إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

    فضائل أم المؤمنين
    خديجة
    رضي الله عنها
    فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها



    هي أول من أسلم من خلق الله تعالى بإجماع المسلمين ، لم يتقدمها رجل و لا امرأة .
    بل هي كانت المثبتة و المعينة و المصدقة للنبي صلى الله عليه وسلمعند نزول الوحي أول مرة ، و مواقفها في ذلك تدل على حسن عشرتها و جميل عباراتها و وفور عقلها .

    عن ابن عباس قال :كان علي أول من أسلم بعد خديجة .[1]

    حديث بداية الوحي ودورها العظيم في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم
    حديث بداية الوحي ودورها في تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم
    {روى البخاري و غيره عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ
    (( أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْوَحْيِ[2] الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ الصَّادِقَة[3] فِي النَّوْمِ[4] فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ[5] ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ[6] وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ[7]اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ[8] قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ[9] ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءه الْحَقُّ[10] ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءه الْمَلَكُ[11] .
    فَقَالَ : اقْرَأْ
    قَالَ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ[12] ، قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ[13] ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي .
    فَقَالَ : اقْرَأْ .
    قُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّيالْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي .
    فَقَالَ : اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي .
    فَقَالَ : (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ))[14].
    فَرَجَعَ بِهَا[15]رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .
    فَقَالَ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ[16] ، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ[17] .
    فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ : لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي[18].
    فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : كَلا وَاللَّهِ[19]مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ [20]
    فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الإنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ .
    فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ .
    فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى ؟
    فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمخَبَرَ مَا رَأَى .
    فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ[21]، الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ .
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ .
    قَالَ : نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ ))[22] .

    {وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأنْصَارِيَّ قَالَ :
    وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ :
    (( بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي .
    فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ ))[23]
    من الفوائد

    e يعجز القلم عن جمع أوصاف الخير لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها .
    فأحاديث الوحي تدل على قوة قلبها ، ورجاحة عقلها ، ووفرة ذكائها ، ويكفي أنها كانت ملجأ للنبي صلى الله عليه وسلم عند فزعه ، والإنسان لا يلجأ في الشدائد إلا لمن يثق فيه ويحبه ، وهذه أكبر شهادة لها بالفضل رضي الله عنها .
    e ورقة بن نوفل من أهل الجنة
    عن عائشة رضي الله عنها قالت :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا ورقة بن نوفل فإني رأيت له جنة أو جنتين )).[24]

    eومن الأشياء التي تدل على ذكاء أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، وقوة عقلها ، ما ذكره ابن هشام في سيرته ، عند تحققها من صحة الوحي :
    (( قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : أنه حُدث عن خديجة رضي الله عنها .
    أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم .
    قالت : فإذا جاءك فأخبرني به .
    فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم كما كان يصنع .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة : هذا جبريل قد جاءني .
    قالت : قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى .
    قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها .
    قالت : هل تراه ؟
    قال : نعم .
    قالت : فتحول فاجلس على فخذي اليمنى .
    قال : فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى .
    فقالت : هل تراه .
    قال : نعم .
    قالت : فتحول فاجلس في حجري .
    فقالت : هل تراه ؟
    قال : نعم .
    قال : فتحسرت وألقت خمارها ، ورسول الله جالس في حجرها ، ثم قالت له : هل تراه ؟
    قال : لا .
    قالت: يابن عم اثبت وأبشر ، فوالله إنه لملك ، وما هذا بشيطان .
    قال ابن إسحاق : وقد حدثت عبدالله بن حسن[25] هذا الحديث ، فقال : قد سمعتُ أمي فاطمة بنت حسين ، تُحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول : أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل صلى الله عليه وسلم ،فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا لملكٌ ، وما هو بشيطان))[26].
    ومن فضائلها
    أول من آمنت وأول من صلت

    خديجة رضي الله عنها أول من أمنت بالنبيصلى الله عليه وسلم و أسلمت لله تعالى ، وأول من صلت ، ولم يكن على وجه هذه الأرض في ذلك الزمان مسلمة غيرها رضي الله عنها ، فأي شرف و أي فضل يفوق ذلك .

