إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تجميع] عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.





    عثمان بن عفان:ذو النورين .


    إنه الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، ووعده بالشهادة، ومات وهو راض عنه، وجهز جيش العسرة، وتزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم.

    وقد ولد عثمان بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بست سنوات في بيت شريف، فأبوه عفان بن العاص صاحب المجد والكرم في قومه. وكان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، فحين دعاه أبو بكر إلى الإيمان بالله وحده، لبى النداء، ونطق بشهادة الحق.

    ورغم ما كان يتمتع به عثمان -رضي الله عنه- من مكانة في قومه لا أنه تعرض للإيذاء من أجل إسلامه، وتحمل كثيرًا من الشدائد في سبيل دعوته، فقد أخذه عمه الحكم بن أبي العاص، وأوثقه برباط، وأقسم ألا يحله حتى يترك دينه، فقال له عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أُفارقه. فلما رأى الحكم صلابته وتمسكه بدينه؛ تركه وشأنه.

    وكان عثمان من الذين هاجروا إلى الحبشة فارًا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم هاجر إلى المدينة، وواصل مساندته للنبي صلى الله عليه وسلم بكل ما يملك من نفس ومال.

    ولما خرج المسلمون إلى بدر لملاقاة المشركين تمنى عثمان -رضي الله عنه- أن يكون معهم، ولكن زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضت، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبقى معها ليمرضها، وبعد أن انتصر المسلمون في المعركة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في توزيع الغنائم، فجعل لعثمان نصيبًا منها، ولكن زوجته رقية -رضي الله عنها- لم تعش طويلاً، فماتت في نفس السنة التي انتصر فيها المسلمون في غزوة بدر.

    وبعد وفاة رقية زوَّج الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان من ابنته الأخرى أم كلثوم، ليجتمع بذلك الفضل العظيم لعثمان بزواجه من ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلقب بذي النورين.

    ثم شهد عثمان-رضي الله عنه-مع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المشاهد، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة ليخبر قريشًا أن المسلمين جاءوا إلى مكة لأداء العمرة، وليس من أجل القتال، ولكن المشركين احتجزوا عثمان بعض الوقت، وترددت إشاعة أنهم قتلوه، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، ودعاهم إلى بيعته على قتال المشركين، فسارع الصحابة بالبيعة، وعرفت تلك البيعة ببيعة الرضوان، وعاد عثمان -رضي الله عنه-، وكان صلح الحديبية.
    وفي المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة" [الترمذي].

    فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين.

    وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على الإنفاق لتجهيز الجيش الذي سمي بجيش العسرة لقلة المال والمؤن وبعد المسافة، وقال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة" [الترمذي].
    فبعث عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف دينار، فجعل النبي ( يقبلها ويدعو عثمان ويقول: "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت، وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، وما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا"
    [ابن عساكر والدارقطني].

    وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي].

    وكان عثمان نعم العون لأبي بكر الصديق في خلافته، ومات وهو عنه راض، وكان كذلك مع عمر بن الخطاب حتى لقى عمر ربه، وقد اختاره عمر ضمن الذين رشحهم لتولي الخلافة من بعده، وبعد مشاورات بينهم تم اختياره ليكون الخليفة الثالث للمسلمين بعد عمر.

    وظل عثمان خليفة للمسلمين ما يقرب من اثنتي عشرة سنة فكان عادلاً في حكمه، رحيما بالناس، يحب رعيته ويحبونه، وكان يحرص على معرفة أخبارهم أولاً بأول.

    وعرف عثمان -رضي الله عنه- بالزهد والقناعة مع ما توفر من ثراء عظيم، ومال وفير، يقول عبد الملك بن شداد: رأيت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم الجمعة على المنبر وعليه إزار عدني (من عدن) غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم.

    وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان-رضي الله عنه-يقيل (ينام وقت الظهيرة) في المسجد وهو يومئذ خليفة، وقد أثر الحصى بجنبه فنقول: هذا أمير المؤمنين! هذا أمير المؤمنين!

    وقال شرحبيل بن مسلم: كان عثمان -رضي الله عنه- يطعم الناس طعام الإمارة، وعندما يدخل بيته كان يأكل الخل والزيت.

