إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حدث في مثل هذا اليوم -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16




    * وفي 1 شهر ربيعٍ الأول 5هـ = 31 من يوليو 626م: خروج النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيشه إلى دومة الجندل لتأمين طريق القوافل، وقتال القبائل التي تسكن هناك، وقد حققت الغزوة أهدافها.
    عندما بدأت حركة الفتح المباركة على أرض العراق، قام الخليفة الراشد أبو بكر الصديق بتكليف قائدين من أمهر قادة المسلمين وهما خالد بن الوليد وعياض بن غنم الفهري، وكان كلاهما مشغولاً بقتال المرتدين، فأمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يفتح العراق من أسفله [من ناحية الأبُلَّة] وأمر عياض بن غنم أن يفتح العراق من أعلاه [من المُصيَّح] وجعل بينهما منافسة شريفة لصالح الإسلام بأن قال لهما: «أيكما أسبق في الوصول إلى المدائن فهو الأمير».
    دخل خالد بن الوليد بجنوده من جنوب العراق واكتسح كل الجيوش الفارسية في طريقه وخاض معارك في منتهى الشراسة والعنف بجيشه الصغير [عشرة آلاف مقاتل]، واستطاع خلال 40 يومًا أن يفتح ثلثي أرض العراق، في حين تعثر عياض بن غنم في مسيره وحوصر هو وجنوه عند منطقة «دومة الجندل» من قبل القبائل العربية المتنصرة والموالية للفرس، مثل «كلب» و«غسان» و«تنوخ» وغيرهم، وكانت دومة الجندل تحت قيادة «أكيدر بن عبد الملك» و«الجودي بن ربيعة» فأرسل «عياض بن غنم» برسالة نجدة لخالد بن الوليد، فرد عليه خالد بأقصر رسالة [إياك أريد].
    وبعد أن قام خالد بفتح «عين التمر» اتجه مباشرة لنجدة المسلمين المحاصرين، فلما سمع «أكيدر بن عبد الملك» بقدوم «خالد» امتلأ قلبه رعبًا وانسحب قبل القتال، ولكنه أخذ أسيرًا من الطريق ثم قتل، ولما وصل خالد وجنوده إلى «دومة الجندل» اجتمع نصارى العرب لقتالهم، فاتفق خالد مع عياض أن يجعلوا الأعداء بين فكي كماشة والهجوم على جبهتين، وفي يوم 24 رجب سنة 12 هـ دارت معركة دومة الجندل من ناحيتين، فهزم خالد من يليه، وهزم عياض من يليه ووقع «الجودي بن ربيعة» في الأسر وانهزم بقية الجيش النصراني إلى داخل الحصن فشد عليه خالد وعياض حتى فتحاه ثم أخذوا المقاتلة فقتلوهم جميعًا لخيانتهم وقتالهم للمسلمين على الرغم من كونهم عربًا وأهل كتاب وهم مع ذلك يوالون الفرس المجوس ولا عزاء للقومية العربية.


    * وفي شهر ربيعٍ الأول 661هـ - 22 من يناير 1263م: مولد "أحمد بن عبد الحليم بن تيمية"، المعروف بابن تيمية، الفقيه المجتهد، وأحد أئمة العلم في القرن السابع الهجري، وصاحب الفتاوى المشهورة باسمه، ومنهاج السنة النبوية، ودرء تعارض العقل والنقل.

    * وفي 4 شهر ربيعٍ الأول 886هـ = 3 من مايو 1481م: وفاة السلطان محمد الفاتح، السلطان الثامن في سلسلة سلاطين دولة الخلافة العثمانية.


    * وفي شهر ربيعٍ الأول من ربيع الأول 513هـ = 27 من يونيو 1119م: نشوب معركة عند تل عفريت في الشام بين المسلمين بقيادة إيلغازي، والصليبيين بقيادة روجر أمير أنطاكية التي كانت تحت الصليبيين، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة مدوية، وقُتل عدد كبير منهم، من بينهم روجر نفسه، وسميت هذه المعركة بـ"ساحة الدم"؛ لكثرة القتلى على أرضها.

    * وفي 5شهر ربيعٍ الأول 833هـ = 2 من ديسمبر 1429م: وفاة محمد بن محمد بن علي المعروف بابن الجزري، أحد أعلام القراءات، وصاحب المؤلفات المهمة في هذا الفن، مثل: النشر في القراءات العشر، والتمهيد في التجويد، وغاية النهاية في طبقات القراء.


    * وفي 6 شهر ربيعٍ الأول 1374هـ = 1 من سبتمبر 1954م: اشتعال الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي للبلاد.

    * وفي10 شهر ربيعٍ الأول 179هـ = 3 من يونيو 795م: وفاة الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، ومؤسس المذهب المالكي، وصاحب كتاب الموطَّأ.


    * وفي 11 شهر ربيعٍ الأول 648هـ = 25 من فبراير 1260م: استسلام قلعة حلب بعد سقوط مدينة حلب أمام هولاكو، وقد بذل الجنود في القلعة كل جهد لمنع السقوط.
    *
    وفي 11 شهر ربيعٍ الأول 572هـ = 17 من سبتمبر 1176م: السلطان التركي قلج أرسلان الثاني ينتصر على الجيش البيزنطي انتصارًا كبيرًا في معركة "مريو كفالون" في الأناضول، وقد توفي السلطان قلج أرسلان الثاني عام 1192م، وهو في السادسة والسبعين من عمره.


    * وفي 12 شهر ربيعٍ الأول53 ق.هـ = أغسطس 570م: مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، والذي كان إيذانًا بزوال دولة الشرك، ونشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان.
    * وفي 12شهر ربيعٍ الأول 1هـ = 24 من سبتمبر 622م: وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرًا من مكة (الهجرة النبوية).
    * وفي 12 شهر ربيعٍ الأول 562هـ = 6 من يناير 1163م: خروج أسد الدين شيركوه من قبل السلطان نور الدين محمود زنكي في ألفي فارس لفتح مصر، وتقدم حتى صار على مقربة من القاهرة، لكن هذه الحملة لم توفق في مهمتها، وعادت دون أن تضم مصر إلى دولة نور الدين محمود.
    * وفي 12 شهر ربيعٍ الأول1043هـ = 16 من سبتمبر 1633م: الدولة العثمانية تمنع استعمال التبغ، وكان التبغ يدخن منذ عام 1605م، وكان علماء الدولة يناقشون شرعيته، وانتهى رأيهم إلى أن التبغ مضر بالصحة، لكنه ليس حرامًا، وكان تدخين التبغ ممنوعًا حتى في البيت، ورفع هذا الحظر عام 1640م.


    * وفي 14 شهر ربيعٍ الأول 170هـ = 14 من سبتمبر 786م: تولي الخليفة العباسي "هارون الرشيد بن محمد المهدي" الخلافة العباسية بعد أخيه موسى الهادي، والرشيد هو الخليفة الخامس من خلفاء الدولة العباسية.

    * وفي 15 شهر ربيع الأول 1143هـ = 28 من سبتمبر 1730م.: تولى السلطان محمود الأول بن مصطفى الثاني الخلافة العثمانية، وهو الخليفة الرابع والعشرون في سلسلة سلاطين وخلفاء الدولة العثمانية.
    * وفي 15 شهر ربيع الأول773هـ = 26 من سبتمبر 1371م: الجيش العثماني ينتصر على الجيشين البلغاري والروماني في معركة جيرمن Girmen، ووصول القوات العثمانية إلى سواحل البحر الأدرياتيكي.


    * وفي17شهر ربيع الأول 950هـ = 20 من يونيو 1543م: الأسطول العثماني بقيادة باربروسا يستولي على صقلية وبعض السواحل الإيطالية ويدمر استحكاماتها، ثم يستولي على ميناء "أوستيا" الواقع على نهر "تيبر" الذي يبعد 15 كم عن مدينة روما مقر البابوية الكاثوليكية في العالم.

    * وفي17 شهر ربيعٍ الأول 1222هـ = 25 من مايو 1807م: نشوب ثورة داخل الدولة العثمانية عرفت بثورة "قباقجي"، وكانت ضد حركة الإصلاحات التي أدخلها السلطان سليم الثالث، وانتهت الثورة بعزله، وتنصيب مصطفى الرابع مكانه.

    *
    وفي17 شهر ربيعٍ الأول1110هـ = 23 من سبتمبر 1698م: الأسطول العثماني ينتصر على الأسطول البندقي في معركة بحرية جنوب جزيرة ميديلي في البحر المتوسط، أسفرت عن مقتل 2500 بندقي.


    * وفي 18 شهر ربيعٍ الأول 1203هـ = 17 من ديسمبر 1788م: الجيش الروسي يحتل قلعة "أوزو" أهم القلاع العثمانية على البحر الأسود، ويقوم بمجزرة بشرية رهيبة راح ضحيتها 25 ألف تركي من الرجال والنساء والأطفال بعد تعذيبهم تعذيبًا شديدًا.
    * وفي 19 شهر ربيع الأول 1327هـ = 10 من إبريل 1909م: بداية أحداث الانقلاب العسكري الذي دبرته حكومة الاتحاد والترقي، وترتب عليه الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني.


    * وفي 20 شهر ربيعٍ الأول329هـ = 24 من ديسمبر 940م: تولَّى "المتقي أبو إسحاق إبراهيم بن المقتدر" خلافة الدولة العباسية، وهو الخليفة الحادي والعشرون في سلسلة خلفاء الدولة العباسية، وكانت فترة خلافته مليئة بالصراعات والفتن، فلم تدم فترة حكمه سوى أربع سنوات.
    * وفي 20 شهر ربيعٍ الأول 955هـ = 27 من يونيو 1548م: العثمانيون يفتحون مدينة تبريز الإيرانية إحدى أهم مدن الدولة الصفوية، للمرة الرابعة، في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي قضى في المدينة عدة أيام.


    * وفي 21 شهر ربيعٍ الأول 580هـ = 2 من يوليو 1184م.: فك الجيش الموحديّ بقيادة الخليفة أبي يعقوب يوسف الحصار عن مدينة "شفترين" الأندلسية التي وقعت في قبضة النصارى بعد أن فشل الموحدون في اقتحام أسوار المدينة.

    * وفي 22 شهر ربيعٍ الأول 626هـ = 18 من فبراير 1229م: عقد معاهدة بين السلطان الأيوبي الكامل بن العادل وفريدريك الثاني إمبراطور الدولة الرومانية، بمقتضاها سلّم السلطان الكامل بيت المقدس صلحًا إلى الإمبراطور الأوربي.

    * وفي 23 شهر ربيعٍ الأول1376هـ = 29 من أكتوبر 1956م: قيام العدوان الثلاثي على مصر حيث شنت إسرائيل وإنجلترا وفرنسا حربًا على مصر، انتهت بانتصار سياسي كبير لمصر، ونتيجة عسكرية لم تكن في صالح مصر، وجاء هذا العدوان بعد إعلان تأميم قناة السويس.


    * وفي 24 شهر ربيعٍ الأول655هـ = 11 من إبريل 1257م: وفاة السلطان عز الدين أيبك أول سلاطين دولة المماليك التي قامت في مصر على أنقاض الدولة الأيوبية.