    .روى أحمد عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
    (( كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا ، فَوَاللَّهِ إِنَّنِي لَعِنْدَهُ بِمِنًى ، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ يَعْنِي ، قَامَ يُصَلِّي ، قَالَ ثُمَّ خَرَجَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي ، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ ، فَقَامَ مَعَهُ يُصَلِّي قَالَ : فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ مَنْ هَذَا يَا عَبَّاسُ ؟
    قَالَ : هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي .
    قَالَ فَقُلْتُ : مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ ؟
    قَالَ : هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ .
    قَالَ قُلْتُ : مَنْ هَذَا الْفَتَى ؟
    قَالَ : هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ .
    قَالَ فَقُلْتُ : فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ ؟
    قَالَ : يُصَلِّي وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى ، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ .
    قَالَ : فَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ يَقُولُ وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ : لَوْ كَانَ اللَّهُ رَزَقَنِي الإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ))[27]

    .وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
    (( أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ ))[28]

    .وعن رافع قال :
    (( صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين ، وصلت خديجة آخر يوم الأثنين ))[29]
    &&&&&
    ومن فضائلها
    قوة خديجة رضي الله عنها وصبرها وتحملها للأذى في سبيل الله تعالى
    قوة خديجة عليها السلام وصبرها على تحمل الأذى في سبيل الله:
    ~كانت رضي الله عنها أول من وقفت إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته بنفسها ومالها رضي الله عنها ، وثبتت معه على الأمر ، تشد من عزيمته و تصبره و تتحمل معه أنواع البلاء والأذى والكرب الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل دعوته ، فكانت كالجبل الأشم في الثبات .

    ~ رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو يحارب و يضطهد و رأت شهداء الإسلام و كيف كانوا يعذبون ، ورأتهم و هم يعانون سكرات الموت تحت أيدي الطواغيت ، وودعت فلذة كبدها و هي تخرج مطاردة فارة بدينها مع زوجها عثمان إلى الحبشة .
    ~وعاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحصار الرهيب المرير الجائر في شعب أبي طالب ، فذاقت من الجوع والحرمان والقطيعة الشيء الكثير في سبيل نصرة دين الله تعالى ، ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم فلها أجرها وأجر من اتبعها في الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم إذ كانت هي أول من سن هذه السنة الحسنة .

    ~ لذلك كانت خديجة عليها السلام قد استحوذت على حب النبي صلى الله عليه وسلم وظل الوفاء والحب لها من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بعد موتها كما سيأتي ، هذا مع ما أكرمها الله تعالى به من الكرامة العظمى

    ~قال ابن كثير :
    (( قال ابن إسحاق : وآمنت خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، وآزرته على أمره وكانت أول من آمن بالله و رسوله ، وصدقت بما جاء منه ، فخفف الله بذلك عن رسوله .
    لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه ، وتكذيب له فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته و تخفف عنه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس حتى ماتت ، رضي الله عنها وأرضاها)).[30]

    ~قال ابن كثير :
    (( وقال ابن إسحاق :عن حصارهم في الشعب فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا ، ولم يصل إليهم شئ إلا سرًا مستخفيًا به من أراد صلتهم من قريش ، وقد كان أبوجهل بن هشام - فيما يذكرون - لقي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد و هي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب فتعلق به و قال أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ و الله لا تذهب أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة ، فجاءه أبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد . فقال : مالك و له . فقال : يحمل الطعام إلى بني هاشم فقال له أبو البختري طعام كان لعمته عنده بعثت به إليه فيه أتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خل سبيل الرجل .
    قال : فأبي أبوجهل لعنه الله حتى نال أحدهما من صاحبه فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه فشجه و وطئه وطئا شديداً، وحمزة بن عبد المطلب قريب يري ذلك وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشمتون بهم و رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلا و نهاراً و سراً وجهاراً مناديا بأمر الله تعالى لا يتقي فيه أحداً من الناس)).[31]

    0 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نصرتها وتأييدها له ، ومواساتها له بمالها .
    0 عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
    (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمإِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، قَالَتْ : فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :((مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ ))[32]
    &&&&&

