إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبوالدرداء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبوالدرداء

    أبوالدرداء



    أيّ حكيم كان



    بينما كانت جيوشالاسلام تضرب في مناكب الأرض.. هادر ظافرة.. كان يقيم بالمدينة فيلسوف عجيب.. وحكيمتتفجر الحكمة من جوانبه في كلمات تناهت نضرة وبهاء...وكان لا يفتأ يقول لمنحوله:

    " ألا أخبركم بخير أعمالكم, وأزكاها عند باريكم, وأنماها في درجاتكم, وخير من أن تغزو عدوّكم, فترضبوا رقابهم ويضربوا رقابكم, وخير من الدراهموالدنانير".؟؟

    وتشرئب أعناق الذين ينصتون له.. ويسارعون بسؤاله:

    " أيشيء هو.. يا أبا الدرداء"..؟؟

    ويستأنف أبو الدرداء حديثه فيقول ووجهه يتألقتحت أضوء الايمان والحكمة:

    " ذكر الله...

    ولذكر اللهأكبر"..



    **



    لم يكن هذا الحكيم العجيب يبشر بفلسفةانعزالية ولم يكن بكلماته هذه يبشر بالسلبية, ولا بالانسحاب من تبعات الدينالجديد.. تلك التبعات التي يأخذ الجهاد مكان الصدارة منها...

    أجل.. ما كانأبو الدرداء ذلك الرجل, وهو الذي حمل سيفه مجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلممنذ أسلم, حتى جاء نصر الله والفتح..

    بيد أنه كان من ذلك الطراز الذي يجدنفسه في وجودها الممتلئ الحيّ, كلما خلا الى التأمل, وأوى الى محراب الحكمة, ونذرحياته لنشدان الحقيقة واليقين..؟؟

    ولقد كان حكيم تلك الأيام العظيمة أبوالدرداء رضي الله عنه انسانا يتملكه شوق عارم الى رؤية الحقيقة واللقاءبها..



    واذ قد آمن بالله وبرسوله ايمانا وثيقا, فقد آمن كذلك بأن هذاالايمان بما يمليه من واجبات وفهم, هو طريقه الأمثل والأوحد الىالحقيقة..

    وهكذا عكف على ايمانه مسلما الى نفسه, وعلى حياته يصوغها وفق هذاالايمان في عزم, ورشد, وعظمة..

    ومضى على الدرب حتى وصل.. وعلى الطريق حتىبلغ مستوى الصدق الوثيق.. وحتى كان يأخذ مكانه العالي مع الصادقين تماما حين يناجيربه مرتلا آته..

    ( ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربالعلمين).

    أجل.. لقد انتهى جهاد أبي الدرداء ضدّ نفسه, ومع نفسه الى تلكالذروة العالية.. الى ذلك التفوق البعيد.. الى ذلك التفاني الرهباني, الذي جعلحياته, كل حياته لله رب العالمين..!!



    **



    والآنتعالوا نقترب من الحكيم والقدّيس.. ألا تبصرون الضياء الذي يتلألأ حولجبينه..؟

    ألا تشمّون العبير الفوّاح القادم من ناحيته..؟؟

    انه ضياءالحكمة, وعبير الايمان..

    ولقد التقى الايمان والحكمة في هذا الرجل الأوّابلقاء سعيدا, أيّ سعيد..!!

    سئلت أمه عن أفضل ما كان يحب من عمل.. فأجابت:

    " التفكر والاعتبار".

    أجل لقد وعى قول الله في أكثر منآية:

    (فاعتبروا يا أولي الأبصار)...

    وكان هو يحضّ اخوانه على التأملوالتفكّر يقول لهم:

    " تفكّر ساعة خير من عبادة ليلة"..

    لقد استولتالعبادة والتأمل ونشدان الحقيقة على كل نفسه.. وكل حياته..



    ويوماقتنع بالاسلام دينا, وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدين الكريم, كانتاجرا ناجحا من تجار المدينة النابهين, وكان قد قضى شطر حياته في التجارة قبل أنيسلم, بل وقبل أن يأتي الرسول والمسلمون المدينة مهاجرين..

    بيد أنه لم يمضعلى اسلامه غير وقت وجيز حتى..

    ولكن لندعه هو يكمل لنا الحديث:

    " أسلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر..