    * وفي شهر ربيعٍ الأول هـ = 26 من أكتوبر 1596م: الجيش العثماني يحقق انتصارًا باهرًا على الجيش الألماني في معركة "هاجوفا" الكبرى، وقد قتل من الجيش الألماني حوالي 70 ألف قتيل. وكان انتصار "هاجوفا" من أكبر الانتصارات في أوربا، لكن العثمانيين لم يستثمروا هذا الانتصار في زيادة فتوحاتهم في أوربا.


    * وفي 25 شهر ربيعٍ الأول 306هـ = 5 من سبتمبر 918م: وفاة الفقيه الشافعي الكبير "أحمد بن عمر بن سُريج"، وقد عُدَّ من الفقهاء الذين أسهموا في نشر المذهب الشافعي، وله مؤلفات كثيرة لم يصل إلينا منها شيء.

    * وفي 25شهر ربيعٍ الأول 1213هـ = 6 من سبتمبر 1798م: إعدام الزعيم الوطني محمد كريم الذي قاد النضال الوطني بمدينة الإسكندرية ضد الحملة الفرنسية.


    * وفي 27 شهر ربيعٍ الأول699هـ = 22 من ديسمبر 1299م: معركة بين "محمود غازان" سلطان الدولة الإيلخانية و"الناصر قلاوون" سلطان دولة المماليك، وقعت أحداثها عند "مرج المروج" شرقي حمص، وكانت معركة هائلة أسفرت عن انتصار غازان وجنوده؛ بسبب تفوقهم في العدة والعتاد، وتعرض السلطان المصري لمؤامرة لخلعه.

    * وفي شهر ربيعٍ الأول من عامِ مائةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ توفي أبو محمد سليمانُ بن مِهران المعروف بالأعمش الكوفيّ الإمامُ المشهور، كان ثقةً عالمًا فاضلاً، رأى سيدَنا أنسَ بن مالك رضي الله عنه، ولم يتسنّ له الأخذُ منه بل أخذَ من تلامذتِه، لقيَ كبارَ التابعين وروى عنه سفيانُ الثوريُّ وشُعبةُ بنُ الحجاجِ وخلقٌ كثيرٌ من أجلاّء العلماء.
    وكان يواظب على صلاة الجماعةِ في المسجد فلم تفُتْه التكبيرةُ الأولى طيلة سبعين عامًا.


    * وفي شهرِ ربيع الأول من عام مائةٍ وسبعةٍ وخمسين للهجرة وقيل في صفر توفّي الإمامُ عبدُ الرحمنِ بنُ عمرٍو الأوزاعيّ إمامُ أهل الشامِ رضي الله عنه، لم يكن بالشامِ أعلمُ منه، قيل إنه أجاب عن سبعينَ ألفَ مسئلة، وكان يسكن بيروت، سمع من الزهريّ وعطاءٍ وروى عنه الثوريُّ وأخذ عنه عبدُ اللهِ بنُ المباركِ وجماعةٌ كبيرة.
    كانت ولادتُه ببعلبكَ سنة ثمانٍ وثمانين للهجرة، وقيل سنة ثلاثٍ وسبعين، ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمُّه إلى بيروت.
    كان أمرُه في الشام أعزَّ من السلطان، وله كتاب السننِ في الفقه، وكانت الفتيا تدور بالأندلس على مذهبِه إلى زمن الحَكَم بنِ هشام، وقد عُمل به لمدة مائتي سنة.


    * وفي 29 شهر ربيعٍ الأول 570هـ =29 من أكتوبر 1174م: دخول "صلاح الدين الأيوبي" مدينة دمشق، وكان ذلك أولى خطواته في سبيل تحقيق الوحدة الإسلامية؛ للوقوف أمام الوجود الصليبي، وإخراجه من بلاد الشام.


    * وفي شهر ربيع الأول من عام ثلاثمائةٍ وثمانيةٍ وثمانين توفّي الإمامُ أبو سليمان الخطابيّ البُستيُّ رحمه اللهُ تعالى واسمُه حمدُ بن محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الخطاب، كان إمامًا في التوحيدِ والفقهِ والحديث واللغة.
    وللإمامِ أبي سليمانَ الخطابي مصنفاتٌ عديدةٌ منها "معالمُ السنن في شرحِ سنن أبي داود" و "أعلام السُّنن في شرح البخاري" وغيرُهما.
    روى عنه الحاكمُ النيسابوريّ وغيرُه. وتوفي ودفن بمدينتهِ "بُست" من مدنِ كابُل بين هَراةَ وغَزْنة.


    * في شهر ربيعٍ الأول450هـ = 31 من مايو 1058م: وفاة الفقيه الشافعي "علي بن محمد البصري الماوردي" صاحب كتاب أدب الدنيا والدين، والأحكام السلطانية، وقوانين الوزارة.


    * وفي شهر ربيعٍ الأول من عامِ خمسمائةٍ وستةٍ وسبعين للهجرةِ ولدَ الملك الكامل الأيوبي وهو ابن أخي السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، ملَك القاهرة وشرع في عمارة البلادِ واستخراج الأموالِ من جهاتها، وكان سلطانًا عظيمَ القدْرِ جميلَ الذكرِ مُحبًّا للعلماءِ متمسكًا بالسنةِ النبوية، حسنَ الاعتقادٍ، معاشرًا لأهلِ الفضائل حازمًا في أمورهِ، لا يضعُ الشىءَ إلا في موضعه من غير إسرافٍ ولا إقتارٍ وكانت تبيتُ عنده كل ليلة جمعة جماعةٌ من الفضلاءِ، ويشاركُهم في مباحثاتهم، ويسألهم عن المواضعِ المُشكلة في كل فنٍ، وهو معهم كواحدٍ منهم، وبنى القاهرةَ دار حديثٍ ورتّبَ لها وقفًا جيدًا، وكان قد بنى على ضريح الإمامِ الشافعي رضي الله عنه قبةً عظيمةً ودفن أمَّه عنده، وأجرى إليها من ماء النيل، ومدَدُه بعيد.
    توفي رحمه الله في رجب من عام ستمائة وخمسةٍ وثلاثين للهجرة، ودفن في دمشقَ قرب الجامع رحمهُ الله تعالى.


    * في شهرِ ربيعٍ الأول وبالتحديد في ليلة التاسع والعشرينَ منه، من عام خمسمائةٍ وأربعةٍ وثمانينَ للهجرةِ توفي بدمشقَ أبو سعيد محمدُ بن أبي السعادات عبد الرحمن المسعوديّ الملقب بتاج الدين الفقيهُ الشافعي الصوفي، كان أديبًا فاضلاً، اعتنى بمقامات العلامة الحريريّ فشرحها وأطال وأسهبَ في شرحها، واستوعب فيه ما لم يستوعبْه غيرُه، وقد جمعه في خمسِ مجلداتٍ كبارٍ لم يبلغْ أحدٌ من شُرّاح هذا الكتاب إلى هذا القدْرِ ولا إلى نصفه، وكان معلّمًا للملِك الأفضلِ أبي الحسن عليِ ابن السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
    توفي المسعوديّ الأديب ودُفن بدمشق بسفح جبل قاسيون عليه رحمة الله تعالى.


    مما تيسر لي جمعه

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 17-11-2017, 07:32 PM.

    تعليق


    • #17
      حدث في شهر ربيع الآخر

      أهم الأحداث التي حدثت في شهر ربيع الآخر، والتي كانت لها أثر من قريب أو بعيد على أمتنا العربية والإسلامية المباركة.
      مجزرة قرية سعسع

      5 من ربيع الآخر 1367هـ = 15 من فبراير 1948م: العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة قرية سعسع الواقعة في الجليل بفلسطين، حيث هاجمت القرية منتصف الليل، وقامت العصابات بنسف 20 منزلاً على المواطنين العزل الذين احتموا فيها من هذا البطش والعدوان؛ ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 منهم.

      احتلال واحة مرزوق

      6 من ربيع الثاني 1332هـ = 3 من مارس 1914م: الإيطاليون يحتلون واحة مرزوق الليبية قرب فزان.

      صدور القرار 425

      9 من ربيع الآخر 1398هـ = 19 من مارس 1978م: مجلس الأمن الدولي يصدر القرار 425 والمتعلق بترتيبات انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان.

      وفاة أحمد وفيق

      10 من ربيع الآخر 1357هـ = 9 من يونيو 1928م: وفاة العالم المصري الكبير "أحمد وفيق"، صاحب كتاب "علم الدولة" الذي يعدّ أول كتاب في الفكر السياسي العربي في العصر الحديث.

      معركة فردان
      16 من ربيع الآخر 1334هـ = 21 من فبراير 1916م: بدء معركة "فردان" على الأراضي الفرنسية بين القوات الفرنسية بقيادة الماريشال "فيليب هنري بيتان" والقوات الألمانية، واستمرت هذه المعارك 7 أشهر، قتل خلالها ما يقرب من مليون قتيل من الجانبين، وكان النصر فيها حليف الفرنسيين.

      حريق القاهرة

      28 من ربيع الآخر 1371هـ = 26 من يناير 1952م: احتراق القاهرة بتدبير من الاحتلال البريطاني في مصر، حيث التهمت النار نحو (700) محل وسينما وفندق في ميادين وسط المدينة وشوارعها.

      معركة ألبيرة
      20 من ربيع الآخر 718هـ = 21 من يونيو 1318م: نشوب معركة "ألبيرة" على مقربة من غرناطة بين النصارى القشتاليين، والمسلمين بقيادة شيخ الغزاة "أبي سعيد عثمان بن أبي العلاء"، وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارًا حاسمًا.

      معركة نصيبين
      11 من ربيع الآخر 1255هـ = 24 من يونيو 1839م: نشوب معركة "نصيبين" بين دولة الخلافة العثمانية ومحمد علي باشا والي مصر، انتهت بهزيمة العثمانيين، وأصبح الطريق مفتوحًا أمام "إبراهيم بن محمد علي" للوصول إلى عاصمة دولة الخلافة، لولا تدخل الدول الأوربية الذي حال دون تحقيق ذلك.

      تقرير لجنة بيل
      28 من ربيع الآخر 1356هـ = 8 من يوليو 1937م: نشر تقرير لجنة بيل الذي أكد أن العرب واليهود لا يمكن أن يعيشوا معًا، وأوصت اللجنة بإنشاء ثلاث دول في فلسطين؛ دولة يهودية، وإقليم تحت الانتداب البريطاني، وجزء يتحد مع شرق الأردن ويصبح دولة عربية.

      فتح مدينة حمص
      21 من ربيع الآخر 15هـ = 1 من يونيو 636م: فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح مدينة حمص، بعد أن حاصروها حصارا شديدا واضطرت المدينة إلى طلب الصلح، فكتب المسلمون لأهلها كتابا بالأمان على أنفسهم وأموالهم.

      وفاة زكي مبارك

      25 من ربيع الآخر 1371هـ = 23 من يناير 1952م: وفاة الكاتب الكبير زكي مبارك، أحد جيل الروّاد في الأدب العربي الحديث، اشتهر بمعاركه الفكرية مع طه حسين.

