بسم الله أحمده وأستعينه وأستغفره وأصلي على خير خلقه وآله وصحبه
أما بعد...
أما بعد...
سبحان الله أردت موضوعا وأراد الله موضوعا آخر
وعليه فإني أبدأ مضطرا بما أردت أن أنتهي به
ما الفرق بيننا وبين الصحابة ؟
قال لي أحدهم : هم رجال ونحن رجال.
فقلت: له دع عنك هذا و دعني أسألك هم قد أثبت الله لهم الرجولة ، فمن أثبتها لك؟
فقلت: له دع عنك هذا و دعني أسألك هم قد أثبت الله لهم الرجولة ، فمن أثبتها لك؟
هم رجال نعم وأما نحن فذكور نحتاج إلى أدلة قوية تثبت رجولتنا، فكن كما كانوا واعمل بفعلهم يكن لك مثل ما كان لهم،
ثم عاجلته متسائلا متثاقل اللسان :
أتعرف ما الفرق بيننا بين الصحابة؟
أتعرف ما الفرق بيننا بين الصحابة؟
وقبل أن يفتح فمه أشرت وقولي يسبق إشارتي :
الفارق بيننا وبينهم أنهم عملوا من أجل هذا الدين ونحن ورثناه،
الفارق بيننا وبينهم أنهم عملوا من أجل هذا الدين ونحن ورثناه،
ثم استطردت :
ناهيك عن صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم،وشهودهم المشاهد معه ومن بعده ،ونزل وحي السماء بين أظهرهم، و..... و.... ولولا أن الله سخرهم لدعوة أجدادنا لما كنا اليوم مسلمين، ولوكنا مثلهم لاختارنا الله لصحبة نبيه.
ناهيك عن صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم،وشهودهم المشاهد معه ومن بعده ،ونزل وحي السماء بين أظهرهم، و..... و.... ولولا أن الله سخرهم لدعوة أجدادنا لما كنا اليوم مسلمين، ولوكنا مثلهم لاختارنا الله لصحبة نبيه.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " ( أخرجه أحمد والترمذي )
وروى البزار في مسنده برجال كلهم موثقون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين والمرسلين"
وجاء في صحيح البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في شأن أصحابه: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" .
وجاء في صحيح البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال في شأن أصحابه: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" .
وتواتر عنه أنه قال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم" .
فأنت ترى من هذه الشهادات العالية في الكتاب والسنة ما يرفع مقام الصحابة إلى الذروة وما لا يترك لطاعن فيهم دليلا ولا شبه دليل.
فصل في عدالة الصحابة
أجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم، وإليك طرفًا من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم.
أجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم، وإليك طرفًا من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم.
قال ابن عبد البر رحمه الله -كما في الاستيعاب-: قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول .
وقال ابن الصلاح في مقدمته: ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانًا للظنِّ بهم، ونظرًا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة. انتهى.
وقال الإمام الذهبي : فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي، وإن جرى ما جرى...، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل، وبه ندين الله تعالى .
وقال ابن كثير : والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة . ثم قال: وقول المعتزلة: الصحابة كلهم عدول إلاَّ من قاتل عليًّا قول باطل مردود . ثم قال: وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلاَّ سبعة عشر صحابيًّا - وسموهم - فهذا من الهذيان بلا دليل .
على أنه -كما قال الخطيب في الكفاية- لو لم يرد الله ورسوله فيهم شيئا مما ذكر لأوجب الحال التي كانوا عليها -من الهجرة، وترك الأهل والمال والولد، والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج وقتل الآباء والأبناء في سبيل الله- القطع بتعديلهم واعتقاد نزاهتهم وأمانتهم، وأنهم كانوا أفضل من كل من جاء بعدهم.
قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
هؤلاء أجدادي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا أُخَيَّ المجامع
قال صاحب مناهل العرفان:
والواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب يحيل على الله في حكمته ورحمته أن يختار لحمل شريعته الختامية أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب يحيل على الله في حكمته ورحمته أن يختار لحمل شريعته الختامية أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة يعتبر دفاعا عن الكتاب والسنة وأصول الإسلام من ناحية
ويعتبر إنصافا أدبيا لمن يستحقونه من ناحية ثانية
ويعتبر تقديرا لحكمة الله البالغة في اختيارهم لهذه المهمة العظمى من ناحية ثالثة.
كما أن توهينهم والنيل منهم يعد غمزا في هذا الاختيار الحكيم ولمزا في ذلك الاصطفاء والتكريم فوق ما فيه من هدم الكتاب والسنة والدين.
على أن المتصفح لتاريخ الأمة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها وسمو مميزاتها ما يجعله يحكم مطمئنا بأنها صارت خير أمة أخرجت للناس بعد أن صهرها الإسلام. وطهرها القرآن ونفى خبثها سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.
ولكن الإسلام قد ابتلي حديثا بمثل أو بأشد مما ابتلي به قديما فانطلقت ألسنة في هذا العصر ترجف في كتاب الله بغير علم
وتخوض في السنة بغير دليل
وتطعن في الصحابة دون استحياء
وتنال من حفظة الشريعة بلا حجة
وتتهمهم تارة بسوء الحفظ
وأخرى بالتزيد وعدم التثبت
وتطعن في الصحابة دون استحياء
وتنال من حفظة الشريعة بلا حجة
وتتهمهم تارة بسوء الحفظ
وأخرى بالتزيد وعدم التثبت
وقد زودناك وسلحناك فانزل في الميدان ولا تخش عداك.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} نصرنا الله بنصرة الإسلام وثبت منا الأقدام والأقلام والحمد لله في البدء وفي الختام وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحابته الأعلام آمين.
فهل تبين لك الآن حكمة الله في اختيار الصحابة لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهل عرفت الآن ما الفارق بيننا وبين الصحابة ؟
((وما يعقلها إلا العالمون))
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
(أبو أنس)
(أبو أنس)
تعليق