سيرة شيخ المجاهدين عمر عبد الرحمن فك الله أسره
بقلم أبي عبد القدير القمري
هو شيخ المجاهدين؛ الأسد المقيد والليث المصفد وجبل العزة الأشم، العالم المجاهد، شيخ الصابرين في هذا الزمان عمر بن عبد الرحمن فك الله أسره وعافاه من كل سوء، الذي يصدق فيه قول أحمد شوقي في عمر المختار رحمه الله:
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى ** في السجن ضرغاماً بكى استخذاء
والشيخ عمر عبد الرحمن - فك الله أسره - أشهر من أن أعرف به، فهو يمثل تاريخاً عامراً بالجهاد والصدع بالحق، سجن لمرات وعذب وضرب وحوكم، ثم هاجر ورابط في الثغور وجاهد بلسانه وقلمه وقيادته لإخوانه، إلى أن تمكنت أمريكا من أسره، وطبقت عليه قانوناً لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية، حكم بمقتضاه قاض يهودي عليه بالسجن مدى الحياة ..( قاله حكيم الأمة )
اسمه نسبه
هو عمر بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو محمد المصري.
مولده ونشأته
ولد الشيخ حفظه الله عام 1357من الهجرة، الموافق 1938ملاديا، في الجمالية بمحافظة القاهرة بمصر، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته.
أكمل الشيخ حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بدمياط ومكث به أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية، ثم التحق بمعهد المنصورة الديني ومكث فيه حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960م، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره حتى اوقف الشيخ عن العمل في الكلية عام 1969م، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله في الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل.
واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970م، بعد وفاة الطاغية المرتد جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970م، حيث وقف الشيخ على المنبر وقال بعدم جواز الصلاة عليه، فتم اعتقاله بسجن القلعة لمدة 8 أشهر وأفرج عنه في 10/6/1971وبعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على "الـدكتوراه"، وكان موضوعها؛ "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا انه مُنع من التعيين.
واستمر المنع حتى صيف 1973م حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجودوظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى1977م، وفي نفس الوقت كان التيار الجهادي السلفي يسيطر على اتحادات الطلاب في جامعات جنوب مصر، ويرفض محاولات الإخوان لاحتوائهم وإدخالهم في خط التهادن مع الحكومة.
وبدأ هؤلاء الشباب في جامعات جنوب مصر يتعرفون على الشيخ عمر عبد الرحمن، ويدعونه إلى محاضراتهم ومؤتمراتهم ومخيماتهم.
وأخذ نشاط هؤلاء الشباب ينتقل بعد السيطرة على الجامعة إلى العمل الجماهيري خارج الجامعة، وكان من أهم أنشطتهم المظاهرات والمؤتمرات الحاشدة اعتراضاً على الصلح مع اسرائيل وعلى استقبال السادات لشاه ايران في مصر.
التقى محمد عبد السلام فرج وإخوانه بالشباب في جنوب مصر، وباتحاد هذين التيارين تكونت (الجماعة الإسلامية) بإمارة الشيخ عمر عبد الرحمن.
وفي سبتمبر 1981 تم وضع اسمه على قائمة الاعتقال ضمن قرارات التحفظ، فتمكن الشيخ من الهرب، حتى تم القبض عليه فيأكتوبر 1981 وتم التحقيق معه، وبعد انتهاء التحقيق حولت النيابة المدنية "نيابة أمن الدولة" الشيخ عمر عبد الرحمن للقضاء ضمن ثلاثمائة واثنين متهماً باعتبارهم قيادات في تنظيم الجهاد، وهي القضية المعروفة "بقضية الجهاد الكبرى"، وهي أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري، كما حولت للقضاء أيضاً مائة وثمانية وسبعين متهماً للقضاء بتهمة الانتماء لتنظيم الجهاد، وبدأت إجراءات المحاكمتين بعد قرابة سنتين من قتل أنور السادات.
محاكمة فريدة
أما المحاكمة في "قضية الجهاد الكبرى" فكانت فريدة في نوعها مليئة بالأحداث والمفاجآت، لكن كان من أهم أحداثها؛ إلقاء الدكتور عمر عبد الرحمن لبياناته الشهيرة على مدى ثلاثة أيام، أما المفاجأة الأكبر فكانت الحكم في القضية، وكانت حيثيات الحكم أقوى وأهم من الحكم.
وقد سجل الدكتور عمر عبد الرحمن بياناته ـ في ما بعد ـ في كتابه "كلمة حق".
وفي هذه البيانات، عرض الدكتور عمر قضية الحكم بالشريعة والجهاد من أجلها بأدلتها التفصيلية من الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة، ورد على مرافعة النيابة وتقرير الأزهر الذي استعانت به.
وقد مثلت هذه الشهادة خطراً على موقف الدكتور عمر عبد الرحمن القانوني، اذ أنها تقدم الأدلة على مناصرة الدكتور عمر للجهاد من أجل إقامة الشريعة، وقد حذره القاضي من أن كلامه قد يمثل خطراً عليه، وأن كلام المحامين عنه هو كلام الوكيل عن الأصيل، وهو كلام يمكنه أن يتراجع عنه، أما كلامه فهو مأخوذ به.
لكن الدكتور عمر عبد الرحمن، أصرّ على أن يدافع عن قضية الإسلام في المحاكمة، ولو أدى الأمر لإدانته.
بل لقد وضع القاضي في موضع المتهم وحمّله مسؤولية الظلم الذي قد يوقعه على المسلمين، وحذره من عذاب الله وقصاصه، ودعاه إلى الحكم بالشريعة، وحذره من مغبة ترك الحكم بها.
وكان اجتهاد الدكتور عمر عبد الرحمن، أن هذه فرصة لتبليغ قضية الحكم بما أنزل الله يجب أن لا تفوت، كما أن هذه البيانات هي أفضل دفاع يمكن أن يقدمه لإخوانه، خاصة المتوقع صدور الحكم عليهم بالإعدام، وذلك بإظهار عدالة قضيتهم ونبل مقصدهم.
وفعلاً، لم يصدر القاضي أي حكم بالإعدام في هذه القضية، وأعمل الظروف المخففة استناداً لنبل الغاية وشرف المقصد لدى المتهمين، كما بين في حيثيات حكمه.
ولا أستطيع أن أترك الحديث عن بيانات عمر عبد الرحمن في المحكمة، من دون أن أقتطف بعضاً من عباراتها القوية المدوية بالحق الراعدة بالصدق في موقف حرج، تطالب النيابة فيه بإعدامه، وتحاسبه على كل كلمة، ولكنه عالم المجاهدين ومجاهد العلماء، والله حسيبه.
يقول الشيخ عمر:
" قالت النيابة:" إن أولئك الذين رفعوا شعار الحكم لله، وأرادوا به أن يكون الحكم لهم، قد وصفهم المسلمون ووصفهم التاريخ الإسلامي بأنهم (خوارج) على المجتمع".
نعم ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾ كلمة حق وصدق، نادى بها من قبل الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم نبي الله يوسف بن اسحاق بن يعقوب بن ابراهيم، نادى بها من داخل سجنه في مصر، ولم تمنعه قيود السجن من أن يعلن الحق الذي يدعو إليه، كما أعلنها سائر الرسل.
....................
فهي إذن دعوة المسلمين عبر التاريخ كله.
...................