    وكان رضي الله عنه يحث المسلمين على الجهاد، ويرغب فيه، قال يومًا وهو على المنبر: أيها الناس إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يومًا فيما سواه من المنازل" [النسائي].

    وواصل عثمان نشر الإسلام، ففتح الله على يديه كثيرًا من الأقاليم والبلدان، وتوسعت في عهده بلاد الإسلام، وامتدت في أنحاء كثيرة.

    ومن فضائله -رضي الله عنه- وحسناته العظيمة، أنه جمع الناس على مصحف واحد، بعد أن شاور صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتى بالمصحف الذي أمر أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بجمعه، وكان عند السيدة حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ثم أمر بكتابة عدة نسخ ، فبعث واحدًا لأهل الشام وآخر لأهل مصر، وأرسل نسخة إلى كل من البصرة واليمن.
    فكان لعمله هذا فائدة عظيمة حتى يومنا هذا، وسميت تلك النسخ التي كتبها بالمصاحف الأئمة، ثم قام بحرق ما يخالفها من المصاحف، وأعجب الصحابة بما فعل عثمان، فقال أبو هريرة -رضي الله عنه- : أصبت ووفقت، وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : لو لم يصنعه هو لصنعته.

    وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كثير العبادة، يداوم على قيام، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عثمان سوف يقتل مظلومًا وأنه من الشهداء، فذات يوم، صعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان جبل أحد، فاهتز الجبل بهم، فقال له النبي: "اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري].

    وتحقق قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقتل عثمان -رضي الله عنه- ظلمًا، وهو يتلو آيات القرآن الكريم في يوم الجمعة (18) ذي الحجة سنة (35هـ).
    وصلى عليه ال**ير بن العوام ودفن ليلة السبت، وكان عمره يومئذ (82) سنة، وقيل غير ذلك، فرضي الله عنه.

    موسوعة الاسرة المسلمة.


  • #2
    رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.









    عثمان بن عفان رضي الله عنه.
    محمد حسان

    من إنتاج : فريق عمل طريق الإسلام

    تاريخ إضافته: 05-02-2009


    تعليق


    • #3
      رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

      نسبه
      هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين‏.‏
      وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ
      ويقال لعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ‏:‏ ‏(‏ذو النورين‏) لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره


      اسلامه
      أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له‏:‏ ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضر، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏.‏
      وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال‏:‏ ‏(‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏)‏‏.‏ قال ‏:‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية‏.‏ وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان، رقية وعثمان‏.‏ كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها،



      زواجه من ابنتى رسول الله

      رقية بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت‏:‏ ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)‏.‏ قال لهما أبو لهب وأمهما ـ أم جميل بنت حرب(حمالة الحطب) فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما، وهوانًا لابني أبي لهب، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك ولدًا فسماه‏:‏ ‏"‏عبد اللَّه‏"‏، وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة



      زوجته أم كلثوم

      بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وهي أصغر من أختها رقية، زوَّجها النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ من عثمان بعد وفاة رقية، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة، ولم تلد منه ولدًا، وتوفيت سنة تسع وصلى عليها رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم
      وروى سعيد بن المسيب أن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفانا‏.‏ فقال له‏:‏ ‏ما لي أراك مهمومًا‏‏ ‏؟‏
      فقال‏:‏ يا رسول اللَّه وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ ماتت ابنة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك‏.‏ فبينما هو يحاوره إذ قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن اللَّه عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها، وعلى مثل عشرتها‏)


      صفاته
      وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته، وكان شديد الحياء، ومن كبار التجار‏.‏
      أخبر سعيد بن العاص أن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ وعثمان حدثاه‏:‏ أن أبا بكر استأذن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.‏ ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.
      ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة‏:‏ ‏(‏اجمعي عليك ثيابك‏)‏ فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.
      قالت عائشة‏:‏ يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان‏!‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏‏إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يُبلغ إليّ حاجته‏‏
      وقال الليث‏:‏ قال جماعة من الناس‏:‏ ‏‏ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة‏‏
      و كان لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم ‏، ويلي وضوء الليل بنفسه‏.‏ فقيل له‏:‏ لو أمرت بعض الخدم فكفوك، فقال‏:‏ لا، الليل لهم يستريحون فيه‏.‏ وكان ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم‏.‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏( أصدق أمتي حياءً عثمان‏ )
      وهو أحد الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ، وقال عن نفسه قبل قتله‏:‏ ‏"‏واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط‏"‏‏.



