أبو بكر رضي الله عنه من أفصح الناس وأخطبهم
وأكثر الخطب التي ينقلها صاحب «نهج البلاغة» كذب على عليّ، وعلي أجل وأعلا قدرًا من أن يتكلم بذلك الكلام؛ ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح، فلا هي صدق، ولا هي مدح.
لا ريب أن عليًا كان من أخطب الناس، وكان أبو بكر خطيبًا، وعمر خطيبًا، وكان ثابت بن قيس بن شماس خطيبًا معروفًا بأنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كما كان حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة شعراءه.
ولكن كان أبو بكر رضي الله عنه يخطب عن النبي صلى الله عليه وسلم في حضوره وغيبته -فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في المواسم- يدعو الناس إلى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ونبي الله ساكت يقره على ما يقول، وكان كلامه تمهيدًا وتوطئة لما يبلغه الرسول، ومعونة له، لا تقدمًا بين يدي الله ورسوله، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر مهاجرين إلى المدينة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر يخاطب الناس عنه حتى ظن من لم يعرفهما أنه رسول الله إلى أن عرف بعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القاعد. وكان يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوفود فيخاطب الوفود، وكان يخاطبهم في مغيبه. ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذي خطب الناس ([3]).
خطبته بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
خطبته يوم السقيفة
خطبته بعد البيعة ([8])
خطبته لما حصلت الردة
خطبته لما جمع الجموع لغزو
أهل الكتاب بالشام
لما اجتمع عند الصديق من الجيوش لغزو الشام ما أراد قام في الناس خطيبًا، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم حث الناس على الجهاد، فقال: ألا لكل أمر جوامع فمن بلغها فهو حسبه، ومن عمل لله كفاه الله، عليكم بالجد والقصد، فإن القصد أبلغ، ألا إنه لا دين لمن لا إيمان له، ولا إيمان لمن لا خشية له، ولا عمل لمن لا نية له، ألا وإن في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله كما ينبغي للمسلم أن يحب أن يخص به هي النجاة التي دل الله عليها إذ نجا بها من الخزي وألحق بها الكرامة([14]).
([1]) سورة النساء: 63.
([2]) وأما تكلف الأسجاع والأوزان والجناس والتطبيق ونحو ذلك مما يتكلفه متأخرو الشعراء والخطباء والمرسلين والوعاظ فهذا لم يكن من دأب خطباء الصحابة والتابعين والفصحاء منهم، ولا كان ذلك مما يهتم به العرب، وغالب من يعتمد ذلك يزخرف اللفظ بغير فائدة مطلوبة من المعاني، كالمجاهد الذي يزخرف السلاح وهو جبان، ولهذا يوجد الشاعر كلما أمعن في المدح والهجو خرج في ذلك إلى الإفراط في الكذب، يستعين بالتخييلات أو التمثيلات. (منهاج جـ4/ 158، 159).
([3]) منهاج جـ4/157-159 (وانظر البداية والنهاية جـ3/186).
([4]) سورة آل عمران: 144.
([5]) أخرجه البخاري عن عائشة ك62 ب5 ك 23، ب3 جـ4 ص194. (وانظر البداية والنهاية جـ5/ 241-243).
([6]) منهاج جـ4/158، 262. جـ 3/215.
([7]) منهاج السنة جـ4/ 157، 158، ويأتي نصها في قصة البيعة في السقيفة.
([8]) هذه الخطبة والخطبتان بعدها من البداية والنهاية لابن كثير (لأهميتها نقلتها).
([9]) البداية والنهاية لابن كثير (جـ5/ 248).
([10]) سورة آل عمران: 144.
([11]) سورة آل عمران: 103.
([12]) سورة النور: 55.
([13]) البداية والنهاية جـ6/ 311، 312.
([14]) البداية والنهاية جـ7/ ص3.
تعليق