إن الخوارج قالوها لإمام مصطبر بالحق يعطيه، لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أقامها وعمل بها.. قالوها لرابع الخلفاء الراشدين.
..................
فإذا قيلت في العصر الأول فقائلوها خوارج، وإذا قيلت في هذا العصر فقائلوها مجاهدون".
ويقول الشيخ عمر عبد الرحمن في بياناته:
"دافعت النيابة عن معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل، ولن أرد على النيابة، فقد كتبت في ردي على لجنة شيخ الأزهر ما هو كاف في ذلك، إنما أرد على استدلال العالم الجهبذ في النيابة الذي استدل على صحة المعاهدة بقوله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ﴾، وبقوله سبحانه: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾، نقول: هل استقام اليهود لنا؟ وهل جنحوا للسلم؟ أم أننا الذين جنحنا واستقمنا؟ نبئوني بعلم إن كنتم صادقين؟".
ويقول أيضاً:
"وختاماً: فجريمتي أنني نقدت الدولة، وأظهرت ما في المجتمع من مفاسد ومعاداة لدين الله، ووقفت في كل مكان أصدع بكلمة الحق، التي هي من صميم ديني واعتقادي.
.........................
إنني مطالب أمام ديني وأمام ضميري أن أدفع الظلم والجبروت، وأرد الشبهة والضلالات، وأكشف الزيغ والانحراف، وأفضح الظالمين على أعين الناس، وإن كلّفني ذلك حياتي وما أملك.
أنا لا يرهبني السجن ولا الإعدام، ولا أفرح بالعفو أو البراءة، ولا أحزن حين يحكم عليّ بالقتل، فهي شهادة في سبيل الله، وعندئذ أقول: فزت وربّ الكعبة، وعندئذأقول أيضاً:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً **على أيّ جنب كان في اللّه مصرعي
إنني مسلم أحيا لديني، وأموت في سبيله، ولا يمكن بحال أن أسكت والإسلام يحارب في كل مكان".
ويقول أيضاً فرج الله كربه:
"أيها المستشار رئيس محكمة أمن الدولة العليا: لقد أقيمت الحجة، وظهر الحق، وبان الصبح لذي عينين، فعليك أن تحكم بشريعة الله، وأن تطبق أحكام الله، فإنك إن لم تفعل فأنت الكافر الظالم الفاسق، لأنه يصدق فيك قول الله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وليس الحكم بمنته في هذه القاعة ولا في هذه الدنيا، بل الحكم هناك ينتهي أمره في الآخرة يحكم فيها الحكم العدل: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.
وإننا لا نخشى سجناً ولا إعداماً، ولن نرهب بأي تعذيب ولا إيذاء. ونقول ما قاله السحرة لفرعون: ﴿لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
واعلم أيها المستشار أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث، فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟
واذكر أيها المستشار الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه، فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر، واعلم أيها المستشار أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك، ويفارقك أحبابك، ويسلمونك إلى مقرك فريداً وحيداً، فتزود له ما يصحبك ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه﴾".
ويقول أيضاً فك الله أسره:
"أيها القاضي المستشار رئيس المحكمة: الموت طالب لا يمل الطلب، ولا يبطئ الخطى، ولا يخلف الميعاد، ولا يعجزه المقيم، ولا ينفلت منه الهارب.
............
وهو رحى دوارة بين الخلق، وكأس يدار بها عليهم.
..............
الموت الذي يفرق الأحبة، ويمضي في طريقه، لا يتوقف، ولا يتلفت، ولا يستجيب لصرخة مقهور ملهوف ولا لحسرة مفارق ولا لرغبة راغب ولا لخوف خائف. الموت الذي لا حيلة للبشر فيه، وهم مع هذا لا يتدبرون القوة القاهرة التي تجريه.
فكيف بك أيها المستشار إذا ورد عليك مذلل الملوك وقاهر الجبابرة وقاصم الطغاة".
ويقول أيضاً فك الله أسره:
"أيها المستشار، رئيس المحكمة، ان الله يمنعك من الحكومة، وإن الحكومة لا تمنعك من الله، وإن أمر الله فوق كل أمر، وإنه لا طاعة في معصية الله، وإني احذرك بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
أيها القاضي المستشار: الحساب من ورائك سوط بسوط وغضب بغضب، والله بالمرصاد، والسلام عليكم ورحمة الله.
الاثنين
25 جمادى الأولى 1404هـ
27 فبراير 1984م".
أما أحكام المحكمة فجاءت مفاجئة للحكومة وأجهزة الأمن وللنيابة، فلم تصدر المحكمة أي أحكام بالإعدام، وقضت ببراءة 194 متهماً من مجموع 302 متهم.وحصل الشيخ على البراءة وخرج من المعتقل في2 أكتوربر 1984م.
وكانت حيثيات الحكم أهم وأخطر من الحكم:
- فقد اعترفت المحكمة بأن مصر لا تحكم بالشريعة الإسلامية.
- واعترفت بأن الحكم بالشريعة واجب وهو أمل كل مسلم.
- كما اعترفت بمناقضة الدستور والقوانين المصرية لأحكام الإسلام.
- واعترفت بانتشار الخروج على الإسلام في المجتمع المصري تحت رعاية القانون.
- واعترفت بوقوع التعذيب الجسدي على المتهمين، مما أدى لإحداث عاهات مستديمة في بعضهم، وطالبت بإحالة المسؤولين عن هذا التعذيب للتحقيق.
وجاء في حيثيات حكم المحكمة في أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري:
"بخصوص الموضوع الثاني: فالذي استقر في ضمير المحكمة أن أحكام الشريعة الإسلامية غير مطبقة في جمهورية مصر العربية، وهذه حقيقة مستخلصة من الحقيقة الأولى وهي وجوب تطبيق الشريعة".
ثناء العلماء عليه
بقلم أبي عبد القدير القمري
هو شيخ المجاهدين؛ الأسد المقيد والليث المصفد وجبل العزة الأشم، العالم المجاهد، شيخ الصابرين في هذا الزمان عمر بن عبد الرحمن فك الله أسره وعافاه من كل سوء، الذي يصدق فيه قول أحمد شوقي في عمر المختار رحمه الله:
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى ** في السجن ضرغاماً بكى استخذاء
والشيخ عمر عبد الرحمن - فك الله أسره - أشهر من أن أعرف به، فهو يمثل تاريخاً عامراً بالجهاد والصدع بالحق، سجن لمرات وعذب وضرب وحوكم، ثم هاجر ورابط في الثغور وجاهد بلسانه وقلمه وقيادته لإخوانه، إلى أن تمكنت أمريكا من أسره، وطبقت عليه قانوناً لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية، حكم بمقتضاه قاض يهودي عليه بالسجن مدى الحياة ..( قاله حكيم الأمة )
اسمه نسبه
هو عمر بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو محمد المصري.
مولده ونشأته
ولد الشيخ حفظه الله عام 1357من الهجرة، الموافق 1938ملاديا، في الجمالية بمحافظة القاهرة بمصر، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته.
أكمل الشيخ حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بدمياط ومكث به أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية، ثم التحق بمعهد المنصورة الديني ومكث فيه حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960م، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره حتى اوقف الشيخ عن العمل في الكلية عام 1969م، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله في الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل.
واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970م، بعد وفاة الطاغية المرتد جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970م، حيث وقف الشيخ على المنبر وقال بعدم جواز الصلاة عليه، فتم اعتقاله بسجن القلعة لمدة 8 أشهر وأفرج عنه في 10/6/1971وبعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على "الـدكتوراه"، وكان موضوعها؛ "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا انه مُنع من التعيين.
واستمر المنع حتى صيف 1973م حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجودوظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى1977م، وفي نفس الوقت كان التيار الجهادي السلفي يسيطر على اتحادات الطلاب في جامعات جنوب مصر، ويرفض محاولات الإخوان لاحتوائهم وإدخالهم في خط التهادن مع الحكومة.
وبدأ هؤلاء الشباب في جامعات جنوب مصر يتعرفون على الشيخ عمر عبد الرحمن، ويدعونه إلى محاضراتهم ومؤتمراتهم ومخيماتهم.
وأخذ نشاط هؤلاء الشباب ينتقل بعد السيطرة على الجامعة إلى العمل الجماهيري خارج الجامعة، وكان من أهم أنشطتهم المظاهرات والمؤتمرات الحاشدة اعتراضاً على الصلح مع اسرائيل وعلى استقبال السادات لشاه ايران في مصر.
التقى محمد عبد السلام فرج وإخوانه بالشباب في جنوب مصر، وباتحاد هذين التيارين تكونت (الجماعة الإسلامية) بإمارة الشيخ عمر عبد الرحمن.
وفي سبتمبر 1981 تم وضع اسمه على قائمة الاعتقال ضمن قرارات التحفظ، فتمكن الشيخ من الهرب، حتى تم القبض عليه فيأكتوبر 1981 وتم التحقيق معه، وبعد انتهاء التحقيق حولت النيابة المدنية "نيابة أمن الدولة" الشيخ عمر عبد الرحمن للقضاء ضمن ثلاثمائة واثنين متهماً باعتبارهم قيادات في تنظيم الجهاد، وهي القضية المعروفة "بقضية الجهاد الكبرى"، وهي أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري، كما حولت للقضاء أيضاً مائة وثمانية وسبعين متهماً للقضاء بتهمة الانتماء لتنظيم الجهاد، وبدأت إجراءات المحاكمتين بعد قرابة سنتين من قتل أنور السادات.
محاكمة فريدة
أما المحاكمة في "قضية الجهاد الكبرى" فكانت فريدة في نوعها مليئة بالأحداث والمفاجآت، لكن كان من أهم أحداثها؛ إلقاء الدكتور عمر عبد الرحمن لبياناته الشهيرة على مدى ثلاثة أيام، أما المفاجأة الأكبر فكانت الحكم في القضية، وكانت حيثيات الحكم أقوى وأهم من الحكم.
وقد سجل الدكتور عمر عبد الرحمن بياناته ـ في ما بعد ـ في كتابه "كلمة حق".
وفي هذه البيانات، عرض الدكتور عمر قضية الحكم بالشريعة والجهاد من أجلها بأدلتها التفصيلية من الكتاب والسنة، وإجماع علماء الأمة، ورد على مرافعة النيابة وتقرير الأزهر الذي استعانت به.
وقد مثلت هذه الشهادة خطراً على موقف الدكتور عمر عبد الرحمن القانوني، اذ أنها تقدم الأدلة على مناصرة الدكتور عمر للجهاد من أجل إقامة الشريعة، وقد حذره القاضي من أن كلامه قد يمثل خطراً عليه، وأن كلام المحامين عنه هو كلام الوكيل عن الأصيل، وهو كلام يمكنه أن يتراجع عنه، أما كلامه فهو مأخوذ به.
لكن الدكتور عمر عبد الرحمن، أصرّ على أن يدافع عن قضية الإسلام في المحاكمة، ولو أدى الأمر لإدانته.
بل لقد وضع القاضي في موضع المتهم وحمّله مسؤولية الظلم الذي قد يوقعه على المسلمين، وحذره من عذاب الله وقصاصه، ودعاه إلى الحكم بالشريعة، وحذره من مغبة ترك الحكم بها.
وكان اجتهاد الدكتور عمر عبد الرحمن، أن هذه فرصة لتبليغ قضية الحكم بما أنزل الله يجب أن لا تفوت، كما أن هذه البيانات هي أفضل دفاع يمكن أن يقدمه لإخوانه، خاصة المتوقع صدور الحكم عليهم بالإعدام، وذلك بإظهار عدالة قضيتهم ونبل مقصدهم.
وفعلاً، لم يصدر القاضي أي حكم بالإعدام في هذه القضية، وأعمل الظروف المخففة استناداً لنبل الغاية وشرف المقصد لدى المتهمين، كما بين في حيثيات حكمه.
ولا أستطيع أن أترك الحديث عن بيانات عمر عبد الرحمن في المحكمة، من دون أن أقتطف بعضاً من عباراتها القوية المدوية بالحق الراعدة بالصدق في موقف حرج، تطالب النيابة فيه بإعدامه، وتحاسبه على كل كلمة، ولكنه عالم المجاهدين ومجاهد العلماء، والله حسيبه.
يقول الشيخ عمر:
" قالت النيابة:" إن أولئك الذين رفعوا شعار الحكم لله، وأرادوا به أن يكون الحكم لهم، قد وصفهم المسلمون ووصفهم التاريخ الإسلامي بأنهم (خوارج) على المجتمع".
نعم ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾ كلمة حق وصدق، نادى بها من قبل الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم نبي الله يوسف بن اسحاق بن يعقوب بن ابراهيم، نادى بها من داخل سجنه في مصر، ولم تمنعه قيود السجن من أن يعلن الحق الذي يدعو إليه، كما أعلنها سائر الرسل.
....................
فهي إذن دعوة المسلمين عبر التاريخ كله.
...................
إن الخوارج قالوها لإمام مصطبر بالحق يعطيه، لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أقامها وعمل بها.. قالوها لرابع الخلفاء الراشدين.
..................
فإذا قيلت في العصر الأول فقائلوها خوارج، وإذا قيلت في هذا العصر فقائلوها مجاهدون".
ويقول الشيخ عمر عبد الرحمن في بياناته:
"دافعت النيابة عن معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل، ولن أرد على النيابة، فقد كتبت في ردي على لجنة شيخ الأزهر ما هو كاف في ذلك، إنما أرد على استدلال العالم الجهبذ في النيابة الذي استدل على صحة المعاهدة بقوله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ﴾، وبقوله سبحانه: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾، نقول: هل استقام اليهود لنا؟ وهل جنحوا للسلم؟ أم أننا الذين جنحنا واستقمنا؟ نبئوني بعلم إن كنتم صادقين؟".
ويقول أيضاً:
"وختاماً: فجريمتي أنني نقدت الدولة، وأظهرت ما في المجتمع من مفاسد ومعاداة لدين الله، ووقفت في كل مكان أصدع بكلمة الحق، التي هي من صميم ديني واعتقادي.
.........................
إنني مطالب أمام ديني وأمام ضميري أن أدفع الظلم والجبروت، وأرد الشبهة والضلالات، وأكشف الزيغ والانحراف، وأفضح الظالمين على أعين الناس، وإن كلّفني ذلك حياتي وما أملك.