      وفاة شجرة الدر

      16 من ربيع الآخر 655هـ = 3 من مايو 1257م: وفاة السلطانة شجرة الدر التي حكمت مصر نحو ثلاثة أشهر، وبويعت بالسلطنة في 2 من صفر 648هـ/ 6 من مايو 1250م.

      وفاة عادل زعيتر

      27 من ربيع الآخر 1377هـ = 21 من نوفمبر 1957م: وفاة الأديب الكبير "عادل بن عمر بن حسن زعيتر" المعروف بعادل زعيتر، عضو مجمعي اللغة العربية في دمشق وبغداد، وواحد من كبار المترجمين في العصر الحديث.

      بداية عصبة الأمم

      19 من ربيع الآخر 1338هـ = 10 من يناير 1920م: بداية الوجود الفعلي والقانوني لمنظمة "عصبة الأمم" التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وكان عدد الدول الأعضاء عند النشأة حوالي 42 دولة، ووصل ذروته عام 1937م، حيث وصل إلى 58 دولة، وانخفض عام 1943م إلى 10 دول فقط. وكان مقرها جنيف، وأول سكرتير لها "أريك دراموند". وقد انهارت هذه المنظمة مع الحرب العالمية الثانية، وحلت مكانها منظمة الأمم المتحدة.

      سقوط حصن بابليون

      18 من ربيع الآخر 20هـ = 16 من إبريل 641هـ: سقوط حصن بابليون في يد عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بعد حصار دام نحو سبعة أشهر، وكان سقوطه إيذانًا بفتح مصر، ودخول الإسلام فيها.

      مقتل "سير لي ستاك"

      22 من ربيع الآخر 1343هـ = 20 من نوفمبر 1924م: مقتل سير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام، وكان قد اغتاله أحد الوطنيين المصريين، وعقب مقتله أعلنت حكومة سعد زغلول أسفها عن الحادث ووعدت بعقاب المسئولين عنه.

      صدور مجلة الفتاة

      29 من ربيع الآخر 1310هـ = 20 من نوفمبر 1892م: صدور مجلة "الفتاة" التي تعدّ أول مجلة نسائية في الوطن العربي، وقد أصدرتها "هند نوفل" في الإسكندرية، وكانت مجلة شهرية علمية تاريخية أدبية، وكان عدد صفحاتها حوالي 40 صفحة، وقد توقفت عن الصدور سنة 1894م بعد زواج صاحبتها.

      احتلال صفاقس وسوسة
      7 من ربيع الآخر 1362هـ = 12 من إبريل 1943م: القوات الإنجليزية تحتل مدينتي صفاقس وسوسة التونسيتين أثناء الحرب العالمية الثانية.

      ميثاق عدم الاعتداء
      29 من ربيع الآخر 1356هـ = 9 من يوليو 1937م: توقيع ميثاق عدم اعتداء بين كل من تركيا والعراق وإيران وأفغانستان، وهو بمنزلة ميثاق شرفي لا ينطوي على التزامات بين تلك الدول الإسلامية التي تستطيع أن تقدم مساعدات فعالة ضد الدول ذات الأطماع الاستعمارية.

      وفاة الحافظ السلفي

      15 من ربيع الآخر 576هـ = 8 من سبتمبر 1180م: وفاة صدر الدين "أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد"، المعروف بالحافظ السِّلَفي، أحد كبار حُفّاظ الحديث في القرن السادس الهجري، وصاحب مؤلفات كثيرة، أشهرها كتابه "معجم السَّفر"، الذي تناول فيه الترجمة لكثير من الأعلام.

      وفاة الخليفة المعتضد
      22 من ربيع الآخر 289هـ = 6 من مارس 902هـ: وفاة الخليفة العباسي "أبي العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق طلحة"، المعروف بالمعتضد، الخليفة السادس عشر في سلسلة خلفاء الدولة العباسية، وولاية ابنه علي المكتفي الخلافة من بعده.

      إسلام 37 جنديًا كوريًا
      9 من ربيع الآخر 1425هـ = 28 من مايو 2004م: إشهار 37 جنديًّا كوريًّا جنوبيًّا إسلامهم في المسجد الرئيسي بالعاصمة سول، حيث كانت لديهم خلفية عن الثقافة العربية، وقد تعرفوا على الإسلام خلال دورات دراسية في الثقافة والعادات العربية يقدمها الجيش الكوري.



      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 19-12-2017, 08:28 PM.

      تعليق


      • #18
        عصيان في جزيرة كريت

        21 من ربيع الآخر 1283هـ = 2 من سبتمبر 1866م: اليونانيون في جزيرة كريت الواقعة في البحر المتوسط يقومون بعصيان ضد الدولة العثمانية، ساندتهم فيه بعض الدول الكبرى خاصة روسيا، وتعرض المسلمون في الجزيرة لحملة إبادة كبيرة.
        إعلان استقلال ليبيا

        10 من ربيع الآخر 1367هـ = 21 من فبراير 1948م: إعلان الأمم المتحدة استقلال ليبيا، وتحررها من الاستعمار الإيطالي.
        إعلان تأسيس اليونان

        20 من ربيع الآخر 1134هـ = 13 من يناير 1822م: الثوار اليونانيون ضد الدولة العثمانية يعلنون تأسيس اليونان التي تضم المورة وجزر كيكلاد، وجزيرة أغرى بوز.

        افتتاح مؤتمر السلام
        22 من ربيع الآخر 1412هـ = 31 من أكتوبر 1991م: افتتاح مؤتمر السلام في الشرق الأوسط في مدريد، عقب نجاح قوات التحالف في إخراج القوات العراقية من الكويت، وفرض حصار دولي على العراق. وفي هذا المؤتمر التقت إسرائيل لأول مرة مع الفلسطينيين والدول العربية التي تجاورها على مائدة واحدة.

        تأسيس الجيش العراقي
        26 من ربيع الآخر 1339هـ = 6 من يناير 1921م: تأسيس الجيش العراقي أثناء الانتداب البريطاني على العراق، وتكوّن هذا الجيش من 1500 جندي، وكان الفريق "جعفر العسكري" أول من تولى وزارة الدفاع العراقية، واستمر هذا الجيش قائمًا حتى ألغاه الاحتلال الأمريكي في مايو 2003م.

        توقف جريدة القيروان
        27 من ربيع الآخر 1340هـ = 28 من ديسمبر 1921م: توقف جريدة "القيروان" الهزلية التونسية عن الصدور بعد 67 عددًا. كانت الجريدة مناصرة للحزب الدستوري هي وصاحبها عمر العجرة.

        معاهدة كامبو فورميو
        26 من ربيع الآخر 1212هـ = 17 من أكتوبر 1797م: نابليون بونابرت يوقع معاهدة "كامبو فورميو" مع النمسا، والتي بموجبها توسّعت الأراضي الفرنسية على حساب النمسا.

        وفاة محمود محمد شاكر
        3 من ربيع الآخر 1418هـ = 17 من أغسطس 1997م: وفاة العالم المحقق محمود محمد شاكر صاحب المؤلفات المعروفة مثل المتنبي، ورسالة في الطريق إلى ثقافتنا.


        استشهاد عبد الله عزام
        26 من ربيع الآخر 1410هـ = 26 من نوفمبر 1989م: استشهاد عبد الله يوسف عزام، أمير المجاهدين العرب في أفغانستان، أصله من الأردن، وعمل أستاذًا للشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، ثم تفرغ للعمل مع المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاحتلال الروسي.
        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 19-12-2017, 08:31 PM.

        تعليق


        • #19




          حدث في مثل هذا الأسبوع (7-13) جمادى الأولى

          فتح القسطنطينية في 10 جمادي الأولى سنة 857 هـ:

          وهذا الفتح يعد من أعظم الفتوحات في التاريخ وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية وقد حاول المسلمون فتحها على عهد عثمان رضي الله عنه ووصل معاوية -أمير الشام في عهده- عمورية -أنقرة اليوم-، كما قام معاوية رضي الله عنه عام 50 هـ أثناء فترة خلافته بإعداد حملة برية وبحرية لفتح القسطنطينية، لكن هذه المدينة الحصينة صمدت مئات السنين أمام الفاتحين، وشهِدت مئات المدن والعواصم تهوى وتندثر وهي ممتنعة بقوة حصونها وأسوارها والمدافعين عنها حيث كانت معقل الإمبراطورية البيزنطية، وتم فتح هذه المدينة الحصينة على يد السلطان العثماني "محمد الفاتح" وتحققت بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بفتحها.

          وكان ذلك سنة 857 هـ، حيث رأى السلطان محمد الفاتح -واسمه محمد الثاني بن مراد الثاني- أن الفتوحات توسعت غربًا باتجاه أوروبا وامتدت في البلقان وصربيا متجاوزة القسطنطينية، فرأى أنه لا ينبغي ترك هذه المدينة وراء ظهره فتنقض على دولته متى تشاء، فعرض السلطان محمد على الإمبراطور قسطنطين تسليم المدينة مع التعهد بعدم إصابة الأهالي بأذى وحماية عقائدهم فرفض قسطنطين؛ فحاصر السلطان محمد المدينة بجنود يزيد عددهم على 250 ألف مقاتل ومن جهة البحر بـ 180 سفينة بحرية، وأقام المدافع حول المواقع وكان أشهرها المدفع العظيم الذي اخترعه المجري أوربان للسلطان "وكان هذا المدفع يقذف من الحجر وزن الكرة 12 رطلًا لمسافة 1.6 كيلو متر"، وأحكم الحصار على المدينة.


          وأمر الفاتح جنوده بالصيام قبل الهجوم بيوم لتطهير نفوسهم وتزكيتها، ثم قام بزيارة للسور وتفقد الأسطول، وفي تلك الليلة تعالت أصوات التكبير والتهليل، ورتلت آيات الجهاد على مسامع الجند، ودوت الأناشيد الإسلامية الحماسية... ودعا الفاتح قادة جيشه؛ ثم خاطبهم قائلًا: "إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير.. فأبلغوا أبناءنا العساكر فردًا فردًا أن الظفر العظيم الذي سنُحرِزه سيزيد الإسلام قَدرًا وشرفًا، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم ديننا الحنيف نُصب عينيه، فلا يصدر عن واحد منهم ما ينافي هذه التعاليم، وليتجنبوا الكنائس والمعابد، ولا يمسوها بسوء أو بأذى، وليدعوا القساوسة والضعفاء الذين لا يقاتلون...".

          وظل الجند المسلمون طوال الليل يُهلِّلون ويُكبِّرون؛ حتى إذا لاح الفجر صدرت إليهم الأوامر بالهجوم، وبدأ الهجوم يوم 10 جمادي الأولى سنة 875 هـ بعد أن شجع السلطان الجنود ومنَّاهم بالأعطيات، وكان هجومًا فِدائيًا بدأ مع الفجر، وكانت الأفواج تتسابق لتسلُّق الأسوار، حتى تمكَّن المسلمون من الصعود للأسوار وقتال جند الروم. ودرات المعارك فوق الأسوار في ساحات البلد، فقُتِل قسطنطين وعند الظهر استسلمت البلد وانتهت المقاومة وفُتِحَت الأبواب للسلطان وأعلن إيقاف القتال، كما منع السلب والنهب، وساد الأمان وعامل ما تبقى من أهلها معاملة حسنة، وسمح للنصارى بإقامة شعائرهم وأعطاهم نصف كنائسهم وبعد أن أقام العدل عاد النصارى الخائفون الذين كانوا يريدون الفرار فآثروا البقاء في بلادهم وأطلق السلطان على القسطنطينية اسم إسلامبول أي مدينة الإسلام.

