إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ



    عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

    تأليف
    الشيخ/ وحيد بن عبد السلام بالي

    إن الحمد لله نحمده , ونستعينه . ونستغفره ,
    ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
    من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له ,
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . وبعد ..

    فهذه مواقف مشرقة اخترتها من تاريخ أمتنا الإسلامية المجيد تصور حال العلماء مع الأمراء
    لأن هذين الصنفين إذا صلحا صلحت الأمة بصلاحهما وإذا فسدا فسدت الأمة .
    وقد كتبت هذه المواقف التاريخية دونما تعليق لأن كل موقف يحمل
    في طياته العظة للمتعظ والعبرة للمعتبر كتبتها تنبيهاً للغافل وتذكيراً للناسي .
    والله أسأل أن ينفع بها إنه ولي ذلك والقادر عليه ,
    وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .




    بين سعيدِ بنِ جبيرٍ والحجاجِ بنِ يوسفَ الثقفيِّ



    كان الحجاج بن يوسف فاسق بني ثقيف , والياً لعبد الملك يأخذ بالشبهات ويتحرى
    المناوئين في جميع البلاد الإسلامية لحكم أميره وسيده .
    فيصب المحن عليهم دون هوادة ولا خوف من الله المقتدر الجبار
    وكان خالد بن عبد الملك القسري والياً على مكة المكرمة شرفها الله وقد علم بوجود
    ابن جبير في ولايته فألقى القبض عليه واعتقله ثم أراد أن يتخلّص منه
    فأرسله فخوراً مع إسماعيل بن واسط البجلي إلى الحجاج بن يوسف .
    قال الحجاج : ما اسمك ؟
    سعيد : سعيد بن جبير .
    الحجاج : بل أنت شقي بن كسير .
    سعيد : بل كانت أمي أعلم باسمي منك .
    الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت .
    سعيد : الغيب يعلمه غيرك .
    الحجاج : لابد لك بالدنيا ناراً تلظي .
    سعيد : لو علمت أن ذلك بيدك ؛ لاتخذتك إلهاً .
    الحجاج : فما قولك في محمد ؟
    سعيد : نبي الرحمة وإمام الهدى .
    الحجاج : فما قولك في علي أهو في الجنة أم في النار ؟
    سعيد : لو دخلتها وعرفت من فيها , عرفت أهلها .
    الحجاج : فما قولك في الخلفاء ؟
    سعيد : لست عليهم بوكيل .
    الحجاج : فأيهم أعجب إليك ؟
    سعيد : أرضاهم لخالقي .
    الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟
    سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم .
    الحجاج : أحب أن تصدقني .
    سعيد : إن لم أحبك لن أكذبك .
    الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟
    سعيد : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين , والطين تأكله النار !! .
    الحجاج : فما بالنا نضحك ؟
    سعيد : لم تستو القلوب .
    ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت , فجمعه بين يديه .
    فقال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح وإلا ففزعة واحدة
    تذهل كل مرضعة عما أرضعت , ولا خير في شيء من الدنيا إلا ما طاب وزكا .
    ثم دعا الحجاج بالعود والناي , فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد .
    فقال : ما يبكيك أهو اللعب ؟
    قال سعيد : هو الحزن . أما النفخ فذكَّرني يوماً عظيماً يوم ينفخ في الصور ,
    وأما العود فشجرة قطعت من غير حق !! وأما الأوتار فمن الشاة تُبعث يوم القيامة !! .
    قال الحجاج : ويلك يا سعيد .
    فقال : لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة .
    قال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟
    فقال : اختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة .
    قال : أتريد أن أعفو عنك ؟
    فقال : إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
    قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه .
    فلما خرج ضحك فأُخبر الحجاج بذلك فردوه إليه .
    وقال : ما أضحكك ؟
    فقال : عجبت من جرأتك على الله , وحلم الله عليك .
    فأمر بالنطع فبسط وقال : اقتلوه .
    فقال سعيد : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين .
    قال الحجاج : كبوه على وجهه .
    قال سعيد : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى .
    قال الحجاج : اذبحوه .
    قال سعيد : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ,
    خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة , اللهم لا تسلّطه على أحد يقتله بعدي .

    { وفيات الأعيان ( 2/ 371 ) }

    بإذن الله ..



    ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
    فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

  • #2
    رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

    اختاه مااطيب الموضوع بارك الله فيكم اسجل متابعتي

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ


      بين حُطيطٍ والحجاجِ


      جيء بالعالم حطيط الزيات إلى الحجاج , فلما دخل عليه . قال : أنت حطيط ؟
      قال : نعم , سل عما بدا لك فإني عاهدت الله عند المقام – أي مقام إبراهيم عليه السلام –
      على ثلاث خصال إن سُئِلتُ لأصدقنَّ وإن أُبتلِيتُ لأصبرن وإن عُوفيتُ لأشكرن .
      قال الحجاج : فما تقول فيَّ ؟
      قال : أقول فيك إنك من أعداء الله في الأرض تنتهك المحارم وتقتل بالظُّنة .
      قال : فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ؟
      قال : أقول إنه أعظم جرماً منك , وإنما أنت خطيئة من خطاياه ,
      فأمر الحجاج أن يضعوا عليه العذاب , فانتهى به العذاب إلى أن شُقق له القصب ,
      ثم جعلوه على لحمه وشدوه بالحبال ثم جعلوا يمدُّون – يستلون – قصبة قصبة ,
      حتى انتحلوا لحمه , فما سمعوه يقول شيئاً , فقيل للحجاج إنه في آخر رمق .
      فقال : أخرجوه فارموا به في السوق .
      قال جعفر : وهو الراوي فأتيته أنا وصاحب له .
      فقلنا له : حُطيط ! ألك حاجة ؟
      قال : شربة ماء .
      فأتوه بشربة ثم استشهد , وكان عمره ثماني عشرة سنة – رحمه الله –

      { الأحياء الجزء الخامس صـ (54) }



      بين أبي حازمٍ وسليمان بن عبدِ الملكِ


      حين قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وهو يريد مكة وأرسل إلى عالمها
      الجليل أبي حازم , فلما دخل عليه .
      قال سليمان : يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟
      فقال : لأنكم خرّبتم آخرتكم , وعمرتم دنياكم , فكرهتوا أن تُنقلُوا من العمران إلى الخراب .
      فقال سليمان : كيف القدوم على الله ؟
      قال : يا أمير المؤمنين , أما المُحسن فكالغائب يقدم على أهله وأما المُسيء فكالآبق يقدم على مولاه .
      فبكى سليمان وقال : ليت شعري مالي عند الله ؟!
      قال أبو حازم : أعرض نفسك على كتاب الله حيث قال : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) [ الانفطار : 13, 14 ] .
      قال سليمان : فأين رحمة الله ؟
      قال : قريب من المحسنين .
      قال : يا أبا حازم أي عباد الله أكرم ؟
      فقال : أهل البر والتقوى .
      قال : فأي الأعمال أفضل ؟
      فقال : أداء الفرائض مع اجتناب المحارم .
      قال : أي الكلام أسمع ؟
      فقال : قول الحق عند من تخاف وترجو .
      قال : فأي المؤمنين أخسر ؟
      فقال : رجل خطأ في هوى أخيه وهو ظالم , فباع آخرته بدنيا غيره .
      قال سليمان : ما تقول فيما نحن فيه ؟
      فقال : أو تُعفيني ؟
      قال : لابد , فإنها نصيحة تُلْقِها إليَّ .
      فقال : إن آباءك قهروا الناس بالسيف , وأخذوا هذا المُلك عنوة من غير مشورة
      من المسلمين ولا رضا منهم , حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة وقد ارتحلوا ,
      فلو شعرت بما قالوا وما قيل لهم .
      فقال رجل من جلسائه : بئسما قلت .
      قال أبو حازم : إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه .
      فقال سليمان : يا أبا حازم , كيف لنا أن نصلح للناس ؟
      قال : تدع الصلف , وتستمسك بالعروة وتُقسم بالسوية .
      قال : كيف المأخذ به ؟
      قال : أن تأخذ المال في حِلِّه , وتضعه في أهله .
      قال : يا أبا حازم , ارفع إلي حوائجك .
      قال : تنجيني من النار , وتدخلني الجنة ؟
      قال : ليس ذلك إليَّ .
      قال : فلا حاجة لي غيرها , ثم قام فأرسل إليه بمائة دينار فردها إليه , ولم يقبلها .

      { وفيات الأعيان ( 2/423) }


      بإذن الله ..



      ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
      فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

      تعليق


      • #4
        رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

        وفيكِ بارك الله أختي ,,

        ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
        فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

        تعليق


        • #5
          رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ


          بين عالمٍ وسليمانِ بنِ عبد الملكِ


          دخل أحدهم على سليمان بن عبد الملك , فقال : يا أمير المؤمنين ,
          إني مُكلِّمك بكلام فاحتمله وإن كرهته , فإن وراءه ما تحب إن قبلته .
          فقال : إنا نجود بسعة الإحتمال على من نرجو نصحه , ولا نأمن غشه ,
          فكيف بمن نأمن غشه ونرجو نصحه ؟! .
          فقال : يا أمير المؤمنين إنه تكَنَّفك رجال أساءوا الإختيار لأنفسهم وابتاعوا دنياهم بدينهم ,
          ورضاك بسخط ربهم خافوك في الله تعالى ولم يخافوا الله فيك ,
          حرب الآخرة سلم الدنيا , فلا تأمنهم على من ائتمنك الله عليه , فإنهم لم يألوا
          في الأمانة تضييعاً وفي الأمة خسفاً وعسفاً وأنت مسئول عما اجترحوا ,
          فلا تُصلِح دنياهم بفساد آخرتِك , فإن أعظم الناس غبْناً من باع آخرته بدنيا غيره .
          فقال له سليمان : أما إنك قد سللت لسانك وهو أقطع من سيفك .
          قال : أجل , يا أمير المؤمنين ولكن لا عليك .

          { الأحياء الجزء الخامس صـ 122 }


          بين غلامٍ وعمرَ بنِ عبدِ العزيزِ


          لما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز , وفدت الوفود من كل بلد لبيان حاجتها وللتهنئة
          فوفد عليه الحجازيون فتقدم غلام هاشمي للكلام وكان حديث السن .
          فقال عمر : لينطق من هو أسن منك .
          فقال الغلام : أصلح الله أمير المؤمنين إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح الله
          عبداً لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام , وعرف فضله من سمع خطابه ولو أن الأمر
          يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق بمجلسك هذا منك .
          فقال عمر : صدقت , قل ما بدا لك .
          فقال الغلام : أصلح الله أمير المؤمنين : نحن وفد تهنئة لا وفد مرزئة ,
          وقد أتيناك لمنِّ الله الذي منَّ علينا بك ولم يقدمنا إليك رغبة أو رهبة .
          أما الرغبة فقد أتيناك من بلادنا , وأما الرهبة فقد أمِنَّا جورك بعدلك .
          فقال عمر : عظني يا غلام .
          فقال : أصلح الله أمير المؤمنين : إن ناساً من الناس غرَّهم حلم الله عنهم , وطول أملهم ,
          وكثرة ثناء الناس عليهم , فزلّت الأقدام فهَوَوا في النار .
          فلا يغرنك حلم الله عنك , وطول أملك , وكثرة ثناء الناس عليك , فتزل قدمك فتلحق بالقوم .
          فلا جعلك الله منهم وألحقك بصالحي هذه الأمة . ثم سكت .
          فقال عمر : كم عمر الغلام ؟
          فقيل له ابن إحدى عشرة سنة ثم سأل عنه فإذا هو من ولد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه ,
          فأثني عليه خيراً ودعا له .

          بإذن الله ..


          ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
          فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

          تعليق


          • #6
            رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ


            بين مكحولِ ويزيدَ بنِ عبدِ الملكِ


            جلس التابعي الجليل مكحول عالم أهل الشام في مجلسه يلقي درسه كعادته ,
            وحوله طلاب العلم يأخذون عنه ,
            إذ أقبل الخليفة الأُموي يزيد بن عبد الملك في زينته وتبختره ,
            وجاء إلى حلقة مكحول , فأراد الطلاب أن يوسِعوا له .
            فقال مكحول : دعوه يتعلم التواضع .. !.

