بسم الله الرحمن الرحيم
أيها القابع في غيابت السكون، يا حبيس النظر المتجول والرضا بمشاهدة الأحداث، قم وانفض عن نفسك الغبار، وأضرم في همتك نار العزم الأريب، فأنت ابن الإسلام، خرجت من رحم تلك الأمة المباركة، وليس مكانك حيث أراك اليوم، إنما مكانك على قمة الحياة البشرية.
الإسلام بحاجة إليك، ووطنك بحاجة إليك، والحياة بأسرها بحاجة إليك، لا لشيء إلا لأنك وحدك تستطيع، نعم لأنك الوحيد من بين أهل الأرض من يحمل بين جنباته عقيدة سامية وشريعة غراء وقيم فريدة، بها تقود العالم إلى الأمام، لا كوحوش الدمار الذين اعتلوا عرش التقدم بدون قوائم له تزنه وتقيمه، اعتلوا قمة التقدم وهم يتلطخون بالدونية والبهيمية وسوافل القيم.
أراك تنظر من بين الركام بعين الياس، متسائلًا: أنا فرد، ما الذي يمكنني إنجازه؟ لن يسمن جهدي أو يغني من جوع، صرح الإصلاح لن يقوى عليه ساعدي وحدي.
وألتمس لك العذر فيما ذهبت إليه ففكرك هذا كان ضحية ركام من أنقاض البشرية المهلهلة والتي استهدفت من قبل صناع الدمار وعشاق الخراب، ولكني قد أتيتك ببوارق الأمل، لكي تلمع في عينيك وقلبك، فتبصر ذاتك وتقف على حقيقة قوتك، وتدرك أن الفرد قد يبني مجدًا ويصنع أمة، فمن ثم تقتحم وتصنع الحياة.
إنهم بشر مثلك، لا يختلفون عنك في التكوين والخلقة، كانوا فرادى، ولكنهم فعلوها، اقتحموا وصنعوا الحياة، لم يثن عزائمهم أن كانوا وحدهم، لكنهم أضرموا نار الحماسة في قلوبهم ونفخوا في عزائمهم بأنفسهم، ولم يبالوا بوحشة الطريق وقلة الناصر والمعين.
ألا فلتعلم قبل ذلك أن:
مناط التكليف فردي:
فأنت مكلف وحدك، لن يحمل عنك غيرك إثم التقاعد والتقاعس، فهي إذًا مسئولية فردية، لن تسأل عن تقاعس المتقاعسين، ولكن ستسأل عن خمولك وسكونك أنت (الحساب بالثواب والعقاب لا يكون إلا فردياً، ومن الإيمان بهذا المنطلق يجب أن ينحصر تفكير المسلم فيما يجلب له الأجر، ويقربه إلى الطاعة، دون أن يكون تبعا، وأن يمتلك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفات إلى عمل فلان أو قول فلان، ولا يجب أن تقعده نشوة الطاعة، ولا تثبطه أثقال المعصية.
يفكر المسلم بنفسه أنه سيحاسب يوم القيامة عن أعماله، وعما قدم، ولا يسأل عن الآخرين، كما أن عليه أن لا يرنو ببصره إلى غيره، فقد يكون لهم من الأعذار ما يمنعهم عن شيء ما، أو ليس لهم من الهمة والطاقة ما يمكنهم من أداء عمل ما، و يستطيع هو أداءه، فلا يثبطه الشيطان، أو تقعد به ثقلة الحياة الدنيا.
والمسلم _ بنفس الوقت _ عليه أن ينصب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قدوة عملية أمام عينيه، ولا يجعل الأشخاص الآخرين- أياً كانوا مثالاً له، فقد يفتح الله عليه من الهمة أكثر من الآخرين، أو يوفقه الله _ تعالى _إلى عمل يتفرد به، أو إلى فضل يؤثره فيه، فلله في خلفه شؤون، وهو المتفضل على عباده، وقد يختص برحمته من يشاء وكيفما يشاء) [الإيجابية في حياة الدعاة، عبد الله اليوسف بتصرف].
في غيابت السجن:
لم تكن تلك المكيدة التي حبسته بين جدران السجون بالتي تثني عزمه، أو تصرفه عن همه الأعظم، لقد كان حمل هم الدين معه أينما كان لا يرضخ لتغير المكان ولا الزمان، فجلس يوسف عليه السلام يمارس وظيفة العظماء: الدعوة إلى الله تعالى.