          وفاة الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا يوم الأربعاء 8 جمادى الأولى سنة 1378هـ:

          وُلِدَ الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا في قريبة مطلة على النيل تُسمَّى "شمشيرة" من أعمال محافظة الغربية بمصر، وبعد أن شبَّ التحق بكُتّاب القرية ونذرته والدته للقرآن والعلم، وكان أخوه الأكبر أراد أن يحمله على أن يعمل معه في الفلاحة والزراعة، لكن أُمّه أصرَّت على تعليمه القرآن وعلوم الشريعة، ووافق أبوه على ذلك، ثم تلقى علومه في الإسكندرية في حلقات العلم الأزهرية، وكانت تعقد بمسجد يُسمَّى مسجد الشيخ قريبًا من ميدان المنشية بالإسكندرية، وهذا قبل أن يُبنى المعهد الديني الأزهري بالإسكندرية.
          تَعلُّمه صناعة الساعات وكان أثناء دراسته بعد فراغه منها؛ يلتحق بمحل كبير في الإسكندرية لإصلاح الساعات وبيعها، فأتقن هذه المهنة وبرع فيها، ومن هنا جاءت شهرته "بالساعاتي".
          ثم بعد أن تلقى علومه بالإسكندرية عاد إلى قريته فتزوج منها، ثم اختار بلدة المحمودية للإقامة فيها، ثم هاجرت الأسرة إلى القاهرة لما احتاج نجله الأكبر الشيخ حسن البنا "مؤسس جماعة الإخوان المسلمين" إلى الالتحاق بمدرسة "دار العلوم" فأراد الشيخ في نفس الوقت التعرُّف إلى علماء الأزهر الشريف بالقاهرة، وعكف الشيخ أحمد البنا في القاهره على كتابه" الفتح الرباني الذي أصبح شغله في الحياة وحظه منها.


          خدمته للسنة النبوية
          الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا؛ ممن وقَفوا حياتهم على خدمة السنة النبوية، فصنَّف التصانيف النافعة فيها مثل: كتابه "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني"؛ لأنه وَجد المسند -عند قراءته له- بحرًا زاخرًا بالعلم والفوائد؛ فخطر له أن يُرتِّبه على الأبواب الفقهية، ويجمع فيه الأحاديث المتعلّقة بكل باب على حدة؛ لأنه كما هو معلوم فإن المسند يُخرِّج أحاديث كل صحابي على حدة، فكان البحث عن أحاديث موضوع واحد عسيرًا ويستغرق وقتًا طويلًا، فجاء هذا العمل بحمد الله نافعًا لطلبة العلم وميسِّرًا الاستفادة من هذا الديوان العظيم والأصل الكبير من أصول السنة ألا وهو مسند الإمام أحمد. ثم شرح كتابه هذا شرحًا وسطًا سمَّاه "بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني"، وجدير بالذكر أن الشيخ أحمد البنا وافته المنية وهو في منتصف الجزء الثاني والعشرين من كتابه المبارك، فأتم بعض فضلاء العلماء باقي الجزء الثاني والعشرين، والجزء الثالث والعشرين والرابع والعشرين. ومن مؤلفات الشيخ أحمد البنا في الحديث الشريف كتاب "بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن"، و"منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود" وقد طبِعا، وله مؤلفات لم تُطبَع منها "إتحاف أهل السنة البررة بزبدة أحاديث الأصول العشرة".

          إعدام الأستاذ سيد قطب فجر يوم 13 جمادى الأولى 1386هـ:

          وُلِدَ الأستاذ سيد قطب عام 1906م؛ في أسرة متوسطة الحال حيث تمكَّن من إتمام تعليمه في مدرسة القرى، ولم تمضِ أربع سنواتٍ حتى أتم حفظ القرآن الكريم كاملًا. يقول عن نفسه: "لقد قرأت القرآن وأنا طفلٌ صغير لا ترقى مداركي لآفاق القرآن ومعانيه، ولا يُحيط فهمي بجليل أغراضه؛ ولكن كنت أجد في نفسي شيئًا، فقد كان خيالي الساذج الصغير يُجسِّمُ لي بعض الصور من خلال تعابير القرآن فكانت نفسي تتشوَّق وتفرح بها".

          إلى أمريكا:
          وفي عام 1948م؛ بُعِثَ الأستاذ سيد قطب إلى أمريكا من قِبَل وزارة المعارف المصرية، وكانت هذه البعثة بداية التحوُّل في حياته. حيث كان هو خطيب الجمعة على متن الباخرة التي سافر بها، إذ لم يوجد في المسافرين من هو مؤهلٌ للخطبة فتجمّع الناس من مختلف الأديان حول المصلين، ولأول مرة يُحِسُّ الأستاذ سيد قطب -كما يقول- بهويته الإسلامية. وفي عام 1949م؛ مرِض سيد قطب ونُقِل إلى مستشفىً أمريكي في نيويورك، وهناك لاحظ احتفال المنصرين بموت الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وعاد سيد قطب من أمريكا وكله تصميم على دعوة الأمة الإسلامية إلى الإسلام كدستورٍ للحياة ومِنهاجٍ سياسيٍ واقتصاديٍ وتربويٍ وعقائديٍ وتشريعيٍ وسلوكي، ونبذ كل ما عَداه من الأفكار والعقائد المستوردة مثل الاشتراكية والديمقراطية والرأسمالية من منطلق أن الله تعالى - هو الذي وضع منهج الحياة المتمثّل فى الإسلام، والذي يجب على المسلمين اتباعه وانتهاجه في شتى مناحي الحياة.

          واستطاع سيد قطب أن يؤسس مجلة
          (الفكر الجديد)؛ والتي بذل من خلالها جهدًا ضخمًا، واستطاع جذب أفكار الشباب في عصره إليه، وفي عام 1952م؛ انتُخِبَ عضوًا في مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين حيث كان نشاطُها مسموحًا آنذاك. وبعد شهرٍ واحد أُغلِقت الجريدة نظرًا لمعارضتها لرجالات الثورة، إذ كانت المجلة تدعوهم إلى تطبيق شرع الله، وإلى قيام حكومةٍ إسلامية تحمِل لواء الإسلام وتدعو له، وبدأ صراع سيد قطب مع الثورة وضباطها.


          السجن:
          ثم دخل الأستاذ سيد قطب السجن بعد إغلاق الجريدة، وبدأت المحنة باعتقاله -بعد حادث المنشية في عام 1954م (اتُهِمَ الإخوان بمحاولة إغتيال الرئيس المصرى جمال عبد الناصر)- ضمن ألف شخص من الإخوان وحُكِم عليه بالسجن 15 سنة ذاق خلالها ألوانًا من التعذيب والتنكيل الشديدين، وخلال هذه الفترة أبدع الشهيد العديد من مؤلفاته التي كان أضخمها وأقيمها التفسير الاجتماعي للقرآن الكريم والذي أسماه (في ظلال القرآن)، حتى تدخّل الرئيس العراقي عبد السلام عارف في عام 1964م للإفراج عن الأستاذ سيد قطب.

          حكم الإعدام:
          ثم أُعيد اعتقاله مرةً أخرى بتهمةٍ ملفقةٍ جديدة؛ وهي تدبير محاولة لقلب نظام الحكم، وفي تلك المرة أصدر الطغاة حكمهم بإعدام سيد قطب... بعد أن فشلت كل جهود الوساطة التي قام بها العديد من رجالات العالم الإسلامي وبعض رؤساء الدول العربية وشيوخ وعلماء الأزهر، ورغم أنه كان قد بلغ الستين وقتها، ورغم عنائه الشديد من أمراض الكلى وآلام المعدة.. ورغم أنه صاحب الظلال.

          قبل الإعدام:
          من أروع كلامه ما قاله حين طُلِبَ منه أن يكتب استراحامًا وطلبًا للعفو من الطغاة؛ فقال في عِزَّةٍ وإباءٍ وشمم:
          "إن السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحِدةً بالله عز وجل لتأبى أن تكتب برقية تأييدٍ لطاغية ولنظامٍ مخالفٍ لمنهج الله الذي شرعه لعباده".
          وعندما سِيق الأستاذ سيد قطب إلى المشنقة؛ كان يبتسِم ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية، حتى إن الضابط المكلَّف بتنفيذ الحكم سأله: من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة: "هو من شَهِد أن شرع الله أغلى من حياته"، وقبل أن يُنفَّذ الحكم؛ جاءوه برجلٍ مُعمَّم من الأزاهرة المغمورين، فقال له: "قل لا إله إلا الله"، فردّ عليه الشهيد ردَّه الراسخ: "وهل جِئتُ هنا إلا من أجلها!".

          وتم تنفيذ حكم الإعدام في فجر يوم 13 جمادى الأولى 1386هـ الموافق 29 أغسطس 1966م.



          تعليق


          • #20




            أهم الأحداث التي حدثت في شهر جمادى الآخرة، والتي لها أثر من قريب أو بعيد على أمتنا العربية والإسلامية


            معنى "جمادى" كما جاء في كتاب (الصحاح في اللغة):
            {وجُمادَى الأولى وجُمادَى الآخرة، بفتح الدال من أسماء الشهور، وهو فُعالى من الجَمْدِ. والجُمدُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: مكانٌ صلبٌ مرتفعٌ. قال امرؤ القيس:
            كَأَنَّ الصُِوارَ إذْ يُجاهِدْنَ غُدْوَةً ... على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولُ بأَجْلالِ
            والجمع أَجْماد وجِمادٌ. والجَمادُ بالفتح: الأرض التي لم يصبها مطرٌ. وناقةٌ جَمادٌ: لا لبنَ لها. وسنةٌ جَمادٌ: لا مطر فيها. ويقال للبخيل: جَمادَ له، أي لا زال جامِدَ الحال}.


            وإليكم بعض الأحداث التي حدثت في هذا الشهر:

            الغزوات والمعارك

            معركة (جلدر)
            - العثمانيون ينتصرون على الصفويين في معركة (جلدر) وذلك في 5 جمادى الآخرة 986 هـ = 9 من أغسطس 1578م، ويتمكنون من السيطرة على مدينة تفليس، وقد جاءت هذه الحرب في إطار حروب دامية بين الجانبين بعد وفاة شاه إيران طمحسب بن إسماعيل الصفوي.

            معركة "هاليس"
            - في 9 من جمادى الآخرة 1294هـ= 21 من يونيو 1877م القائد العثماني أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسي في معركة "هاليس" halyaz في الأناضول.

            معركة "زفيان"
            - انتصار القائد العثماني أحمد مختار باشا على الجيش الروسي في معركة "زفيان" Zvin في الأناضول في 13 من جمادى الآخرة 1294هـ= 25 من يونيو 1877م.

