إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

    الحمد لله رب العالمين، يمنّ على من يشاء من عباده بهدايته للإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واسع الفضل والآلاء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كان خلقه القرآن، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً.


    أما بعد:


    إخوة الإيمان: إن التاريخ لم يشهد رجالاً عقدوا عزمهم، ونواياهم على غاية تناهت في العدالة والسّمو، ثم نذروا لها حياتهم على نسقٍ تناهى في الشجاعة والتضحية، والبذل، كما شهد في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    لقد جاء الصحابة في أوانهم المرتقب، ويومهم الموعود، وحين كانت الحياة تُهيب بمن يجدّد لقيمها الروحية، شبابَها وصوابها، جاء هؤلاء مع رسولهم الكريم مبشرين ومنذرين.


    وحين كانت الحياة تهيب بمن يضع عن البشرية الرازحة أغلالها، ويحرّز وجودها ومصيرها، جاء هؤلاء وراء رسولهم العظيم محرّرين ومجاهدين.


    وحين كانت الحياة تعيش أسوأ مراحل عقل الإنسان، حين هبط إلى مدارك الوثنية، التي كسرت فقارها واعتصرت روحها جاء هؤلاء روّاداً ومستشرفين لمستقبل أفضل في ظلّ توحيد الله جل وعلا.


    كيف أنجز أولئك الأبرار كلّ هذا الذي أنجزوا في بضع سنين، كيف دمدموا على العالم القديم بقيصريّاته، وصولجانه، وحوّلوه إلى كثيب مهيل؟‍.

    كيف شادوا بقرآن الله، وكلماته، عالما جديداً يهتزّ نضارة، ويتألّق عظمة، ويتفوق اقتداراً؟‍.


    وقبل هذا كله، وفوق هذا كله، كيف استطاعو في مثل سرعة الضوء أن يضيئوا الضمير الإنساني، بحقيقة التوحيد، ويكنسوا منه إلى الأبد وثنية القرون؟!

    تلك هي معجزتهم الحقة التي تميزوا بها، وتلك هي مفخرتهم التي فاخروا فيها التاريخ.


    ولنقترب في خشوع وغبطة من أولئك الرجال الأبرار، لنستقبل فيهم أروع نماذج البشرية الفاضلة وأبهاها، ولنرى تحت الأسماء المتواضعة أسمى ما عرفت الدنيا من عظمة ورُشد، ولنشهد كتائب الحق وهي تطوي العالم بأيمانها، زاحمة جوّ السماء برايات الحقيقة الجديدة، التي أعلنوا بها توحيد الرب، وتحرير الخلق.




    يتبع بإذن الله سبحانه وبحمده
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

  • #2
    رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير


    رضي الله عنهم و جمعنا بهم بمُستقر رحمته...
    جزاكم الله خيراً أخي... مُتابع بإذن الله...

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

      رضى الله عنهم جميعا

      في انتظار وترقب اخى الحبيب لهذه السلسلة الماتعة عن النجوم اللامعة فى سماء الاسلام


      سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
      الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ



      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

        جزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

          جزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

            بارك الله فيكم إخوتي وأختنا في الله وجزاكم ربي خيرا مثله

            ---------

            هيا نقترب ببطء ...........
            إلى أين ؟؟؟
            أنظر هناااك .......
            من هذا ؟
            هذا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ما أجمل أن نبدأ به الحديث: غرة فتيان قريش، وأوفاهم بهاءً وجمالا وشبابا، بل كان أعطر أهل مكة في زمانه، إنه مصعب بن عمير شاب من شباب قريش، ما أن سمع بالرسالة التي جاء بها محمد الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلا وكان هذا الفتى من شباب الدين الجديد المضحين لأجله، وكانت أم مصعب حناس بنت مالك قوية النفوذ، وظل مصعب يتفادى غضب أمه التي لا تعلم بإسلامه، ولا بتردُّده على دار الأرقم.


            ولكنها علمت في نهاية الأمر، وغضبت وحبسته في ركن قصي من الدار، ثم فرّ بدينه إلى الحبشة بعد أن ترك وراءه زينة الدنيا ومباهجها.


            خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوسً حول رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فما أن أبصروا به حتى حنوا رؤوسهم وذرفت عيونهم دمعاً شجياً، ذلك أنهم رأوه يرتدي جلباباً مرقّعا باليد، وتذكروا صورته قبل إسلامه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((لقد رأيت مصعباً هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه، لقد ترك ذلك كله حباً لله ورسوله)).



            وهاجر بعد إلى المدينة بعد أن اختاره الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأعظم مهمة حينها، لأن يكون سفيره إلى المدينة يفقّه أهلها ويدعوهم إلى الإسلام، ونجح في مهمته نجاحاً منقطع النظير.



            وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إلى المدينة وبدأت المعارك بينه وبين مشركي مكة: بدرٌ ثم أحد، وكان مصعب هو حامل الراية يوم أحد، يقول ابن سعد فيما رواه في الطبقات: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، ثم أخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندقّ الرمح، ووقع مصعب رضي الله عنه، وقبل أن يسقط اللواء تلقاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجاء الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأصحابه بعد المعركة يتفقدون شهداءهم، ووقفوا دامعي الأعين عند جثمان مصعب الخير رضي الله عنه.



            يقول خباب بن الأرت رضي الله عنه: (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله، فمنا من قضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفّن فيه إلا نمرة، فكنا إذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برز رأسه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((اجعلوها ممّا يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر))، ووقف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على مصعب بن عمير، وقال: وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما: ((لقد رأيتك بمكة وما بها أرقّ حلةً ولا أحسن لمّة منك، ثم ها أنت ذا شعث الرأس في بردة))

            هذا مصعب بن عمير وهذه هي همّته.

            فهل ما زلت معي ؟؟

            فالموضوع سيتبع إن شاء الله
            وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
            وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
            صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

              واقلب الطرف في سيرة ذلك الجيل، تتجدد لك معاني الثبات والبطولة والفداء
              لقد شهدت أزقّة مكة وسككها فتى في فخامة وعزة من عمره
              نعم في الخامسة عشرة، يعدو في الأسواق شاهراً سيفه ميمّما يبحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

              كان هذا الفتى هو الزبير بن العوام سمع هيعة فظنّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أصيب بسوء، فاحتمل سيفه وانطلق يبحث عنه حتى إذا وصل إليه رآه النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الحال
              قال: ما بك يا زبير
              قال: يا رسول الله سمعت هيعة فخشيت أنك أصبت بسوء؛
              قال: وماذا كنت تفعل؟
              قال: كنت أضرب بسيفي هذا من أصابك
              فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير


              هذه همّته، وربّى عليها ابنه عبد الله

              فقد شهد عبد الله بن الزبير معركة اليرموك وعمره اثنا عشرة سنة، قد ركب فرسا ووكل به والده الزبير رجلا يمسك فرسه من أن يقتحم به وسط المعركة.


              هكذا كانت تصنع نفوس ذلك الجيل، وعلى هذا النحو كانت تربي، فداء وتضحية لأنبياء الله للدعوة إلى الله بالغالي والنفيس.


              تابعنا بإذن الله
              وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
              وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
              صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير


                رضي الله عن مصعب و الزبير ما أعلى هممهما...
                و جزاك الله خيراً أخي ... متابعين معك بحول الله...

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

                  جزاكم الله خيرا ً دكتور مسلم بارك ربي فيكم ونفع بكم

                  نتابع إن شاء الله ,

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

                    رضي الله عنهم أجمعين وجمعنا بهم في الفردوس الأعلي

                    جزاكم الله خيرا د/مسلم متابعين إن شاء الله
                    اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

                      أخي الحبيب أبو بكر جزاكم ربي خيرا مثله ويسر لكم أمركم
                      أختنا يمامة المسجد جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      أختنا غفرانك ربي جزاكم ربي خيرا ونفع بكم
                      شكر الله لكم متابعتكم

                      -----------------------------------
                      هيا بنا ...
                      إلى أين ؟
                      لتنتقل معي
                      0
                      0
                      0
                      إلى درس عظيم من دروس الفداء



                      مع خبيب بن عدي رضي الله عنه



                      حينما أسره المشركون في مكة وراحوا يُساومونه على إيمانه، ويلوحون له بالنجاة إذا هو كفر بمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن قبل بربه الذي آمن به، لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل.



                      وحينما يئسوا مما يرجون قادوه إلى التنعيم حيث يريدون قتله، واستأذنهم خبيب في أن يصلي ركعتين، فأذنوا له، وصلى خبيب ركعتين في خشوع وثبات، ثم التفت صوب قاتليه، وقال لهم: ((والله لولا أن تحسبوا أن بي جزعاً من الموت لازددت صلاة))، ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد:




                      ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
                      وذلك في ذات الله وإن يشـأ يبـارك علـى أوصـال شلوٍ ممزّع




                      وبدأت الرّماح تنوشه، والسيوف تنهش لحمه، فاقترب منه أحد زعماء المشركين، وقال له: أتحب أن محمداً في مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك، فانتفض خبيب كالإعصار وصاح بهم: (والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بشوكةثم قال: (اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بناواستجاب الله دعاءه، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حال خبيب فدعا له واستغفر وترحّم له.




                      وتعالوا معي ....