    وأردت أن تجتمع لي العبادةوالتجارة فلم يجتمعا..

    فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة.

    وما يسرّنياليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار, حتى لو يكون حانوتي على بابالمسجد..

    ألا اني لا أقول لكم: ان الله حرّم البيع..

    ولكني أحبّ أنأكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"..!!



    أرأيتم كيفيتكلّم فيوفي القضيّة حقها, وتشرق الحكمة والصدق من خلال كلماته..؟؟

    انهيسارع قبل أن نسأله: وهل حرّم الله التجارة يا أبا الدرداء...؟؟

    يسارع فينفضعن خواطرنا هذا التساؤول, ويشير الى الهدف الأسمى الذي كان ينشده, ومن أجله تركالتجارة برغم نجاحه فيها..

    لقد كان رجلا ينشد تخصصا روحيا وتفوقا يرنو الىأقصى درجات الكمال الميسور لبني الانسان..



    لقد أراد العبادة كمعراجيرفعه الى عالم الخير الأسمى, ويشارف به الحق في جلاله, والحقيقة في مشرقها, ولوأرادها مجرّد تكاليف تؤدّى, ومحظورات تترك, لاستطاع أن يجمع بينها وبين تجارتهوأعماله...

    فكم من تجار صالحين.. وكم من صالحين تجار...



    ولقدكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تلههم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكرالله.. بل اجتهدوا في انماء تجارتهم وأموالهم ليخدموا بها قضية الاسلام, ويكفوا بهاحاجات المسلمين..

    ولكن منهج هؤلاء الأصحاب, لا يغمز منهج أبو الدرداء, كماأن منهجه لا يغمز منهجهم, فكل ميسّر لما خلق له..



    وأبو الدرداء يحسّاحساسا صادقا أنه خلق لما نذر له حياته..

    التخصص في نشدان الحقيقة بممارسةأقصى حالات التبتل وفق الايمان الذي هداه اليه ربه, ورسوله والاسلام..

    سمّوهان شئتم تصوّفا..

    ولكنه تصوّف رجل توفّر له فطنة المؤمن, وقدرة الفيلسوف, وتجربة المحارب, وفقه الصحابي, ما جعل تصوّفه حركة حيّة في ل\بناء الروح, لا مجرّدظلال صالحة لهذا البناء..!!



    أجل..

    ذلك هو أبو الدرداء, صاحبرسول الله صلى الله عليه وسلم وتلميذه..

    وذلكم هو أبو الدرداء, الحكيم, القدّيس..

    ورجل دفع الدنيا بكلتا راحتيه, وزادها بصدره..

    رجل عكف علىنفسه وصقلها وزكّاها, وحتى صارت مرآة صافية انعكس عليها من الحكمة, والصواب, والخير, ما جعل من أبي الدرداء معلما عظيما وحكيما قويما..

    سعداء, أولئكالذين يقبلون عليه, ويصغون اليه..

    ألا تعالوا نف\قترب من حكمته يا أوليالألباب..

    ولنبدأ بفلسفته تجاه الدنيا وتجاه مباهجها وزخارفها..

    انهمتأثر حتى أعماق روحه بآيات القرآن الرادعة عن:

    ( الذي جمع مالا وعدّده.. يحسب أن ماله اخلده)...

    ومتأثر حتى أعماق روحه بقول الرسول:

    " ما قلّوكفى, خير مما كثر وألهى"..

    ويقول عليه السلام:

    " تفرّغوا من همومالدنيا ما استطعتم, فانه من كانت الدنيا أكبر همّه, فرّق الله شمله, وجعل فقره بينعينيه.. ومن كانت الآخرة أكبر همّه جمع شمله, وجعل غناه في قلبه, وكان الله اليهبكل خير أسرع".

    من أجل ذلك, كان يرثي لأولئك الذين وقعوا أسرى طموح الثروةويقول:

    " اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب"..

    سئل:

    وما شتاتالقلب يا أبا الدرداء..؟؟

    فأجاب:

    أن يكون لي في كل وادمال"..!!

    وهو يدعو الناس الى امتلاك الدنيا والاستغناء عنها.. فذلك هوالامتلاك الحقيقي لها.. أما الجري وراء أطماعها التي لا تؤذن بالانتهاء, فذلك شرألوان العبودية والرّق.