            { سير أعلام النبلاء ( 5/150 ) }


            بين طاووسٍ وهشام بنِ عبدِ الملكِ


            إن هشام بن عبد الملك قدم حاجاً إلى مكة فلما دخلها قال : ائتوني برجل من الصحابة .
            فقيل : يا أمير المؤمنين قد تفانوا .
            فقال : من التابعين .
            فأًتي بطاووس اليماني العالم الجليل - رحمه الله - .
            فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين . ولكن قال :
            السلام عليك يا هشام , ولم يكنه , وجلس بإزائه .
            وقال : كيف أنت يا هشام , فغضب هشام غضباً شديداً حتى همَّ بقتله .
            فقيل له : أنت في حرم الله وحرم رسوله , ولا يمكنك ذلك .
            فقال : يا طاووس ما الذي حملك على ما صنعت ؟
            قال : وما الذي صنعت ؟
            قال هشام : خلعت نعليك بحاشية بساطي , ولم تُقّبِلْ يدي , ولم تُسلم بإمرة المؤمنين ,
            ولم تكنني , وجلست بإزائي دون إذني , وقلت : كيف أنت يا هشام ؟! .
            فقال : أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فإني أخلعها بين يدي رب العزة كل يوم
            خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ .
            وأما قولك لم تُقبل يدي فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :
            لا يحل لرجل أن يُقبل يد أحد إلا امرأته من شهوة أو ولده من رحمة , وأما قولك لم تسلم
            بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب ,
            وأما قولك لم تكنني فإن الله سمى أنبياءه وأولياءه , فقال : يا داود ويا يحيى ويا عيسى
            وكنى أعداءه فقال : تبت يدا أبي لهب وتب .
            وأما قولك جلست بإزائي فإني سمعت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه يقول :
            إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار , فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام .
            فقال هشام : عظني .
            قال : سمعت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه يقول : إن في جهنم حيّات كالقِلال ,
            وعقاربَ كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته , ثم قام وخرج .

            { وفيات الأعيان ( 2/510 ) }

            بإذن الله ..



            ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
            فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

            تعليق


            • #7
              رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

              جزاكم الله خيرا كثيرا ..
              موضوع اكثر من رائع اللهم بارك ..
              ولولا القوانين لتركناه عندنا ولكن ينقل الى القسم المناسب ليعم النفع ان شاء الرحمن
              " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
              يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

              تعليق


              • #8
                رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

                جزانا الله وإياكِ أختي ..
                بارك الله فيكِ وأسأل الله أن ينفعنا وإياكِ ,,

                ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
                فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

                تعليق


                • #9
                  رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ


                  بين طاووس وابن نجيح



                  عن ابن طاووس قال : كنت لا أزال أقول لأبي :
                  إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان , وأن يفعل به .
                  قال : فخرجنا حجاجاً, فنَزلنا في بعض القرى , وفيها عامل - يعني لأمير اليمن - يقال له ابن نجيح ,
                  وكان من أخبث عمالهم , فشهدنا صلاة الصبح في المسجد فجاء ابن نجيح فقعد بين يدي طاووس
                  فسلم عليه فلم يجبه , ثم كلّمه فأعرض عنه , ثم عدل إلى الشق الآخر قأعرض عنه ,
                  فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت يده وجعلت أسائله وقلت له :
                  إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك فقال العامل : بلى معرفته بي فَعَلَتْ ما رأيت ! ,
                  قال : فمضى أبي لا يقول لي شيئاً , فلما دخلت المنزل قال :
                  أي لكع بينما أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنه لسانك .

                  { سير أعلام النبلاء ( 41/5 ) }


                  بين طاووس وسليمانَ بن عبد الملك


                  جاء الخليفة سليمان بن عبد الملك يوماً إلى طاووس , فلم ينظر إليه , فقيل له في ذلك .
                  فقال :
                  أردت أن يعلم أن لله رجالاً يزهدون فيما لديه .

                  { وفيات الأعيان ( 424/2 ) }



                  بين طاووسٍ والمنصورِ


                  ورد أن أبا جعفر المنصور استدعى طاووس أحد علماء عصره ومعه مالك بن أنس - رحمهما الله تعالى -
                  فلما دخلا عليه , أطرق ساعة ثم التفت إلى طاووس .
                  فقال له : حدثني عن أبيك يا طاووس ( ابن كيسان التابعي ) .
                  فقال : حدثني أبي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
                  (( أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَشْرَكَهُ اللهُ فِي حُكْمِهِ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ الْجَوْرِ فِي عَدْلِهِ )) . فأمسك ساعة .
                  قال مالك : فضممت ثيابي مخافة أن يملأني من دمه ثم التَفَتَ إليه أبو جعفر فقال : عظني يا طاووس .
                  قال : نعم يا أمير المؤمنين , إن الله تعالى يقول :
                  { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ *
                  وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ *وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ *
                  فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} الفجر :6 - 14 .
                  قال مالك : فضممت ثيابي نخافة أن يملأني من دمه فأمسك عنه ثم قال :
                  ناولني الدواة , فأمسك ساعة حتى اسوَّد ما بيننا وبينه , ثم قال : يا طاووس ناولني هذه الدواة . فأمسك عنه .
                  فقال : ما يمنعك أن تناولنيها ؟
                  فقال : أخشى أن تكتب بها معصية لله , فأكون شريكك فيها , فلما سمع ذلك قال : قوما عني .
                  قال طاووس : ذلك ما كنا نبغ منذ اليوم .
                  قال مالك : فما زلت أعرف لطاووس فضله .

