قال تعالى :
{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...} (الفتح 29)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم . أما بعد ،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وشرَّ الأمور مُحدثاتها وكل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ثم أما بعد ،،
إن هذا الدين لما نزل وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم للناس وَرَبَّى عليه من رَبَّى من الناس أخرج لنا أفذاذا ورجالا عرفهم التاريخ وتكلم عنهم الناس مسلمهم وكافرهم خلف هذا الدين رجالا حملوا لواءه وحكموه في العالمين وصاروا قدوات ومنارات يهتدي بها من بعدهم وإن ؛ من حق هؤلاء علينا أن نعرف سيرهم ونبلو أخبارهم.
وقد ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إن الله اختار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم له، ولا أعلم نبياً من أنبياء الله تعالى صلوات الله وسلامه عليهم بورك له في أصحابه كما بورك لنبينا صلى الله عليه وسلم، ولا أجد أبلع من كلام عروة بن مسعود الثقفي الذي قاله لقومه وقت أن كان كافراً، فقال لهم واصفاً أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،{ أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت مليكا قطُّ يُعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً. والله إن يتنخَّمُ نخامةً إلاّ وقعت في كفِّ رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدُّون النظر إليه تعظيماً له} أخرجه البخاري في كتاب الشروط.
واحتفاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به لا تجد له نظيراً أبداً، فقد نقلوا عنه كلًّ شئ استطاعوا الوقوف عليه، حتى صار الأمر كما قال أبو ذر رضي الله عنه : ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلاَّ وعندنا منه علم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيسهل على طالبالحق أن يجد في كل باب علماً يتأسي به ، بخلاف سائر الأنبياء فلا تكاد تعرف عنه شيئا فيما يتعلق بحياتهم حاشا الدعوة إلاَّ الكلمة بعد الكلمة ، وهي أيضا عن طريق نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم :
( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..) متفق عليه عن ابن مسعود في صحيح الجامع.
تركنا البحار الزاخرات وراءنا .... فمن أين يدري الناس أنَّا توجهنا
تالله لقد وردوا الماء من عين الحياة عذباَ صافياَ زُلالاً وأيَّدوا قواعد الإسلام فلم يَدَعوا لأحد بعدهم مقالاٌ.
فتحوا القلوب بعدلهم بالقرآن والإيمان .. والقرى بالجهاد والسنان" ابن القيم
حفظوا الشرع من اهواء الزائغين.. وحموا الملة من زحف المناوئين.. شهدوا التنزيل وعملوا بما فيه طائعين .. حملوا الوحيين وحضروا البيعتين .. صلَّى أكثرهم إلى القبلتين..
كلٍ له همُّ .. وهَمهم رفعة " لا إله إلا الله" خرجوا من أموالهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فما شفى ذلك لهم غليلاٌ ، فأبوا إلا أن يقدموا الأرواح ويسلبول الدماء ويستعذبوا العذاب في سبيل الله.
فرضي الله عنهم وأرضاهم وأكرم في جنات الخلد مثواهم.
فمن كان متأسياً فليتأس بهم فإنهم أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا.
همُ الرجال بأفياء الجهاد نَمَوْ *** وتحت سقفِ المعالي والنَّدى وُلِدُوا
جباهُهم ما انحنت إلا لخالقها *** وغير ملةِ أبدع الأكوان ما عبدوا
الخاطبون من الغايات أكرمها *** والسابقون وغير الله ما قَصَدُوا
ولأننا نقتدي بسلفنا ونقتدي بأئمتنا وهؤلاء الأئمة الأعلام هؤلاء منارات يهتدي بها في دجى الظلمات ونعلم أيضا بأن هذه النماذج يمكن أن تتكرر بدرجات أقل ولا شك إذا ما وجدت البيئه الإسلامية والتربية التي تثقل النفوس وتهذبها فتغرس العقيدة وتثقل النفوس وتخلقها بأخلاق النبوة ولا شك أن شخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، شخصيات مثالية وعظيمة مرت في تاريخنا الغني الذي غفل عنه الكثيرون وإن استرجاع سيرهذه الشخصيات يذكر الغافلين منا الذين خدعهم الغرب والشرق بسير عظماء عندهم لو نظر الناظر لعرف أن واحدهم لا يخلو من انتهازية أو فسق و شرب خمر ونساء أو ظلم وبغي وجور ويبقى أعلام الإسلام لا يوجد لهم مثيل.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
- عثمان بن عفان رضي الله عنه .
- على بن أبي طالب رضي الله عنه .
- سعد بن أبي وقاص " أول من رمى بسهم في سبيل الله " رضي الله عنه.
- أبو عبيده بن الجراج " أمين هذه الأمة " رضي الله عنه .
- طلحة بن عبيد الله " صقر يوم أحد " رضي الله عنه .
- الزبير بن العوام " حواري رسول الله " رضي الله عنه .
- سعيد بن زيد " رجل من أهل الجنة " رضي الله عنه .
- عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه .
المراجع :
- كتاب أصحاب الرسول للشيخ : محمود المصري.
- خطبة عن عمر بن الخطاب للشيخ : على بن عبدالخالق القرني .
- رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم .
تابعـــــــــــــــــــونا
تعليق