إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قتادة بن النعمان .. رضي الله عنه ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] قتادة بن النعمان .. رضي الله عنه ..





    إنه الصحابي الجليل قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-، أحد الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة، وعاهدوا الرسول صلى الله عليه و سلم على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، ووفوا له بعهدهم، فرضوان الله عليهم أجمعين.

    جاهد قتادة مع الرسول صلى الله عليه و سلم جهادًا عظيمًا، وعندما اشتد القتال يوم أحد، ولاحت في سماء المعركة هزيمة المسلمين؛ انتهز المشركون هذه الفرصة ليتخلصوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم، خاصة بعد أن انفضّ عنه أكثر أصحابه، ولم يبق معه إلا قليل، وكان قتادة -رضي الله عنه- واحدًا من أولئك القليل، وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد دفع إليه قوسًا، فأخذها وظل يرمي بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لم تعد صالحة للرمي؛ فوجد قتادة -رضي الله عنه- نفسه، وليس معه ما يدافع به عن نبيه صلى الله عليه و سلم، وهو أحب الناس إليه، فوضع جسده أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم ليتلقى عنه السهام المصوبة نحوه.

    فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة -رضي الله عنه- على خده، ورأى الصحابة أن عين قتادة بن النعمان قد أصيبت، فسالت حدقته على وجنته، ورأى الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا عليه بقطعها، ولكنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحمل عينه في كفه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم رقَّ له، ودمعت عيناه، وقال: (اللهم إن قتادة قد وقى وجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه وأحدَّهما نظرًا) [ابن عبد البر]، فاستجاب الله لدعوة نبيه صلى الله عليه و سلم.

    فما أروع التضحية بالنفس الغالية، انتصارًا لدين الله، وإبقاء على حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم، وما أعظم الجزاء من الله -عز وجل-.

    وفي ليلة مظلمة من ليالي الشتاء شديدة البرد؛ حيث يقل الساعون إلى المسجد للصلاة، تحن نفس قتادة -رضي الله عنه- إلى رؤية النبي صلى الله عليه و سلم، ويقول في نفسه: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسي، فقام وخرج إلى المسجد؛ فلما دخل برقت السماء (أضاءها البرق) فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: (ما السُّري يا قتادة؟)، ما هاج عليك (أي ما الذي أخرجك في هذه الليلة). فقال قتادة -رضي الله عنه-: إن شاهد الصلاة الليلة قليل؛ فأحببت أن أشهدها معك بأبي أنت وأمي وأؤنسك بنفسي. فقال: (فإذا صليت فأت). قال قتادة: فأتيته؛ فقال: خذ هذا العرجون فتحصَّن به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرًا (أي أمامك وعشرًا خلفك)، ثم قال لي: (فإذا دخلت البيت ورأيت سوادًا في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان)، فلما دخلت البيت وجدته كما وصف لي، فضربته حتى خرج من بيتي. [أحمد].

    وكرامة ثالثة يرويها المفسرون أكرم الله بها قتادة -رضي الله عنه-، فقد كان رفاعة بن زيد -رضي الله عنه- عمًا لقتادة بن النعمان -رضي الله عنه- وكانت له مشربة (غرفة) يضع فيها طعامه وشرابه، فعمد رجل من المنافقين اسمه بشر بن أبيرق إلى تلك المشربة فنقبها (أحدث بها فتحة)، وأخذ ما فيها من طعام وسلاح.

    فلما أصبحوا جاء قتادة إلى عمه فأخبره بالخبر، فأخذا يتحسسان الأمر ليعلما من الذي اعتدى على غرفتهما، وأخذ الطعام والسلاح إلى أن تأكد لهما أن الذي صنع ذلك هو ابن أبيرق، فقال رفاعة لابن أخيه: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقلت: يا رسول الله، إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا شربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه.

    ولكن المنافقين من بني أبيرق ومن ناصرهم لا يفقهون، عمدوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكذبوا عليه ليضلوه، قالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت من أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة، وكذبوا، ورسول الله صلى الله عليه و سلم بشر لا يعلم من الغيب شيئًا إلا ما يخبره به ربه.

    وجاء قتادة -رضي الله عنه- ليعرف منه الجواب، فلقيه رسول الله صلى الله عليه و سلم محتدًا يقول له: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير بينة تثبت، وكانت مفاجأة لقتادة -رضي الله عنه- حين غاب عنه أنه لا يجوز اتهام الناس من غير بينة ولا دليل. فخشى قتادة أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غضب عليه، وأخذ يقول في نفسه: لوددت أني خرجت من أهلي ومالي (فُقدت) ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك. ويأتيه عمه يسأله: يابن أخي ما صنعت؟ فيخبره بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم، فيقول عمه: كما قال نبي الله يعقوب: فصبر جميل والله المستعان.

    وينزل القرآن: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا. واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا} [النساء: 105-106]. ويدعو الرسول صلى الله عليه و سلم قتادة فيقرؤه عليه، ويأتي بالسلاح فيدفعه إليه ليرده إلى عمه رفاعة، ففرح قتادة بتأييد الله له، فحمل السلاح إلى عمه، فينتفض الرجل فرحًا؛ ليس لرجوع سلاحه وعتاده، لكن لمثل ما فرح به قتادة، ثم يزيد فيقول: يابن أخي هي في سبيل الله. [الترمذي].