    فائدة :
    ((حكيم بن حزام ابن خويلد بن أسد رضي الله عنه ، عمته خديجة بنت خويلد ، ولدته أمه في جوف الكعبة قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ، وذلك أنها دخلت تزور فضربها الطلق وهي في الكعبة فوضعته على نطع ، وكان شديد المحبة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ولما كان بنو هاشم وبنو المطلب في الشعب لا يبايعون ولا يناكحون ، كان حكيم يقبل بالعير يقدم من الشام فيشتريها بكمالها .
    ثم يذهب بها فيضرب أدبارها حتى يلج الشعب يحمل الطعام والكسوة تكرمة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولعمته خديجة بنت خويلد. وهو الذي اشتري زيد بن حارثه ، فابتاعته منه عمته خديجة فوهبته لرسول اللَّه فأعتقه ، وهو الذي اشتري حلة ذي يزن فأهداها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلبسها ، قال : فما رأيت شيئا أحسن منه فيها ؛ ومع هذا ما أسلم إلا يوم الفتح هو وأولاده كلهم .
    قال البخاري وغيره : عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة ، وكان من سادات قريش وكرمائهم وأعلمهم بالنسب ، وكان كثير الصدقة والبر والعتاقة ، فلما أسلم سأل عن ذلك رسول اللَّه فقال : « أسلمت على ما أسلفت من خير » .وقد كان حكيم شهد مع المشركين بدراً ، وتقدم إلى الحوض فكاد حمزة أن يقتله ، فما سحب إلا سحبًا بين يديه ، فلهذا كان إذا اجتهد في اليمين يقول : لا والذي نجاني يوم بدر .
    ولما ركب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة ومعه الجنود بمر الظهران خرج حكيم وأبو سفيان يتجسسان الأخبار، فلقيهما العباس، فأخذ أبا سفيان فأجاره و أخذ له أمانا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأسلم أبو سفيان ليلتئذ كرهًا ، ومن صبيحة ذلك اليوم أسلم حكيم و شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حنينًا، وأعطاه مائه من الإبل ثم سأله فأعطاه ، ثم سأله فأعطاه ، ثم قال :
    « يا حكيم إن هذه المال حلوة خضرة ، وإنه من أخذه بسخاوة بورك له فيه ، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل و لا يشبع » .
    فقال حكيم : و الذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أبدا ، فلم يرزأ أحداً بعده .
    وكان أبو بكر يعرض عليه العطاء فيأبى ، وكان عمر يعرض عليه العطاء فيأبى فيشهد عليه المسلمين ، و مع هذا كان من أغنى الناس ، مات الزبير يوم مات ولحكيم عليه مائة ألف .
    وقد كان بيده حين أسلم الرفادة ودار الندوة فباعها بعد من معاوية بمائة ألف ، وفي رواية بأربعين ألف دينار ، فقال له ابن الزبير : بعت مكرمة قريش ؟ فقال له حكيم : ابن أخي ذهبت المكارم فلا كرم إلا التقوى ، يا ابن أخي إني اشتريتها في الجاهلية بزق خمر، ولأشترين بها دارًا في الجنة أشهدك أني قد جعلتها في سبيل اللَّه ، وهذه الدار كانت لقريش بمنزلة دار العدل ، وكان لا يدخلها أحد إلا و قد صار سنه أربعين سنة ، إلا حكيم بن حزام ، فإنه دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة ، ذكره الزبيربن بكار .
    وذكر الزبير : أن حكيما حج عاما فأهدى مائة بدنة مجللة ، وألف شاة ، وأوقف معه بعرفات مائة وصيف في أعناقهم أطوقة الفضة ، وقد نقش فيها : هؤلاء عتقاء اللَّه عن حكيم بن حزام فأعتقهم وأهدي جميع تلك الأنعام رضي اللَّه عنه .
    توفي حكيم و له مائة و عشرون سنة. رضي الله عنه))[33] .

