التعريف بآل الصحابي ابن مسعود رضي الله عنهم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه .
أما بعد، فالصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو من السابقين الأولين،
أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ولازم النبي صلى الله عليه وسلم وكان صاحب نعليه، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالكثير، وفضائله ومناقبه كثيرة ومبثوثة في الكتب، وهذا بحث أجمع فيه ما وقفتُ عليه من عائلته، فأقول مستعيناً بالله العزيز الحميد :
1 – والدته أم عبيد رضي الله عنها :
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم .
( رواه البخاري 3763 ومسلم 2460 ) .
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : روى وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن مصعب بن يزيد قال فرض عمر للنساء المهاجرات في ألفين ألفين منهن أم عبيد، وأخرج ابن سعد عن أحمد بن يونس عن زهير عن أبي إسحاق نحوه لكن قال ألف درهم؛ والأول أثبت، ... وأخرج ابن منده من طريق المسعودي عن أخيه عيينة عن أبي إسحاق السبيعي أن عمر انتظر أم عبيد حتى جاءت فصلت على ابنها عتبة بن مسعود . اهـ .
2 – أخوه عتبة بن مسعود رضي الله عنه :
ترجم له ابن حجر في " الإصابة " فقال : عتبة بن مسعود الهذلي أخو عبد الله لأبويه تقدم نسبه في ترجمته، قال الزهري : ما كان عبد الله بأقدم هجرة من عتبة ولكن عتبة مات قبله، أخرجه الطبراني، ورواه عبد الرزاق بلفظ ما كان بأفقه وهاجر عتبة إلى الحبشة فأقام بها إلى أن تقدم مع جعفر بن أبي طالب، وقيل قدم قبل ذلك وشهد أحدا وما بعدها، وقال البخاري في الأوسط : حدثنا عبد الله حدثني الليث بن عقيل عن ابن شهاب أخبرني السائب بن يزيد أنه كان مع عتبة بن مسعود في خلافة عمر، قال : وقال سعيد عن الزهري بلغني أن عمر كان يؤمره، وروى الطبراني وغيره من طريق أبي العميس عن أبيه أو عون بن عبد الله بن عتبة قال لما مات عتبة بكى عليه أخوه عبد الله فقيل له : أتبكي ؟ قال : نعم، أخي في النسب وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر . اهـ .
3 – زوجته زينب رضي الله عنها :
قالت رضي الله عنها : قالت : كنت في المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( تصدقن ولو من حليكن ) . وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها قال فقالت لعبد الله – أي زوجها - سل رسول الله صلى الله عليه و سلم أيجزي عني أن أنفق عليك وعلى أيتامي في حجري صدقة ؟ فقال : سلي أنت رسول الله صلى الله عليه و سلم، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدت امرأة من الأنصار على الباب حاجتها مثل حاجتي، فمر علينا بلال فقلنا : سل النبي صلى الله عليه و سلم أيجزي عني أن أنفق على زوجي وأيتام لي في حجري ؟ وقلنا : لا تخبر بنا فدخل فسأله فقال ( من هما ) . قال زينب، قال ( أي الزيانب ؟ ) . قال : امرأة عبد الله، قال ( نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة ) ( روى حديثها البخاري ومسلم ) .
وذكرها ابن حزم في كتابه " أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد " ( ص 178 ) وأنها روت ثمانية أحاديث .
وترجم لها المزي في " تهذيب الكمال " وقال : زينب بنت معاوية وقيل بنت أبي معاوية وقيل بنت عبد الله بن معاوية بن عتاب بن الأسعد بن غاضرة بن حطيط بن قسي وهو ثقيف الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود، لها صحبة، وقيل اسمها رائطة، روت عن النبي صلى الله عليه و سلم خ م ت س ق، وعن زوجها عبد الله بن مسعود د ق، وعمر بن الخطاب،
... روى لها الجماعة .اهـ .
4 – ابنه عبد الرحمن :
ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي، ثقة من صغار الثانية، مات سنة تسع وسبعين، وقد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، ع ( أي روى له الجماعة أصحاب الكتب الحديثية الستة المشهورة ) .
5 – ابنه الآخر أبو عبيدة :
ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال اسمه : عامر، كوفي ثقة من كبار الثالثة، والراجح أنه لا يصح سماعه من أبيه، مات بعد سنة ثمانين . ع .
6 – ابن أخيه عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي :
ترجم له ابن حجر في " تقريب التهذيب " فقال : ابن أخي عبد الله بن مسعود، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووثقه العجلي وجماعة، وهو من كبار الثانية، مات بعد السبعين .
منقول
تعليق