السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وكنيته أبو رويم، وقيل: أبو الحسن، وقيل: أبو عبد الرحمن، وهو مولى " جَعْوَنَهْ " وهو في الأصل الرجل القصير، ثم سمى به الرجل وإن لم يكن قصيراً، وكان جعونه حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل: حليف العباس بن عبد المطلب.
ـ ونـافـع أحـد القــراء السبعــة، وكـان أســود اللــون، شـديـد الســواد.
ـ وأصله من أصبهان، وكان حسن الخلق، وسيم الوجه، وفيه دعابة. تلقى القراءة عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، ومحمد بن مسلم بن شهاب بن الزهرى، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وقرأ أبو جعفر على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومى، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب. وقرأ أبو هريرة وابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت. وقرأ زيد وأُبىٌّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ شيبة، ومسلم، وابن رومان على عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة، وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب. وقرأ الزهرى على سعيد بن المسيب، وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة، وقرأ الأعرج على ابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وقرأ ثلاثتهم على أبي بن كعب، وقرأ ابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت، وقرأ عمر وزيد وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ وقراءة نافع متواترة، وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين، وهي متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين ـ أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.
ـ فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم ـ ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم رواها أمم إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة، فلا داعي لتكراره.
ـ وكان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة. انتهت إليه رياسة الإقراء بها، وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين.
تصدى للإقراء والتعليم أكثر من سبعين سنة، وكان عالما بوجوه القراءات متتبعاً لآثار الأئمة الماضين في بلده. قال سعيد بن منصور سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة أي مختارة : فقيل له: قراءة نافع ؟ قال: نعم. وروى عنه أنه كان إذا تكلم يُشم من فيه رائحة المسك. فقيل له: أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه، ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فِىّ، فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة. وقيل له: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك، فقال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه قرأت القرآن في النوم، وكان رحمه الله زاهداً جواداً صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة.
ـ قيل لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، فقال لهم: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
ـ وكان مولده في حدود سنة سبعين من الهجرة، وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة على الصحيح.
ـ وروى القراءة عنه سماعاً وعرضاً طوائف لا يأتي عليها العدّ من المدينة والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام.
ـ وممن تلقوا عنه الإمامان مالك بن أنس، والليث بن سعد.
ومنهم أبو عمرو بن العلاء، وإسحاق المسيبي، وعيسى بن وردان، وسليمان بن مسلم بن جماز وإسماعيل ويعقوب ابنا جعفر.
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وكنيته أبو رويم، وقيل: أبو الحسن، وقيل: أبو عبد الرحمن، وهو مولى " جَعْوَنَهْ " وهو في الأصل الرجل القصير، ثم سمى به الرجل وإن لم يكن قصيراً، وكان جعونه حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل: حليف العباس بن عبد المطلب.
ـ ونـافـع أحـد القــراء السبعــة، وكـان أســود اللــون، شـديـد الســواد.
ـ وأصله من أصبهان، وكان حسن الخلق، وسيم الوجه، وفيه دعابة. تلقى القراءة عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، ومحمد بن مسلم بن شهاب بن الزهرى، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وقرأ أبو جعفر على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومى، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب. وقرأ أبو هريرة وابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت. وقرأ زيد وأُبىٌّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ شيبة، ومسلم، وابن رومان على عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة، وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب. وقرأ الزهرى على سعيد بن المسيب، وقرأ سعيد على ابن عباس وأبي هريرة، وقرأ الأعرج على ابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وقرأ ثلاثتهم على أبي بن كعب، وقرأ ابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت، وقرأ عمر وزيد وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ وقراءة نافع متواترة، وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين، وهي متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين ـ أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.
ـ فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم ـ ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم رواها أمم إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة، فلا داعي لتكراره.
ـ وكان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة. انتهت إليه رياسة الإقراء بها، وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين.
تصدى للإقراء والتعليم أكثر من سبعين سنة، وكان عالما بوجوه القراءات متتبعاً لآثار الأئمة الماضين في بلده. قال سعيد بن منصور سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة أي مختارة : فقيل له: قراءة نافع ؟ قال: نعم. وروى عنه أنه كان إذا تكلم يُشم من فيه رائحة المسك. فقيل له: أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه، ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فِىّ، فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة. وقيل له: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك، فقال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه قرأت القرآن في النوم، وكان رحمه الله زاهداً جواداً صلى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة.
ـ قيل لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، فقال لهم: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
ـ وكان مولده في حدود سنة سبعين من الهجرة، وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة على الصحيح.
ـ وروى القراءة عنه سماعاً وعرضاً طوائف لا يأتي عليها العدّ من المدينة والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام.
ـ وممن تلقوا عنه الإمامان مالك بن أنس، والليث بن سعد.
ومنهم أبو عمرو بن العلاء، وإسحاق المسيبي، وعيسى بن وردان، وسليمان بن مسلم بن جماز وإسماعيل ويعقوب ابنا جعفر.
تعليق