فيستغل أن قص عليه اثنان من المساجين مناماهما، ليحول ذلك الحوار إلى موقف دعوي عظيم، يدعو فيه الرجلين إلى توحيد الله جل وعلا ونبذ عبادة ما سواه.
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 36].
فإذ بيوسف عليه السلام يبث الثقة والطمأنينة في قلبيهما في مقدرته على تأويل الأحلام، يستغلها كتقدمة لما يرنو إليه من دعوتهما إلى توحيد الله: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37].
وفي غمرة ترقبهما لما يقول، وفي ذروة تركيزهما وشحذ انتباههما، يغدق عليهم يوسف بكلمات تهيج الفطرة إلى الرجوع حيث سلامة الخلقة، إلى فطرت الله التي فطر الناس عليها، يكلمهم عن توحيد الأحد الفرد الصمد واستحقاقه للعبودية دون سواه: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39-40].
ثم أنجز لهما من الوعد بما يؤكد صدقه وأمانته ويعمق إيمانهما بما يقول: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41].
لقد كان يوسف عليه السلام وحده في غيابت السجن لكنه اقتحم وصنع الحياة.
ضرير ضد التتار:
يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، علم من اعلام الإسلام، كان ضريرا، ولد سنة 588هـ، وقرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وحفظ اللغة، ويقال إنه كان يحفظ " الصحاح " للجوهري بكماله، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ جمال الدين .
اشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس، حتى قيل عنه حسان وقته، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء.
كان شديدا في نصرة السنة، وشعره مملوء بذكر أصول السنة، وذم مخالفيها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة، ونظم في ذلك قصيدة طويلة منها الأبيات المتقدمة .
لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة، كان الشيخ يحيى بها، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور، فأبى أن يجيب له، واعد في داره حجارة - وكان ضريرا كما تقدم - فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى.
فلله دره من رجل لم ينظر إلى كونه فردًا بقدر ما نظر إلى أن له دورًا، لذا كان ذلك الشاعر المناضل من صناع الحياة، والذين لن يسقطوا مهما طال الزمان من ذاكرة التاريخ.
الجندي المجهول:
والمتتبع لمعارك القادسية واليرموك، والجسر والبويب، يجد لكل صحابي فيها موقفا مشهودا.
وللصحابة والتابعين بطولات وجولات، نستل منها فقط قصة ذلك المجهول في القادسية صاحب الإبداع عند ملاقاة الفرس حيث نفرت خيل المسلمين من الفيلة..
(فعمد رجل منهم فصنع فيلا من طين، وأنس به فرسه، حتى ألفه، فلما أصبح: لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، قال: لا ضير أن أقتل، ويفتح للمسلمين) [الإيجابية في حياة الدعاة].
لقد كان ذلك الجندي فردًا، ولكنه صنع الحياة، لم يستصغر فرديته، وعلم أن له دورًا يستنفر منه كل طاقاته الجسدية والعقلية والفكرية، فاقتحم ذلك الفرد وصنع الحياة، ولم يذكر التاريخ اسمه، ولكنه صار فخرًا في صفحاته.
فرد يقيم دولة:
سأل أبو جعفر المنصور يومًا جلسائه: (أتدرون من هو صقر قريش ؟ ) قالوا: أنت. قال: لا. فعددوا له أسماء مثل معاوية وعبد الملك بن مروان، قال: لا... بل عبد الرحمن بن معاوية دخل الأندلس منفردًا بنفسه, مؤيدًا برأيه, مستصحبًا لعزمه, يعبر القفر, ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصَّر الأمصار, وجند الأجناد وأقام ملكًا بعد انقطاع بحسن تدبيره, وشدة عظمه.