                  { تذكرة الحفاظ (160/1 ) , وفيات الأعيان ( 511/2 ) }

                  بإذن الله ..



                  ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
                  فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

                  تعليق


                  • #10
                    رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

                    اسأل الله تعالى أن يبارك فيكم على هذا الموضوع الماتع النافع وعلى هذا الاسلوب في الطرح جعله الله في موازين حسناتكم وجزيتم به خيرا
                    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

                    تعليق


                    • #11
                      رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

                      ما شاء الله .... موضوع رائع ومنظم ومرتب

                      جوزيتم خيرا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

                        جزانا الله وإياكم ,,

                        ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
                        فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

                        تعليق


                        • #13
                          رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ


                          بين ابنِ أبي ذؤيب وأبي جعفرِ المنصورِ


                          عن الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – قال حدثني عمي محمد بن علي قال :
                          إني لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور وفيه أبي ذؤيب وكان والي المدينة الحسن بن زيد .
                          قال : فأتي الغفاريون فشكوا إلى أبي جعفر شيئاً من أمر الحسن بن يزيد .
                          فقال الحسن : هذا يا أمير المؤمنين سل عنهم ابن أبي ذؤيب .
                          قال : نسأله .
                          فقال : ما تقول فيهم يا ابن أبي ذؤيب ؟
                          فقال : أشهد أنهم تحطم في أعراض الناس , كثير الأذى عليهم .
                          فقال أبو جعفر : أفسمعتم ؟
                          فقال الغفاريون : يا أمير المؤمنين سله عن الحسن ابن يزيد .
                          فقال : يا ابن أبي ذؤيب , ما تقول في الحسن ابن يزيد ؟
                          فقال : أشهد أنه يحكم بغير الحق ويتبع هواه .
                          فقال : سمعت يا حسن ما قال فيك وهو الشيخ الصالح ؟
                          فقال : يا أمير المؤمنين . سله عن نفسك .
                          فقال : ما تقول فيّ ؟
                          قال : تًعفني يا أمير المؤمنين .
                          قال : أسألك بالله ألا أخبرتني ؟
                          قال : تسألني بالله كأنك لم تعرف نفسك !! .
                          قال : والله ! لتخبرني ؟
                          قال : أشهد أنك أخذت المال من غير حقه فجعلته في غير أهله , وأشهد أنك الظلم ببابك فاش .
                          قال : فجاء أبو جعفر من موضعه حتى وضع يده في قفا ابن أبي ذؤيب فقبض عليه .
                          ثم قال : أما والله لولا أني جالس هنا لأخذت فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك .
                          قال : فقال ابن أبي ذؤيب : يا أمير المؤمنين قد ولى أبو بكر وعمر وأخذا الحق وقسما
                          بالسوية وأخذا بأقفاء فارس والروم وأصغرا أنوفهما .
                          قال : فخلى أبو جعفر قفاه وخلى سبيله .
                          قال : والله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك .
                          فقال ابن أبي ذؤيب : والله يا أمير المؤمنين إني لأنصح لك من ابنك المهدي .
                          قال : فبلغنا أن ابن أبي ذؤيب لما انصرف من مجلس المنصور لقيه سفيان الثوري .
                          فقال : يا أبا الحارث : لقد سرّني ما خاطبت به هذا الجبار ولكن ساءني قولك له ابنك المهدي .
                          فقال : يغفر الله لك يا أبا عبد الله كلنا مهدي كلنا كان في المهد .

                          { الأحياء الجزء السابع صـ77 }


                          بإذن الله ..





                          ... ' الْلَّهُم , إِنِّي أسْتّوْدِعُكـَ ... { قَلْبِي } !
                          فَلْا تَجْعَل فِيْهِ أَحَداً غَيْرُكـَ ' ...

                          تعليق


                          • #14
                            رد: عُلَمَاءُ وَأُمَرَاءُ

                            وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتة

                            جزاكم الله خيرا ونفع بكم على هذا الطرح الطيب
                            راقب نفسك في الخلوات..
                            إنَّ الإيمان لا يظهر ؛ في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..
                            بل يظهر ؛؛ في مجاهدة النفس و الهوى ..



                            تعليق


                            • #15
                              موضوع قيم
                              للرفع

                              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                              وتولني فيمن توليت"

                              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                              تعليق

                              يعمل...
                              X