    هنالك يقول:

    " من لم يكن غنيا عن الدنيا, فلادنيا له"..

    والمال عنده وسيلة للعيش القنوع تامعتدل ليس غير.

    ومن ثمفان على الناس أن يأخذوه من حلال, وأن يكسبوه في رفق واعتدال, لا في جشعوتهالك.

    فهو يقول:

    " لا تأكل الا طيّبا..

    ولا تكسب الاطيّبا..

    ولا تدخل بيتك الا طيّبا".

    ويكتب لصاحب له فيقول:

    ".. أما بعد, فلست في شيء من عرض الدنيا, والا وقد كان لغيرك قبلك.. وهو صائر لغيركبعدك.. وليس لك منه الا ما قدّمت لنفسك... فآثرها على من تجمع المال له من ولدكليكون له ارثا, فأنت انما تجمع لواحد من اثنين:

    اما ولد صالح يعمل فيه بطاعةالله, فيسعد بما شقيت به..

    واما ولد عاص, يعمل فيه بمعصية الله, فتشقى بماجمعت له,

    فثق لهم بما عند الله من رزق, وانج بنفسك"..!



    كانتالدنيا كلها في عين أبي الدرداء مجرّد عارية..

    عندما فتحت قبرص وحملت غنائمالحرب الى المدينة رأى الناس أبا الدرداء يبكي... واقتربوا دهشين يسألونه, وتولىتوجيه السؤال اليه:" جبير بن نفير":

    قال له:

    " يا أبا الدرداء, مايبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهله"..؟؟

    فأجاب أبو الدرداء في حكمةبالغة وفهم عميق:

    ويحك يا جبير..

    ما أهون الخلق على الله اذا همتركوا أمره..

    بينما هي أمة, ظاهرة, قاهرة, لها الملك, تركت أمر الله, فصارتالى ما ترى"..!

    أجل..



    وبهذا كان يعلل الانهيار السريع الذيتلحقه جيوش الاسلام بالبلاد المفتوحة, افلاس تلك البلاد من روحانية صادقة تعصمها, ودين صحيح يصلها بالله..

    ومن هنا أيضا, كان يخشى على المسلمين أياما تنحلّفيها عرى الايمان, وتضعف روابطهم بالله, وبالحق, وبالصلاح, فتنتقل العارية منأيديهم, بنفس السهولة التي انتقلت بها من قبلاليهم..!!



    **



    وكما كانت الدنيا بأسرها مجرّد عاريةفي يقينه, كذلك كانت جسرا الى حياة أبقى وأروع..

    دخل عليه أصحابه يعودونهوهو مريض, فوجدوه نائما على فراش من جلد..

    فقالوا له:" لو شئت كان لك فراشأطيب وأنعم.."

    فأجابهم وهو يشير بسبّابته, وبريق عينيه صوب الأمامالبعيد:

    " ان دارنا هناك..

    لها نجمع.. واليها نرجع..

    نظعناليها. ونعمل لها"..!!

    وهذه النظرة الى الدنيا ليست عند أبي الدرداء وجهةنظر فحسب بل ومنهج حياة كذلك..

    خطب يزيد بن معاوية ابنته الدرداء فردّه, ولميقبل خطبته, ثم خطبها واحد من فقراء المسلمين وصالحيهم, فزوّجها أبو الدرداءمنه.

    وعجب الناس لهذا التصرّف, فعلّمهم أبو الدرداء قائلا:

    " ماظنّكم بالدرداء, اذا قام على رأسها الخدم والخصيا وبهرها زخرف القصور..

    أيندينها منها يومئذ"..؟!

    هذا حكيم قويم النفس, ذكي الفؤاد..

    وهو يرفضمن الدنيا ومن متاعها كل ما يشدّ النفس اليها, ويولّه القلب بها..

    وهو بهذالا يهرب من السعادة بل اليها..

    فالسعادة الحقة عتده هي أن تمتلك الدنيا, لاأن تمتلكك أنت الدنيا..

    وكلما وقفت مطالب الناس في الحياة عند حدود القناعةوالاعتدال وكلما أدركوا حقيقة الدنيا كجسر يعبرون عليه الى دار القرار والمآلوالخلود, كلما صنعوا هذا, كان نصيبهم من السعادة الحقة أوفى وأعظم..