      تبشيره بالجنة
      قال‏:‏ كنت مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة‏ فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل وقعد،
      ثم أغلقت الباب فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال‏:‏ يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل، فسلم وقعد، وأغلقت الباب
      فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ: يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان‏



      بيعة الرضوان
      في الحديبية دعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال‏:‏ يا رسول اللَّه إني أخاف قريشًا على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها، ولكني أدلّك على رجل أعز بها مني، عثمان بن عفان، فدعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته‏.‏
      فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إليهم‏:‏ إن شئت أن تطوف بالبيت فطف، فقال‏:‏ ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول اللَّه والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل،ولما لم يكن قتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ محققًا، بل كان بالإشاعة بايع النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عنه على تقدير حياته‏.‏ وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يُقتل، وإنما بايع القوم أخذًا بثأر عثمان جريًا على ظاهر الإشاعة تثبيتًا وتقوية لأولئك القوم، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال‏:‏ ‏اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك‏.



      اختصاصة بكتابة الوحى
      عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال‏:‏ إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإن الناس قد شتموه فقالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، فواللَّه لقد كان عند نبي اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ لمسند ظهره إليَّ، وأن جبريل ليوحي إليه القرآن، وأنه ليقول له‏:‏ اكتب يا عثيم فما كان اللَّه لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا
      على اللَّه ورسوله‏.‏ أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال‏:‏ ‏‏قالت‏:‏ لعن اللَّه من لعنه، لا أحسبها قالت‏:‏ إلا ثلاث مرات، لقد رأيت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مسند فخذه إلى عثمان، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول‏:‏ اكتب يا عثيم، فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا‏
      وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال‏:‏ كان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعثمان بين يديه، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏



      جيش العسرة
      يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَىالنَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
      ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏؟‏‏‏ قال‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏‏هل أبقيت لهم شيئًا‏؟‏‏ ‏قال‏:‏ نعم، نصف مالي
      وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏.‏ وقال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏


      بئر رومة
      واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال‏:‏ ‏‏من حفر بئر رومة فله الجنة



      توسعة المسجد النبوى
      كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا، ثم غيَّره عثمان، فزاد فيه زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب‏.‏



      الخلافة
      لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة :(علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، ال**ير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين
      استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال: نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار, توسيع المسجد الحرام, وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية



      الفتوحات
      فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين



      الفتنة
      في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام



      استشهاده
      وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع. وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا.

      تعليق


      • #4
        رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

        عثمان بن عفان (23 - 35 هـ/ 643 - 655م )ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. وكنيته ذو النورين. وقد لقب بذلك لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول : رقية ثم بعد و فاتها أم كلثوم.


        نسبه

        أبوه:عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من بطن بني أمية ومن ساداتها وكان كريما جوادا وكان من كبار الأثرياء ، وهو ابن عم الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب لحاً. يلتقي نسبه مع رسول الله في الجد الرابع من جهة أبيه‏‏‏.


        أمه الصحابية الجليلة : أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏ بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وأروى هي ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمها هي البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول[1]. ولد بمكة، كان غنيا شريفا في الجاهلية. وكان أنسب قريش لقريش. أنجبت أروى مرتين من عفان: عثمان وأخته أمنة. بعد وفاة عفان, تزوجت أروى من عقبة بن ابي معيط, وأنجبت منه ثلاثة أبناء وبنت:
        الوليد بن عقبة.
        خالد بن عقبة.
        عمرو بن عقبة.
        أم كلثوم بنت عقبة.
        إسلامه

        أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له:
        ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال‏:‏ ‏‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه‏‏.‏ قال ‏:‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله.
        كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد(صلى الله عليه وسلم) وهاجرت معه إلى الحبشة وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان. ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنًا شديداً فزوّجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب بذي النورين لأنه تزوج من بنتى رسول الله محمد(صلى الله عليه وسلم). وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه ودماثة أخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا. ‏استخلفه رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان‏.‏ وكانت العلاقة بينه وبين أبي بكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمر بن الخطاب بل كان يأكل اللين من الطعام‏.‏