            معركة "دير الجماجم"
            - 14 من جمادى الآخرة 83هـ= 15 من يوليو 702م
            وقوع معركة "دير الجماجم" بين الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الرحمن بن الأشعث الذي خرج على الخلافة الأموية، وأعلن الحرب عليها، واستمرت المعركة مائة يوم حتى انتهت بانتصار عظيم للحجاج والقضاء على الفتنة، وإعادة الاستقرار للخلافة الأموية.


            معركة "مرج الصفر"
            - نشوب معركة "مرج الصفر" بين الروم والمسلمين بقيادة خالد بن سعيد، وذلك في 16 من جمادى الآخرة 13هـ= 18 من أغسطس 634م وذلك في بدايات فتح المسلمين لبلاد الشام، وانتهت المعركة بانتصار الروم؛ الأمر الذي جعل الصدِّيق أبا بكر رضي الله عنه يبعث بأربعة جيوش لفتح الشام.
            معركة "كوت العمارة"
            25 من جمادى الآخرة 1334هـ = 29 من إبريل 1916م: الجيش العثماني يلحق خسائر فادحة بالجيش الإنجليزي في معركة "كوت العمارة" في العراق، ويتمكن من أسر فرقة إنجليزية كاملة مكونة من 13 ألف جندي وضابط.


            معاهدات وأحداث

            معاهدة لندن
            23 من جمادى الآخرة 1331هـ = 30 من مايو 1913م: الدولة العثمانية توقع علىمعاهدة لندن التي أنهت الحرب البلقانية، وتعدّ هذه المعاهدة من أقسى المعاهدات التي وقع عليها العثمانيون طوال تاريخهم؛ لأنها أخرجت العديد من دول البلقان من عباءة العثمانيين.
            حادثة "دنشواي"
            5 من جمادى الآخرة 1324هـ = 13 من يونيو 1906م: وقوع الحادثة المشهورة في تاريخ مصر الحديث بحادثة "دنشواي"؛ حيث حدث اشتباك بين ضباط إنجليز كانوا يقومون بالصيد وأهالي قرية دنشواي بمحافظة المنوفية، وهو ما أدى إلى مقتل بعض الضباط، وقد أثارت هذه الحادثة غضب المستعمر الإنجليزي في مصر فعقد محاكمة ظالمة، حكمت على بعض الأهالي المتهمين بالقتل، وبعضهم الآخر بالسجن.
            مجزرة اللجون
            5 من جمادى الآخرة 1367هـ = 31 من إبريل 1947م: عصابات الهاجاناة الصهيونية ترتكب مجزرة اللجون (قضاء جنين) بفلسطين حيث قتلت 13 مدنيًّا.
            معاهدة "فلكزن"
            9 من جمادى الآخرة 1123هـ = 25 من يوليو 1711م: توقيع معاهدة "فلكزن" بين روسيا والدولة العثمانية، والتي بمقتضاها أخلت روسيا مدينة "آزاق"، وتعهدت بعدم التدخل في شئون "القوزاق" مطلقًا.
            معاهدة "آماسيا"
            26 من جمادى الآخرة 962هـ = 29 من مايو 1555م: الدولة العثمانية تعقد معاهدة "آماسيا" مع الدولة الصفوية في إيران، والتي عينت الحدود بين الجانبين في الأناضول، وذلك بعد ثلاث حملات عسكر سلطانية قادها السلطان سليمان القانوني ضد الدولة الصفوية.
            سقوط قلعة دمشق في يد التتار
            21 من جمادى الآخرة 658هـ = 3 من يونيو 1260م: سقوط قلعة دمشق في يد التتار بعد مقاومة مستميتة وجهاد بطولي، واضطرت إلى الاستسلام بعد أن حاصرها التتار حصارًا شديدًا وضربوها بالمنجنيق، وكان قد سبق تسليم مدينة دمشق إلى كيتوبوقا (كتبغا) قائد التتار، وبهذا أصبح الشام كله في قبضتهم.
            سقوط مدينة عكا
            16 من جمادى الآخرة 587هـ = 11 من يوليو 1191م: سقوط مدينة عكا في يد الصليبيين بقيادة ريتشارد قلب الأسد، أحد قادة الحملة الصليبية الثالثة، بعد دفاع مجيد من أهلها، وظلَّت في أيدي الصليبيين حتى حرَّرها السلطان الأشرف قلاوون في 17 من جمادى الأولى 690هـ.
            معاهدة بلجراد
            14 من جمادى الآخرة 1152هـ = 18 من سبتمبر 1739م: الدولة العثمانية توقع معاهدة بلجرادمع كل من ألمانيا وروسيا، وتعهد فيها الألمان بتسليم بلجراد للدولة العثمانية بعد احتلال دام 22 سنة، وتعهدت روسيا بهدم قلعة آزاك وتسليم أرضها للعثمانيين، وبألاّ تبحر أية سفينة روسية في البحر الأسود.
            فك الحصار عن حلب
            30 من جمادى الآخرة 559هـ = 30 من مايو 1164م: صلاح الدين الأيوبي يفك الحصار عن حلب ويرحل عنها بعد أن وردته أنباء عن سعي الصليبيين لمهاجمة حمص، فرحل إلى حماة بعد أن نزل الصليبيون مدينة حمص بيوم، ومنها إلى الرستن، فلما سمع الصليبيون بذلك رحلوا عن حمص، ووصلها صلاح الدين؛ فحاصر قلعتها إلى أن فتحها في الحادي والعشرين من شعبان سنة 559هـ، وبذلك صار أكثر الشام تحت حوزته.
            فتح مدينة سلانيك
            17 من جمادى الآخرة 833هـ = 13 من مارس 1430م: السلطان العثماني مراد الثاني يفتح مدينة سلانيك بعد حصار استمر لمدة 3 أشهر استخدمت فيه المدافع.
            قيام ثورة الفاتح
            19 من جمادى الآخرة 1389هـ = 1 من سبتمبر 1969م: قيام ثورة الفاتح في ليبيا بقيادة العقيد القذافي، حيث أعلن ممثل الأسرة المالكة "حسن الرضا" ولي العهد التنازل عن العرش؛ وكان الملك "إدريس الأول" ساعتها في زيارة استجمام في تركيا واليونان.
            انتهاء "حرب القرم"
            5 من جمادى الآخرة 1272هـ = 1 من فبراير 1856م : انتهاء "حرب القرم" بين الدولة العثمانية وروسيا، والتي ساندت فيها فرنسا وإنجلترا العثمانيين، واستمرت هذه الحرب سنتين ونصف السنة، وتعتبر من كبرى الحروب التي شهدها العالم في تلك الفترة.
            تفجيرات 11 سبتمبر
            23 من جمادى الآخرة 1422 هـ= 11 من سبتمبر 2001م: تعرض الولايات المتحدة الأمريكية صباح الثلاثاء لسلسلة من الهجمات، وتركزت في كل من واشنطن ونيويورك وبنسلفانيا، وبدأت هذه الهجمات باصطدام طائرتين من طراز بوينج بمركز التجارة العالمي -أعلى مبنى في العالم- بحي مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، وقُتل في الهجمات 3062 شخصًا. اتُّهم تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن بتدبير هذه الانفجارات، وكانت هذه الهجمات دافع أمريكا لإعلان الحرب على "الإرهاب".

            قيام الدولة الخلجية في الهند
            2 من جمادى الآخرة 689هـ = 13 من يونيو 1290م: قيام الدولة الخلجية في الهند على أنقاض الدولة الغورية، وقام الخلجيون في الفترة القصيرة التي حكموا فيها - وهي نحو ثلاثين عامًا - بجلائل الأعمال؛ فنشروا الإسلام في "شبه القارة الهندية" كلها، وردُّوا الخطر المغولي الذي كان يتهدد الهند.
            رفع الحصار عن تفليس

            7 من جمادى الآخرة 987هـ = 1 من أغسطس 1579م: الصفويون يرفعون حصارهم عن العثمانيين في تفليس، وقد استمر هذا الحصار 124 يومًا، حاصر فيها 15 ألف جندي صفوي ما يقرب من 1800 جندي عثماني، ولم يرفع الصفويون الحصار إلا بعد سماعهم أصوات الموسيقى العسكرية العثمانية التي جاءت لنجدة تفليس. مجزرة قرية قالوينا

            3 من جمادى الآخرة 1367هـ = 12 من إبريل 1948م: مجزرة قرية قالوينا التي تبعد 7 كيلو مترات عن القدس. وقد هاجمتها قوة من البالماخ الإرهابية التابعة لمنظمة الهاجاناه، فنسفت عددًا من بيوتها، واستشهد جرَّاء ذلك 14 شخصًا على الأقل. توقيع ميثاق بوجوتا

            21 من جمادى الآخرة 1367هـ = 30 من إبريل 1948م: توقيع ميثاق "بوجوتا" الذي أسس "منظمة الدول الأمريكية" التي تضم دول أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية باستثناء كوبا، ويبلغ عدد أعضائها 34 دولة بزعامة الولايات المتحدة. مهاجمة السفن في طرابلس

            20 من جمادى الآخرة 1218هـ = 7 من أكتوبر 1803م: سفينتا حرب أمريكيتان ذواتا 35 مدفعًا تهاجم السفن في ميناء طرابلس في ليبيا، إلا أن إحدى السفينتين (فلادليفيا) التي كانت تعدّ أكبر سفينة في العالم في ذلك الوقت جنحت في المياه الضحلة في ميناء طرابلس، وتم أسر طاقمها المكون من 300 بحار، وطالب حاكم طرابلس الولايات المتحدة بثلاثة ملايين دولار تعويضات. توقف صدور مجلة الرسالة

            8 من جمادى الآخرة 1372هـ = 23 من فبراير 1953م: توقف مجلة "الرسالة" عن الصدور، وتعدّ "الرسالة" أشهر مجلة ثقافية وأدبية صدرت في العالم العربي، وكتب فيها ألمع الكتاب والأدباء، وكان يرأس تحريرها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات، وكانت تصدر في القاهرة، وصدر العدد الأول منها في 15-1-1933م. تأسيس جمعية مصر الفتاة

            22 من جمادى الآخرة 1352هـ = 12 من أكتوبر 1933م: السياسي المصري أحمد حسين يعلن تأسيس "جمعية مصر الفتاة"، ونشر برنامجها على صفحات مجلة "الصرخة"، ثم تحولت الجمعية إلى حزب بنفس الاسم سنة 1937م، ثم تغير اسمه إلى "الحزب الوطني الإسلامي"، إلا أن نشأة حركة الإخوان المسلمين جعلت هذا الحزب ينتهي سريعًا. نفي عمر مكرم إلى دمياط

            27 من جمادى الآخرة 1224هـ = 9 من أغسطس 1809م: محمد علي باشا حاكم مصر ينفي السيد عمر مكرم نقيب الأشراف إلى دمياط، وبذلك ينفرد بحكم مصر بعد القضاء على الزعامة الشعبية التي كان يتزعمها عمر مكرم.مجزرة قرية ناصر الدين

            6 من جمادى الآخرة 1367هـ = 14 من إبريل 1948م: عصابات الهاجاناة الصهيونية ترتكب مجزرة قرية ناصر الدين قضاء طبريا بفلسطين حيث قتلت 50 فلسطينيًّا من أصل 90 هم سكان القرية.
            تشكيل أول وزارة وفدية

