إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو بكر الصديق أفضل الصحابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو بكر الصديق أفضل الصحابة

    أبو بكر الصديق أفضل الصحابة
    الصحابة والخلفاء الراشدون
    وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام والقرآن والعلم والمعارف والعبادات ودخول الجنة والنجاة من النار وانتصارهم على الكفار وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله.
    وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة رضي الله عنهم عليه الفضل إلى يوم القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا أقوم بكل خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كما قال فيهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من كان مستنًا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا والله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم، رواه غير واحد منهم ابن بطة عن قتادة([1]).
    فقول عبد الله بن مسعود: كلام جامع بين فيه حسن قصدهم ونياتهم ببر القلوب، وبين فيه كمال المعرفة ودقتها بعمق العلم، وبين فيه تيسر ذلك عليهم وامتناعهم من القول بلا علم بقلة التكلف.
    فالصحابة أكمل هذه الأمة عقلاً وعلمًا وفقهًا ودينًا، ولهذا أحسن الشافعي رحمه الله في قوله: «هم فوقنا في كل فقه وعلم ودين وهدى، وفي كل سبب ينال به علم وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا» أو كلامًا هذا معناه.
    ومن أراد أن يعرف فضائل الصحابة ومنازلهم عند النبي صلى الله عليه وسلم فليتدبر الأحاديث الصحيحة التي صححها أهل العلم بالحديث الذين كلمت خبرتهم بحال النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتهم له، وصدقهم في التبليغ عنه، وصار هواهم تبعًا لما جاء به. فليس لهم غرض إلا في معرفة ما قاله، وتمييز عما يخلط بذلك من كذب الكاذبين، وغلط الغالطين.
    وأهل السنة عندهم، أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء، وكذلك أهل بيعة الرضوان.
    وقد أثنى الله عليهم هو ورسوله ورضي عنهم وأعد لهم الحسنى كقوله: }وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ{([2]) الآية، }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ{([3])، }لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً
    مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
    {([4]).

    وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»([5])، وفي الصحيحين «أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد كلام، فقال: يا خالد لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»([6]). قال ذلك لخالد بالنسبة إلى السابقين الأولين.
    وثبت عنه في الصحيح من غير وجه أنه قال: «خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»([7]). وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم، وتفضيل أولهم على من بعدهم من القرون([8]).

    فضل بعض الخلفاء
    على بعض
    الخلفاء الأربعة كل منهم له سعي مشكور، وعمل مبرور وآثار صالحة في الإسلام، والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء؛ فهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون. الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.
    والله سبحانه كما فضل بعض النبيين على بعض فضل بعض الخلفاء على بعض، فكل منهم له رتبته ودرجته. والصديق أكمل القوم وأسبقهم إلى الخيرات. وهذا أمر لا يشك فيه إلا من كان جاهلاً بحالهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو كان صاحب هوى صده اتباع هواه عن معرفة الحق فصار ينقص بعضهم عن رتبته أو عن درجته أو يفتري عليه في ذلك.
    وأهل السنة لا ينازعون في كمال علي وأنه في الدرجة العليا من الكمال، وإنما النزاع في كونه أكمل من الثلاثة وأحق بالخلافة منهم ([9]).

    أبو بكر الصديق أفضل الصحابة
    نسبه
    هو عبد الله، بن عثمان، بن عامر، بن كعب، بن سعد، بن تيم، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب. يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب، كنيته أبو بكر. وعثمان هو اسم أبي قحافة. وأم أبي بكر سلمى. وتكنى أم الخير، بنت صخر بن عامر، ابنة عم أبيه، أسلمت وهاجرت.
    ولد أبو بكر بعد الفيل بسنتين وستة أشهر ([10]).
    عمله
    كان أبو بكر تاجرًا: تارة يسافر في تجارته، وتارة لا يسافر. وقد سافر إلى الشام في تجارته في الإسلام. والتجارة كانت أشرف مكاسب قريش، وكان خيار أهل الأموال منهم أهل التجارة، وكانت العرب تعرفهم بالتجارة، ولما ولي أراد أن يتجر لعياله فمنعه المسلمون، وقالوا: هذا يشغلك عن مصالح المسلمين ([11]) وفرضوا له درهمين كل يوم ([12]).

