شذرات من مناقب
الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يعلمه دعاء التعوذ من كيد الجن
إني رأيتُ الله قد أهانَكِ
على خالد ألقي الخِمَارَ وَشمِّري
فإنَّك إن لا تَقْتُلي المرءَ خَالِداً
تَبُوئي بذَنْبٍ عاجِلٍ وتَقُصِّري([4])
([2]) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 350)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجاله ثقات".
([3]) أي ليس غيرك لها.
([4]) شرح المواهب (2: 348)، وتاريخ الطبري (3: 65)، وسير أعلام النبلاء (1: 370).
([5]) تاريخ الطبري (3: 65)، وسيرة ابن هشام (2:462-467)، وشرح المواهب للقسطلاني (2: 348).
([6]) المستدرك (3: 299)، الاستيعاب (2: 111)، والإصابة (3: 72)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، ونسبه الطبراني ولأبي يعلى، وقال: "رجالهما رجال الصحيح".
([7]) سير أعلام النبلاء (1: 371).
([8]) مسند أحمد (1: 8)، ومستدرك الحاكم (3: 298)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 348)، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات".
([9]) طبقات ابن سعد (7: 120).
([10]) سير أعلام النبلاء (1: 372).
([11]) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4: 90)، ورجال إسناده ثقات.
([12]) مسند أحمد (4: 90)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 348-349)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة".
([13]) رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب "مناقب خالد بن الوليد".
([14]) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7: 120)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
([15]) رواه الترمذي في جامعه (5: 688) باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقال:
قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق.
([16]) أخرجه الحاكم (3: 299)، وابن عبد البر في الاستيعاب (2: 111)، وابن حجر في الإصابة (3: 72).
([17]) سير أعلام النبلاء (1: 375).
([18]) رواه البخاري في المغازي – باب "غزوة مؤتة".
([19]) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
([20]) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
([21]) مجمع الزوائد (9: 350).
([22]) الإصابة (3: 73).
([23]) الإصابة (3: 74).
([24]) المستدرك (3: 297)، والاستيعاب (3: 169).
([25]) فتح الباري (6: 16).
([26]) فتح الباري (7: 512) في كتاب المغازي.
([27]) فتح الباري (3: 311) و(6: 99) (تعليقاُ)، وصحيح مسلم، كتاب الزكاة، حديث (111)، ص(2: 677) طبعة عبد الباقي.
([28]) جزء من حديث أخرجه البخاري فتح الباري (8: 6) في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الراية يوم الفتح؟.
([29]) فتح الباري (8: 57)، باب بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كتاب المغازي، وقال الخطابي: "أنكر على خالد العجلة وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم: صبأنا.
([30]) فتح الباري (8: 65) من كتاب المغازي، وكان ذلك قبل حجة الوداع.
([31]) رواه البخاري. فتح الباري (9: 534، 542، 663) ومسلم في الصيد، ح(44)، ص(3: 1543).
سيف الله وفارس الإسلام
أبي سليمان
خالد بن الوليد
- رضي الله عنه -
لشيخ الإسلام ابن تيمية
1 - هشام بن حسان: عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية: أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله: إن كائداً من الجن يكيدني، قال: "قُلْ: أعوذُ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوِزهنَّ برٌّ ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر ما يعرُج في السماء وما ينـزل منها، ومن شرِّ كل طارق إلا طارقاً يطرق، بخير يا رحمن" ففعلتُ فأذهبه الله عني([1]).
لم يعدل به رسول الله أحداً2 - وعن حيان بن أبي جبلة، عن عمرو بن العاص، قال: ما عدل بي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبخالد أحداً في حربه منذ أسلمنا([2]).
تحطيمه أصنام الجاهلية
3 - يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث أن خالد بن الوليد أتى على اللات والعُزَّى فقال:
يا عُزُّ كُفرانَكِ لا سُبْحَانَكِإني رأيتُ الله قد أهانَكِ
4 - وروى زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي أن خالداً قال مثله.
قال قتادة: مشى خالد إلى العُزَّى، فكسر أنفها بالفأس.