تبدأ تلك القصة الرائعة عندما سيطر العباسيون على زمام الأمور في المشرق، ومضوا يتعقبون الأمويين في كل مكان, حتى أفنوا عددًا كبيرًا منهم, وتفرق من بقي أو كُتب له النجاة في أنحاء البلاد, وأعيت العباسيين الحيلة في طلبهم أو الوصول إليهم, لاستئصالهم وإبادتهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
خرج (عبد الرحمن) مع أخ له صغير السن لم يتجاوز الثالثة عشرة وبعض أهله, واتجه إلى رجل من معارفه فطلب منه أن يشتري له عددًا من الدواب, ويهيئ له ما يتزود به في سفره, ولكن بعض عيون العباسيين دلوا عليه, فانطلقوا في إثره, فخرج حتى وصل إلى شاطئ الفرات, فأحاطت به خيول العباسيين, فألقى بنفسه في الماء ومعه أخوه, وانطلقا يسبحان نحو الشاطئ الآخر, وكان الشاطئ بعيدًا, فأخذ عبد الرحمن يسبح بقوة وحماس وكان يجيد السباحة, بينما بلغ أخاه التعب وهو في منتصف النهر, وخشي الغرق, ففترت عزيمته, وخارت قواه, وأراد العودة إلى الشاطئ, وهم يخدعونه وينادونه بالأمان.
فراح عبد الرحمن يناديه ويحثه على السباحة, ويحذره من غدر العباسيين وخداعهم, إلا أنه كان قد بلغ من التعب والإجهاد ما جعله يغتر بأمانهم ويؤمل في عهودهم, فرجع إليهم, وما كاد يصل إليهم وتتلقاه أيديهم, حتى أحاطوا به بعد أن تمكنوا منه, وضربوا عنقه أمام أخيه, وهو ينظر إليه, ولا يملك له شيئًا.
وصل (عبد الرحمن) إلى إفريقية بعد عناء شديد, وما لبث أن لحق به مولاه (بدر) الرومي ومولاه (سالم), ومعهما كثير من أمواله التي تركها هناك.
ولم تكن الأمور في إفريقية بأقل سوءًا مما تركها في المشرق, فقد صار (عبد الرحمن بن حبيب الفهري) والي إفريقية يسوم الأمويين الفارين إلى بلاده قتلاً وذبحًا, يستحل دماءهم وينهب أموالهم, بعد أن كان حليفًا لهم بالأمس القريب.
ونزل (عبد الرحمن) على أخواله (بني نقرة) من بربر طرابلس وعندما علم (عبد الرحمن بن حبيب) ذلك أخذ يتحين الفرصة لقتله, ويحتال لاستدراجه, كما فعل بغيره من أبناء عمومته.
وأدرك (عبد الرحمن) ما يدبر له ؛ فخرج إلى مكناسة, ونزل على قوم من قبيلة زناته البربرية ؛ فأحسنوا استقباله وناصروه, ولكن (عبد الرحمن بن حبيب)لم يكف عن طلبه وتتبعه, فهرب إلى (برقة)، وظل مستخفيًا بها مدة طويلة, استطاع خلالها أن يتصل بعدد كبير من قبائل البربر, واستجار ببني رستم ملوك تيهرت, وراح يجمع حوله أشتات الأمويين الذين فروا من اضطهاد العباسيين, وأمراء البيت المرواني الذين نجوا من الذبح.
وكان (عبد الرحمن) طوال تلك المدة يراقب الأمور من حوله بوعي وحذر, ويدرس أحوال الأندلس بعناية شديدة ليتحين الفرصة المناسبة للعبور إليها.
وتجمع حول (عبد الرحمن) أكثر من ثلاثة آلاف فارس, كلهم يدين له بالولاء, ويوطن نفسه على أن يقتل دونه وتقدم (عبد الرحمن) نحو (قرطبة) حاضرة الأندلس وعاصمتها.
ودخل (عبد الرحمن) قرطبة فصلّى بالناس، وخطب فيهم, فكان ذلك بمثابة إعلان ميلاد الدولة الأموية في الأندلس, وبويع له بالخلافة في 10 من ذي الحجة 138هـ - 18 من مايو 756م), ليصبح أول أموي يدخل الأندلس حاكمًا, ويطلق عليه ذلك اللقب الذي عُرف به (عبد الرحمن الداخل), ومؤسس تلك الدولة الفتية التي أصبحت حضارتها منبعًا لحضارة أوروبا الحديثة, وظلت منارًا للعلم والمدنية عبر قرون طويلة من الزمان. [العملاق الذي بداخلك، مركز المستشار للدراسات الإنسانية].
لقد كان عبد الرحمن فردًا، لكنه اقتحم وصنع الحياة، لم يقل أنا فرد وماذا عساي أن أفعل وأنا وحيد، ليس لي معين ولا صاحب، ما كان يملك إلا إيمانًا بقضيته وعزمًا قويًا يفيض من جنباته.