أنا لا يرهبني السجن ولا الإعدام، ولا أفرح بالعفو أو البراءة، ولا أحزن حين يحكم عليّ بالقتل، فهي شهادة في سبيل الله، وعندئذ أقول: فزت وربّ الكعبة، وعندئذأقول أيضاً:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً **على أيّ جنب كان في اللّه مصرعي
إنني مسلم أحيا لديني، وأموت في سبيله، ولا يمكن بحال أن أسكت والإسلام يحارب في كل مكان".
ويقول أيضاً فرج الله كربه:
"أيها المستشار رئيس محكمة أمن الدولة العليا: لقد أقيمت الحجة، وظهر الحق، وبان الصبح لذي عينين، فعليك أن تحكم بشريعة الله، وأن تطبق أحكام الله، فإنك إن لم تفعل فأنت الكافر الظالم الفاسق، لأنه يصدق فيك قول الله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وليس الحكم بمنته في هذه القاعة ولا في هذه الدنيا، بل الحكم هناك ينتهي أمره في الآخرة يحكم فيها الحكم العدل: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.
وإننا لا نخشى سجناً ولا إعداماً، ولن نرهب بأي تعذيب ولا إيذاء. ونقول ما قاله السحرة لفرعون: ﴿لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
واعلم أيها المستشار أن الله أنزل الحدود ليزجر بها عن الخبائث، فكيف إذا أتاها من يليها؟ وأن الله أنزل القصاص حياة لعباده، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟
واذكر أيها المستشار الموت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه، فتزود له ولما بعده من الفزع الأكبر، واعلم أيها المستشار أن لك منزلاً غير منزلك الذي أنت فيه، يطول فيه ثواؤك، ويفارقك أحبابك، ويسلمونك إلى مقرك فريداً وحيداً، فتزود له ما يصحبك ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه﴾".
ويقول أيضاً فك الله أسره:
"أيها القاضي المستشار رئيس المحكمة: الموت طالب لا يمل الطلب، ولا يبطئ الخطى، ولا يخلف الميعاد، ولا يعجزه المقيم، ولا ينفلت منه الهارب.
............
وهو رحى دوارة بين الخلق، وكأس يدار بها عليهم.
..............
الموت الذي يفرق الأحبة، ويمضي في طريقه، لا يتوقف، ولا يتلفت، ولا يستجيب لصرخة مقهور ملهوف ولا لحسرة مفارق ولا لرغبة راغب ولا لخوف خائف. الموت الذي لا حيلة للبشر فيه، وهم مع هذا لا يتدبرون القوة القاهرة التي تجريه.
فكيف بك أيها المستشار إذا ورد عليك مذلل الملوك وقاهر الجبابرة وقاصم الطغاة".
ويقول أيضاً فك الله أسره:
"أيها المستشار، رئيس المحكمة، ان الله يمنعك من الحكومة، وإن الحكومة لا تمنعك من الله، وإن أمر الله فوق كل أمر، وإنه لا طاعة في معصية الله، وإني احذرك بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
أيها القاضي المستشار: الحساب من ورائك سوط بسوط وغضب بغضب، والله بالمرصاد، والسلام عليكم ورحمة الله.
الاثنين
25 جمادى الأولى 1404هـ
27 فبراير 1984م".
أما أحكام المحكمة فجاءت مفاجئة للحكومة وأجهزة الأمن وللنيابة، فلم تصدر المحكمة أي أحكام بالإعدام، وقضت ببراءة 194 متهماً من مجموع 302 متهم.وحصل الشيخ على البراءة وخرج من المعتقل في2 أكتوربر 1984م.
وكانت حيثيات الحكم أهم وأخطر من الحكم:
- فقد اعترفت المحكمة بأن مصر لا تحكم بالشريعة الإسلامية.
- واعترفت بأن الحكم بالشريعة واجب وهو أمل كل مسلم.
- كما اعترفت بمناقضة الدستور والقوانين المصرية لأحكام الإسلام.
- واعترفت بانتشار الخروج على الإسلام في المجتمع المصري تحت رعاية القانون.
- واعترفت بوقوع التعذيب الجسدي على المتهمين، مما أدى لإحداث عاهات مستديمة في بعضهم، وطالبت بإحالة المسؤولين عن هذا التعذيب للتحقيق.
وجاء في حيثيات حكم المحكمة في أكبر قضية في تاريخ القضاء المصري:
"بخصوص الموضوع الثاني: فالذي استقر في ضمير المحكمة أن أحكام الشريعة الإسلامية غير مطبقة في جمهورية مصر العربية، وهذه حقيقة مستخلصة من الحقيقة الأولى وهي وجوب تطبيق الشريعة".
ثم راحت المحكمة تسرد الأدلة على غياب الشريعة ومنها:
"وجود مظاهر في المجتمع المصري لا تتفق مع أحكام الشريعة الغراء، من ملاه ترتكب فيها الموبقات، ترخص بإدارتها من الدولة، إلى مصانع خمور ترخص بإنشائها من الدولة، إلى محال لبيع وتقديم الخمور ترخص بإدارتها من الدولة، إلى وسائل إعلام سمعية ومرئية ومقروءة تذيع وتنشر ما لا يتفق على أحكام الشريعة الإسلامية، إلى سفور للمرأة يخالف ما نص عليه دين الدولة الرسمي وهو الإسلام".
كما قرر حكم المحكمة في مسودة الحيثيات في موضع آخر:
"حقيقة أن المادة الثانية من الدستور بعد تعديلها نصت على أن الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، إلا أنه يكفي المحكمة تدليلاً على أن أحكام الدستور لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ما قرره عمر أحمد عبد الرحمن - باعتباره من علماء المسلمين- أمام المحكمة بجلسة 3 سبتمبر سنة 1983م من أن الدستور يتصادم مع الشريعة الإسلامية ولا يتحاكم إليها فالمواد 86، 107، 108، 109، 112، 113، 189 تعطي لمجلس الشعب حق التشريع وسن القوانين، وهو في الإسلام لله وحده، كما أن المادة (75) من الدستور لا تشترط الإسلام والذكورة في رئيس الدولة وهو أمر يخالف إجماع الفقهاء، والمادة (165) تنص على أن الحكم في المحاكم بالقانون الذي لا يتفق في أسلوب إصداره ونصوصه مع الشريعة الإسلامية".
كما قرر حكم المحكمة في موضع آخر في معرض بيان حالة المجتمع المصري قبل وقوع أحداث القضية:
"غياب شرع الله عن أرض جمهورية مصر العربية: وهو ما سبق للمحكمة أن دللت عليه بأدلة قاطعة لا ترى حاجة لتكرارها، ولكنها تشير إلى أن السلطة التشريعية لم تنته بعد من تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، وكانت قد بدأت في هذا العمل منذ عام 1979م، هذا إلى وجود مظاهر في المجتمع المصري لا تتفق بأي حال مع قواعد الإسلام، فلا يتصور أن دولة دينها الإسلام وترخص لملاهٍ ترتكب فيها موبقات، وترخص لمصانع لإنتاج الخمور أو محال لبيعها وشربها، أن تصرح لوسائل الإعلام المرئية أو السمعية أو المقروءة بنشر أو إذاعة ما لا يتفق مع شرع الله أو سفور المرأة بصورة تخالف ما نص عليه الإسلام".