                      لأنتقل بكم إلى أسطورة من أساطير الشجاعة والجهاد في سبيل الله
                      إنه من إذا أقسم على الله أبرّه
                      كما قال عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
                      إنه

                      البراء بن مالك رضي الله عنه


                      ومما يشهد له موقفه يوم اليمامة في جهاد الردة حين راح البراء يجندل أتباع الكذّاب مسيلمة بسيفه، واندفع المرتدون هاربين إلى الوراء حتى احتموا بحديقة في حصن كبير، ولاذوا بها وأقفلوا عليهم بابها، وكادت المعركة أن تنتهي بحيلة أولئك لولا أن الله يسّر البراء بن مالك، فقد صاح بالمسلمين بأن يحملونه على ترس ويلقون به من أعلى باب الحديقة على المرتدين، وكما قال أبو بكر رضي الله عنه : (احرص على الموت توهب لك الحياةفحمله المسلمون ثم اعتلى الجدار وسقط عليهم يبارزهم بسيفه لوحده داخل الحديقة حتى فتح الباب واقتحمته جيوش الإسلام بعد أن تلقى من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة خلّفت جرحاً غائراً.





                      بالله عليكم إخوة الإيمان حدثوني عن أصحاب دين افتدوه بمثل هذه البطولات.




                      كنا جبالا في الجبـال وربمـا صرنا على موج البحار بحاراً
                      بمعابـد الإفرنج كـان آذاننـا قبل الكتائب يفتـح الأمصـارا
                      لن تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نـارا







                      إننا حين نأخذ غيضا من غيض هذه السير العطرة، والتضحيات النبيلة، إنما نريد نماذج دالة، والسيرة ملأى بما يرفع الهمم، ويذكر العزائم من قصص هؤلاء الصحابة الأبرار.





                      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً .





                      مهلا لا ترحل !!!


                      فما زال الموضوع يتبع بفضل الله
                      وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
                      وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
                      صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة :: يمكن لقلبك الإقتراب والتصوير

                        أيها الناس



                        لقد استشرفنا عظمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن قرب، وصحبنا خلال لحظات مشرقة ثلّة مباركة منهم، وفي هؤلاء الثلّة نرى صور جميع الأصحاب، نرى إيمانهم وثباتهم وبطولتهم وتضحياتهم وولاءهم وعدلهم، نرى البذل الذي بذلوا، والنصر الذي أحرزوا، والدور الذي نهضوا به لتحرير البشرية بأسرها من وثنّية الضير وضياع المصير.






                        فما الحال؟ وما الواقع اليوم، والأمة تدّعي الصلة بذلك الجيل وتلك الطائفة، إن الواقع مرير وإن الأمة ممزقة وإن التكالب على المسلمين ورميهم عن قوس واحدة حاصل، وإن الغفلة عظيمة وما أشبه ليلة بعض من بلدان المسلمين بأندلس البارحة.




                        أين اللواء وخيل الله يبعثها عمرو ويصرح في آثارها عمر






                        أيها الأحبة: ألا نملك مثل تلك الطاقات التي كانت في صفوف الصحابة، ألا نحيي مثل أمجاد الصحابة رضوان الله عليهم في نفوس شبابنا.





                        عبـاد ليل إذا جن الظـلام بهم كم عابد ودمعه في الخد أدراه
                        وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبّوا إلى الموت يستجدون لقياه
                        يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا يُشيدون لنـا مجـداً أضعنـاه




                        إنه المجد الذي خسرناه يوم تأخرنا في آخر ركب الأمم، إنه المجد الذي أضعناه يوم تقهقرنا، والتهى شبابنا بالترهات والأباطيل، إننا نملك من الطاقات ما يوازي طاقات شباب الصحابة رضوان الله عليهم ولكننا لم نحسن التعامل معها، ولا تربية أبنائنا عليها، تهينها الأمة وتمتهنها، وتقتلها ولا تنتفع بها وهي أحوج ما تكون إليها.




                        كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول





                        وإن النصر لبعيد ما دام هذا حال الأمة مع طاقاتها، وإن النصر لبعيد حين تدمر النفوس ويهان المخلصون، ويرفع المجرمون إلى مرتبة الأتقياء، ولا يسمع الناصحون، فهل تنفع عندها تلك الطاقات.





                        إنها دعوة إليكم أيها المربون والأولياء
                        أيها الناصحون والكتاب والأدباء أن تأخذوا بأيديكم وبحجز شبابكم لنرد إلى مناهل سيرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته ورود العطشان، وأن نجعل همّ شبابنا في قضايا أمته ودعوته، وأن يكون قدوتهم تضحية مصعب، وفداء خبيب، وحماية الزبير وشجاعة البراء، وإيمان أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا.






                        اسأل الله العظيم جلّت قدرته أن يهيأ النصر لهذه الأمة على جميع أعدائها وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعزّ فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
                        وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
                        وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
                        صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

                        تعليق

                        يعمل...
                        X