    منزلته قبل الإسلام
    كان معظمًا في قريش، محببًا، مؤلفًا، خبيرًا بأنساب العرب وأيامهم([13])، وكانوا يألفونه لمقاصد التجارة ولعلمه وإحسانه، وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد ([14]) لقيه ابن الدغنة ([15]) أمير من أمراء العرب سيد القارة ([16]) فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي».
    قال ابن الدغنة: فإن مثلك لا يَخْرُج ولا يُخْرَج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، فارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، وقال لهم: «إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟» الحديث([17]). ويأتي بتمامه.
    فقد وصفه ابن الدغنة بحضرة أشراف قريش بمثل ما وصفت به خديجة النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي.
    ولم يعلم أحد من قريش عاب أبا بكر بعيب ولا نقصه ولا استرذله كما كانوا يفعلون بضعفاء المؤمنين. ولم يكن له عندهم عيب إلا الإيمان بالله ورسوله ([18]).
    وصفه بالصديق
    ثبت له هذا الاسم بالدلائل الكثيرة، وبالتواتر الضروري عند الخاص والعام، ووصفه به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا([19]) ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم([20]) فقال: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»([21]).
    وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: «يا رسول الله }وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ{»([22]) أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخالف؟ قال: «لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه»([23])([24]).
    الصديق أبلغ من الصادق
    الوصف بالصديق أكمل من الوصف بالصادق، فكل صديق صادق، وليس كل صادق صديقًا. وأبو بكر ليست فضيلته في مجرد كونه صادقًا ليس غيره أكثر تحريًا للصدق منه؛ بل في أنه علم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً، وصدق ذلك تصديقًا كاملاً في العلم والقصد والقول والعمل.
    وهذا القدر لم يحصل لأبي ذر ([25]) ولا غيره؛ لأنه لم يعلم ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم كما علمه أبو بكر، ولا حصل له من التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، ولا حصل له من التصديق المفصل ما حصل لأبي بكر، فإن أبا بكر أعرف منه، وأعظم حبًا لله ورسوله منه، وأعظم نصرًا لله ولرسوله منه، وأعظم جهادًا بنفسه وماله منه، إلى غير ذلك من الصفات التي هي كمال الصديقية.
    وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون([26]) ومن كان أكمل في ذلك فهو أفضل ([27]).
    ([1]) المسند جـ5/211 رقم 3600 ومجمع الزوائد جـ1 / 178، 177 قال: ورواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثقون، وابن بطة: عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان أبو عبد الله العكبري صاحب كتاب «الشرح والإبانة على أصول الديانة» المتوفى عام 387هـ.

    ([2]) سورة التوبة: 100.

    ([3]) سورة الفتح: 29.

    ([4]) سورة الحشر: 8، 9.

    ([5]) رواه مسلم 4/ رقم 1942.

    ([6]) رواه البخاري ك62 ب1، مسلم 2496.

    ([7]) يأتي تخريجه تحت عنوان (كل مدح وثناء في القرآن فهو أول داخل فيه).

    ([8]) منهاج جـ3، 45، جـ1/ 222، 223 جـ 3/48، جـ2/252، جـ 1/204.

    ([9]) منهاج جـ4/79، 202، 129، 69/ 251، جـ3/134، جـ2/ 266.

    ([10]) فتح الباري (7/9)، الإصابة (2/341).

    ([11]) منهاج جـ4/288 طباعة الأميرية ببولاق مصر عام 1322هـ.

    ([12]) جـ4/226 ويأتي.

    ([13]) قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت لما أمره بهجاء قريش: «لا تعجل إن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإن لي فيهم نسبًا حتى يخلص لك نسبي» صحيح مسلم (ط تركيا، ك44 ح157).
    وأخرج ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن شيخ من الأنصار قال: كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة وكان يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق، (تاريخ الخلفاء للسيوطي ص42، 43).

    ([14]) موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر. وقيل بلد باليمن. (معجم البلدان لياقوت).

    ([15]) بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون عند أهل اللغة. وعند الرواة بفتح أوله وكسر ثانيه وتخفيف النون، الدغنة أمه، وقيل أم أبيه وقيل ابنته، قيل اسمه الحارث بن يزيد.

    ([16]) القارة قبيلة مشهورة من بني الهون بن خزيمة بن مدركة.

    ([17]) أخرجه البخاري ك63 ب45.

    ([18]) منهاج السنة جـ4/288، 289، 268، 31.

    ([19]) أحد جبل بالمدينة كانت عنده الوقعة التي قتل فيها حمزة وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج وجهه الشريف.

    ([20]) هذه الرجفة رجفة طرب لا رجفة غضب، ولهذا نص على مقام النبوة والصديقية والشهادة الموجبة لسرور ما اتصلت به فأقر بذلك الجبل واستقر (تحفة أهل التصديق ببعض فضائل الصديق ص78) وفي الحديث «أحد جبل يحبنا ونحبه».