راجع كتاب "فرسان تحت راية النبي" لحكيم الأمة الظواهري
واستمر الشيخ على هذا المنوال، بين التضييق والمطاردة والسجون، وقبض عليه عدة مرات ومكث خلال هذه الفترات عدة أشهر, وقد تعرض الشيخ للتعذيبعلى يد زبانية المرتد مبارك، وهو صابر على طريق البذل والعطاء والدعوة والتعليم والجهاد، ناصحا الأمة، ومحمساشبابها لسلوك درب التوحيد والجهاد.
الرحلة الأخيرة لأمريكا
وفي يوليو 1990وصل الشيخ عمر إلى الولايات المتحدةوحصل على الإقامة الدائمة (الجرين كارد) بصفته إماماً وخطيباً وظهرت نتائج الدعوةعلى يد الشيخ عمر بصورة ملحوظة حتى قال الشيخ أن الإسلام ينتشر في أمريكا لا أقولكما تسرى النار في الهشيم ولكن كما تسري الكهرباء في أسلاكها."وجود مظاهر في المجتمع المصري لا تتفق مع أحكام الشريعة الغراء، من ملاه ترتكب فيها الموبقات، ترخص بإدارتها من الدولة، إلى مصانع خمور ترخص بإنشائها من الدولة، إلى محال لبيع وتقديم الخمور ترخص بإدارتها من الدولة، إلى وسائل إعلام سمعية ومرئية ومقروءة تذيع وتنشر ما لا يتفق على أحكام الشريعة الإسلامية، إلى سفور للمرأة يخالف ما نص عليه دين الدولة الرسمي وهو الإسلام".
كما قرر حكم المحكمة في مسودة الحيثيات في موضع آخر:
"حقيقة أن المادة الثانية من الدستور بعد تعديلها نصت على أن الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، إلا أنه يكفي المحكمة تدليلاً على أن أحكام الدستور لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ما قرره عمر أحمد عبد الرحمن - باعتباره من علماء المسلمين- أمام المحكمة بجلسة 3 سبتمبر سنة 1983م من أن الدستور يتصادم مع الشريعة الإسلامية ولا يتحاكم إليها فالمواد 86، 107، 108، 109، 112، 113، 189 تعطي لمجلس الشعب حق التشريع وسن القوانين، وهو في الإسلام لله وحده، كما أن المادة (75) من الدستور لا تشترط الإسلام والذكورة في رئيس الدولة وهو أمر يخالف إجماع الفقهاء، والمادة (165) تنص على أن الحكم في المحاكم بالقانون الذي لا يتفق في أسلوب إصداره ونصوصه مع الشريعة الإسلامية".
كما قرر حكم المحكمة في موضع آخر في معرض بيان حالة المجتمع المصري قبل وقوع أحداث القضية:
"غياب شرع الله عن أرض جمهورية مصر العربية: وهو ما سبق للمحكمة أن دللت عليه بأدلة قاطعة لا ترى حاجة لتكرارها، ولكنها تشير إلى أن السلطة التشريعية لم تنته بعد من تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، وكانت قد بدأت في هذا العمل منذ عام 1979م، هذا إلى وجود مظاهر في المجتمع المصري لا تتفق بأي حال مع قواعد الإسلام، فلا يتصور أن دولة دينها الإسلام وترخص لملاهٍ ترتكب فيها موبقات، وترخص لمصانع لإنتاج الخمور أو محال لبيعها وشربها، أن تصرح لوسائل الإعلام المرئية أو السمعية أو المقروءة بنشر أو إذاعة ما لا يتفق مع شرع الله أو سفور المرأة بصورة تخالف ما نص عليه الإسلام".
راجع كتاب "فرسان تحت راية النبي" لحكيم الأمة الظواهري
واستمر الشيخ على هذا المنوال، بين التضييق والمطاردة والسجون، وقبض عليه عدة مرات ومكث خلال هذه الفترات عدة أشهر, وقد تعرض الشيخ للتعذيبعلى يد زبانية المرتد مبارك، وهو صابر على طريق البذل والعطاء والدعوة والتعليم والجهاد، ناصحا الأمة، ومحمساشبابها لسلوك درب التوحيد والجهاد.
الرحلة الأخيرة لأمريكا
واستقر به المطاف في سجون أمريكا، منذ يوليو عام1993، بعد ان صدر قراراً من وزيرة العدل باعتقاله وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في هذهالقضية الملفق، وقدوجهت له أربع تهم، هي:
- التآمر والتحريض على قلب نظام الحكمفي الولايات المتحدة.
- التآمر والتحريض على اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك.
( وهي التهمة التي كانت عقوبتها مدى الحياة )
- التآمرعلى تفجير منشآت عسكرية.
- التآمر والتخطيط لشن حرب مدن ضد الولايات المتحدة.
معاملة الشيخ داخل السجون الأمريكية
فالشيخ في زنزانة إنفرادية منذثمانية عشر عاماً،لا يختلط بأحد من السجناء ولايكلم أحداً ولايتكلم مع أحد،ويعاني من عدة أمراض منها: السكر والضغط وضيق في التنفس ولايشعر بأطرافه ويتحرك على كرسي متحرك منذ فترة.
وهناك رسالة أرسلها الشيخ عمر بعنوان "وصية إلى أمة الإسلام" قال فيها :- التآمر والتحريض على قلب نظام الحكمفي الولايات المتحدة.
- التآمر والتحريض على اغتيال الرئيس المخلوع حسني مبارك.
( وهي التهمة التي كانت عقوبتها مدى الحياة )
- التآمرعلى تفجير منشآت عسكرية.
- التآمر والتخطيط لشن حرب مدن ضد الولايات المتحدة.
معاملة الشيخ داخل السجون الأمريكية
فالشيخ في زنزانة إنفرادية منذثمانية عشر عاماً،لا يختلط بأحد من السجناء ولايكلم أحداً ولايتكلم مع أحد،ويعاني من عدة أمراض منها: السكر والضغط وضيق في التنفس ولايشعر بأطرافه ويتحرك على كرسي متحرك منذ فترة.
أيها الأخوة الأجلاء...
أيهاالمسلمون في جميع أنحاء العالم...
إن الحكومة الأمريكية رأت فيسجني ووجودي في قبضتها؛ الفرصة السانحة، فهي تغتنمها أشد اغتنام لتمريغ عزة المسلم في التراب، والنيل من عزة المسلم وكرامته.
فهم لذلك يحاصرونني ... ليس الحصارالمادي فحسب، إنهم يحاصرونني حصارا معنوياً أيضا، حيث يمنعون عني المترجم والقارئوالراديو والمسجل ... فلا أسمع أخبارا من الداخل أو الخارج.
وهم يحاصرونني في السجن الانفرادي، فيمنع أحد يتكلم العربية أن يأتي إلي، فأظل طول اليوم ... والشهر ... والسنة ... لا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد، ولولا تلاوة القرآن؛ لمسني كثيرمن الأمراض النفسية والعقلية.
وكذلك من أنواع الحصار أنهم يسلطون علي "كاميرا" - ليلا ونهارا - لما في ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة،ولا يكتفون بذلك؛ بل يخصصون مراقبة مستمرة عليّ من الضباط.
ويستغلون فقد بصري في تحقيق مآربهم الخسيسة، فهم يفتشونني تفتيشا ذاتيا، فأخلع ملابسي كما ولدتني أمي، وينظرون في عورتي من القبل والدبر ... وعلى أي شيء يفتشون؟ على المخدرات أوالمتفجرات ... ونحو ذلك، ويحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها، وهذا يسيء إلي، ويجعلني أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معي ذلك.
