إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مع الصحابة في رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مع الصحابة في رمضان

    مع الصحابة في رمضان
    http://www.youtube.com/watch?v=ipDC5VyRTFk


    عبدالله بن عمر:
    أيها المستمعون الكرام، ومما يتعلق في هذا الشهر الكريم من مواقف عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - ما ورد في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرَد)، قال ابن أبي مُليكة: سمِعت عبدالله بن عمرو يقول: (إذا أفطر اللهمَّ إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي)[1].

    وفي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تُرَد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر))[2].

    أبو هريرة:

    أيها المستمعون الكريم، ومما يتعلق من مواقف هذا الصحابي الجليل بهذا الشهر الكريم، موقف يتعلق بحفظ الصيام، فقد روى أبو نُعيم في الحِلية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان وأصحابه إذا صاموا قعَدوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا[3]، يحفظون صيامهم من اللَّغو والرفَث، وقول الزُّور، ومن كل ما يُفسده أو يَنقص أجرَه.
    ولكن أيها المستمعون الكرام، ما هو الأمر الذي كانوا يخشونه على أنفسهم، وهم على ما هم عليه من الاستقامة والصلاح؟! لا شك أنهم ما فعلوا ذلك إلا من التقوى والخشية على صيامهم، ولكن كيف هي حال الصائمين في هذا الزمان الذين يَكثُر في مجالسهم اللَّغو وقول الزور، ويتعرضون لكثيرٍ من المُنقصات، بل والمبطلات أحيانًا.
    أين هم من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أخرجه البخاري من حديث صاحبنا في هذه الحلقة أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مَن لَم يَدَع قول الزور والعملَ به والجهلَ، فليس لله حاجة أن يَدَع طعامه وشرابه))[4].
    وموقف آخر يتعلق بالاقتصاد في الإفطار والسَّحور، فعن أبي زياد مولى ابن عباس عن أبي هريرة، قال: كانت لي خمس عشرة تمرة، فأفطرتُ على خمس تمرات، وتسحَّرت بخمسٍ، وبقِيت خمس لفطري[5].
    وإن كان هذا الاقتصاد من قلة الطعام، إلا أن أبا هريرة - رضي الله عنه - يخشى من الشِّبَع ويَحذَر عاقبته، فيقول في ذلك: ويلٌ لي مِن بطني، إذا أشبَعته كظَّني، وإذا أجَعته سبَّني، نعم إن مضرة الشِّبَع معروفة، وخاصة في هذا الشهر الكريم؛ لما يُفوِّته على الإنسان من فُرَص الخير والتقرب إلى الله بطاعته.
    وموقف أخير في هذه الحلقة يتعلَّق بقيام الليل، فقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثًا، يصلي هذا، ثم يُوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يوقظ هذا[6].
    فيكون منزله في الليل كله لا يخلو من قائم يصلي، وإن كانت هذه الحال ليست مقصورة على ليالي شهر رمضان، بل إن اجتهاده في شهر رمضان أشد، فهو الراوي لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))[7].

    سعد بن معاذ:

    أيها المستمعون الكرام، ومما يتعلق بهذه الشهر الكريم من مواقف سعد بن معاذ - رضي الله عنه - هو تفطيره لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رواه ابن ماجه بسند صحيح عن عبدالله بن الزبير، قال: أفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فقال: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكة))[8].
    أخي المستمع الكريم، في موقف هذه الحلقة نجد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أفطر عند سعد بن معاذ - رضي الله عنه - وهذا خير جزيل ساقَه الله - سبحانه وتعالى - للصحابي الجليل سعد بن معاذ - رضي الله عنه - من وجهين:
    أما الوجه الأول:
    فهو تفطير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القائل - كما في حديث زيد بن خالد الجُهني - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا يَنقُص من أجر الصائم شيئًا))[9].
    فبهذا العمل حصل لسعد بن معاذ - رضي الله عنه - أجرٌ عظيمٌ من صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أتَمُّ الصيام وأكملُه، وأوفره أجرًا.
    الوجه الثاني:
    دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن معاذ - رضي الله عنه - بهذا الإفطار؛ حيث قال له: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكلَ طعامكم الأبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكة))، وكم في هذه الدعاء من الخير لسعد بن معاذ - رضي الله عنه؟!
    وفي هذا الدعاء ثلاثة أمور:
    الأول: دعاء له بأن يُفطر عنده الصائمون، وإفطار الصائمين عنده يقتضي كثرة الأجْر المترتب على فطرهم عنده؛ لأن له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، وكلما كَثُر إفطار الصائمين عنده، كثُر أجره بالمقابل.
    الثاني: الدعاء له بأن يأكل طعامه الأبرار، والأبرار هم القائمون بحقوق الله، وحقوق عباده، الملازمون للبر في أعمال القلوب وأعمال الجوارح[10].
    وهذا يترتب عليه كثرة الخير له؛ إما بدعائهم له، أو بما يحصل منهم من العلم والإعانة على الخير، ويحتمل أيضًا أن يكون الذين يأكلون طعامه هم أصحابه، وبهذا يكون أصحابه هم الأبرار، ونعمة الصُّحبة التي تعود عليه بالخير.
    الثالث: الدعاء له بصلاة الملائكة عليه، وصلاة الملائكة عليه هي دعاؤهم واستغفارهم له؛ كما في قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


