الفيروزآبادي :
محمد بن يعقوب بن محمد ، المجد ، أبو الطاهر ، الفيروزآبادي ، الشيرازي ، اللغوي ، الشافعي.
مولده سنة تسع وعشرين وسبعمائة ، بكازرون ، من أعمال شيراز.
نشأ بها ، وحفظ القرآن الكريم ، وهو ابن سبع ، ثم انتقل إلى شيراز وهو ابن ثمان ، فأخذ اللغة ، والأدب عن والده وعن علماء شيراز ، ثم ارتحل إلى العراق ، فدخل واسط ، وقرأ بها القراءات العشر ، ثم دخل بغداد ، ثم إلى دمشق سنة 755هـ ، فسمع بها من التقي السبكي ، وأكثر من مائة شيخ ، ثم دخل القدس ، فأخذ بها عن العلائي ، وطائفة ، ومكث بها نحو عشر سنين ، ثم دخل القاهرة بعد أن سمع بغزة ، والرملة ، وجال في البلاد الشمالية والمشرقية ، ودخل الروم والهند ، ولقي جمعا جما من الفضلاء..
ثم دخل زبيد في رمضان سنة 796هـ ، واستمر بها مقيما في كنف الملك الأشرف ، على نشر العلم ، فكثر الانتفاع به ، ثم ولي قضاء اليمن كله سنة 797هـ ، فبقي على حاله من الإفادة والتعليم والقضاء أكثر من عشرين سنة ، وكان الملك الأشرف قد تزوج ابنته ، وفي هذه المدة قدم مكة أيضا مرارا ، فجاور بها ، وبالمدينة النبوية ، والطائف ، وعمل فيها مآثر حسنة.
اقتنى كتبا نفيسة ؛ اشترى بخمسين ألف مثقال ذهبا كتباً ، وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال ، ويخرج أكثرها في كل منزلة فينظر فيها ، ثم يعيدها إذا ارتحل.
وكان عديم النظير في زمانه ؛ نظما ونثرا بالفارسي ، والعربي ، وكانت له بالحديث عناية غير قوية ، وكذا بالفقه ، وله تحصيل في فنون من العلم سيما اللغة ، فله فيها اليد الطولى ، وألف فيها تواليف حسنة ، منها ( القاموس المحيط ) ، و( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ) ، وغير ذلك كثير..
توفي سنة سبع عشرة وثمانمائة بزبيد ، وقد ناهز التسعين.
تعليق