Tweet
҉" أم البنين " ҉ فاطمة الفهرية҉
لقد أنعم الله على هذه الأمة بأعظم نعمة,نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة.كيف لا تكون نعمة ونبيها سيد ولد آدم محمد عليه الصلاة والسلام.
هذه الأمة ولودة للخير على مر الزمان, كل حقبة تاريخية كانت تزخر بأشخاص تركوا بصماتهم النقية الصافية التي تشع بالإيمان وتنير الطريق وتبدد الظلام لمن يعايشها.كما أنها تبقى مبراسا في التاريخ لمن يأتي عبر الأجيال التابعة لها..هكذا إذا ديننا يحفل وسيظل يحفل بأناس لن ينساهم التاريخ لأنهم تركوا بصمات رائعة مقتادين
بتعاليم سيد البشر الذي لا ينطق عن الهوى,رجالا كانوا أنساء.
شخصيتنا هنا .. هي إمرأة أعطت الكثير وتحدث عنها التاريخ لذا سأذكر اليسير عن سيرتها في مقالتي هذه.
فاطمة الفهرية
في عهد إدريس الثاني بالمغرب,كان العرب النازحين من إفريقية والأندلس يتوافدون على مدينة وليلي التي كانت عاصمة للحكم آنذاك.
من بين هذه الوفود كانت إمرأة صالحة من أهل القيروان تسمى " فاطمة بنت محمد الفهري وكنيتها " أم البنين".
إمرأة يشهد لها التاريخ أنها كانت صوامة قوامة تحب الخير وتسعى جاهدة للقيام به.
بعد مدة مات زوجها وإخوتها فورثت منهم مالا كثيرا.يقول الله مالك الملك ذو الجلال والإكرام : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}( القرآن المجيد ، الطلاق ) . >>
فتعلقت همتها الشماء بإنفاقه في أعمال البر, وعزمت على بناء مسجد لعلها تجد ثوابه عند الله تعالى يوم لاينفع مال ولا بنون...قال تعالى:يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) سورة آل عمران
هكذا إشترت أرضا قرب بيتها بالقرويين,وشرعت في حفر أساس المسجد مصممة على أن لا تأخذ التراب وباقي مواد البناء إلا من نفس الأرض التي إشترتها تحريا منها أن تكون هناك شبهة في بناء المسجد.فكانت تأمر العمال
بإستخراج الرمل الأصفر الجيد من باطن الأرض وبحفر بئر حلوة لبناء الجدران....وكانت النتيجة أن جاء المسجد محكم البنأء,فسيح الأرجاء,ذا رونق وبهاء...
وهناك معلومة سجلها لها التاريخ كونها كانت تصوم منذ بداية المشروع إلى أن تم بإذن الله,ثم صلت فيه شكرا للمولى عز وجل وإمتنانا لتوفيقه إياها للقيام بأعمال الخير,وكان ذلك يوم السبت فاتح رمضان من سنة 245
من السنة الهجرية.ومسجدنا هذا هوالمعهد الديني لعلوم الإسلام الذي تخرج منه آلاف العلماء ذكورا وإناثا.
هكذا عادت بركة نيتها الصالحة وتقواها وورعها على هذا المسجد بفضل الله تعالى.
ليرحم الله فاطمة الفهرية " أم البنين " وليخرج للأمة شبيهاتها وشبيهات أمهات المؤمنين قبلها وشبيهات الصحابيات الجليلات والتابعات.
تعليق