        عائلة عثمان

        قبل أن يسلم عثمان, كان لعثمان زوجتين هما: أم عمرو بنت جندب و فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس.
        أم عمرو بنت جندب

        انجبت منه: عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم.
        فاطمة بنت الوليد

        انجبت منه: وليد و سعيد و أم سعيد. عمرو كان أكبر أبناء عثمان و في فترة ما قبل الإسلام كان يعرف عثمان بأبو عمرو, و بعد إسلامه قد تزوج من:
        رقية بنت محمد

        ابنة الرسول, وقد أنجبت عبد الله بن عثمان, ولكنه توفي مبكراً, وكان يسمى بأبي عبد الله بعد إسلامه. وعندما توفيت رقية تزوج من أختها:
        أم كلثوم بنت محمد

        ثاني بنات الرسول, ولم تنجب لعثمان, وبعد وفاة أم كلثوم, تزوج عثمان من كل من:
        فاختة بنت غزوان

        انجبت له عبد الله بن عثمان الصغير, و قد توفي صغير السن[2].
        أم البنين بنت عيينة بن حصن

        انجبت له عبد الملك بن عثمان، وقد مات صغيرا.
        رملة بنت شيبة

        انجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو بنت عثمان.
        نائلة بنت الفرافصة

        ولدت له : أم خالد ، أم أبان الصغرى وأروى . وولدت له ابنته مريم كما قال ابن الجوزي وابن سعد ، وقال آخرون مريم ليست ابنتها. قال ابن الجوزي : (ومريم أمها نائلة بنت الفرافصة )[3].
        عثمان بن عفان في العهد النبوي

        من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في عثمان

        روي في صحيح البخاري1 :

        أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: إفتح له و بشره بالجنة ففتحت له فإذا هو أبو بكر، فبشرته بما قال رسول الله، فحمد الله. ثم جاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: إفتح له و بشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال رسول الله، فحمد الله. ثم جاء رجل فاستفتح، فقال لي: إفتح له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان. فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله ثم قال: الله المستعان


        روي في صحيح البخاري2 :

        عن أنس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه و سلم أحدا و معه أبو بكر و عمر و عثمان، فرجف، فقال: اسكن أحد ـ أظنه ضربه برجله ـ فليس عليك إلا نبي و صديق و شهيدان


        روي في صحيح مسلم3 :

        عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان على حراء، و أبو بكر ، و عمر و عثمان، و علي و طلحة، و ال**ير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد


        روي في فضائل الصحابة4 :

        عن أنس ابن مالك قال: أرحم أمتي أبو بكر و أشدها في دين الله عمر ، و أصدقها حياء عثمان، و أعلمها بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أقرؤها لكتاب الله أُبَيْ و أعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، و لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح


        عثمان وجيش العسرة

        يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قول الله في القرآن‏:‏ ِ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
        ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏ وقيل‏:‏ جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله.‏‏

        عثمان بن عفان في عهدي أبو بكر وعمر

        كان شأنه شأن كثير من الصحابة المبشرين بالجنة ، حيث رفض الخليفان ان يكون لهم دور مع الجيوش لحاجتهما مشورة كبار الصحابة فى المدينة و منهم عثمان بن عفان .
        كان له دور فى اختيار عمر بن الخطاب خليفة لابى بكر الصديق عندما استشاره ابا بكر الصديق فى امر تولية عمر فقال عثمان : ذلك رجل سره افضل من علانيته ، كتب وصية ابى بكر فى ذلك بنفسه .

        خلافة عثمان بن عفان

        توليه الخلافة

        ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وال**ير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وأوصاهم بأختيار خليفة من بينهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على أختيار عثمان وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة 23 هـ فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين.

        الفتوحات في عهد عثمان



        من أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الإسلامية وفتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وتمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29ــ30 هـ ، وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق . وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي. الفتوحات في المشرق
        الفتوحات في الشام
        الفتوحات على الجبهة المصرية
        جمعه للقرأن الكريم في مصحف واحد

        في عهده أنتشر الإسلام في بلاد كبيرة وتفرق الصحابة مما أدى إلى ظهور قرائات متعددة وأنتشرت لهجات مختلفة فكان الخوف من أختلاف كتابة القران، وتغير لهجته جمع عثمان المسلمين على لغة قريش أي لهجة قريش وهي لهجة العرب. وتكتب الكتابة للقرآن بلسان العرب ويسمى (مصحف عثمان ) أو المصحف الامام.