    ([21]) هذا لفظ البخاري (ك 62 ب5) وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» وفي رواية «وسعد بن أبي وقاص» (انظر صحيح مسلم ك44 ح50).
    قلت: وحراء جبل بمكة معروف. قال ابن تيمية رحمه الله: لكن من حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم ما صعد إليه بعد ذلك ولا قربه هو ولا أصحابه، وقد أقام بمكة بضعة عشر سنة بعد النبوة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة، وعام الفتح وفي عمرة الجعرانة، لم يأت غار حراء ولا زاره. اهـ (مجموع الفتاوى 27/ 251).

    ([22]) سورة المؤمنون: 60.

    ([23]) أخرجه الترمذي في تفسير سورة المؤمنون (رقم 3225) وابن ماجه جـ2/1404.

    ([24]) منهاج السنة جـ2/222، جـ4/61، 62، 254 باختصار. قلت: ومنها ما جاء في قصة الإسراء «أنه لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به، وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس. قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: أتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، في خبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي الصديق». أخرج الحاكم والبيهقي والطبراني، ويأتي حديث «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت». وذكر النووي عن مصعب بن الزبير قال: وأجمعت الأمة على تسميته بالصديق، لأنه بادر إلى تصديق الرسول، ولازم الصدق فلم تقع منه هناة ما، ولا وقفة في حال من الأحوال، وكان له في الإسلام المواقف الرفيعة، (تهذيب اللغات 2/181 طبع مصر). وعن الشعبي قال: خص الله تبارك وتعالى أبا بكر بأربع خصال لم يخص بها أحدًا من الناس: سماه الصديق ولم يسم أحدًا الصديق غيره (تأريخ الخلفاء ص60 نقلاً عن الدينوري وابن عساكر).

    ([25]) الذي جاء في الحديث المروي: «أما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر» (منهاج 2/221).
    قلت: وهذا الحديث أخرجه الترمذي في مناقب أبي ذر برقم (3794).

    ([26]) ولهذا قدمهم الله في القرآن على الشهداء والصالحين.

    ([27]) منهاج السنة (جـ2/ 221، 222).
    وذكر ابن تيمية رحمه الله (قاعدة في التفضيل) فقال: يجب أن يعلم أولاً أن التفضيل إذا ثبت للفاضل من الخصائص ما لا يوجد مثله للمفضول، فإذا استويا وانفرد أحدهما بخصائص كان أفضل. أما الأمور المشتركة فلا توجب تفضيله على غيره. (مجموع الفتاوى 4/ 414).



  • #2
    رد: أبو بكر الصديق أفضل الصحابة

    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع بك
    لكن عذرا اخيه ينقل الى القسم المناسب