ولكنها - كما قلت - الفرصة التي يغتنمونها ويمرغون بها كرامة المسلم وعزته في الأرض.
وهم يمنعونني من صلاةالجمعة والجماعة والأعياد وأي اتصال بالمسلمين ... كل ذلك يحرمونني منه، ويقدمون المبررات الكاذبة ويختلقون المعاذير الباطلة.
وهم يسيئون معاملتي أشد الإساءة، ويهملون في شؤوني الشخصية - كالحلق وقص الأظافر - بالشهور، كذلك يحملونني غسل ملابسي الداخلية؛ حيث أنا الذي أمر الصابون عليها، وأنا أدعكها، وأنا أنشرها، وإني لأجد صعوبة في مثل هذا.
ثم إني لأشعر بخطورة الموقف، فهم لا محالة قاتلي ... إنهم لا محالة يقتلونني، لا سيما وأنا بمعزل عن العالم كله، لا يرى أحد مايصنعون بي في طعامي أو شرابي ونحو ذلك، وقد يتخذون أسلوب القتل البطيء معي، فقد يضعون السم في الطعام أو الدواء أو الحقن، وقد يعطونني دواءاً خطيرا فاسداً، أو قد يعطونني قدراً من المخدرات قاتلاً أو محدثاً جنوناً.
خصوصاً وأنا أشم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذي فوقي، مصحوباً بها "وش" مستمر، كصوت "المكيف" القديم الفاسد، ومعه خبط وقرع وضوضاء وطرق، كصوت القنابل، يستمر للساعات - ليلاً ونهارا -وهم سيختلقون عندها المعاذير الكاذبة والأسباب الباطلة، فلا تصدقوا ما يقولون ... إنهم يجيدون الكذب وقد يختلقون إساءة خلقية ويستخرجون لها الصور، فكل ذلك ينتظر منهم.
وأمريكا تعمل على تصفية العلماء القائلين للحق في كل مكان، فقد أوحت إلى زبانيتها في "السعودية"؛ فسجنوا الشيخ سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة، وكل المتكلمين بالحق، كذلك صنعت مصر.
وجاءت التقارير القرآنية عن هؤلاء اليهود والنصارى، ولكننا ننسى أونتناسى:
قال الله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إناستطاعوا}.
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.
{كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون}.
{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}.
{إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لوتكفرون}.
إن هؤلاء هم الذين يحاربون أي صحوة إسلامية في العالم كله،ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد في الأرض كلها.
أيها الأخوة...
إنهم إن قتلوني - ولا محالة هم فاعلوه - فشيعوا جنازتي، وابعثوا بجثتي إلى أهلي ... لكن لا تنسوا دمي ولا تضيعوه ،بل اثأروا لي منهم أشد الثأر وأعنفه، وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل في سبيل الله.
تلك بعض كلمات أقولها هي، وصيتي لكم.
سدد الله خطاكم وبارك عملكم ... حماكم الله ... حفظكم الله ... رعاكم الله ... مكن الله لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم؛ عمر عبد الرحمن
أيهاالمسلمون في جميع أنحاء العالم...
إن الحكومة الأمريكية رأت فيسجني ووجودي في قبضتها؛ الفرصة السانحة، فهي تغتنمها أشد اغتنام لتمريغ عزة المسلم في التراب، والنيل من عزة المسلم وكرامته.
فهم لذلك يحاصرونني ... ليس الحصارالمادي فحسب، إنهم يحاصرونني حصارا معنوياً أيضا، حيث يمنعون عني المترجم والقارئوالراديو والمسجل ... فلا أسمع أخبارا من الداخل أو الخارج.
وهم يحاصرونني في السجن الانفرادي، فيمنع أحد يتكلم العربية أن يأتي إلي، فأظل طول اليوم ... والشهر ... والسنة ... لا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد، ولولا تلاوة القرآن؛ لمسني كثيرمن الأمراض النفسية والعقلية.
وكذلك من أنواع الحصار أنهم يسلطون علي "كاميرا" - ليلا ونهارا - لما في ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة،ولا يكتفون بذلك؛ بل يخصصون مراقبة مستمرة عليّ من الضباط.
ويستغلون فقد بصري في تحقيق مآربهم الخسيسة، فهم يفتشونني تفتيشا ذاتيا، فأخلع ملابسي كما ولدتني أمي، وينظرون في عورتي من القبل والدبر ... وعلى أي شيء يفتشون؟ على المخدرات أوالمتفجرات ... ونحو ذلك، ويحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها، وهذا يسيء إلي، ويجعلني أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معي ذلك.
ولكنها - كما قلت - الفرصة التي يغتنمونها ويمرغون بها كرامة المسلم وعزته في الأرض.
وهم يمنعونني من صلاةالجمعة والجماعة والأعياد وأي اتصال بالمسلمين ... كل ذلك يحرمونني منه، ويقدمون المبررات الكاذبة ويختلقون المعاذير الباطلة.
وهم يسيئون معاملتي أشد الإساءة، ويهملون في شؤوني الشخصية - كالحلق وقص الأظافر - بالشهور، كذلك يحملونني غسل ملابسي الداخلية؛ حيث أنا الذي أمر الصابون عليها، وأنا أدعكها، وأنا أنشرها، وإني لأجد صعوبة في مثل هذا.
ثم إني لأشعر بخطورة الموقف، فهم لا محالة قاتلي ... إنهم لا محالة يقتلونني، لا سيما وأنا بمعزل عن العالم كله، لا يرى أحد مايصنعون بي في طعامي أو شرابي ونحو ذلك، وقد يتخذون أسلوب القتل البطيء معي، فقد يضعون السم في الطعام أو الدواء أو الحقن، وقد يعطونني دواءاً خطيرا فاسداً، أو قد يعطونني قدراً من المخدرات قاتلاً أو محدثاً جنوناً.
خصوصاً وأنا أشم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذي فوقي، مصحوباً بها "وش" مستمر، كصوت "المكيف" القديم الفاسد، ومعه خبط وقرع وضوضاء وطرق، كصوت القنابل، يستمر للساعات - ليلاً ونهارا -وهم سيختلقون عندها المعاذير الكاذبة والأسباب الباطلة، فلا تصدقوا ما يقولون ... إنهم يجيدون الكذب وقد يختلقون إساءة خلقية ويستخرجون لها الصور، فكل ذلك ينتظر منهم.
وأمريكا تعمل على تصفية العلماء القائلين للحق في كل مكان، فقد أوحت إلى زبانيتها في "السعودية"؛ فسجنوا الشيخ سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة، وكل المتكلمين بالحق، كذلك صنعت مصر.
وجاءت التقارير القرآنية عن هؤلاء اليهود والنصارى، ولكننا ننسى أونتناسى:
قال الله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إناستطاعوا}.
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.
{كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون}.
{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}.
{إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لوتكفرون}.
إن هؤلاء هم الذين يحاربون أي صحوة إسلامية في العالم كله،ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد في الأرض كلها.
أيها الأخوة...
إنهم إن قتلوني - ولا محالة هم فاعلوه - فشيعوا جنازتي، وابعثوا بجثتي إلى أهلي ... لكن لا تنسوا دمي ولا تضيعوه ،بل اثأروا لي منهم أشد الثأر وأعنفه، وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل في سبيل الله.
