إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو بكر رضي الله عنه أول من دعا إلى الله وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو بكر رضي الله عنه أول من دعا إلى الله وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام

    أبو بكر رضي الله عنه أول من دعا إلى الله وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام

    أبو بكر أول من دعا إلى الله، وكان له قدر عند قريش لما فيه من المحاسن، فجعل يدعو الناس إلى الإسلام من وثق به، فأسلم على يديه أكابر أهل الشورى: عثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، وهذا أفضل عمل. وكان يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو معه الكفار إلى الإسلام في المواسم ويعاونه معاونة عظيمة في الدعوة، بخلاف غيره. كان يجاهد الكفار مع الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الأمر بالقتال بالحجة والبيان والدعوة، كما قال تعالى: }فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا{ وهذه السورة -سورة الفرقان- مكية نزلت قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أن يؤمر بالقتال. فكان أبو بكر أسبق الناس وأكملهم في أنواع الجهاد بالنفس والمال، فإنه جاهد قبل الأمر بالقتال وبعد الأمر بالقتال، منتصبًا للدعوة إلى الإيمان بمكة والمدينة يدعو المشركين ويناظرهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر»([1]) فالصحبة بالنفس، وذات اليد هو المال. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمن الناس عليه في النفس، والمال ([2]).

    وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام
    روى الإمام أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر، وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله»([3]) وهذا صريح في اختصاصه بهذه الفضيلة لم يشركه فيها علي ولا غيره.
    «وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه»([4]).
    وإنفاق أبي بكر لم يكن نفقة على النبي النبي صلى الله عليه وسلم في طعامه وكسوته فإن الله أغنى نبيه عن مال الخلق أجمعين؛ بل كان معونة له على إقامة الإيمان. وكان إنفاقه في أول الإسلام لتخليص من آمن والكفار يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشترائه سبعة كانوا يعذبون في الله، منهم بلال، حتى قال عمر رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً([5])، وإنفاقه على المحتاجين من أهل الإيمان في نصر الإسلام حيث كان أهل الأرض قاطبة أعداء الإسلام، وتلك النفقة ما بقي يمكن مثلها، ولهذا قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته -لما كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد كلام-: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد
    أحدهم ولا نصيفه»([6]). فإن إطعام الجائع من جنس الصدقة المطلقة التي يمكن كل واحد فعلها إلى يوم القيامة. وقال يعقوب بن سليمان في تأريخه: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، حدثنا هشام عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم، فأنفقها في سبيل الله؛ أعتق بلالاً، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني المؤمل، وأم عبيس ([7]). وقال أبو قحافة له: يا بني أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو اعتقت قومًا يمنعونك. فقال: إني أريد ما أريد ([8]).
    ولما هاجر استصحب ماله فجاء أبو قحافة، وقال لأهله: ذهب أبو بكر بنفسه فهل ترك ماله عندكم أو أخذه؟ قالت أسماء: فقلت: بل تركه، ووضعت في الكوة شيئًا وقلت هذا هو المال لتطيب نفسه أنه ترك ذلك لعياله، ولم يطلب أبو قحافة منه شيئًا. وهذا يدل على غناه. وأصحاب الصفة كانوا فقراء فحث النبي النبي صلى الله عليه وسلم على طعمتهم فذهب بثلاثة، وانطلق نبي الله بعشرة ([9]) وكان الصديق ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابة بعيدة، وكان ممن يتكلم في الإفك، فحلف أبو بكر أن لا ينفق عليه، فأنزل الله تعالى: }وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ{ إلى قوله: }وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{([10]) فقال أبو بكر: بلى والله أحب أن يغفر الله لي، فأعاد عليه النفقة. والحديث بذلك ثابت في الصحيحين ([11])([12]).
    الفضل بالسبق إلى الإنفاق والقتال وهو أسبقهم إليهما
    وكل آية نزلت في مدح المنفقين في سبيل الله فهو أول المرادين بها من الأمة، مثل قوله تعالى: }لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا{([13]) فالذين سبقوا إلى الإنفاق والقتال قبل الحديبية أفضل ممن بعدهم. وأبو بكر أفضل من هؤلاء كلهم، فإنه من حين آمن بالرسول النبي صلى الله عليه وسلم ينفق ماله ويجاهد بحسب الإمكان.
    وليس كل من سبق إلى الإسلام كان أفضل من غيره، ولهذا كان عمر ممن أسلم بعد تسعة وثلاثين وهو أفضل من أكثرهم بالنصوص الصحيحة. وكذلك قوله: }الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ{([14])([15]).
    سبقه عمر في الإنفاق
    وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر رضي الله عنه قال: «أمرنا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً، فقال النبي النبي صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت لا أسابقه إلى شيء أبدًا» رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح([16])([17]).
    ([1]) أخرجه الترمذي في مناقب الصديق رقم (3739) «ما من الناس أحد أمن إلينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة» قال: ومعنى قوله «أمن إلينا» هي أمن علينا. أي أسمح بماله وأبذل له، ولم يرد به معنى الامتنان، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذًا خليلاً...» الحديث (ك 8 ب8) ويأتي مع أحاديث المخالة.

    ([2]) منهاج السنة جـ3/4، جـ4/8، 166، 7، 54، 245، 43.

    ([3]) المسند جـ2/253 وفي رواية «وقال: وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك» المسند جـ2/ 266 وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ «ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة» (رقم 3741).

    ([4]) قوله: «وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه» أخرجه الخطيب عن سعيد بن المسيب مرسلاً (تأريخ الخلفاء ص38).

    ([5]) أبو نعيم في الحلية (1/147).

    ([6]) أخرجه مسلم (ك 44 ح 221 ص1967) بلفظ «ما أدرك من أحدهم ...» وأخرجه البخاري ك 62 ب5.

    ([7]) وأخرج سعيد بن الأعرابي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أسلم أبو بكر رضي الله عنه يوم أسلم وفي منزله أربعون ألف درهم فخرج إلى المدينة في الهجرة وماله غير خمسة آلاف كل ذلك ينفقه في الرقاب والعون على الإسلام.

    ([8]) وفي رواية ابن جرير قال: «يا أبت إني أريد ما عند الله».

    ([9]) أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن أبي بكر. انظر البخاري ك61 ب25.

    ([10]) سورة النور: 22.

    ([11]) في البخاري جـ5/ 198-201 ومسلم رقم (2770).

    ([12]) جـ4/ 286، 4، 44، 45، 289، 7، 50، 287، 283، 284، 274، 245.

    ([13]) سورة الحديد: 10.

    ([14]) سورة التوبة: 20.

    ([15]) منهاج جـ4 ص45، 289، 42، 136.

    ([16]) رواه أبو داود في الزكاة (رقم 1678) والترمذي في المناقب (رقم 3676).

    ([17]) منهاج جـ4/ 45، 289.



  • #2
    رد: أبو بكر رضي الله عنه أول من دعا إلى الله وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام

    احسنتم جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق

    يعمل...
    X