        ولاة عثمان بن عفان

        معاوية بن أبي سفيان
        عبد الله بن عامر بن كريز
        الوليد بن عقبة
        سعيد بن العاص
        عبد الله بن سعد بن أبي السرح
        مروان بن الحكم
        مقتله

        أنظر: فتنة مقتل عثمان


        قتل عثمان بن عفان من طرف أهل الفتنة في السنة 35 للهجرة. وكان سنه عند قتله إثنتان و ثمانون عاما. ودفن باالبقيع. كان مقتله مقدمة لأحداث عظام في تاريخ المسلمين مثل حرب الجمل و موقعة صفين. أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم في مقتل عثمان
        عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنة، فمر رجل، فقال: يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما، قال: فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان 5. عن كعب بن عجرة، قال: ذكر فتنة، فقربها فمر رجل مقنع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هذا يومئذ على الهدى ، فوثبت فأخذت بضبعي عثمان، ثم استقبلت رسول الله فقلت: هذا؟ قال: هذا6. عن مرة البهزي قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال -بهز من رواة الحديث- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: 'تهيج فتنة كالصياصي، فهذا و من معه على الحق'. قال: فذهبت فأخذت بمجامع ثوبه، فإذا هو عثمان بن عفان 7. عن أبي الأشعث قال: قامت خطبة بإيلياء في إمارة معاوية فتكلموا، و كان آخر من تكلم مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قمت، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر فتنة فقربها فمر رجل مقنع فقال: هذا يومئذ و أصحابه على الحق و الهدى، فقلت هذا يا رسول الله ؟ و أقبلت بوجهه إليه فقال: هذا، فإذا هو عثمان 8. ان عثمان بن عفان أشد حياءً منه حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحي من ويقول"ألا تستحي من رجل تستحي منه الملائكة".


        المصادر

        [‏المسعودي، مروج الذهب ج 2/ص 340، الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 692، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 74، تاريخ الإسلام ج 1/ص 252‏]<^ ابن الجوزي. صفوة الصفوة - 295/1
        ^ صفة الصفوة – 295/1
        4 حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي ص195 باب أمراء مصر 5 ولاة مصر لأبو عمرو الكندي ص6 6 الكامل في التاريخ لابن الأثير أحداث عام ثمان وثلاثين.


        الهوامش
        1: صحيح البخاري رقم 3695.
        2: صحيح البخاري رقم 3697.
        3: صحيح مسلم رقم 2417.
        4: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/604) إسناده صحيح.
        5: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/551) إسناده حسن.
        6: صحيح سنن ابن ماجة (1/24).
        7: المسند (5/33) له طرق تقويه.
        8: فضائل الصحابة لأبي عبد الله أحمد بن حنبل (1/550) إسناده حسن.

        تعليق


        • #5
          رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

          عثمان بن عفان

          نبيل بن علي العوضي

          للتحميل أو للاستماع اضغط هنا

          تعليق


          • #6
            رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

            هو سيدنا عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، أبو عبد الله، ذو النورين، القرشي الأموي أمير المؤمنين، ولد سنة 47 قبل الهجرة، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين جعل سيدنا عمر الأمر شورى بينهم، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راض صلى إلى القبلتين وهاجر الهجرتين .

            إسلامه رضي الله عنه:
            كان سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنيا شريفاً في الجاهلية وأسلم بعد البعثة بقليل، فكان من السابقين إلى الإسلام. أخرج ابن سعد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية، فأوثقه رباطاً، وقال: ترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أدعك أبداً حتى تدع ما أنت عليه، فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً، ولا أفارقه، فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه.
            وهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم "عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ " وهو أوّل من شيّد المسجد، وأوّل من خطَّ المفصَّل، وأوّل من ختم القرآن في ركعة، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا.