    قيس بن صِرْمة:
    ما رواه البخاري عن البراء - رضي الله عنه - قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائمًا، فحضر الإفطار، فنام قبل أن يُفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يُمسي، وإن قيس بن صِرْمة الأنصاري كان صائمًا، فلما حضر الإفطار، أتى امرأته، فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلُب لك، وكان يومه يعمل، فغلَبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأَته، قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار، غُشِي عليه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزَلت هذه الآية: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187].
    ففرِحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلَت: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾ [البقرة: 187] [11].
    أيها المسلمون، تدلنا قصة قيس بن صِرْمة أن المسلمين في أول الصيام إذا أفطروا، يأكلون ويشربون ويأتون النساء، مالم يناموا، فإذا ناموا لم يفعلوا من ذلك شيئًا إلى مثلها، وكان المنع من ذلك مقيدًا بالنوم، فكان الرجل إما يبقى مستيقظًا لا ينام من أجْل أن يأكل ويشرب، أو ينام، فتطول عليه مدة الصيام، فتصور أخي المسلم ما في الصيام من المشقة مع هذه الحال، إضافة إلى قلة ما عندهم من الطعام، وما يبذلونه من الجهد في نهار الصيام.
    وكان قيس بن صِرْمة - رضي الله عنه - جاء إلى أهله وقت الإفطار بعد جُهد عمل ذلك اليوم، وقد جاء إلى أهله وهو يعلم أنهم لم يُعدوا له أصنافًا من الطعام - كما هي حال الناس اليوم - ولا يريد شيئًا من هذه الأصناف، إنما يريد ما يَسد به جوعه؛ لذا فقد سأل امرأته قائلاً: (أعندك طعام؟)؛ أي: طعام يَسد به جوعه، فقالت: لا، ولكن أنطلق أطلُب لك، ظاهره أنه لا يوجد عندها شيء، ولم يأتِ معه بشيء.
    قال ابن حجر: لكن في مرسل السُّدي أنه أتاها بتمرٍ، فقال: استبدلي به طحينًا، واجعليه سخينًا، فإن التمر أحرقَ جوفي، وفيه: لعلي آكله سخنًا، وإنها استبدلته له وصنَعته، وفي مرسل ابن أبي ليلى: فقال لأهله: أطعموني، فقالت حتى أجعل لك شيئًا سخينًا.
    ولَمَّا ذهبت امرأة قيس تطلب له الطعام، غلَبته عيناه من شدة التَّعب فنام، فلما جاءته امرأته ورأتْه على هذا الحال قد نام، وحُرِّم عليه الأكل، قالت: (خيبة لك)، والخيبة الحِرمان، يقال: خاب يَخيب إذا لم يَنَل ما طلَب.
    وبات قيس طاويًا، وأصبح في نهاره صائمًا، فلما انتصف النهار، غُشِي عليه من الجَهْد، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187]، ففرِحوا بها فرحا شديدًا، ونزلت: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾ [البقرة: 187].