صائد الدبابات:
سجل التاريخ بطولات نادرة ظهرت في حرب العاشر من رمضان، اكتوبر 1973، في معركة من معارك الإسلام الكبرى، وكانت من هذه البطولات الفذة تلك الملحمة التي لعب دور البطل فيها الرقيب أول عبد العاطي، أو صائد الدبابات كما أطلق عليه بعد الحرب، ولندع الرجل يحكي لنا في مذكراته طرفًا من تلك الملحمة، لنرى كيف يصنع يقتحم فرد ويصنع الحياة لأمته:
(إلتحقت بالجيش 1972 و إنتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر و لقواتنا المسلحة كرامتها و كنت رقيبا أول السرية و كانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات.
أضاف أنه إنتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم و كتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة و كانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة و تمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير.
يقول عبد العاطى : سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة و كنت أول صفوف هذه القوات و بعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب و لم يكن أمامنا سوى النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فعلا و بعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا حاولت الهرب فلم تنجح و أصيب الإسرائيليون بالجنون و الذهول و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها و دمرتها بمن فيها و فى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية).
إن الجهد الفردي كان دائمًا وأبدًا عماد صناعة النهضة وعز الأمة، أو ما تعلم أن إبراهيم عليه السلام كان أمة وحده، حيث لم يكن غيره وزوجته مؤمن على وجه الأرض، فتحرك وهو فرد يصنع الحياة، وإن كان نبيًا مؤيدًا فعون الله لا ينقطع عن عباده الصالحين الذي يرغبون بعزم أكيد في نهضة أمتهم، فحي على العمل من أجل رفعتها ونهضتها وعزتها، فما للإنسان قيمة بدون أن: يقتحم ويصنع الحياة.
أيها القابع في غيابت السكون، يا حبيس النظر المتجول والرضا بمشاهدة الأحداث، قم وانفض عن نفسك الغبار، وأضرم في همتك نار العزم الأريب، فأنت ابن الإسلام، خرجت من رحم تلك الأمة المباركة، وليس مكانك حيث أراك اليوم، إنما مكانك على قمة الحياة البشرية.
الإسلام بحاجة إليك، ووطنك بحاجة إليك، والحياة بأسرها بحاجة إليك، لا لشيء إلا لأنك وحدك تستطيع، نعم لأنك الوحيد من بين أهل الأرض من يحمل بين جنباته عقيدة سامية وشريعة غراء وقيم فريدة، بها تقود العالم إلى الأمام، لا كوحوش الدمار الذين اعتلوا عرش التقدم بدون قوائم له تزنه وتقيمه، اعتلوا قمة التقدم وهم يتلطخون بالدونية والبهيمية وسوافل القيم.
أراك تنظر من بين الركام بعين الياس، متسائلًا: أنا فرد، ما الذي يمكنني إنجازه؟ لن يسمن جهدي أو يغني من جوع، صرح الإصلاح لن يقوى عليه ساعدي وحدي.
وألتمس لك العذر فيما ذهبت إليه ففكرك هذا كان ضحية ركام من أنقاض البشرية المهلهلة والتي استهدفت من قبل صناع الدمار وعشاق الخراب، ولكني قد أتيتك ببوارق الأمل، لكي تلمع في عينيك وقلبك، فتبصر ذاتك وتقف على حقيقة قوتك، وتدرك أن الفرد قد يبني مجدًا ويصنع أمة، فمن ثم تقتحم وتصنع الحياة.
إنهم بشر مثلك، لا يختلفون عنك في التكوين والخلقة، كانوا فرادى، ولكنهم فعلوها، اقتحموا وصنعوا الحياة، لم يثن عزائمهم أن كانوا وحدهم، لكنهم أضرموا نار الحماسة في قلوبهم ونفخوا في عزائمهم بأنفسهم، ولم يبالوا بوحشة الطريق وقلة الناصر والمعين.
ألا فلتعلم قبل ذلك أن:
مناط التكليف فردي:
فأنت مكلف وحدك، لن يحمل عنك غيرك إثم التقاعد والتقاعس، فهي إذًا مسئولية فردية، لن تسأل عن تقاعس المتقاعسين، ولكن ستسأل عن خمولك وسكونك أنت (الحساب بالثواب والعقاب لا يكون إلا فردياً، ومن الإيمان بهذا المنطلق يجب أن ينحصر تفكير المسلم فيما يجلب له الأجر، ويقربه إلى الطاعة، دون أن يكون تبعا، وأن يمتلك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفات إلى عمل فلان أو قول فلان، ولا يجب أن تقعده نشوة الطاعة، ولا تثبطه أثقال المعصية.