            لقب ذي النورين:
            لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم، فقد زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وهاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة. ولم يشهد بدراً؛ لأن زوجته كانت في مرض الوفاة فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالإقامة عندها، وضرب له بسهم، فصار كمن شهد بدراً، ثم زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بابنته الثانية أم كلثوم، فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لنا ثالثة لزوجناك". أخرج البيهقي في سننه، عن عبد الله بن عمر أبان الجعفي قال: قال لي خالي حسين الجعفي: تدري لم سمي عثمان ذا النوريين ؟ قلت: لا، قال: لم يجمع بين بنتي نبي منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان، فلذلك سمي ذو النوريين.
            وأخرج ابن عساكر "عن علي رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان: لو أن لي أربعين ابنة زوجتك واحدة بعد واحدة حتى لا يبقَ منهن واحدة".

            بيعة الرضوان:
            بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال: "هذه يدُ عثمان" فقال الناس: "هنيئاً لعثمان".

            جهاده بماله:
            قام سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين، والفرح في وجوه المنافقين، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال: "والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ" فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ، فلما رأى ذلك النبي قال: "ما هذا ؟".
            قالوا: أُهدي إليك من عثمان فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده: "اللهم اعط عثمان، اللهم افعل بعثمان".
            قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال: "من بعث بهذا؟" قلت: عثمان فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان.

            جيش العُسْرة:
            وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول:" ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم " مرتين.

            الحياء:
            قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشد أمتي حياءً عثمان".
            قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش، عليه مِرْطٌلي، فأذن له وهو على حاله، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى الله حاجته، ثم انصرف ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال: "اجمعي عليك ثيابك" فأذن له، فقضى الله حاجته ثم انصرف، فقلت: "يا رسول الله، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟" فقال: "يا عائشة إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته" وفي رواية أخرى: "ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة". وأخرج أبو يعلى "عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله".

            فضله رضي الله عنه:
            قال ابن إسحاق: وكان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر، وعلي، وزيد بن حارثة. أخرج ابن عدي وابن عساكر "عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم".
            دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال: "يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً" وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله" وقال: "اللهم ارْضَ عن عثمان" وقال: "اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه".
            اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى، وأثنى عليه جميع الصحابة، وبركاته وكراماته كثيرة، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة، كثير القيام بالليل.
            قال سيدنا عثمان -رضي الله عنه-: "ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وأعتقُ فيها رقبة، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام، ولا سرقت".
            وأخرج عن موسى بن طلحة قال: كان عثمان بن عفان أجمل الناس.
            قال فيه صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي رفيق، ورفيقي -يعني في الجنة- عثمان". ولما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وكان معه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، رجف الجبل، فقال صلى الله عليه وسلم: "اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".

            اللهم اشهد:
            عن الأحنف بن قيس قال: انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة، فدخلنا المسجد، فإذا علي بن أبي طالب وال**ير وطلحة وسعد بن أبي وقاص فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال: (أها هنا علي؟) قالوا: نعم قال: (أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له؟) فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: (إني قد ابتعته) فقال: (اجعله في مسجدنا وأجره لك) ؟ قالوا: نعم. قال: (أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من يبتاع بئر روْمة غفر الله له) فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: (إني قد ابتعتها) فقال: (اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك)؟ قالوا: نعم. قال: (أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم (جيش العُسرة) فقال: (من يجهز هؤلاء غفر الله له) فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً)؟ قالوا: نعم. قال: (اللهم اشهد اللهم اشهد) ثم انصرف.

            الخلافة:
            كان سيدنا عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك.

            بعض إنجازات سيدنا عثمان:
            فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية، ثم سابور، ثم إفريقية، ثم قبرص، ثم فارس الأولى، ثم خـو وفارس الآخـرة، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن.
            كان عثمان رضي الله عنه إمام المسلمين وخليفتهم في أمور دينهم، فكان يؤم صلواتهم، ويخطب بهم في الجمع والأعياد والمواسم، وهو أول من أحدث المقصورة عند المحراب لحماية الإمام، وذلك بعد اغتيال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبله وهو يصلي الفجر بالمسلمين.
            روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث، وستة وأربعون حديثا. وأتم جمع القرآن الكريم، فنسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق وأحرق ما عداه، وهو أول من أمر بالأذان الأول، وقدم خطبة العيد على الصلاة، واتخذ الشرطة، واتخذ داراً للقضاء.