تلك بعض كلمات أقولها هي، وصيتي لكم.
سدد الله خطاكم وبارك عملكم ... حماكم الله ... حفظكم الله ... رعاكم الله ... مكن الله لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم؛ عمر عبد الرحمن
ثناء العلماء عليه
وهذه كوكبة من أهل العلم والجهاد شاركت في ركب المدائح والثناء على شيخنا المبارك :
ثناء أسد الإسلام الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله
قال حفظه الله : "اللهم فرج عن علمائنا في كل مكان، عن الشيخ عمر عبد الرحمن في سجون أميركا، وأرحم ضعفه وشيبته وعن علمائنا في جزيرة العرب وغيرها من البلدان, اللهم فرج عن الشيخ سعيد بن زعير وإخوانه من سجون بلاد الحرمين وفرج عن شباب الإسلام في كل مكان إنك ولي ذلك والقادر عليه".
ثناء حكيم الأمة الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله
قال حفظه الله : " ... هو شيخنا وشيخ المجاهدين؛ الأسد المقيد والليث المصفد وجبل العزة الأشم شيخنا العالم المجاهد الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره وعافاه من كل سوء. الذي يصدق فيه قول أحمد شوقي في عمر المختار رحمه الله:
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى** في السجن ضرغاماً بكى استخذاء
والشيخ عمر عبد الرحمن - فك الله أسره - أشهر من أن أعرف به، فهو يمثل تاريخاً عامراً بالجهاد والصدع بالحق، سجن لمرات وعذب وضرب وحوكم، ثم هاجر ورابط في الثغور وجاهد بلسانه وقلمه وقيادته لإخوانه، إلى أن تمكنت أمريكا من أسره، وطبقت عليه قانوناً لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية، حكم بمقتضاه قاض يهودي عليه بالسجن مدى الحياة، ومارس الأمريكان ويمارسون عليه أشد التضييق، فيحبسونه انفرادياً، ويصف أحواله في السجن فيقول في وصيته التي أرسلها من السجن: " ...
وللشيخ عمر فك الله أسره سجل ماجد من المواقف العظيمة في نصر الإسلام، أذكر منها على سبيل المثال موقفه في محكمة أمن الدولة حين ألقى بياناته الشهيرة على مدى ثلاثة أيام التي جمعها بعد ذلك في كتابه (كلمة حق)، وقد جاء فيها:
وقد كان الشيخ عمرعبد الرحمن قد تصور أن المبادرة التي أطلقها قادة الجماعة الإسلامية من السجن مجرد هدنة، فأيدها في بيان تحت عنوان "وقفوا لله وأوقفوا الله". ولكن الدكتور عمر في أواخر صفر ١٤٢١هـ وأوئل يونيو ٢٠٠٠م أصدر تصريحاً من سجنه، نقلته عنه محاميته لين ستيوارت، ذكرت فيه أن الشيخ عمر يسحب تأييده لمبادرة وقف العنف، لأنها لم تسفر عن أية نتائج إيجابية للإسلاميين، وأضافت ستيوارت على لسان عمرعبد الرحمن: "إنه لم يحدث أي تقدم، فآلاف المعتقلين لا يزالون معتقلين، والمحاكمات العسكرية مستمرة، وعمليات الإعدام لا تزال تنفذ".
وقد أخبرني الشيخ رفاعي طه -فك الله أسره- أن الشيخ عمر أرسل قبيل تصريح محاميته المذكور أعلاه خطاباً شديد اللهجة للقيادات التي أطلقت المبادرة، ولذلك حرصت تلك القيادات ومحاميها على عدم نشر ذلك الخطاب حتى اليوم.
وجزاء على نقل المحامية لين ستيوارت لتصريحات موكلها عمر عبد الرحمن وجه لها ولبقية فريق الدفاع عن الشيخ مساعد المدعي العام في مدينة نيويورك باتريك فيتزجيرالد خطاباً يخبرهم فيه أنهم ممنوعون من زيارة الشيخ ومن التحدث معه هاتفيا، بعدما عقدت لين ستيوارت مؤتمرا صحفيا – بناء على طلب الشيخ – أعلنت فيه سحب الشيخ لتأييده لمبادرة وقف الأعمال المسلحة في مصر كما وجه الشيخ من سجنه نداءين، أحدهما يطالب المسلمين بجهاد اليهود المعتدين على فلسطين، وتتبع مصالحهم في كل مكان، والآخر يناشد المسلمين فيه شن الهجمات على أمريكا وإغراق سفنها وإسقاط طائراتها.ولذلك وجهت لمحامية الشيخ لين ستيوارت ولمساعده القانوني أحمد عبد الستار ولمترجمه محمد يسري تهمة مساعدة الشيخ عمر عبد الرحمن على إرسال توجيهات إلى أصوليين من زنزانة سجنه، وهي تهمة قد تواجه فيها المحامية عقوبة تصل إلى السجن 40 عاماً.
كل هذا التضييق على الشيخ عمر عبد الرحمن -فك الله أسره- وعلى المعارضين لما يسمى بوثيقة ترشيد العمل الجهادي بينما يقام مهرجان إعلامي لأصحابها، وهم لا زالوا داخل سجون مصر العتيدة. باسم الحرية ومحاربة الإرهاب.
وصدق المتنبي:
وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ**وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا ".
ثناء أديب المجاهدين الشيخ أبي يحيى الليبي حفظه الله
قال حفظه الله : " شيخ الصابرين في هذا الزمان، الرجل الذي علم الأمة كيف يكون العالم، كيف يكون صبره، كيف يكون بذله، كيف يكون صدعه بالحق، كيف يكون المجاهد صادعا بهذه الكلمة لا يخاف في الله لومة لائم، الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره وأسر إخوانه الذين معه، وأنا لا أشك أن ما أصاب أمريكا من الدمار والقوارع التي لم تنقطع عنها إنما كان أحد أسبابها هو معادتها لهذا الرجل كما قال الله : " من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ".
ثناء العلامة الشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره
قال حفظه الله : " لا يحتاج الشيخ شهادة مثلي بها، فالقاصي والداني يعرف من هوالشيخ ... جرأة في قول الحق وشجاعة فيالتحريض على نصر الدين.. لم يبدل ولميغير، شعلة وقادة في التحريض على نصر الدين لم أرها من أهل جيله في زماننا إلا فينفر معدودين، منهم شيخنا العلامة حمود الشعيبي رحمه اللهتعالى ... لم ننسك شيخنا، فما زلت في قلوبنا نبتهل إلى الله تعالى ليل نهارأن يمكننا فنفك أسرك، ويجمعنا بك في ميادين نصرة دينه، فنحسبك - أي والله - منأنصار الله الربيين ".
وكذلك أثنى عليه جمع غفير من الأفاضل نذكرهم بإذن الله في ترجمة الموسعة الشيخ في "شذا الرياحين في تراجم علماء المجاهدين" يسر الله إتمامه.
والله نسأل أن يفرج عن شيخنا وعن جمع مشايخنا وإخواننا في الأسر، وأن ينصر إخواننا المجاهدين، وأن يمكن لنا في الأرض.
وإن من أعجز الناس مع عجز عن نصرتهم ولو بالدعاء.
فلنتذكر شيخنا الجليل، ونخلص في الدعاءله ولسائر أسرى المسلمين؛ أن يثبتهم الله على الحق المبين، ويفك أسرهم، ويكبت عدوهم، ويمكن لعباده المؤمنين.