    فكان ذلك رحمة بعباده المؤمنين، وتيسيرًا على الصائمين؛ كما في قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
    إخواني، لا بد أن نُدرك نعمة الله - سبحانه تعالى - علينا بهذا التيسير الذي يسَّره لنا، ولم تبقَ الحال في الصيام؛ كما هي عليه في أول الأمر، بل شرع لنا ليلة الصيام الأكل والشرب والرفث إلى النساء، حتى يتبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، بل سنَّ لنا تأخير السَّحور، وتعجيل الفطور تيسيرًا على الصائم، وبمقابل هذه النعمة لا بد أن نشكر الله - سبحانه وتعالى - عليها، والشكر على تيسير الصيام يكون في الحرص على الصيام نفسه، والحرص على إتمامه، وإكماله على الوجه الذي يُرضي المنعم - سبحانه وتعالى.
    الموقف الثاني: (أبو ذر):
    إخواني، ومما يتعلق بهذا الشهر الكريم من حياة أبي ذر - رضي الله عنه - ما ورد في سنن الترمذي عن أبي ذر قال: صُمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُصلِّ بنا حتى بقِي سبعٌ من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثُلُث الليل، ثم لم يقَم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة، حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله، لو نفَّلتنا بقية ليلتنا هذه، فقال: ((إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتِب له قيام ليلة))، ثم لم يصلِّ بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، وصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تَخوَّفنا الفلاح، قلت له: وما الفلاح؟ قال: السَّحور))[12].
    إخواني نجد في حديث أبي ذر (رضي الله عنه) أن رسول الله ص قام بهم في بعض ليالي العشر الأخير من رمضان، فقام بهم ليلة حتى ذهب ثلث الليل، وقام ثانية حتى ذهب شطر الليل أي نصفه، وقام بهم ثالثة حتى آخر الليل، وهذا فيه مشروعية قيام ما تيسر من الليل في رمضان.
    ومما يدل عليه هذا الحديث ذلك الفضل العظيم للذي يقوم مع الإمام حتى ينصرف، فهذا يكتب له قيام ليلة، فعلى المسلم الحرص على هذا الفضل العظيم الذي هيَّأه الله - سبحانه وتعالى - له، ولنتصور قدر المشقة التي تلحق الإنسان لو قام الليل كله من أول إلى آخره، ولكن أجر قيام الليل كله الذي يقابل هذه المشقة، يحصل لمن قام مع الإمام حتى ينصرف، فنسأل المولى - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا له، وأن يُعيننا على أنفسنا، وأن يُعيذنا من العجز والكسل.
    ومن زُهده - رضي الله عنه - ما رواه جعفر بن سليمان، قال: دخل رجل على أبي ذر، فجعل يُقلِّب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ قال: لنا بيت نُوجِّه إليه صالِح متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دُمت ها هنا، قال: إن صاحب المنزل لا يَدَعنا فيه[13].

    الموقف الثالث: (زيد بن ثابت):
    إخواني، ومن المواقف المتعلقة بهذا الشهر الكريم من حياة زيد بن ثابت - رضي الله عنه - ما ورد في صحيح البخاري عن أنس عن زيد ثابت - رضي الله عنه - قال: ((تسحَّرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسَّحور، قال: قدر خمسين آية))[14].
    ففي هذا الحديث أخبر زيد - رضي الله عنه - أنه تسحَّر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة، فلو تأمَّلنا سبب سَحور زيد بن ثابت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاصة أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - ما كان ينام عند رسو الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يكون سَحوره عارضًا، بل كان مقصودًا، وأن السبب في ذلك من أجل أن يتعلم الهدي في السَّحور فيما يتعلق بوقته والسنة فيه.
    ويدل على ذلك سؤال أنس بن مالك - رضي الله عنه - لزيد بن ثابت - رضي الله عنه -: كم كان بين الأذان والسَّحور؟ وقد ورد الحديث بألفاظ أخرى، فعند البخاري في موضع آخر: عن قتادة أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن ثابت - رضي الله عنه - تسحَّرا، فلما فرَغا من سَحورهما، قام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة فصلى، فقلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سَحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية))[15].
    فهذه الروايات تدل على استحباب تأخير السَّحور، وفي هذا دليل على حرص السلف على تعلُّم الهدي النبوي، فقتادة سأل أنسًا، فتعلم منه، وأنس سأل زيد بن ثابت، وتعلَّم منه، وزيد تعلَّمه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.