            بداية الفتنة واستشهاد ذي النورين:
            حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته فتنة، لاختصاصه أقاربه من بني أمية ببعض الولايات، وأجج هذه الفتنة رجل يهودي يدعى "عبد الله بن سبأ" فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة، وحاصروا داره ومنعوا عنه الماء، والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة، فرفض، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم". وبلغ أصحاب الفتنة أن جيشاً من الشام قادم لنجدته فاقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه رضي الله عنه.
            من حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان: أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال: "إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة" فدعا بمصحف فنشره بين يديه، فقُتِلَ وهو بين يديه.
            كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة، ودفِنَ في البقيع رضي الله عنه وأرضاه.

            منقول للامانة.

            تعليق


            • #7
              رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

              سيرة عثمان بن عفان.




              الشيخ عثمان بن محمد الخميس ـ حفظه الله ـ.




              للتحميل أو للاستماع اضغط هنا

              تعليق


              • #8
                رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.






                السؤال:


                ما تخريج أثر عثمان - رضي الله عنه - أنه كان يخطب جالسا، أو يجلس في بعض خُطَبِه؟


                الاجابة:


                ذكر بعض العلماء كالقرطبي عند تفسير قوله تعالى: انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا أن عثمانا كان يخطب جالسا أو يجلس في بعض الخطبة ، ولعله فعل ذلك في آخر حياته بعد أن أسن وجاوز الثمانين ، فكان يعجز عن مواصلة القيام عندما يطيل الخطبة لمناسبة، أو أمر من الأمور المهمة ، ولكن الأصل أنه وغيره من الخلفاء الراشدين كان يخطبون قياما. والله أعلم.




                تعليق


                • #9
                  رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

                  [IMG]http://sub5.**********/img3/08olath19.gif[/IMG]


                  عثمان في الجاهلية

                  كان عثمان في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه فهو عريض الجاه ثرى شديد الحياء عذب الكلمات ، فكان قومه يحبونه أشد الحب لم يسجد في الجاهلية لصنم قط ، ولم يقترب فاحشه قط ، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام وكان يقول : إنها تذهب العقل ، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان وعلى الإنسان أن يسمو به لا أن يصارعه .


                  2-عثمان يحدث عن نفسه


                  قال عثمان : لقد اختبأت عند ربى عشرا : إني لرابع أربعه في الإسلام ، وجهزت جيش العسرة وجمعت القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وائتمني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته ثم توفيت فزوجني الأخرى ، وما تغنيت وما تمنيت وما وضعت يدي اليمنى على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مر بي جمعه إلا وأنا أعتق رقبه إلا ألا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في الجاهلية ولا إسلام.


                  3- حب قريش لعثمان


                  باغ حب قريش لعثمان بن عفان مبلغا عظيما لما يتمتع به من جاه وثراء وعشيرة وحسن خلق وكريم طباع ، حتى إن المرأة العربية تغنى لطفلها أغنيه تحمل ثناء الناس وتقديرهم لعثمان فقد كانت تقول :

                  أحبك والرحمن حب قريش لعثمان



                  4- عثمان والخمر


                  قال عثمان عن نفسه :
                  ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكرى بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شربت خمرا في جاهليه ولا في إسلام ، ولا زنيت في جاهليه ولا إسلام.


