشرًا لرسالة الله، وخدمة لأمة رسول الله

من مواقفها
عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولي برأس الحسين فوضعه تحت إجانة[3] في الدار، ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار. قالت: فقلت: ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت برأس ابن رسول الله

قالت: فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار، فدعا الأسدية فأدخلها إليه، وجلست أنظر. قالت: فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيت طيرًا بيضًا ترفرف حولها. قال: فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد[4].
[1] برهان الدين الحلبي: السيرة الحلبية 2/277.
[2] رواه مسلم (1631).
[3] الإجانة: إناء تغسل فيه الثياب.
[4] تاريخ الطبري 3/335.
تعليق