    وانهليقول:

    " ليس الخير أن يكثر مالك وولدك, ولكن الخير أن يعظم حلمك, ويكثرعلمك, وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى"..

    وفي خلافة عثمان رضي اللهعنه, وكان معاوية أميرا على الشام نزل أبو الدرداء على رغبة الخليفة في أن يليالقضاء..

    وهناك في الشام وقف بالمرصاد لجميع الذين أغرّتهم مباهج الدنيا, وراح يذكّر بمنهج الرسول في حياته, وزهده, وبمنهج الرعيل الأول من الشهداءوالصدّيقين..

    وكانت الشام يومئذ حاضرة تموج بالمباهج والنعيم..

    وكأنأهلها ضاقوا ذرعا بهذا الذي ينغصّ عليهم بمواعظه متاعهم ودنياهم..

    فجمعهمأبو الدرداء, وقام فيهم خطيبا:

    " يا أهل الشام..

    أنتم الاخوان فيالدين, والجيران في الدار, والأنصار على الأعداء..

    ولكن مالي أراكم لاتستحيون..؟؟

    تجمعون ما لا تأكلون..

    وتبنون ما لاتسكنون..

    وترجون ما لا تبلّغون..

    وقد كانت القرون من قبلكم يجمعون, فيوعون..

    ويؤمّلون, فيطيلون..

    ويبنون, فيوثقون..

    فأصبح جمعهمبورا..

    وأماهم غرورا..

    وبيوتهم قبورا..

    أولئك قوم عاد, ملؤاما بين عدن الى عمان أموالا وأولادا..".

    ثم ارتسمت على شفتيه بسمة عريضةساخرة, ولوّح بذراعه في الجمع الذاهل, وصاح في سخرية لا فحة:

    " من يشتري منيتركة آل عاد بدرهمين"..؟!



    رجل باهر, رائع, مضيء, حكمته مؤمنة, ومشاعره ورعة, ومنطقه سديد ورشيد..!!

    العبادة عند أبي الدرداء ليست غروراولا تأليا. انما هي التماس للخير, وتعرّض لرحمة الله, وضراعة دائمة تذكّر الانسانبضعفه. وبفضل ربه عليه:

    انه يقول:

    التمسوا الخير دهركمكله..

    وتعرّضوا لنفجات رحمة الله, فان للله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاءمن عباده..

    " وسلوا الله أن يستر عوراتكم, ويؤمّن روعاتكم"...

    كانذلك الحكيم مفتوح العينين دائما على غرور العبادة, يحذّر منه الناس.

    هذاالغرور الذي يصيب بعض الضعاف في ايمانهم حين يأخذهم الزهو بعبادتهم, فيتألّون بهاعلى الآخرين ويدلّون..

    فلنستمع له ما يقول:

    " مثقال ذرّة من برّ صاحبتقوى ويقين, أرجح وأفضل من أمثال الجبال من عبادة النغترّين"..

    ويقول أيضا:

    "لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا..

    ولا تحاسبوهم دونربهم

    عليكم أنفسكم, فان من تتبع ما يرى في الانس يطل حزنه"..!

    انه لايريد للعابد مهما يعل في العبادة شأوه أن يجرّد من نفسه ديّانا تجاهالعبد.

    عليه أن يحمد الله على توفيقه, وأن يعاون بدعائه وبنبل مشاعرهونواياه أولئك الذين لم يدركوا مثل هذا التوفيق.

    هل تعرفون حكمة أنضر وأبهىمن حكمة هذا الحكيم..؟؟

    يحدثنا صاحبه أبو قلابة فيقول:

    " مرّ أبوالدرداء يوما على رجل قد أصاب ذنبا, والناس يسبّونه, فنهاهم وقال: أرأيتم لووجدتموه في حفرة.. ألم تكونوا مخرجيه منها..؟

    قالوا بلى..

    قال: فلاتسبّوه اذن, وحمدوا الله الذي عافاكم.

    قالوا: أنبغضه..؟

    قال: انماأبغضوا عمله, فاذا تركه فهو أخي"..!!



    **



    واذاكان هذاأحد وجهي العبادة عند أبي الدرداء, فان وجهها الآخر هو العلم والمعرفة..