            20 من جمادى الآخرة 1342هـ = 28 من يناير 1924م: قيام سعد زغلول بتشكيل أول وزارة وفدية عقب الفوز الذي حققه الحزب في الانتخابات التي أجريت في 27 من سبتمبر 1923، وحقق فيها نصرًا ساحقًا، وفاز بأغلبية مقاعد البرلمان المصري. تظاهر 200 ألف إسرائيلي

            8 من جمادى الآخرة 1425هـ = 26 من يونيو 2004م: تظاهر نحو 200 ألف إسرائيلي احتجاجًا على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون الخاصة بالانسحاب من قطاع غزة، مشكلين سلسلة بشرية امتدت بطول 90 كيلو مترًا من القدس الشرقية إلى شمال قطاع غزة.
            خيانة اليهود في صفاقس

            8 من جمادى الآخرة 1298هـ = 7 من مايو 1881م: اليهود في صفاقس التونسية يخبرون البارجة الفرنسية "ألكرسيكي" باستعداد الأهالي لمقاومتهم، فتحجم البارجة عن مهاجمة المدينة، ثم تهاجمها بمعاونة 6 بوارج إضافية.
            استعادة قلعة أستولني

            4 من جمادى الآخرة 950هـ = 4 من سبتمبر 1543م: الجيش العثماني يستعيد قلعة "أستولني -بلجراد" الاستراتيجية الحصينة بعد قتال وحصار استمر 15 يومًا مع الجيش الألماني. استعادة العثمانيين قلعة ساقيز

            8 من رجب 1106هـ = 22 من فبراير 1695م: العثمانيون ينجحون في استعادة قلعة ساقيز -الواقعة في اليونان حاليًا- من البنادقة والمالطيين الذين احتلوها في سبتمبر 1694م.
            عودة سوريا إلى بيروت الغربية

            22 من جمادى الآخرة 1407هـ = 22 من فبراير 1987م: القوات السورية تعود مجددًا إلى بيروت الغربية، بعدما أجليت عنها في أغسطس 1982م إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وباتفاق الطائف الذي وقعته الفصائل اللبنانية في أكتوبر 1989م بالسعودية تم وضع حد للحرب الأهلية اللبنانية، واكتسب الوجود السوري في لبنان شرعية. عزل بنظير بوتو

            23 من جمادى الآخرة 1417هـ = 5 من نوفمبر 1996م: الرئيس الباكستاني فاروق ليغاري يعزل بنظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية منذ أكتوبر سنة 1993م؛ لاتهامها بالفساد، ويقوم بحل الجمعية الوطنية، ويعلن تحديد الثالث من فبراير سنة 1997م موعدًا للانتخابات الجديدة.



            تعليق


            • #21

              مواليد

              في 12 من جمادى الآخرة 998هـ= 18 من أبريل 1590م مولد السلطان العثماني "أحمد بن محمد بن مراد"، المعروف بأحمد الأول، الخليفة الرابع عشر من خلفاء الدولة العثمانية، تولّى الخلافة سنة 1012هـ= 1063م، واستمر حكمه 14 سنةً، قضاها في صراعات مع الفتن والقلاقل التي أحدقت بدولته.

              - مولد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق وذلك في 13 من جمادى الآخرة 1335هـ= 5 أبريل 1917م
              وهو الإمام الثاني والأربعين في سلسلة شيوخ الأزهر. ولد في محافظة الدقهلية، وتعلم بالأزهر، وعمل بالقضاء وتولى منصب الإفتاء ثم ولي وزارة الأوقاف وكلل حياته شيخًا بالأزهر.

              18 من جمادى الآخرة 1325هـ = 29 من يوليو 1907م: مولد المجاهد "أحمد محمد عبد العزيز" قائد كتائب المجاهدين في حرب فلسطين سنة 1948م، ولد بالخرطوم، وتعلم بها، ثم استكمل تعليمه في الكلية الحربية بمصر، وتخرج فيها ضابطًا، وعمل بسلاح الفرسان، ثم عمل بالتدريس بالكلية الحربية، وبعد إعلان تقسيم فلسطين قاد كتائب المجاهدين ضد اليهود واستُشهد في فلسطين.

              - 17 من جمادى الآخرة 420هـ= 3 من يوليو 1029م مولد الخليفة الفاطمي أبي تميم محمد بن الظاهر، المعروف بالمستنصر، تولى الخلافة الفاطمية في مصر، وهو في السابعة من عمره، وظل بمنصبه ستين سنةً وأربعة أشهر، فكان أطول الخلفاء عهدًا، ولم تتمتع البلاد في عهده بالهدوء والرخاء سوى فترات قليلة، وشهد عصره المجاعة الكبرى التي عرفت بالشدة المستنصرية.

              مولد الفقيه المصري محمد حامد فهمي
              29 من جمادى الآخرة 1319هـ = 13 من أكتوبر 1901م: مولد الفقيه المصري والقانوني الضليع محمد حامد فهمي، ولد بالزقازيق وتلقى تعليمه بها، ثم انتقل إلى القاهرة وتخرج في كلية الحقوق، وابتعث إلى جامعة لندن فحصل منها على درجة الدكتوراه، وبعد عودته عمل بالجامعة واشتغل بالتأليف، له كتب تعدّ من أمهات كتب المرافعة، توفي سنة 1952م.

              25 من جمادى الآخرة 1296هـ = 15 من يونيو 1879م: مولد الزعيم المصري "مصطفى النحاس" في سمنود بالغربية، رأس الوزارة في مصر خمس مرات، كانت أولاها عام 1928م، وآخرها 1950م، وتعرض النحاس لست محاولات اغتيال، ورأس حزب الوفد القديم، ووقع على معاهدة 1936م، والتي ألغاها في عام 1951م، وتوفي في 23 من أغسطس 1963م.

              30 من جمادى الآخرة 1309هـ = 29 من يناير 1892م: مولد أحمد شاكر أحد أعلام الثقافة والأدب العربي في القرن العشرين، عمل بالقضاء حتى وصل إلى نائب رئيس المحكمة الشرعية العليا بمصر، ساهم في نشر كتب الأدب واللغة، مثل: كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، و"لباب الآداب" لأسامة بن منقذ، و"المعرب" للجواليقي.

              28 من جمادى الآخرة 1237هـ = 22 من مارس 1822م:
              مولد المؤرخ العثماني أحمد بن إسماعيل بن علي المعروف بأحمد جودت. تولى عدة مناصب وزارية في الدولة، وارتقى إلى منصب الصدر الأعظم، ترك مؤلفات عديدة باللغتين العربية والتركية، واشتهرت مؤلفات تاريخه المعروف بتاريخ جودت.
              24 من جمادى الآخرة 392هـ = 11 من مايو 1002م: مولد الحافظ الكبير أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، المعروف بالخطيب البغدادي، أحد أئمة الحديث والتاريخ في القرن الخامس الهجري، له مؤلفات كثيرة، أشهرها "تاريخ بغداد".


              وفيات
              وكانت وفاة أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-، رضي الله عنه، لثماني ليال بقين من جمادى الآخرةليلة الثلاثاء وهو ابن ثلاث وستين سنة، في السنة الثالثة عشرة بعد الهجرة.

              9 من جمادى الآخرة 544هـ = 14 من أكتوبر 1149م: وفاة أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي، المعروف بـ"القاضي عياض"، أحد أئمة العلم في القرنين الخامس والسادس الهجريين، وصاحب المؤلفات العظيمة في الفقه والحديث والتاريخ، من أشهرها: مشارق الأنوار، والإلماع، وترتيب المدارك.

              9 من جمادى الآخرة 1301هـ = 6 من مايو 1884م: مقتل مدحت باشا -أشهر رؤساء وزراء الدولة العثمانية- خنقًا في منفاه بالطائف عن عمر يناهز 62 عامًا، ويلقب مدحت باشا بأنه "أبو الدستور"، وهو من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ العثماني.

              4 من جمادى الآخرة 230هـ = 17 من يناير 895م: وفاة "أبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع"، المعروف بابن سعد، من كبار المحدثين والمؤرخين، وصاحب الطبقات الكبرى التي اشتهرتبـ"طبقات ابن سعد".


              من جمادى الآخرة 590هـ = 20 من يونيو 1194م: وفاة الإمام الكبير القاسم بن فيِرُّه بن خلف بن أحمد، المعروف بالشاطبي، صاحب منظومة "حرز الأماني ووجه التهاني" في القراءات السبع، وهو واحد من أشهر وأنبغ علماء القراءات.

              13 من جمادى الآخرة 1351هـ = 14 من أكتوبر 1932م: وفاة "أحمد شوقي" أمير شعراء العربية. ولد بالقاهرة، وبها نشأ وتعلّم، ودرس الحقوق في فرنسا، وتزود بثقافة عربية واسعة، وارتقى بالشعر العربي إلى آفاق فسيحة، وأدخل فيه فن المسرحية الشعرية لأول مرة.
              26 من جمادى الآخرة 1426هـ = 1 من أغسطس 2005م: مصرع جون جارانج زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان النائب الأول لرئيس الجمهورية في حادث تحطم طائرة هليكوبتر إثر عودته من زيارة خاصة لكينيا، ويأتي مصرعه بعد أيام قليلة من توليه منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية طبقًا لاتفاق السلام الموقع بين حركته والحكومة السودانية.



              30 من جمادى الآخرة 1400هـ = 13 من يونيو 1980م: اغتيال عالم الذرة المصري "يحيى المشد" في باريس، وكان "المشد" هو المشرف على المشروع النووي العراقي، وهو من مواليد الإسكندرية سنة 1932م، وكان من العلماء المعدودين في هندسة المفاعلات النووية على مستوى العالم.2 من جمادى الآخرة 1398هـ = 9 من مايو 1978م: اكتشاف جثة رئيس الوزراء الإيطالي "ألدهورو" في سيارة بأحد شوارع روما، بعد اختطافه من قبل عصابات المافيا الإيطالية وقتله.

              28 من جمادى الآخرة 1426هـ = 3 من أغسطس2005م: وفاة الداعية الإسلامية المصرية زينب الغزالي عن عمر يناهز 91 عامًا. كانت من أبرز عضوات "الاتحاد النسائي" الذي أسسته هدى شعراوي، ثم أسست جمعية "السيدات المسلمات"، وبدأت صلتها بجماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيس جمعيتها بعام، وساهمت في إحياء جماعة الإخوان بعد تعرضها للمحنة، وتعرضت للاضطهاد الشديد في عهد عبد الناصر، وأفرج عنها بتدخل من الملك فيصل بن عبد العزيز.

              3 من جمادى الآخرة 193هـ = 24 من مارس 809م: وفاة الخليفة العباسي "هارون الرشيد بن محمد المهدي"، وتولِّي ابنه الأمين الخلافة من بعده، وهو الخليفة السادس في سلسلة خلفاء الدولة العباسية.

              20 من جمادى الآخرة 1288هـ = 7 من سبتمبر 1871م: وفاة الداهية عالي باشا -رئيس الوزراء في الدولة العثمانية- عن عمر يناهز 56 عامًا، تولى الوزارة 5 مرات، وكان من دهاة الدبلوماسية التركية، ووصفته الصحافة الأوربية بأنه أعظم سياسي في أوربا.