    ومن فضائلها كمال السيدة خديجة رضي الله عنها
    عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ))[34]
    قال الحافظ : وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الزِّيَادَة بَعْد قَوْله : وَمَرْيَم اِبْنَة عِمْرَان " وَخَدِيجَة بِنْت خُوَيْلِد وَفَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد " أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ يُوسُف بْن يَعْقُوب الْقَاضِي عَنْ عَمْرو بْن مَرْزُوق عَنْ شُعْبَة بِالسَّنَدِ الْمَذْكُور هُنَا , وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي " الْحِلْيَة " فِي تَرْجَمَة عَمْرو بْن مُرَّة أَحَد رُوَاته عِنْد الطَّبَرَانِيِّ بِهَذَا الإِسْنَاد , وَأَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن مَرْزُوق بِهِ , وَقَدْ وَرَدَ مِنْ طَرِيق صَحِيح مَا يَقْتَضِي أَفْضَلِيَّة خَدِيجَة وَفَاطِمَة عَلَى غَيْرهمَا وَذَلِكَ فِيمَا سَيَأْتِي فِي قِصَّة مَرْيَم مِنْ حَدِيث عَلِيّ بِلَفْظِ " خَيْر نِسَائِهَا خَدِيجَة " وَجَاءَ فِي طَرِيق أُخْرَى مَا يَقْتَضِي أَفْضَلِيَّة خَدِيجَة وَفَاطِمَة وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّانَ وَأَحْمَد وَأَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ فِي " كِتَاب الزُّهْد " وَالْحَاكِم كُلّهمْ مِنْ طَرِيق مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ كُرَيْب عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم " أَفْضَل نِسَاء أَهْل الْجَنَّة خَدِيجَة بِنْت خُوَيْلِد وَفَاطِمَة بِنْت مُحَمَّد وَمَرْيَم بِنْت عِمْرَان وَآسِيَة اِمْرَأَة فِرْعَوْن " وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي " الأَوْسَط لِلطَّبَرَانِيّ " وَلأَحْمَد فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد رَفَعَهُ " فَاطِمَة سَيِّدَة نِسَاء أَهْل الْجَنَّة إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَم بِنْت عِمْرَان " وَإِسْنَاده حَسَن ا.هـ .

    &&&&&
















    [1] ذخائر العقبى ص111

    [2] . أَيْ : مِنْ أَقْسَام الْوَحْي

    [3] وَهِيَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا ضِغْث , وَبُدِئَ بِذَلِكَ لِيَكُونَ تَمْهِيدًا وَتَوْطِئَة لِلْيَقَظَةِ , ثُمَّ مَهَّدَ لَهُ فِي الْيَقَظَة أَيْضًا رُؤْيَة الضَّوْء وَسَمَاع الصَّوْت وَسَلام الْحَجَر

    [4] لِزِيَادَةِ الإِيضَاح , أَوْ لِيُخْرِج رُؤْيَا الْعَيْن فِي الْيَقَظَة لِجَوَازِ إِطْلاقهَا مَجَازًا

    [5] أَيْ : مُشْبِهَة ضِيَاء الصُّبْح , أَوْ: جَاءَتْ مَجِيئًا مِثْل فَلَق الصُّبْح . وَالْمُرَاد بِفَلَقِ الصُّبْح ضِيَاؤُهُ . وَخُصَّ بِالتَّشْبِيهِ لِظُهُورِهِ الْوَاضِح الَّذِي لا شَكَّ فِيهِ

    [6] أي الخلوة و قَوْله : ( حُبِّبَ ) لَمْ يُسَمَّ فَاعِله لِعَدَمِ تَحَقُّق الْبَاعِث عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كُلّ مَنْ عِنْد اللَّه , أَوْ لِيُنَبِّه عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَاعِث الْبَشَر,أَوْ يَكُون ذَلِكَ مِنْ وَحْي الإِلْهَام


    [7] (فَيَتَحَنَّث)هِيَ بِمَعْنَى يَتَحَنَّف أَيْ يَتَّبِع الْحَنِفِيَّة وَهِيَ دِين إِبْرَاهِيم وَالْفَاء تُبْدَل ثَاء فِي كَثِير مِنْ كَلامهمْ،وَقَدْ وَقَعَ عند اِبْن هِشَام فِي السِّيرَة "يَتَحَنَّف " بِالْفَاءِ أَوْ التَّحَنُّث إِلْقَاء الْحِنْث وَهُوَ الإثْم،كَمَا قِيلَ يَتَأَثَّم وَيَتَحَرَّج وَنَحْوهمَا،قَوْله(وَهُوَ التَّعَبُّد)هَذَا مُدْرَج فِي الْخَبَر وَهُوَ مِنْ تَفْسِيرالزُّهْرِيّ

    [8] و هي من شهر رمضان

    [9] ما يحتاجه من الطعام و غيره

    [10] الأمْر الْحَقّ وَسُمِّيَ حَقًّا لأنَّهُ وَحْي مِنْ اللَّه تَعَالَى

    [11] وهو جبريل عليه السلام

    [12] مَا " نَافِيَة أَيْ : مَا أُحْسِنُ الْقِرَاءة

    [13] كَأَنَّهُ أَرَادَ ضَمَّنِي وَعَصَرَنِي , وَالْغَطّ حَبْس النَّفَس , وَمِنْهُ غَطَّهُ فِي الْمَاء , أَوْ أَرَادَ غَمَّنِي وَمِنْهُ الْخَنْق . ولأبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده بِسَنَدٍ حَسَن : فَأَخَذَ بِحَلْقِي