5 - وروى سفيان بن حسين، عن قتادة أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعث خالداً إلى العُزَّى، وكانت لهوازن، وسدنتُها بنو سُلَيْم، فقال: انطلق، فإنه يخرج عليك امرأةٌ شديدةُ السواد طويلةُ الشعر، عظيمة الثديين، قصيرةٌ. فقالوا يُحرضونها:
يا عُزَّ شُدِّي شدةً لا سواكِها([3])على خالد ألقي الخِمَارَ وَشمِّري
فإنَّك إن لا تَقْتُلي المرءَ خَالِداً
تَبُوئي بذَنْبٍ عاجِلٍ وتَقُصِّري([4])
فشدّ عليها خالد، فقتلها، وقال: ذهبت العُزَّى فلا عُزى بعد اليوم([5]).
احتفاظه بأثر من شعر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قلنسوته فلم يدخل حرباً إلا انتصر
6 - الواقدي: حدثنا يوسف بن يعقوب بن عتبة، عن عثمان الأخنسي، عن عبد الملك بن أبي بكر، قال: بعث النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم خالداً إلى الحارث بن كعب أميراً وداعياً، وخرج مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، في حجَّة الوداع، فلما حلق رأسَه، أعطاه ناصيتَه، فعملت في مقدمة قلنسوة خالد، فكان لا يلقَى عدواً إلا هزمه([6]).
امتلاء جسده بآثار الحروب
7 - وأخبرني من غسله بحمص، ونظر إلى ما تحتَ ثيابه قال: ما فيه مُصحّ ما بينَ ضربةٍ بسيف، أو طعنةٍ برُمح، أو رميةٍ بسهم([7]).
قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم فيه أنه سيف من سيوف الله
الوليد بن مسلم: حدثنا وحشي بنُ حرب، عن أبيه، عن جده وحشي: أن أبا بكر عقد لخالد على قتال أهل الردَّة وقال: إني سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، يقول: "خالدٌ بن الوليد سيفٌ من سيوفِ الله سلَّه الله على الكفار والمنافقين".
رواه أحمد في "مسنده"([8]).
بَعَثَه أبو بكر لقتال المرتدين
8 - هشام بن عروة: عن أبيه قال: كان في بني سليم ردَّة، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد فجمع رجالاً منهم في الحظائر، ثم أحرقهم، فقال عمر لأبي بكر: أتدع رجلاً يعذِّب بعذاب الله؟ قال: والله لا أشِيمُ سيفاً سلَّه الله على عدوه، ثم أمره، فمضى إلى مسيلمة([9]).
9 - ضَمرة بن ربيعة: أخبرني السَّيباني، عن أبي العَجماء، وإنما هو أبو العَجفاء السلمي، قال: قيل لعمر: لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم ولَّيتُه ثم قدمت على ربي، فقال لي: لم استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: "لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة" ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته فقدمت على ربي لقلتُ: سمعت عبدك وخليلك يقول: "خالد سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين"([10]).
10 - أحمد في "المسند": حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة عن عبد الملك بن عُمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالداً، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "خالدٌ سيف من سيوف الله، نعم فتى العشيرة"([11]).
خالد سيف من سيوف الله وإنقاذه الجيش في مؤتة([12])
11 - حميد بن هلال: عن أنس: نعى النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أمراءَ يوم مؤتة فقال: "أصيبوا جميعاً ثم أخذ الراية بعد سيفٌ من سيوف الله خالد، وجعل يحدِّث الناس وعيناه تذرفان"([13]).
12 - إسماعيل بن أبي خالد: عن قيس، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّما خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ الله صَبَّهُ على الكُفَّارِ"([14]).
13 - عن زيدِ بنِ أسلَمَ عن أبي هريرة قال: نَزَلْنَا مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مَنْزِلاً، فَجَعَلَ الناسُ يَمُرُّونَ، فيقولُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقولُ: فُلانٌ، فيقولُ: نِعْمَ عبدُ الله هذا ويقولُ من هذا؟ فأقولُ فُلانٌ، فيقولُ: بِئْسَ عبدُ اللهِ هذا، حتى مَرَّ خالِدُ بنُ الوليدِ، فقالَ: مَنْ هذا؟ فقُلْتُ: هذا خالِدُ بنُ الوليدِ، فقال: نِعْمَ عبدُ الله خالِدُ بنُ الوليدِ، سيفٌ من سُيُوفِ الله([15]).
تبركه بشعر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
14 - هُشيم: حدثنا عبد الحميد بنُ جعفر، عن أبيه، أن خالدَ بن الوليد فقد قلنسوةً له يومَ اليرموك، فقال: اطلبُوها، فلم يجدوها. ثم وُجِدَتْ فإذا قلنسوة خلقة. فقال خالد: اعتمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فحلق رأسه، فابتدر الناسُ شعرَه، فسبقتُهم إلى ناصيته، فجعلتُها في هذه القلنسُوة، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رُزقتُ النصر([16]).