                  5-إسلام عثمان بن عفان


                  لإسلام عثمان بن عفان قصه مازال يرويها الرواة : وذلك أنه حين بلغه في الجاهلية أن محمد بن عبد الله زوج ابنته رقيه من ابن أبى لهب ندم أشد الندم لأنه لم يسبق إليها ولم يحظ بخلقها العظيم ولا ببيتها العريق ، فدخل على أهله مهموما ، فوجد عندهم خالته سعدي بنت كريز وكانت هذه المرأة حازمه عاقلة طاعنه في السن فسرت عنه وبشرته بظهور نبي يبطل عبادة الأوثان ، ويدعو إلى عبادة الواحد الديان ، ورغبته في دين ذلك النبي وبشرته بأنه سينال عندما يبتغيه
                  قال عثمان : فانطلقت وأنا أفكر فيما قالته لي خالتي ، فلقيت أبا بكر وحدثته بما أخبرتني به خالتي، فقال :والله لقد صدقت خالتك فيما أخبرتك وبشرتك يا عثمان ، وإنك لرجل عاقل حازم ، ما يخفى عليك الحق ولا يشتبه عندك مع الباطل ، ثم قال لي : ما هذه الأصنام التي يعبدها قومنا أليست من حجارة صم ، لا تسمع ولا تبصر ؟ فقالت : بلى . فقال : وإنما قالته خالتك يا عثمان تحقق . فلقد أرسل الله رسوله المرتقب وبعثه إلى الناس كافه بدين الهدى والحق. فقلت : ومن هو؟ فقال لي: إنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقلت: الصادق الأمين: فقال أبو بكر: نعم إنه هو. فقلت: هل لك أن تصحبني إليه ؟ فقال:نعم ومضينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآنا قال: " أجب يا عثمان داعي الله فإني رسول الله إليكم خاصة وإلى خلق الله عامه ". قال عثمان : فو الله ما إن ملأت يميني منه ، وسمعت مقالتي حتى استرحت له وصدقت رسالته ثم شهدت ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله .


                  6- زواجه من رقيه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


                  قصة ذلك الزواج : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوجها من عتبه بن أبى لهب وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبى لهب فلما نزلت سورة المسد ( تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما **ب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) قال لهم أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أميه : فارقا ابنتي محمد ، ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامه من الله تعالى لهما وهوانا لأبنى أبى لهب ، وما كان عثمان يسمع بخبر طلاق رقيه حتى استطار فرحا ، وبادر فخطبها (رقيه) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها الرسول الكريم منه ، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعه وكانت رقيه تضاهيه قسامة وصباحه وكانت يقال لها حين زفت إليه "

                  أحسن زوجين رآهما إنسان رقيه وزوجها عثمان


                  7-النبي صلى الله عليه وسلم يوصى رقيه بعثمان


                  دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابنته رقيه وهى تغسل رأس عثمان فقال : " يا بنيه ، أحسنى إلى أبى عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خلقا "


                  8- عثمان يؤذى في سبيل الله


                  لم يسلم عثمان بن عفان على الغم من سابق فضله ومعروفه من أذى قومه حين أسلم . فلقد عز على عمه الحكم أن يترك دينه عثمان فتى بنى عبد شمس عن دين قريش وكبر عليه ذلك فتصدى له هو وأتباعه أعنف التصدي وأقساه وأخذه وشد عليه الوثاق . وقال : أو ترغب عن ملة آبائك وأجدادك وتدخل في دين محدث ؟ والله لا أدعك حتى تنبذ ما أنت عليه. فقال عثمان : والله لا أدع ديني أبدا ، ولا أفارق نبيي ما دامت بي الحياة ، فما زال عمه الحكم ينكل به ، ولا زال هو يشتد صالبه في دينه واستمساكا بعقيدته حتى يئس عمه منه وأطلق سراحه وكف عنه.


                  9-هجرته إلى الحبشة


                  لما اشتد الإيذاء بالمسلمين على أرض مكة وأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة كان عثمان رضي الله عنه أول من هاجر إلى الحبشة بأهله من هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أخبره أنه رأى عثمان وهو خارج بزوجه رقيه إلى الحبشة " صحبهما الله ، إن عثمان أول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط"


                  10أول من هاجر إلى أرض الحبشة


                  أول من هاجر إلى أرض الحبشة عثمان وخرج بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهما فجعل يتوكف الخبر ، فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة على حمار من هذه الواب وهو يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد لوط "

                  رضي الله عنك يا عثمان وحشرنا الله معك .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.

                    ماشاء الله


                    بارك الله فيكم

                    وجزاكم ربى خير الجزء


                    لا اله الا الله

                    اللهم انصرنا على أعدائك أعداء الدين
                    اللهم ارزقنى الصدق والاخلاص وطهر عملى من الرياء اللهم إجعل عملى كله صالحاً وإجعله لوجهك خالصاًولا تجعل فيه لأحدٍ غيرك شيئا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ.



                      أشكركم جزيل الشكر أختي الكريمة اسلامى**حياتى على مروركم الكريم.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X