    [14] قال الحافظ:فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ثَلاثًا قِيلَ لَهُ (اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبّك) أَيْ:لا تَقْرَؤُهُ بِقُوَّتِك وَلا بِمَعْرِفَتِك لَكِنْ بِحَوْلِ رَبّك وَإِعَانَته فَهُوَ يُعَلِّمك كَمَا خَلَقَك وَكَمَا نَزَعَ عَنْك عَلَق الدَّم وَغَمْز الشَّيْطَان فِي الصِّغَر وَعَلَّمَ أُمَّتك حَتَّى صَارَتْ تَكْتُب بِالْقَلَمِ بَعْد أَنْ كَانَتْ أُمِّيَّة /ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيّ

    [15] أَيْ بِالآيَاتِ أَوْ بِالْقِصَّةِ

    [16] أَيْ : لَفُّوهُ

    [17] الْفَزَع

    [18] قَوْله:(لَقَدْ خَشِيت عَلَى نَفْسِي)دَلَّ هَذَا مَعَ قَوْله " يَرْجُف فُؤَاده"عَلَى اِنْفِعَال حَصَلَ لَهُ مِنْ مَجِيء الْمَلَك،وَمِنْ ثَمَّ قَالَ"زَمِّلُونِي" وَالْخَشْيَة الْمَذْكُورَة اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء وَأَوْلَى هَذِهِ الأقْوَال بِالصَّوَابِ وَأَسْلَمهَا مِنْ الارْتِيَاب:الْمَوْت مِنْ شِدَّة الرُّعْب أو الْمَرَض أودَوَام الْمَرَض.