    خواني، لا بد أيضًا أن نتأمَّل جواب زيد بن ثابت - رضي الله عنه - عن سؤال أنس بن مالك - رضي الله عنه - حيث قال: (قدر خمسين آية)؛ أي: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية متوسطة لا طويلة ولا قصيرة، ولا سريعة ولا بطيئة، هذا الجواب فيه قياس للزمن بعمل البدن، وكان العرب يستعملون ذلك، كقولهم: قدْر حَلْب شاةٍ، أو قدر نَحْر جَزورٍ ونحوها، ولكن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قاسه بأمر مرتبط بالعبادة، وفي ذلك تميُّز في حياة المسلم، والتخصيص بالقراءة فيه إشارة إلى أن ذلك الوقت وقت عبادة وتلاوة؛ قال ابن أبي جَمرة: فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة.

    إخواني، في هذا الموقف حثٌّ على جوانبَ كثيرة من الخير، ففيه تناول طعام السحور والاجتماع عليه، ولا سيما مع أهل العلم والفضل الذين ينتفع الإنسان من صُحبتهم ومُجالستهم، وكذلك في الحث على تأخير السَّحور، فهو أرفقُ للصائم، وأدعى لحضور صلاة الصُّبح مع جماعة المسلمين، وفيه أيضًا اغتنام الفرصة بين السَّحور، وإقامة الصلاة فيما يقرب إلى الله - سبحانه وتعالى - وخاصة بقراءة القرآن.

    [1] كتاب الصيام، حديث رقم 1753، وقال في الزوائد: إسناده صحيح.

    [2] سنن الترمذي، كتاب صفة الجنة، حديث رقم 2525، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 2050.

    [3] أبو نُعيم؛ حلية الأولياء 1/382.

    [4] الجامع الصحيح، كتاب الأدب، حديث رقم 6057.

    [5] أبو نعيم؛ حلية الأولياء 1/384.

    [6] ابن الجوزي؛ صفة الصفوة 1/692.

    [7] أخرجه البخاري؛ الجامع الصحيح، كتاب الإيمان، حيث رقم 37.

    [8] أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الصيام، حديث رقم 1747، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه حديث رقم 1417.

    [9] أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الصيام، حديث رقم 807. وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6291.

    [10] تفسير ابن سعدي 7/584.

    [11] الجامع الصحيح، كتاب الصوم، حديث رقم 1915.

    [12] سنن الترمذي، كتاب الصوم، حديث رقم 806، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 646.

    [13] المرجع السابق 1/595.

    [14] الجامع الصحيح، كتاب الصيام، حديث رقم 1921.

    [15] الجامع الصحيح، كتاب المواقيت، حديث رقم 576.





  • #2
    رد: مع الصحابة في رمضان

    جزاااااكم الله خيرا وبارك الله فيكم
    موضوع رائع جدا


    ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

    تعليق


    • #3
      رد: مع الصحابة في رمضان

      جزاااااكم الله خيرا وبارك الله فيكم
      موضوع رائع جدا

      تعليق


      • #4
        رد: مع الصحابة في رمضان

        جزاكم الله خيًرا ونفع الله بكم
        ورضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
        استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
        ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




        تعليق


        • #5
          رد: مع الصحابة في رمضان

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
          أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول

          أكثر من الاستغفار: فإنَّه يطهر القلب والجنان، ومدعاة لتكفير الذنوب والآثام.

          أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فإنها من أعظم أسباب تنزل الرحمات، وبها تستجلب محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم وشفاعته يوم المعاد، وترفع بها الدرجات، وتقضى الحاجات.



          تعليق


          • #6
            رد: مع الصحابة في رمضان

            موضوع طيب جداااا

            جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ


            أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ

            احترنا على أي وطن نبكي !!

            تعليق


            • #7
              رد: مع الصحابة في رمضان

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرا ونفع بكم
              أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول

              أكثر من الاستغفار: فإنَّه يطهر القلب والجنان، ومدعاة لتكفير الذنوب والآثام.

              أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فإنها من أعظم أسباب تنزل الرحمات، وبها تستجلب محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم وشفاعته يوم المعاد، وترفع بها الدرجات، وتقضى الحاجات.



              تعليق

              يعمل...
              X