يفكر المسلم بنفسه أنه سيحاسب يوم القيامة عن أعماله، وعما قدم، ولا يسأل عن الآخرين، كما أن عليه أن لا يرنو ببصره إلى غيره، فقد يكون لهم من الأعذار ما يمنعهم عن شيء ما، أو ليس لهم من الهمة والطاقة ما يمكنهم من أداء عمل ما، و يستطيع هو أداءه، فلا يثبطه الشيطان، أو تقعد به ثقلة الحياة الدنيا.
والمسلم _ بنفس الوقت _ عليه أن ينصب رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قدوة عملية أمام عينيه، ولا يجعل الأشخاص الآخرين- أياً كانوا مثالاً له، فقد يفتح الله عليه من الهمة أكثر من الآخرين، أو يوفقه الله _ تعالى _إلى عمل يتفرد به، أو إلى فضل يؤثره فيه، فلله في خلفه شؤون، وهو المتفضل على عباده، وقد يختص برحمته من يشاء وكيفما يشاء) [الإيجابية في حياة الدعاة، عبد الله اليوسف بتصرف].
في غيابت السجن:
لم تكن تلك المكيدة التي حبسته بين جدران السجون بالتي تثني عزمه، أو تصرفه عن همه الأعظم، لقد كان حمل هم الدين معه أينما كان لا يرضخ لتغير المكان ولا الزمان، فجلس يوسف عليه السلام يمارس وظيفة العظماء: الدعوة إلى الله تعالى.
فيستغل أن قص عليه اثنان من المساجين مناماهما، ليحول ذلك الحوار إلى موقف دعوي عظيم، يدعو فيه الرجلين إلى توحيد الله جل وعلا ونبذ عبادة ما سواه.
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 36].
فإذ بيوسف عليه السلام يبث الثقة والطمأنينة في قلبيهما في مقدرته على تأويل الأحلام، يستغلها كتقدمة لما يرنو إليه من دعوتهما إلى توحيد الله: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [يوسف: 37].
وفي غمرة ترقبهما لما يقول، وفي ذروة تركيزهما وشحذ انتباههما، يغدق عليهم يوسف بكلمات تهيج الفطرة إلى الرجوع حيث سلامة الخلقة، إلى فطرت الله التي فطر الناس عليها، يكلمهم عن توحيد الأحد الفرد الصمد واستحقاقه للعبودية دون سواه: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39-40].
ثم أنجز لهما من الوعد بما يؤكد صدقه وأمانته ويعمق إيمانهما بما يقول: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} [يوسف: 41].
لقد كان يوسف عليه السلام وحده في غيابت السجن لكنه اقتحم وصنع الحياة.
ضرير ضد التتار:
يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، علم من اعلام الإسلام، كان ضريرا، ولد سنة 588هـ، وقرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وحفظ اللغة، ويقال إنه كان يحفظ " الصحاح " للجوهري بكماله، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ جمال الدين .
اشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس، حتى قيل عنه حسان وقته، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء.
كان شديدا في نصرة السنة، وشعره مملوء بذكر أصول السنة، وذم مخالفيها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة، ونظم في ذلك قصيدة طويلة منها الأبيات المتقدمة .
لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة، كان الشيخ يحيى بها، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور، فأبى أن يجيب له، واعد في داره حجارة - وكان ضريرا كما تقدم - فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى.
فلله دره من رجل لم ينظر إلى كونه فردًا بقدر ما نظر إلى أن له دورًا، لذا كان ذلك الشاعر المناضل من صناع الحياة، والذين لن يسقطوا مهما طال الزمان من ذاكرة التاريخ.
الجندي المجهول:
والمتتبع لمعارك القادسية واليرموك، والجسر والبويب، يجد لكل صحابي فيها موقفا مشهودا.
وللصحابة والتابعين بطولات وجولات، نستل منها فقط قصة ذلك المجهول في القادسية صاحب الإبداع عند ملاقاة الفرس حيث نفرت خيل المسلمين من الفيلة..
