الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين
محمد عليه أشرف الصلاة وأتم التسليم
أما بعد
إنها قمم بلغت عنان السماء ... أرتقت الصعب ولم ترضى إلا بمجاورة السحاب
وكما نعلم أن قمم الجبال الشاهقة معدودة ... وهؤلاء الرجال أيضا معدودون
أخي الحبيب
لقد فاقوا الجبال ... "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " "النمل : 88"
إن الجبال تتحرك ... ولكنهم راسخين على الحق ولو اجتمعت الدنيا بأسرها لتزحزحهم عن دينهم ما قدروا أن يحركوهم قيد أنملة
" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " "الأحزاب : 23"
صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يحنثوا علموا أن لهم إله واحد ... يحب أن يرى عباده صفا واحدا ... متشوقين إلى مرضاته ... لا ينفكوا عن الطاعة ... لا يتولوا مدبرين ... فالمعركة قائمة مع الكفر لا تتوقف لحظة واحدة ... فالشيطان من أول لحظة أمر فيها بالسجود فتكبر فغضب عليه رب العزة ولعنه... فأمتلئت نفسه بالحقد والكره من آدم عليه السلام وبنيه وأعتبرهم سبب غضب الله عليه ... ألم يعلم بأنه هو الذي أستكبر وأن معصيته هي سبب خروجه من جنة الطاعة لجحيم المعصية ... ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا ... فتوعدنا أمام رب العزة بأن يغوينا ويضلنا
"قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " "ص : 82"
اللهم كن ولينا ولا تتركنا لهذا المستكبر العنيد فنسقط في هاوية الخطيئة فتسخط علينا
إلهي ما لنا سواك فنرجوه ... فأقبلنا بفضلك ولا تردنا
" وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ " "طه : 81"
هوى فخاب وخسر
ولكن أنتظر فإن الشيطان تذكر أنه قد فاته شيء هام فأسرع بتداركه "إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " "ص : 83"
خرجت هذه الكلمة من فم الشيطان ... لم يقلها غيره ... فقد علم أنه ليس له سلطان على هذه الفئة ... هؤلاء لا أستطيع غوايتهم ... هؤلاء انفكوا عن شهوات الدنيا وملذاتها لم يرضوا بالقاع ...عرفوا الحقيقة التي تغيب عن أذهان الكثير
"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" "الحديد : 20"
"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" "الحديد : 20"
&&&&&&&&&
لو قيل لأحدنا أن أحد الرجال توعدك بأن يقف في طريقك ويبعدك عن أي نجاح ترجو تحقيقه وأن هذا الرجل يتحين الفرصة ليحقق ما يرجوه
أخي الحبيب ماذا يفعل هذا الرجل أمام هذه المصيبة ؟
إنه لا شك سيلجأ إلى من يستطيع أن يدفع عنه هذا الرجل ليتمكن من تحقيق النجاحات التي يرجوها ...
وإذا كان هذا الشخص ينتظر طلبك ليعينك وينصرك أمام هذا العدو ... فلا شك أنك ستسارع بطلب المعونة منه لتتخلص من هذا العدو الحاقد
ولله المثل الأعلى
الشيطان لا يألوا جهدا في غوايتك يرجوا أن تهوي في قاع المعصية السحيق ... ولكن الله الملك هو المتكفل بنصرتك على عدوك إن استعنت به ... أستعن بالله ولا تعجز ... فالنتيجة الحتمية إن لم تستعن بربك هي الضلال والسير في طريق الشيطان ... فلنسعى في طريق الله ... علينا أن نرجو رحمة ربنا إنه لطيف بعباده وأن نخشى عذابه إن عذاب الله شديد ... أخوتاه أي نجاح وفلاح نرجوه أغلى وأحب إلينا من بلوغ جنة الخلد وملك لا يبلى ...
أخي الحبيب
أنركن للدنيا الحقيرة الفانية ونذل أمام إغواء الشيطان وما يزينه لنا من أجل شهوة زائلة ... سوف تفنى لذتها بعد تحقيقها مباشرة
كم من لذة ذهبت شهواتها و بقيت تبعاتها
فإنما الدنيا صبر ساعة
&&&&&&&&&
أخي الحبيب فلنلزم درب رجال عرفوا حقيقة الدنيا فتركوها ...
فقد علموا أن السلامة فيها ترك ما فيها
فقد علموا أن السلامة فيها ترك ما فيها
هم الرجال
أقرأ قصصهم وأعتبر ... فممن نأخذ القدوة إذا لم نقتدي بهؤلاء الرجال الفطاحل ... " الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " "الحج : 41"
هذه أعمالهم وصفاتهم أنظر مكن لهم الله في الأرض ... فهل عاثوا فيها فسادا بعد أن مكنهم الله وملكهم شئون الناس ... أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ... إنهم أخوتنا بعد التمكين ساروا على نفس الدرب الذي اختاروه من قبل ولم تغرهم الدنيا وزينتها بعد أن ملكوها ... فإن الدنيا بين أيديهم لم تزل ... لم تدخل الدنيا قلوبهم فتملكهم
" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ " "يوسف : 111"
&&&&&&&&&
عذرا فإنها مقدمة لابد منها...
فأنا أتكلم عن رجال هم قليل من قليل من قليل
وسنعرض نماذج لهؤلاء الرجال إن شاء الله في المشاركات القادمة
وبإذن الله تعالى نبدأ هذه السلسلة بأفضل البشر بعد الأنبياء ( صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم )
فتابعونا في سلسلة
"قمم إسلامية شاهقة"
&&&&&&&&&
تعليق