    [19] مَعْنَاهَا النَّفْي وَالإِبْعَاد

    [20] ثُمَّ اِسْتَدَلَّتْ عَلَى مَا أَقْسَمَتْ عَلَيْهِ مِنْ نَفْي ذَلِكَ أَبَدًا بِأَمْرٍ اِسْتِقْرَائِيّ وَصَفَتْهُ بِأُصُولِ مَكَارِم الأخْلاق لأنَّ الإحْسَان إِمَّا إِلَى الأقَارِب أَوْ إِلَى الأجَانِب ، وَإِمَّا بِالْبَدَنِ أَوْ بِالْمَالِ ، وَإِمَّا عَلَى مَنْ يَسْتَقِلّ بِأَمْرِهِ أَوْ مَنْ لا يَسْتَقِلّ ، وَذَلِكَ كُلّه مَجْمُوع فِيمَا وَصَفَتْهُ بِهِ .
    وَالْكَلّ :هُوَ مَنْ لا يَسْتَقِلّ بِأَمْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى ( وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ ) .
    وتَكْسِب الْمَعْدُوم : وَالْكَسْب هُوَ الاسْتِفَادَة ، وتُكسب بضم أوله ، المعنى كَأَنَّهَا قَالَتْ :
    إِذَا رَغِبَ غَيْرك أَنْ يَسْتَفِيد مَالاً مَوْجُودًا رَغِبْت أَنْتَ أَنْ تَسْتَفِيد رَجُلاً عَاجِزًا فَتُعَاوِنَه . وقيل: مَعْنَاهُ مَا يَعْدَمهُ غَيْره وَيَعْجِز عَنْهُ يُصِيبهُ هُوَ وَيَكْسِبهُ . قَالَ أَعْرَابِيّ يَمْدَح إِنْسَانًا : كَانَ أَكْسَبَهُمْ لِمَعْدُومٍ , وَأَعْطَاهُمْ لِمَحْرُومٍ وَتَكْسِب " بِفَتْحِ أَوَّله , وَهَذِهِ الرِّوَايَة أَصَحّ . وَهَذِهِ الرَّاجِحَة وَمَعْنَاهَا تُعْطِي النَّاس مَا لا يَجِدُونَهُ عِنْد غَيْرك ومَعَ إِفَادَته لِلْمَالِ يَجُود بِهِ فِي الْوُجُوه الَّتِي ذُكِرَتْ فِي الْمَكْرُمَات .
    وَقَوْلهَا " وَتُعِين عَلَى نَوَائِب الْحَقّ " هِيَ كَلِمَة جَامِعَة لأَفْرَادِ مَا تَقَدَّمَ وَلِمَا لَمْ يَتَقَدَّم وَفِي رِوَايَة " وَتَصْدُق الْحَدِيث " وَهِيَ مِنْ أَشْرَف الْخِصَال . وَفِي رِوَايَة " وَتُؤَدِّي الأَمَانَة " .
    فآنست النبي صلى الله عليه وسلم و طمأنته و بشرته بأن من يفعل هذا الخير فإن الله تعالى لا يكله إلى شر يؤذيه ، و هذا من تمام عقلها فهي لم تفزع و لم تروع و لم تخوف زوجها الحبيب وتفسر ما حدث له بالشر ولم تدع بالويل والثبور كما يفعل النساء
    في الشدائد ، فكيف جمعت هذه المرأة العظيمة هذا الثبات وتلفظها بمثل هذه الكلمات التي لا تصدر إلا عن من زكى الله عقله و روحه ، ولم تكتفِ بذلك بل ذهبت بالنبي إلى ورقة و هو الذي عنده علم من الكتاب لتتثبت من الأمر وما وجدوا عنده إلا الخير والبشري بإن الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو جبريل صلى الله عليه وسلمالمكلف بالوحي إلى الأنبياء والمرسلين .
    ومَعْنَىكَلام خَدِيجَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا إِنَّكَ لا يُصِيبك مَكْرُوه لِمَا جَعَلَ اللَّه فِيك مِنْ مَكَارِم الأَخْلاق وَكَرَم الشَّمَائِل . وَذَكَرَتْ ضُرُوبًا مِنْ ذَلِكَ وَفِي هَذَا دَلالَة عَلَى أَنَّ مَكَارِم الأَخْلاق وَخِصَال الْخَيْر سَبَب السَّلامَة مِنْ مَصَارِع السُّوء . وَفِيهِ تَأْنِيس مَنْ حَصَلَتْ لَهُ مَخَافَة مِنْ أَمْر وَتَبْشِيره وَذِكْر أَسْبَاب السَّلامَة لَهُ .
    وَفِيهِ أَعْظَم دَلِيل وَأَبْلَغ حُجَّة عَلَى كَمَال خَدِيجَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا،وَجَزَالَة رَأْيهَا،وَقُوَّة نَفْسهَا،وَثَبَات قَلْبهَا،وَعِظَم فِقْههَا .

    [21] صَاحِب السِّرّ

    [22] رواه البخاري في كتاب بدء الوحي حديث رقم 3 ، و مسلم 231 / والترمذي 3565، وأحمد 14502،

    [23] البخاري 4545 ، ومسلم 233.

    [24] رواه الحاكم ، وصححه الألباني (صحيح الجامع 7320).

    [25] هو عبدالله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعًا.

    [26] سيرة ابن هشام 1/239، وذكرها ابن جرير في تاريخه 1/533

    [27] أحمد 1691، والحاكم في المستدرك 3/183 وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي (الآحاد والمثاني 5/385)

    [28] الترمذي 3665،3667، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم 2935، وهو عنده بلفظ (أول من صلى علي) ورواه أحمد 3361

    [29] ذخائر العقبى ص 113

    [30] البداية والنهاية 3/2

    [31] البداية والنهاية 3/70

    [32] رواه أحمد 23719 ، والحديث أصله في مسلم حتى قولها فأبدلك الله خيرًا منها برقم 4467

    [33] البداية والنهاية 8/74

    [34] رواه البخاري في حديث الأنبياء باب قوله ((وضرب الله مثلاً ..)) (3411) ، ومسلم في فضائل الصحابة (4459) ، والترمذي في الأطعمة (1757) ، وابن ماجة في الأطعمة (3271) ، وأحمد (18702) .



  • #2
    رد: فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

    جزاكم الله خيرا

    سيتم النقل لقسم أولئك آبائى

    تعليق


    • #3
      رد: فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

      المشاركة الأصلية بواسطة الأمير قطز مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرا

      سيتم النقل لقسم أولئك آبائى
      جزاكم الله خيراً
      أسأل الله لكم التوفيق

      والسداد في كل ما يحبه الله ويرضاه


      تعليق


      • #4
        رد: فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرالجزاء
        [/quote]
        [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

        تعليق

        يعمل...
        X