    تعليق


    • #3
      أبو بكر رضي الله عنه أسبق الصحابة إلى الخيرات

      أبو بكر رضي الله عنه أسبق الصحابة إلى الخيرات
      هو أول من أسلم
      أول من آمن بالرسول باتفاق أهل الأرض أربعة: أول من آمن به من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي، ومن الموالي زيد بن حارثة. وفي صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر([1]) فسلم، وقال: يا رسول الله إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثًا. ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ قالوا: لا. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمعر([2]) حتى أشفق أبو بكر ([3]) فجثى على ركبتيه فقال يا رسول الله: والله إنا كنت أظلم مرتين ([4]) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله([5]) فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين. فما أوذي بعدها»([6]).
      وفي رواية: «كانت بين أبي بكر وعمر محاورة ([7]) فأغضبه أبو بكر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. قال: وغضب النبي صلى الله عليه وسلم وفيه «إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت»([8]).
      فهذا يبين فيه أنه لم يكذبه قط، وأنه صدقه حين كذبه الناس وهذا ظاهر في أنه صدقه قبل أن يصدقه أحد من الناس الذين بلغهم الرسالة.
      والناس متنازعون في أول من أسلم فقيل: أبو بكر أول من أسلم، فهو أسبق إسلامًا من علي، وقيل: إن عليًا أسلم قبله، لكن علي كان صغيرًا، وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء.
      ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع؛ فيكون هو أكمل سبقًا بالاتفاق، وأسبق على الإطلاق على القول الآخر.
      وقال الشيخ في موضع آخر: وأما خديجة وعلي وزيد فهؤلاء كانوا من عيال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته. وخديجة عرض عليها أمره لما فاجأه الوحي وصدقته ابتداء قبل أن يؤمر بالتبليغ، وذلك قبل أن يجب الإيمان به، فإنه إنما يجب إذا بلغ الرسالة.
      وعلي يمكن أنه آمن به لما سمعه يخبر خديجة وإن كان علي لم يبلغه. وقوله في حديث عمرو بن عبسة: «قلت يا رسول الله: من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به»([9]) موافق لهذا. أي: اتبعه من المكلفين المدعوين ([10]).
      وأول من أوذي في الله
      أول من أوذي في الله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر -آذاه الكفار على إيمانه حتى خرج من مكة مهاجرًا إلى أرض الحبشة- روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية([11])» فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي. قال ابن الدغنة: فإن مثلك لا يَخْرُج ولا يُخْرَج، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع، وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق. فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن الدغنة: مر أما بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك، ولا يستعلن به؛ فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبنائنا. فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره. ثم بدأ لأبي بكر فابتنى مسجدًا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه. وكان أبو بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد تجاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد عليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له. فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل. الحديث([12]).
      ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر جعلوا في كل واحد منهما ديته لمن قتله أو أسره ([13]).
      وحثوا التراب على رأس أبي بكر، قال ابن إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، قال: لقي أبا بكر سفيه من سفهاء قريش حين خرج من جوار ابن الدغنة وهو عامد إلى الكعبة فحثا على رأسه ترابًا، فمر بأبي بكر الوليد بن المغيرة أو العاص بن وائل، فقال له أبو بكر: ألا ترى ما يصنع هذا السفيه؟ فقال: أنت فعلت ذلك بنفسك. وهو يقول: أي رب ما أحلمك، أي رب ما أحلمك، أي رب ما أحلمك([14]).
      وأول من دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
      لما أراد المشركون أن يضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقتلوه بمكة دافع عنه الصديق فضربوه، عن عروة بن الزبير قال سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ([15]) وفي حديث أسماء: فأتى الصريخ إلى أبي بكر، فقال: أدرك صاحبك. قالت: فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئًا من غدائره إلا رجع معه ([16])([17]).
      ([1]) غامر: خاصم أي دخل في غمرة الخصومة.

      ([2]) أي تذهب نضارته من الغضب.

      ([3]) أن يكون لعمر من الرسول ما يكره.

      ([4]) لأنه هو الذي بدأ.

      ([5]) المراد به أن صاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء.. ومواساته بنفسه وقايته في المخاوف كما يأتي في قصة الهجرة وغيرها.

      ([6]) لما أظهره النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيمه.

      ([7]) مراجعة.

      ([8]) والحديث في البخاري (ك 62 ب5، ك 65 سورة 7 ب 3).

      ([9]) صحيح مسلم ك6، جـ294.

      ([10]) هذه النقول التي روى فيها الأحاديث وبين وجه الدلالة منها هي في المنهاج جـ4/251، 8، 42، 45، 253، 254، 136، وجـ 3 منه ص4 وانظر البداية والنهاية لابن كثير جـ3 ص26.

      ([11]) والإسلام إذ ذاك ضعيف والأعداء كُثر، وهذا غاية الفضيلة والاختصاص في الصحبة (منهاج جـ4/245) ويأتي.

      ([12]) أخرجه البخاري ك63 ب45.

      ([13]) منهاج السنة ج3/6، جـ288، 268، 31.

      ([14]) البداية والنهارية جـ3 ص95.
      قلت وذكر ابن كثير في البداية والنهاية، عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي بسنده عن عائشة بعد أن ذكرت إسلام أبي بكر قالت: لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووطئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه. إلى آخر القصة (البداية والنهاية جـ3/29، 30).

      ([15]) البخاري ك 62 ب 5.

      ([16]) أخرجه أبو يعلى، انظر فتح الباري جـ7/ 169.

      ([17]) منهاج السنة جـ 3/4، جـ4/252، 166، 168، وقال في الفتح: ولقصة أبي بكر هذه شاهد من حديث علي رضي الله عنه أخرجه البزار من رواية محمد بن علي عن أبيه أنه خطب فقال: من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت. فقال: أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكنه أبو بكر. لقد رأيت رسول الله r أخذته قريش هذا يجؤه وهذا يتلقاه، ويقولون له: أنت تجعل الآلهة إلهًا واحدًا، فوالله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويدفع هذا ويقول ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. ثم بكى علي. ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون أفضل أم أبو بكر؟ فسكت القوم. فقال علي: والله لساعة من أبي بكر خير منه، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا يعلن إيمانه. (الفتح جـ7/ 169).


      تعليق


      • #4
        رد: أبو بكر رضي الله عنه أسبق الصحابة إلى الخيرات

        أحسنتم بارك الله فيكم نفع بكم
        تم دمج هذا الموضوع لموضوع لكم سابق .
        "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

        تعليق

        يعمل...
        X