              14 من جمادى الآخرة 505هـ = 18 من ديسمبر 1111م: وفاة الفقيه الأصولي الكبير أبي حامد محمد بن أحمد، المعروف بأبي حامد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام، برع في الفقه والأصول والتصوف وعلم الكلام، وترك مؤلفات عظيمة ذات شأن، من أهمها إحياء علوم الدين، والوسيط في الفقه، والمستصفى في الأصول، وتهافت الفلاسفة.المصدر قصة الإسلام


              تعليق


              • #22
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                حدث في مثل هذا الأسبوع (7-13) رجب


                وفاة آخر شيوخ الإسلام في الدولة العثمانية مصطفى صبري 7 رجب 1373 هـ ( 1954 ) :
                الشيخ مصطفى صبري علم من أعلام الفكر الإسلامي الحديث ، لا تعود شهرته إلى مجرد كونه آخر من تقلد منصب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية فحسب، بل للدور الذي قام به على أكثر من صعيد في مرحلة حرجة من تاريخ الأمة، وذلك في زمن التحولات السياسية والفكرية الكبرى التي شهدها العالَم كله خصوصاً في النصف الأول من القرن العشرين
                قاد الشيخ حربا فكرية ضد التغريب والعلمانية والسفور والتبرج وضد الكماليين وأعمالهم الخبيثة، وتحمل الأهوال والشدائد من أجل كشفهم ، وكان من العلماء القلائل الذين كشفوا مخادعة مصطفى كمال أتاتورك مبكرا، في الوقت الذي كانت الغالبية العظمى من الناس بل و"العلماء" مفتونين به ، فأظهر حقيقة أتاتورك و دعواه فصل الدِّين عن السياسة ليَنفرِد كل منهما باختصاصه وشؤونه كما زعم أتاتورك ولكنه في الحقيقة إبعاد الإسلام عن الحكم، وتحويل النظام الحاكم في تركيا إلى نظام لا ديني، بل معادٍ للدِّين وللمُتديِّنين.

                وقد كان الشيخ مصطفى صبري مدفوعًا في كل ما كتبه بما استيقنته نفسه من أن الغرب يجدُّ في محو الإسلام، وأن نجاح مكيدته في تركيا نذير بانتشارها في بقية أقطار العالم الإسلامي، فهو يجاهد بكل ما وسعه من قوة لمنع المسلمين من الانحدار إلى المصير نفسه الذي صار إليه الترك على يد الكماليين، بعد أن لمس نكبتهم بيده، وجربها بنفسه، ومارسها في كفاحه السياسي الطويل، الذي تنقل فيه بين المهاجر، حتى استقر به النوى في مصر، فاتخذها مركزًا لنشاطه
                تميز بالاستقلال الفكري والصلابة في الدعوة إلى الحق و الشجاعة التي واجه بها الاتحاديين ثم الكماليين ثم المتغربين في مصر - خاصة - وفي غيرها، ولم يأبه بما قد يتعرض له من أذى أو تضييق، كما تميز بهمته العالية ووعيه الكبير بمخططات الأعداء، وشبهات المستشرقين والمستغربين ، و سماته هذه واضحة كل الوضوح في كتاباته




                المولد و النشأة :
                ولد الشيخ مصطفى صبري بن أحمد بن محمد القازابادي التوقادي بتاريخ 12 ربيع الأول 1286 هـ ، 1869م في الأناضول بمدينة "توقاد" التي ينسب إليها

                تلقى علومه الأولية في قريته الصغيرة ، وحفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره ، ولفت ذكاؤه انتباه شيوخه الذين قالوا لأبيه : إن ابنك هذا ذو عقل نير ، وصاحب موهبة فذة ، فلا بد من أن ترسله إلى (قيصرية ) ولبى الوالد نداء معلمي ولده ، وأرسله إلى مدينة( قيصرية) لمتابعة تعليمه ، وهي مدينة مشهورة بعلمائها الكثر ، وهناك تعلم العلوم العربية ، والعلوم الشرعية ، كما تعلم المنطق وأصول المناظرة والوعظ.
                وتعلَّم في قيصرية على الشيخ خوجة أمين أفندي، ثم انتقل إلى استانبول لاستكمال تحصيله العلمي.
                ثم تلقى العلوم الشرعية والعربية على أيدي الشيخين العالمين ، محمد عاطف بك الإستانبولي ، وأحمد عاصم أفندي ، وأعجب الشيخان بهذا الشاب وذكائه الحاد ، وبجده ونشاطه ، وقوة حافظته، وعمق تحصيله ، وبجرأته الأدبية في طرح أفكاره ، وبلغ الأمر بالشيخ أحمد عاصم أفندي أن يزوجه ابنته (ألفية هانم) لما وجد فيه من مزايا لم يجدها مجتمعة في غيره من تلاميذه الكثر ، وذلك بعد نجاحه في امتحان التخرج ، وحصوله على إجازة التدريس في جامع محمد الفاتح ، عام 1307هـ.


                من وظائفه :

                1- تم تعيين الشيخ مصطفى صبري مدرساً في جامع الفاتح ، بعيد تخرجه وحصوله على الإجازة في التدريس وهو في الثانية والعشرين من العمر ، وكان جامع الفاتح أكبر جامعة إسلامية في الآستانة آنذاك ، ومنصب التدريس فيه منصب مرموق يتطلع إليه العلماء من سائر أنحاء البلاد ، وقد فاز في الامتحان ، وكان الأول على ثلاثين عالماً من أصل ثلاثمائة عالم تقدموا لهذه الوظيفة ، وكان أصغر الفائزين سناً.

                2- صار إمام الدرس السلطاني الخاص ، وهو الدرس الذي كان يحضره السلطان العثماني شخصياً في أحد جوامع إستانبول السلطانية ، ويحضر معه كبار الأعوان والعلماء ، ويلقي الدرس أعلم العلماء ، وقد عينه السلطان عبدالحميد في هذا المنصب لشدة إعجابه بعلمه ، سنة 1316هـ.

                3- في عام 1317هـ عين في قصر يلدز (قصر السلطان عبدالحميد) بوظيفة مدير القلم السلطاني الخاص ( أمين السر )، ونال في هذه المرحلة عدداً من الأوسمة والميداليات.

                4- بعد ذلك بمدة قصيرة عين أميناً لمكتبة يلدز ، وقد وجد الشيخ مصطفى صبري ضالته في هذه المكتبة التي طالما بحث عنها ، فقد كانت غنية بالمخطوطات وكتب التراث الإسلامي ، فأكب عليها ، وأفاد منها علماً غزيراً جعله في عيون معاصريه بحراً لا ساحل له.

                5- وفي عام 1322هـ استقال من وظائفه ، وفضل عليها العودة إلى التدريس ، وصار مدرساً لمادة التفسير في مدرسة الوعاظ ، وفي معهد العلوم الشرعية في دار الفنون ، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة المتخصصين ، ليدرس فيها صحيح الإمام مسلم.

                6- في عام 1323هـ عين عضواً في هيئة تدقيق المؤلفات الشرعية التابعة لدائرة المشيخة الإسلامية.
                7- تولى في عهد وزارة الداماد فريد باشا الأول منصب المشيخة الإسلامية وكان ذلك في العام 1919 ، تولى هذا المنصب أربع مرات متتالية لكن لفترات قصيرة.

                8 - عين عضواً في دار الحكمة الإسلامية.( هيئة كبار العلماء ).

                9 - عينه السلطان عضواً في مجلس الأعيان العثماني.




                نشاطه السياسي
                وقد بدأ مصطفى صبري نشاطه السياسي بعد إعلان الدستور الثاني سنة 1908م، إذ انتخب وقتذاك نائبًا عن بلدته "توقاد" في مجلس المبعوثان العثماني، وكان في هذه الفترة رئيسًا لتحرير مجلة "بيان الحق"، وهي مجلة إسلامية كانت تُصدرها الجمعية العلمية، كما عُين عضوًا في دار الحكمة الإسلامية
                برز اسم مصطفى صبري آنئذ لمقدرته الخطابية، ودفاعه المجيد عن الإسلام، ولم يلبث أن تبين له سوء نية الاتحاديين، فانضم إلى حزب الائتلاف الذي تألف من الترك والعرب والأروام الذين يعارضون النزعة الطورانية التي اتسم بها الاتحاديون، وكان نائبًا لرئيس هذا الحزب المعارض.
                ولما استفحل أمر الاتحاديين، وقوي نفوذهم، فرَّ من اضطهادهم سنة 1913م إلى مصر، حيث أقام مدة، ثم انتقل إلى بلاد أوروبة فأقام بيوخارست في رومانية إلى أن ألقت القبض عليه الجيوش التركية عندما دخلت بوخارست أثناء الحرب العالمية الأولى، وظل معتقلاً إلى أن انتهت الحرب بهزيمة تركيا ، وفرار زعماء الاتحاديين، فعاد الشيخ إلى نشاطه السياسي في استانبول، وعيِّن شيخًا للإسلام، وعضوًا في مجلس الشيوخ العثماني، وناب عن الصدر الأعظم ( رئيس الوزراء ) الداماد فريد باشا أثناء غيابه في أوروبة للمفاوضة، وظلَّ في منصبه إلى سنة 1920م فتركه عندما اختلف مع بعض الوزراء ذوي الميول الغربية.



                الاستقرار في مصر

                عندما استولى الكماليون على العاصمة فرَّ إلى مصر سنة 1923م، ثم انتقل إلى ضيافة الشريف حسين في الحجاز، ثم عاد إلى مصر حيث احتدم النقاش بينه وبين المتعصبين لمصطفى كمال قبل أن يتبينوا أمره ، فسافر إلى لبنان، وطبع هناك كتابه "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة". ثم سافر إلى رومانية، ثم إلى اليونان؛ حيث أصدر مع ولده إبراهيم جريدة "يارين" – أي الغد – وظل يصدرها نحو خمس سنوات، حتى أخرجته الحكومة اليونانية بناء على طلب الكماليين، فعاد إلى مصر حيث اتخذها وطنًا ثانيًا.