(فعمد رجل منهم فصنع فيلا من طين، وأنس به فرسه، حتى ألفه، فلما أصبح: لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، قال: لا ضير أن أقتل، ويفتح للمسلمين) [الإيجابية في حياة الدعاة].
لقد كان ذلك الجندي فردًا، ولكنه صنع الحياة، لم يستصغر فرديته، وعلم أن له دورًا يستنفر منه كل طاقاته الجسدية والعقلية والفكرية، فاقتحم ذلك الفرد وصنع الحياة، ولم يذكر التاريخ اسمه، ولكنه صار فخرًا في صفحاته.
فرد يقيم دولة:
سأل أبو جعفر المنصور يومًا جلسائه: (أتدرون من هو صقر قريش ؟ ) قالوا: أنت. قال: لا. فعددوا له أسماء مثل معاوية وعبد الملك بن مروان، قال: لا... بل عبد الرحمن بن معاوية دخل الأندلس منفردًا بنفسه, مؤيدًا برأيه, مستصحبًا لعزمه, يعبر القفر, ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصَّر الأمصار, وجند الأجناد وأقام ملكًا بعد انقطاع بحسن تدبيره, وشدة عظمه.
تبدأ تلك القصة الرائعة عندما سيطر العباسيون على زمام الأمور في المشرق، ومضوا يتعقبون الأمويين في كل مكان, حتى أفنوا عددًا كبيرًا منهم, وتفرق من بقي أو كُتب له النجاة في أنحاء البلاد, وأعيت العباسيين الحيلة في طلبهم أو الوصول إليهم, لاستئصالهم وإبادتهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
خرج (عبد الرحمن) مع أخ له صغير السن لم يتجاوز الثالثة عشرة وبعض أهله, واتجه إلى رجل من معارفه فطلب منه أن يشتري له عددًا من الدواب, ويهيئ له ما يتزود به في سفره, ولكن بعض عيون العباسيين دلوا عليه, فانطلقوا في إثره, فخرج حتى وصل إلى شاطئ الفرات, فأحاطت به خيول العباسيين, فألقى بنفسه في الماء ومعه أخوه, وانطلقا يسبحان نحو الشاطئ الآخر, وكان الشاطئ بعيدًا, فأخذ عبد الرحمن يسبح بقوة وحماس وكان يجيد السباحة, بينما بلغ أخاه التعب وهو في منتصف النهر, وخشي الغرق, ففترت عزيمته, وخارت قواه, وأراد العودة إلى الشاطئ, وهم يخدعونه وينادونه بالأمان.
فراح عبد الرحمن يناديه ويحثه على السباحة, ويحذره من غدر العباسيين وخداعهم, إلا أنه كان قد بلغ من التعب والإجهاد ما جعله يغتر بأمانهم ويؤمل في عهودهم, فرجع إليهم, وما كاد يصل إليهم وتتلقاه أيديهم, حتى أحاطوا به بعد أن تمكنوا منه, وضربوا عنقه أمام أخيه, وهو ينظر إليه, ولا يملك له شيئًا.
وصل (عبد الرحمن) إلى إفريقية بعد عناء شديد, وما لبث أن لحق به مولاه (بدر) الرومي ومولاه (سالم), ومعهما كثير من أمواله التي تركها هناك.
ولم تكن الأمور في إفريقية بأقل سوءًا مما تركها في المشرق, فقد صار (عبد الرحمن بن حبيب الفهري) والي إفريقية يسوم الأمويين الفارين إلى بلاده قتلاً وذبحًا, يستحل دماءهم وينهب أموالهم, بعد أن كان حليفًا لهم بالأمس القريب.
ونزل (عبد الرحمن) على أخواله (بني نقرة) من بربر طرابلس وعندما علم (عبد الرحمن بن حبيب) ذلك أخذ يتحين الفرصة لقتله, ويحتال لاستدراجه, كما فعل بغيره من أبناء عمومته.
وأدرك (عبد الرحمن) ما يدبر له ؛ فخرج إلى مكناسة, ونزل على قوم من قبيلة زناته البربرية ؛ فأحسنوا استقباله وناصروه, ولكن (عبد الرحمن بن حبيب)لم يكف عن طلبه وتتبعه, فهرب إلى (برقة)، وظل مستخفيًا بها مدة طويلة, استطاع خلالها أن يتصل بعدد كبير من قبائل البربر, واستجار ببني رستم ملوك تيهرت, وراح يجمع حوله أشتات الأمويين الذين فروا من اضطهاد العباسيين, وأمراء البيت المرواني الذين نجوا من الذبح.