    انأبا الدرداء يقدّس العلم تقديسا بعيدا.. يقدّسه كحكيم, ويقدّسه كعابدفيقول:

    " لا يكون أحدكم تقيا جتى يكون عالما..

    ولن يكون بالعلمجميلا, حتى يكون به عاملا".

    أجل..

    فالعلم عنده فهم, وسلوك.. معرفة, ومنهج.. فكرة حياة..

    ولأن تقديسه هذا تقديس رجل حكيم, نراه ينادي بأن العلمكالمتعلم كلاهما سواء في الفضل, والمكانة, والمثوبة..

    ويرى أن عظمة الحياةمنوطة بالعلم الخيّر قبل أي شيء سواه..

    ها هو ذا يقول:

    " مالي أرىالعلماء كم يذهبون, وجهّالكم لا يتعلمون؟؟ ألا ان معلّم الخير والمتعلّم في الأجرسواء.. ولا خير في سائر الناس بعدهما"..

    ويقول أيضا:

    " الناسثلاثة..

    عالم..

    ومتعلم..

    والثالث همج لا خيرفيه".



    وكما رأينا من قبل, لا ينفصل العلم في حكمة أبي الدرداء رضيالله عنه عن العمل.

    يقول:

    " ان أخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لييوم القيامة على رؤوس الخلائق: يا عويمر, هل علمت؟؟

    فأقولنعم..

    فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت"..؟

    وكان يجلّ العلماءالعاملين ويوقرهم توقيرا كبيرا, بل كان يدعو ربّه ويقول:

    " اللهم اني أعوذبك أن تلعنني قلوب العلماء.."

    قيل له:

    وكيف تلعنك قلوبهم؟

    قالرضي الله عنه:

    " تكرهني"..!

    أرأيتم؟؟

    انه يرى في كراهيّةالعالم لعنة لا يطيقها.. ومن ثمّ فهو يضرع الى ربه أن يعيذهمنها..



    وتستوصي حكمة أبي الدرداء بالاخاء خيرا, وتبنى علاقة الانسانبالانسان على أساس من واقع الطبيعة الانسانية ذاتها فيقول:

    " معاتبة الأخخير لك من فقده, ومن لك بأخيك كله..؟

    أعط أخاك ولن له..

    ولا تطع فيهحاسدا, فتكون مثله.

    غدا يأتيك الموت, فيكفيك فقده..

    وكيف تبكيه بعدالموت, وفي الحياة ما كنت أديت حقه"..؟؟

    ومراقبة الله في عباده قاعدة صلبةيبني عليها أبو الدرداء حقوق الاخاء..

    يقول رضي الله عنه وأرضاه:

    " اني أبغض أن أظلم أحدا.. ولكني أبغض أكثر وأكثر, أن أظلم من لا يستعين عليّ الابالله العليّ الكبير"..!!

    يل لعظمة نفسك, واشراق روحك يا أباالدرداء..!!

    انه يحذّر الناس من خداع الوهك, حين يظنون أن المستضعفين العزّلأقرب منالا من أيديهم, ومن بأسهم..!

    ويذكّرهم أن هؤلاء في ضعفهم يملكون قوّةماحقة حين يتوسلون الى الله عز وجل بعجزهم, ويطرحون بين يديه قضيتهم, وهو أنهم علىالناس..!!

    هذا هو أبو الدرداء الحكيم..!

    هذا هو أبو الدرداء الزاهد, العابد, الأوّاب..

    هذا هو أبو الدرداء الذي كان اذا أطرى الناس تقاه, وسألوهالدعاء, أجابهم في تواضع وثيق قائلا:

    " لا أحسن السباحة.. وأخافالغرق"..!!



    **



    كل هذا, ولا تحسن السباحة يا أباالدرداء..؟؟

    ولكن أي عجب, وأنت تربية الرسول عليه الصلاة والسلام... وتلميذالقرآن.. وابن الاسلام الأوّل وصاحب أبي بكر وعمر, وبقيّةالرجال..!؟
    لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير
    اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم الاموات
    اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

  • #2
    رد: أبوالدرداء

    ما شاء الله

    ربنا يجمعنا به يارب فى الجنة هو والرسول صلى الله عليه وسلم

    تعليق

    يعمل...
    X