15 - ابن وهب: عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث: أخبرني الثقة أن الناس يوم حلق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ابتدروا شعره، فبدرهم خالد إلى ناصيته، فجعلها في قَلَنْسُوَتِه([17]).
حبه الجهاد في سبيل الله
16 - ابن أبي خالد: عن قيس، سمعت خالداً يقول: لقد رأيتُني يومَ مؤتة اندق في يدي تسعةُ أسياف، فصبرت في يدي صفيحة يمانية([18]).
17 - ابن عُيينة: عن ابن أبي خالد، عن مولى لآل خالد بن الوليد، أن خالداً قال: ما مِنْ ليلةٍ يُهدى إليَّ فيه عروسٌ أنا لها مُحِبّ أحبُّ إليَّ مِن ليلة شديدةِ البرد، كثيرة الجليد في سريَّةٍ أصبِّحُ فيها العَدُوَّ([19]).
من كراماته رضي الله عنه
18 - قال قيس بن أبي حازم: سمعتُ خالداً يقول: منعني الجهادُ كثيراً من القراءة ورأيته أتي بِسُمٍّ. فقالوا: ما هذا؟ قالوا: سُمّ، قال: باسم الله وشربه. قلت: هذه والله الكرامة، وهذه الشجاعة([20]).
19 - يونس بن أبي إسحاق: عن أبي السفر قال: نزل خالدٌ بن الوليد الحيرة على أم بني المرازبة، فقالوا: احذر السُّمّ لا تسقك الأعاجم، فقال: ائتوني به، فأتي به، فاقتحمه وقال: باسم الله، فلم يَضُرَّه([21]).
20 - أبو بكر بن عياش: عن الأعمش، عن خيثمة، قال أتي خالد بن الوليد برجل معه زقُّ خمر، فقال: اللهم اجعله عسلاً، فصار عسلاً([22]).
21 - روى عاصم بن بهدلة: عن أبي وائل أظن قال: لما حضرت خالداً الوفاةُ، قال: لقد طلبتُ القتل مظانَّةُ فلم يُقَدَّر لي إلا أن أموت على فراشي. وما مِن عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نُغيرَ على الكفار، ثم قال: إذا متُّ، فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله، فلما تُوفي، خرج عمر على جنازته، فذكر قوله: ما على آل الوليد أن يَسْفَحْنَ على خالد مِن دُمُوعهن ما لم يكن نَقْعاً أو لَقْلَقَةً([23]).
22 - الأعمش: عن أبي وائل قال: اجتمع نِسوةُ بني المغيرة في دار خالد يَبْكينه، فقال عمر: ما عليهن أن يُرِقْنَ مِن دُموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة([24]).
أخذه الراية يوم مؤتة ففتح الله عليه
23 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "أخذ الرّايةَ زيدٌ فأصيبَ، ثم أخذها جعفرَ فأصيبَ، ثم أخذها عبد الله ابنُ رَواحةَ فأصيبَ ثم أخذها خالدُ بنُ الوليدِ من غيرِ إمْرةٍ ففُتِحَ له"([25]).
24 - عن أنسٍ رضي الله عنه "أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نعى زيداً وجعفراً وابنَ رَواحةَ للناس قبلَ أن يأتيهم خبرُهم فقال: أخذ الرايةَ زيدٌ فأصيب ثم أخذَ جعفرٌ فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب – وعيناهُ تَذرِفانِ – حتى أخذ الرايةَ سيفٌ من سيوف الله حتى فتحَ الله عليهم"([26]).
احتباسه أدرعه واعتده في سبيل الله
وشهادة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بذلك
25 - عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عمر على الصدقةِ. فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله أما خالد فإنكم تظلمون خالداً. قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله. وأما العباس فهي عليَّ. ومثلها معها". ثم قال: "يا عمر! أما شعرت أنَّ عمَّ الرجل صِنوُ أبيه؟"([27]).
أمره الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أن يدخل من أعلى مكة يوم الفتح
26 - قال عروة بن الزبير: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم، قال: "سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، هاهنا أمرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن تركز الراية، قال: وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة، من كداء، ودخل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من كُدا، فقيل من خيل خالد بن الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان: حُبيشُ بن الأشعر، وكرزُ بن جابر القهريِّ"([28]).
بَعَثَهُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى بني جذيمة
27 - عن الزّهري عن سالم عن أبيه قال: "بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى افسلام فلم يُحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صَبأنا، صبأنا. فجعل خالد يَقتُلُ منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يومٌ أمرَ خالد أن يقتل كلّ رجلٍ منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجلٌ من أصحابي أسيره. حتى قدمنا على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فذكرناه، فرفع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين"([29]).
وبعثه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اليمن
28 - عن البرء رضي الله عنه، قال: "بَعَثَنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مع خالد بن الوليد إلى اليمن، ثم بعث عليّاً بعد ذلك مكانه فقال: مُرْ أصحاب خالدٍ من شاءَ منهم أن يعقِّب معك فليُعقِّبْ، ومن شاء فليُقْبِل، فكنت فيمن عَقَّبَ معه، قال: فغنمت أواقي ذواتِ عدد"([30]).
وكان خالد يدخل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيته
وفيه ميمونة أم المؤمنين وهي خالته
ويأكل في بيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
29 - عن الزهري، قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن ابن عباس أخبره أن خالد بن الوليد – الذي يقال له سيف الله – أخبره أنه دخل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على ميمونة – وهي خالة ابن عباس – فوجد عنها ضبّاً محنوذاً قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان قلّما يُقَدِّمُ يده لطعام حتى يُحَدِّثَ به ويُسمّى له، فأهوى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرنَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما قدَّمتن له، هو الضّبّ يا رسول الله، فرفع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يده عن الضّبِّ، فقال خالد بن الوليد: أحرام الضّبّ يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه. قال خالد: فاجتززته فأكلته، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينظر إليّ"([31]).
([1]) مسند أحمد (3: 419)، وسير أعلام النبلاء (1: 368).([2]) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 350)، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجاله ثقات".
([3]) أي ليس غيرك لها.
([4]) شرح المواهب (2: 348)، وتاريخ الطبري (3: 65)، وسير أعلام النبلاء (1: 370).
([5]) تاريخ الطبري (3: 65)، وسيرة ابن هشام (2:462-467)، وشرح المواهب للقسطلاني (2: 348).
([6]) المستدرك (3: 299)، الاستيعاب (2: 111)، والإصابة (3: 72)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، ونسبه الطبراني ولأبي يعلى، وقال: "رجالهما رجال الصحيح".
([7]) سير أعلام النبلاء (1: 371).
([8]) مسند أحمد (1: 8)، ومستدرك الحاكم (3: 298)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 348)، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات".
([9]) طبقات ابن سعد (7: 120).
([10]) سير أعلام النبلاء (1: 372).
([11]) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4: 90)، ورجال إسناده ثقات.
([12]) مسند أحمد (4: 90)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 348-349)، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة".
([13]) رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب "مناقب خالد بن الوليد".
([14]) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7: 120)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 349)، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
([15]) رواه الترمذي في جامعه (5: 688) باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقال:
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
ولا نعرِفُ لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو عندي حديث مُرسَلٌ.قال: وفي الباب عن أبي بكر الصديق.
([16]) أخرجه الحاكم (3: 299)، وابن عبد البر في الاستيعاب (2: 111)، وابن حجر في الإصابة (3: 72).
([17]) سير أعلام النبلاء (1: 375).
([18]) رواه البخاري في المغازي – باب "غزوة مؤتة".
([19]) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، وقال: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
([20]) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9: 350)، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
([21]) مجمع الزوائد (9: 350).
([22]) الإصابة (3: 73).
([23]) الإصابة (3: 74).
([24]) المستدرك (3: 297)، والاستيعاب (3: 169).
([25]) فتح الباري (6: 16).
([26]) فتح الباري (7: 512) في كتاب المغازي.
([27]) فتح الباري (3: 311) و(6: 99) (تعليقاُ)، وصحيح مسلم، كتاب الزكاة، حديث (111)، ص(2: 677) طبعة عبد الباقي.
([28]) جزء من حديث أخرجه البخاري فتح الباري (8: 6) في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الراية يوم الفتح؟.
([29]) فتح الباري (8: 57)، باب بعث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كتاب المغازي، وقال الخطابي: "أنكر على خالد العجلة وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم: صبأنا.
([30]) فتح الباري (8: 65) من كتاب المغازي، وكان ذلك قبل حجة الوداع.
([31]) رواه البخاري. فتح الباري (9: 534، 542، 663) ومسلم في الصيد، ح(44)، ص(3: 1543).
تعليق