وكان (عبد الرحمن) طوال تلك المدة يراقب الأمور من حوله بوعي وحذر, ويدرس أحوال الأندلس بعناية شديدة ليتحين الفرصة المناسبة للعبور إليها.
وتجمع حول (عبد الرحمن) أكثر من ثلاثة آلاف فارس, كلهم يدين له بالولاء, ويوطن نفسه على أن يقتل دونه وتقدم (عبد الرحمن) نحو (قرطبة) حاضرة الأندلس وعاصمتها.
ودخل (عبد الرحمن) قرطبة فصلّى بالناس، وخطب فيهم, فكان ذلك بمثابة إعلان ميلاد الدولة الأموية في الأندلس, وبويع له بالخلافة في 10 من ذي الحجة 138هـ - 18 من مايو 756م), ليصبح أول أموي يدخل الأندلس حاكمًا, ويطلق عليه ذلك اللقب الذي عُرف به (عبد الرحمن الداخل), ومؤسس تلك الدولة الفتية التي أصبحت حضارتها منبعًا لحضارة أوروبا الحديثة, وظلت منارًا للعلم والمدنية عبر قرون طويلة من الزمان. [العملاق الذي بداخلك، مركز المستشار للدراسات الإنسانية].
لقد كان عبد الرحمن فردًا، لكنه اقتحم وصنع الحياة، لم يقل أنا فرد وماذا عساي أن أفعل وأنا وحيد، ليس لي معين ولا صاحب، ما كان يملك إلا إيمانًا بقضيته وعزمًا قويًا يفيض من جنباته.
صائد الدبابات:
سجل التاريخ بطولات نادرة ظهرت في حرب العاشر من رمضان، اكتوبر 1973، في معركة من معارك الإسلام الكبرى، وكانت من هذه البطولات الفذة تلك الملحمة التي لعب دور البطل فيها الرقيب أول عبد العاطي، أو صائد الدبابات كما أطلق عليه بعد الحرب، ولندع الرجل يحكي لنا في مذكراته طرفًا من تلك الملحمة، لنرى كيف يصنع يقتحم فرد ويصنع الحياة لأمته:
(إلتحقت بالجيش 1972 و إنتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات و كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر و لقواتنا المسلحة كرامتها و كنت رقيبا أول السرية و كانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة و إحتلال رأس الكوبرى و تأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات.
أضاف أنه إنتابته موجة قلق فى بداية الحرب فأخذ يتلو بعض الآيات من القرآن الكريم و كتب فى مذكراته أن يوم 8 أكتوبر 73 كان من أهم أيام اللواء 112 مشاة و كانت البداية الحقيقية عندما أطلق صاروخه على أول دبابة و تمكن من إصابتها ثم تمكن من تدمير 13 دبابة و 3 عربات نصف جنزير.
يقول عبد العاطى : سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية و بصحبته مجموعة من القوات الضاربة و الإحتياطى الإسرائيلى و على الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع قوات من القناصة و كنت أول صفوف هذه القوات و بعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب و لم يكن أمامنا سوى النصر أو الإستسلام و نصبنا صواريخنا على أقصى زاوية إرتفاع و أطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات و أصابها فعلا و بعد ذلك توالى زملائى فى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة تقريبا حاولت الهرب فلم تنجح و أصيب الإسرائيليون بالجنون و الذهول و حاولت مجنزرة إسرائيلية بها قوات كوماندوز الإلتفاف و تدمير مواقع جنودنا إلا أننى تلقفتها و دمرتها بمن فيها و فى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته عند العدو 27 دبابة و 3 مجنزرات إسرائيلية).
إن الجهد الفردي كان دائمًا وأبدًا عماد صناعة النهضة وعز الأمة، أو ما تعلم أن إبراهيم عليه السلام كان أمة وحده، حيث لم يكن غيره وزوجته مؤمن على وجه الأرض، فتحرك وهو فرد يصنع الحياة، وإن كان نبيًا مؤيدًا فعون الله لا ينقطع عن عباده الصالحين الذي يرغبون بعزم أكيد في نهضة أمتهم، فحي على العمل من أجل رفعتها ونهضتها وعزتها، فما للإنسان قيمة بدون أن: يقتحم ويصنع الحياة.
تعليق