    وتوفي قتادة -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فحضر عمر جنازته وصلى عليه.





  • #2
    رد: قتادة بن النعمان ت رضي الله عنه ـ .

    قتادة بن النعمان، هو قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري الأوسي قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل: أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله. وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. ولد قبل الهجرة باثنين وأربعين سنة، حيث أنه توفي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وهو ابن خمس وستين سنة، ومعنى ذلك أن النبي بُعثَ وعُمر قتادة تسع وعشرين سنة.

    إسلامه
    لم يعرف تحديدا عمره عندما أسلم، والواضح أنه أسلم مبكر، فقد شهد بدر، وغيرها من المشاهد مع رسول الله .
    أهم ملامح شخصيته

    الثبات: وهذا واضح في دفاعه المستميت عن رسول الله في غزوة أحد
    الفروسية: وكان الرماة من أصحاب النبي المذكور منهم: سعد بن أبي وقاص، وقتادة بن النعمان.
    السبق: كان رضي الله عنه دائما من السباقين إلى الخيرات، فهو أحد السبعين المؤسسين للدولة الإسلامية في مهده، ومن ثم يطلق عليه "عقبي" أي ممن شهد العقبة. و شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار[1]، وكانت أمه أنيسة بنت قيس النجارية رضي الله عنها ممن بايعن رسول الله .
    قتادة بن النعمان من أصحاب الليل : روى الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله قل هو الله أحد فذكر ذلك للنبي فقال النبي : "والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه"
    مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم

    عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد فأتى النبي وهي في يده فقال ما هذا يا قتادة، قال: هذا ما ترى يا رسول الله، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا" فقال: والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلى بحب النساء، وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة، فقال أفعل يا قتادة ثم أخذها رسول الله بيده فأعادها إلى موضعها فكانت أحسن عينيه إلى أن مات ودعا الله له بالجنة.
    ودخل ابنه على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: من أنت يا فتى؟ فقال:
    أنا ابن الذي سالت على الخد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الرد
    فعادت كما كانت لأحسن حالها * فياحسن ما عين ويا طيب ما يد
    فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ثم قال:
    تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
    وأعطى أي: رسول الله قتادة بن النعمان وصلى معه العشاء الأخيرة في ليلة مظلمة مطيرة عرجونا فقال: "انطلق فإنه سيضىء لك من بين يديك عشرًا ومن خلفك عشرًا فإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج فإنه الشيطان" فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد فضربه حتى خرج.
    وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل عن محمد بن إبراهيم أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله : "يا قتادة لا تسبن قريشا فلعلك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله عز وجل".
    عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول: قال فلان كذا وكذاو وقال فلان كذا وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله ذلك الشعر قالو: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق: قالها قالو: وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة -والضافِطةُ والضَّفّاطةُ العِير تحملُ المَتاع- من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال: فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لن: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال: وكان بنو أبيرق قالوا: ونحن نسأل في الدار: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجلا منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال: أنا أسرق؟! والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالو: إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي: يا ابن أخي لو أتيت رسول الله فذكرت ذلك له قال قتادة: فأتيت رسول الله فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي : سآمر في ذلك فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عمرو فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالو: يارسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة: فأتيت النبي فكلمته فقال: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير بينة ولا ثبت قال: فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله فقال: الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} يعني بني أبيرق {واستغفر الله} أي: مما قلت لقتادة {إن الله كان غفورا رحيما}
    وشهد قتادة مع رسول الله المشاهد كلها وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر.
    مواقفة مع الصحابة

    عن عمر بن قتادة بن النعمان قال: لما احمر الرطب انطلق قتادة فصنع لحائطه مفتاحا -وكان له قبل ذلك مفتاح- فجاء به إلى أخيه المهاجري فقال له: إن الرطب مفتاح وهذا المفتاح لك ومعي مفتاح.
    قال: وكان قتادة إذا خرج اتبعته بنية له فإذا فتح الباب لاذت منه حتى تدخل فتجمع فإذا رآها نهاها نهيا كأنها ليست منه ثم انطلق إلى المهاجري فقال له: إن بنية لي ربما دخلت فجمعت أتحلل لنا ذلك؟ قال المهاجري: نعم.
    أحاديث نقلها قتادة بن النعمان عن المصطفى :

    روى الترمذي بسنده عن قتادة بن النعمان أن رسول الله قال: "إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء".
    وروى ابن ماجة بسنده عن عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان قال سمعت رسول الله يقول من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده.
    وفاته

    مات قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين وهو يومئذ بن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رحمه الله بالمدينة ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدريومحمد بن مسلمةوالحارث بن خزمة، ودفن بالمدينة حيث توفي رضي الله عنه.
    مصادر

    1. ^ المستدرك جزء 3 - صفحة 334


    المصدر.

    تعليق


    • #3
      رد: قتادة بن النعمان .. رضي الله عنه ..

      رضي الله عنه وأرضاه
      جزاك الله جنات عرضها السموات والأرض
      بارك الله في علمكم
      وزادكم من فضله ونفع بكم
      تقييم

      تعليق


      • #4
        رد: قتادة بن النعمان .. رضي الله عنه ..

        جزاكم الله خيرا أخي الكريم نديم على مروركم الكريم.

        تعليق

        يعمل...
        X