وكتبه
أبو عبد القدير القمري
مؤرخ وباحث إسلامي
ثناء أسد الإسلام الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله
قال حفظه الله : "اللهم فرج عن علمائنا في كل مكان، عن الشيخ عمر عبد الرحمن في سجون أميركا، وأرحم ضعفه وشيبته وعن علمائنا في جزيرة العرب وغيرها من البلدان, اللهم فرج عن الشيخ سعيد بن زعير وإخوانه من سجون بلاد الحرمين وفرج عن شباب الإسلام في كل مكان إنك ولي ذلك والقادر عليه".
ثناء حكيم الأمة الدكتور أيمن الظواهري حفظه الله
قال حفظه الله : " ... هو شيخنا وشيخ المجاهدين؛ الأسد المقيد والليث المصفد وجبل العزة الأشم شيخنا العالم المجاهد الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره وعافاه من كل سوء. الذي يصدق فيه قول أحمد شوقي في عمر المختار رحمه الله:
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى** في السجن ضرغاماً بكى استخذاء
والشيخ عمر عبد الرحمن - فك الله أسره - أشهر من أن أعرف به، فهو يمثل تاريخاً عامراً بالجهاد والصدع بالحق، سجن لمرات وعذب وضرب وحوكم، ثم هاجر ورابط في الثغور وجاهد بلسانه وقلمه وقيادته لإخوانه، إلى أن تمكنت أمريكا من أسره، وطبقت عليه قانوناً لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية، حكم بمقتضاه قاض يهودي عليه بالسجن مدى الحياة، ومارس الأمريكان ويمارسون عليه أشد التضييق، فيحبسونه انفرادياً، ويصف أحواله في السجن فيقول في وصيته التي أرسلها من السجن: " ...
وللشيخ عمر فك الله أسره سجل ماجد من المواقف العظيمة في نصر الإسلام، أذكر منها على سبيل المثال موقفه في محكمة أمن الدولة حين ألقى بياناته الشهيرة على مدى ثلاثة أيام التي جمعها بعد ذلك في كتابه (كلمة حق)، وقد جاء فيها:
وقد كان الشيخ عمرعبد الرحمن قد تصور أن المبادرة التي أطلقها قادة الجماعة الإسلامية من السجن مجرد هدنة، فأيدها في بيان تحت عنوان "وقفوا لله وأوقفوا الله". ولكن الدكتور عمر في أواخر صفر ١٤٢١هـ وأوئل يونيو ٢٠٠٠م أصدر تصريحاً من سجنه، نقلته عنه محاميته لين ستيوارت، ذكرت فيه أن الشيخ عمر يسحب تأييده لمبادرة وقف العنف، لأنها لم تسفر عن أية نتائج إيجابية للإسلاميين، وأضافت ستيوارت على لسان عمرعبد الرحمن: "إنه لم يحدث أي تقدم، فآلاف المعتقلين لا يزالون معتقلين، والمحاكمات العسكرية مستمرة، وعمليات الإعدام لا تزال تنفذ".
وقد أخبرني الشيخ رفاعي طه -فك الله أسره- أن الشيخ عمر أرسل قبيل تصريح محاميته المذكور أعلاه خطاباً شديد اللهجة للقيادات التي أطلقت المبادرة، ولذلك حرصت تلك القيادات ومحاميها على عدم نشر ذلك الخطاب حتى اليوم.
وجزاء على نقل المحامية لين ستيوارت لتصريحات موكلها عمر عبد الرحمن وجه لها ولبقية فريق الدفاع عن الشيخ مساعد المدعي العام في مدينة نيويورك باتريك فيتزجيرالد خطاباً يخبرهم فيه أنهم ممنوعون من زيارة الشيخ ومن التحدث معه هاتفيا، بعدما عقدت لين ستيوارت مؤتمرا صحفيا – بناء على طلب الشيخ – أعلنت فيه سحب الشيخ لتأييده لمبادرة وقف الأعمال المسلحة في مصر كما وجه الشيخ من سجنه نداءين، أحدهما يطالب المسلمين بجهاد اليهود المعتدين على فلسطين، وتتبع مصالحهم في كل مكان، والآخر يناشد المسلمين فيه شن الهجمات على أمريكا وإغراق سفنها وإسقاط طائراتها.ولذلك وجهت لمحامية الشيخ لين ستيوارت ولمساعده القانوني أحمد عبد الستار ولمترجمه محمد يسري تهمة مساعدة الشيخ عمر عبد الرحمن على إرسال توجيهات إلى أصوليين من زنزانة سجنه، وهي تهمة قد تواجه فيها المحامية عقوبة تصل إلى السجن 40 عاماً.
كل هذا التضييق على الشيخ عمر عبد الرحمن -فك الله أسره- وعلى المعارضين لما يسمى بوثيقة ترشيد العمل الجهادي بينما يقام مهرجان إعلامي لأصحابها، وهم لا زالوا داخل سجون مصر العتيدة. باسم الحرية ومحاربة الإرهاب.
وصدق المتنبي:
وَماذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ**وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا ".
ثناء أديب المجاهدين الشيخ أبي يحيى الليبي حفظه الله
قال حفظه الله : " شيخ الصابرين في هذا الزمان، الرجل الذي علم الأمة كيف يكون العالم، كيف يكون صبره، كيف يكون بذله، كيف يكون صدعه بالحق، كيف يكون المجاهد صادعا بهذه الكلمة لا يخاف في الله لومة لائم، الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره وأسر إخوانه الذين معه، وأنا لا أشك أن ما أصاب أمريكا من الدمار والقوارع التي لم تنقطع عنها إنما كان أحد أسبابها هو معادتها لهذا الرجل كما قال الله : " من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ".
ثناء العلامة الشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره
قال حفظه الله : " لا يحتاج الشيخ شهادة مثلي بها، فالقاصي والداني يعرف من هوالشيخ ... جرأة في قول الحق وشجاعة فيالتحريض على نصر الدين.. لم يبدل ولميغير، شعلة وقادة في التحريض على نصر الدين لم أرها من أهل جيله في زماننا إلا فينفر معدودين، منهم شيخنا العلامة حمود الشعيبي رحمه اللهتعالى ... لم ننسك شيخنا، فما زلت في قلوبنا نبتهل إلى الله تعالى ليل نهارأن يمكننا فنفك أسرك، ويجمعنا بك في ميادين نصرة دينه، فنحسبك - أي والله - منأنصار الله الربيين ".
وكذلك أثنى عليه جمع غفير من الأفاضل نذكرهم بإذن الله في ترجمة الموسعة الشيخ في "شذا الرياحين في تراجم علماء المجاهدين" يسر الله إتمامه.
والله نسأل أن يفرج عن شيخنا وعن جمع مشايخنا وإخواننا في الأسر، وأن ينصر إخواننا المجاهدين، وأن يمكن لنا في الأرض.
وإن من أعجز الناس مع عجز عن نصرتهم ولو بالدعاء.
فلنتذكر شيخنا الجليل، ونخلص في الدعاءله ولسائر أسرى المسلمين؛ أن يثبتهم الله على الحق المبين، ويفك أسرهم، ويكبت عدوهم، ويمكن لعباده المؤمنين.
وكتبه
أبو عبد القدير القمري
مؤرخ وباحث إسلامي
تعليق