                كانت له في القاهرة جهود ضخمة تمثلت في التالي :
                أولاً: فضح مخططات الكماليين ـ نسبة إلى مصطفى كمال ـ ضد الإسلام والمسلمين في تركيا، وكان في ذلك مخالفاً لكثير من مثقفي المصريين الذين وقفوا مع «مصطفى كمال» ورأوا فيه منقذاً لتركيا، لذلك توالت هجمات الصحف على «شيخ الإسلام» تتهمه بالرجعية، والحنين إلى منصبه الذي فقده في تركيا، ومنعت كثيراً من مقالاته، وهنا وضع كتاباً سماه «النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة» طبعه في لبنان التي خرج إليها بعد معارضة كثير من المصريين له، فضح في هذا الكتاب «الكماليين» وأعمالهم المعادية للإسلام والمسلمين في تركيا، وذكّر بأفعال «الاتحاديين» وأن أفعالهم وأفعال «الكماليين» تنطلق من مشكاة واحدة، وذكر أيضاً علاقة الاثنين باليهود، وقد كان وزير مالية «الكماليين» يهودياً، ووزيرة المعارف «خالدة ضياء» من أصل يهودي أيضاً، ولما ألغى «مصطفى كمال» الخلافة بعد قرابة عام من وجود «شيخ الإسلام» في مصر، تبين للمخدوعين من المصريين صدق ما أخبرهم به «شيخ الإسلام»

                ثانياً: كشف عوار الكتابات الخبيثة التي انتشرت في مصر آنذاك:
                وكان على رأسها كتاب«الإسلام وأصول الحكم» للشيخ «علي عبدالرازق»، وقد ثبت فيما بعد أن «طه حسين» شاركه في تأليف الكتاب، وفيه ذكر أن الإسلام دين لا دولة فتصدى - هو و غيره من العلماء - لهذا الكتاب وبيّن عواره.
                ثم واجه «شيخ الإسلام» منكري المعجزات والكرامات أو مؤوليها إلى حد إخراجها من أن تكون خوارق للعادات، وكان منهم في مصر نفر من ذوي المكانة والوجاهة، وإنما فعلوا ذلك مسايرة للعقل ـ فيما زعموا ـ ولتبدو متفقة مع طبائع الأشياء، فرد على الأستاذ محمد عبده، ومحمد فريد وجدي، ومحمد حسين هيكل، وجماعة غيرهم، والحق أن رده كان شديداً صعباً لكنه متفق مع طبيعته الحادة وشخصيته القوية، ثم إن الملأ في مصر آنذاك كان قد انجرف فريق منهم مع هذه الدعاوى، فكان لابد من ظهور صوت قوي لينذر، ويحذر، ويعيد الحق إلى نصابه، ولعل كتابه «موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين»، هو أهم مؤلف له في هذا الباب الكاشف لهذه الأخطاء، وهو ضخم جاء في أربعة أجزاء وفي بعضه نزعة فلسفية.



                من مأثور كلامه :

                - ليس من وظيفة العلماء محاباة العامة، ومجاراة الدهماء، بل وظيفتهم إطلاع الناس على حقائق الأمور
                - قد يقع المرء تحت تأثير كلمات من يُكافِحُه لكثرة اتصاله بها
                - إن العلماء مهما لانوا .. ما كانوا ليتملصوا في نظر المجددين من وصمة الجمود إلا بعد إباحة الخروج على أحكام الإسلام
                - إن عقد مؤتمر إسلامي قد ينظم الروابط بين الشعوب الإسلامية المتفرقة ، ولكن الخلافة هي التي تجعل منهم أمة واحدة
                - هذه غايتهم… غاية عقلاء الحضارة الغربية الجديدة أن يعيشوا ويموت غيرهم !!
                - إن السقوط الديني للشرق الإسلامي أفظع عندي وأعظم خطرًا وأكثر مَساسًا بكرامته من سقوطه السياسي
                - لو قارنتم ما فعل السلف مِن علمائنا مع فلسفة اليونان، بما فعل الخلف مع فلسفة الغرب، لوجدتم الفرق بين قوة السلف وضعف الخلَف هائلاً

                - " لو أن اليهود رموا على العالم الإنساني خمس قنابل ذرية و هيدروجينية ما كانت ستؤثر فيه مثل تأثير خمسة علماء يهود من أئمة الكفر و الضلال وهم ماركس الشيوعي و دارون الاستحلالي و فرويد النمساوي و اوجست كونت الفرنسي الوضعي و دوركهايم الاجتماعي ،هؤلاء أفسدوا وفتكوا بعقل و أفهام و أخلاق العالم الإنساني "
                - إن في الشرق اليوم شخصيات وأسماء أُكبرت واتُّخذت قدوة في الزَّيغ عن محجَّة الإسلام
                -إن ما يَحدث في تركيا تحت إكراه حكومتها يَحصل بمصر في هدوء وطواعية

                مؤلفاته :

                شغلت قضايا الإصلاح فكر الشيخ مصطفى صبري في مصر، وتابع ما يكتب في الصحف والمجلات، ودخل معارك فكرية حامية الوطيس مع عدد من أعلام مصر مثل الشيخ "المراغي" شيخ الأزهر، و"العقاد"، و"محمد حسين هيكل"، و"محمد فريد وجدي"، وكان شديد الوطأة في الهجوم عليهم، وربما كان غيرته على الدين وخوفه مما حدث في تركيا كان باعثه على ذلك
                1- كان أول ما أصدره مصطفى صبري بالعربية كتاب "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة" الذي ظهر في المطبعة العباسية ببيروت سنة 1342هـ-1924.

                2- ثم ألف كتاب "مسألة ترجمة القرآن" في مئة وثلاثين صفحة سنة1351هـ-1931م، وقد ناقش فيه حجج كل من الشيخ محمد مصطفى المراغي ومحمد فريد وجدي في جواز ترجمة القرآن والتعبد بها في الصلاة، وبيَّن فساد ذلك من الناحية الشرعية بأدلة كثير قوية، منبهًا على ما يترتب على المسألة من أخطار.

                3- ثم ألف مصطفى صبري بعد ذلك كتاب "موقف البشر تحت سلطان القدر" سنة 1352-1932، وهو يرد فيه على ما زعمه بعض الزاعمين من أن تأخر المسلمين وتواكلهم يرجع إلى إيمانهم بعقيدة القضاء والقدر، وهو يلخّص مذهبه في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[النحل:93]. فالإنسان يفعل ما يشاء ولكنه لا يشاء إلا ما شاء الله، ويقع الكتاب في 280 صفحة.

                4- ثم أصدر كتاب"قولي في المرأة" في سنة 1354-1934، وهو رد على اقتراح اللجنة التي تقدمت إلى مجلس النواب المصري، طالبة تعديل قانون الأحوال الشخصية، والأخذ بمبدأ تحرير المرأة، وتقييد تعدد الزوجات، وتقييد الطلاق، ومساواة المرأة بالرجل في الميراث، ومن الواضح أن هذه المشروعات تقوم على الاقتداء بالغرب، وإحلال ذلك محل الاقتداء بالشريعة الإسلامية، اقتناعًا بأنه أكثر ملائمة للحياة، مما كان يسمى ولا يزال: مسايرة الحضارة، والتمشي مع روح العصر.

                5- ثم أصدر كتاب "القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون" في سنة 1361هـ-1942م، وقد ردَّ فيه على الماديين، الذين يشككون في وجود الله سبحانه وتعالى، وعلى الذين ينكرون الغيب والنبوة والمعجزات، ومن سرت فيهم عدوى التغريب من علماء المسلمين، فذهبوا إلى تأويل المعجزات بما يساير روح العصر، وقد كان مصطفى صبري يرى أن من أخطر ما ابتلي به المدافعون عن الإسلام من الكتَّاب الذين تثقفوا بالثقافات الحديثة أن المستشرقين قد نجحوا في استدارجهم إلى اعتبار النبي صلى الله عليه وسلم عبقريًّا أو زعيمًا لا أكثر، وكذلك اعتبار دين الإسلام مذهبًا فكريًّا أو سياسيًّا أو فلسفيًّا كغيره من الآراء والفلسفات ونفي صفة الديانة عنه، وإنكار النبوة والوحي ضمنًا. والكتاب يقع في 215 صفحة.

                6- وآخر ما ظهر للشيخ هو كتابه الكبير "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين"، الذي طبعه سنة 1369هـ-1950م، وهو يقع في أربعة مجلدات كبيرة يقع كل واحد منها في نحو خمس مئة صفحة، وهذا الكتاب هو خلاصة آراء الشيخ الفقهية والفلسفية والاجتماعية والسياسية.

                وفاته :

                توفي بمصر يوم الجمعة 7 رجب سنة 1373- الموافق 12 مايو 1954م، ودفن فيها ، عن عمر ناهز85 عاما ، رحمه الله رحمة واسعة.

                المصدر شبكة إسلام ويب





                تعليق


                • #23

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  حدث في مثل هذا الأسبوع ( 29 جمادى الآخرة – 6 رجب )

                  وفاة شيخ المناظرين أحمد ديدات 3 رجب 1426 هـ ( 2005 م )
                  أحمد ديدات رحمه الله شيخ المناظرين وقاهر المنصرين ، هو أكبر وأشهر مناظر في القرن العشرين بحججه القوية ، ودلائله المنطقية ، ومناظراته المشهودة ، اجتذب الآلاف من متابعيه وسامعيه من أصحاب الديانات الأخرى إلى الهداية إلى الإسلام
                  كان صوتاً مجلجلا في الدفاع عن حمى الإسلام والمسلمين وفي رد الشبهات التي كانت تثار ولا سيما في الأوساط الكنسية، وكان صاحب فن متميز في هذا المضمار وموهبة فائقة واشتهر بحججه وقدراته الفذة في تعامله مع ما يطرح من تساؤلات بريئة أو مليئة بالخبث ، وهو فن نذر نفسه لأجله وسخره الله له
                  نذر نفسه ليكون سفيرا للإسلام حول العالم ، كان ديدنه نشر الهداية والتعريف برسالة الإسلام العالمية، كتب كتبا عديدة وألقى محاضرات وعقد مناظرات مع كبار المنصرين ، هذه المناظرات التي ذاعت و شاعت في ثمانينيات القرن الماضي ، ولازال صداها الواسع يتردّد في الأسماع ، وذكرياتُها العزيزة تَمْثُلُ في الأذهان والقلوب
                  أحمد ديدات حياة حافلة بالعطاء والعلم والتضحيات والدفاع عن الإسلام وحملات التشويه التي يتعرض لها ، حياة تحتاج أن يدرسها كل مسلم ليأخذ منها عبرا وعظات و صدق من قال من نذر نفسه ليعيش لدينه عاش متعبًا، ولكنه سيحيا عظيمًا، ويموت عظيمًا


                  النشأة والدراسة
                  ولد أحمد حسين كاظم ديدات في "تادكهار فار" بإقليم سرات بالهند عام 1918م، لأبوين مسلمين محافظين، وكان أبوه يعمل بالزراعة، ولما ضاق به الحال سافر إلى جنوب إفريقيا للعمل هناك. وفي عام 1927م انتقل أحمد ديدات مع والدته إلى جنوب إفريقيا حيث يعمل والده، واستقر بهم الحال في "ديربان". وقد بدأت ملامح الذكاء والنبوغ على الطفل الصغير، فما كان من والده إلا أن ألحقه بالدراسة في المركز الإسلامي الواقع في مدينة (ديربان) بجنوب أفريقيا من أجل تعلم القرآن الكريم ، و علومه ، و أحكام الشريعة الإسلامية .
                  بدأ أحمد ديدات دراسته ، و هو في سن العاشرة تحديداً حتى أكمل دراسته في المرحلة الابتدائية إلا أن ظروفه المادية الشديدة الصعوبة قد حالت دون إكماله لدراسته حيث لم يستطيع دفع الرسوم المطلوبة لاستكمال تعليمه ، ومن ثم انتقل الابن الصغير للعمل لمساعدة والديه على العمل والحصول على قوت يومهم
                  ذهب الشيخ أحمد ديدات بعد تركه للدراسة ليعمل في محل بإحدى المناطق الريفية لبيع الملح ثم كان انتقاله ليعمل في مصنعاً خاصاً بإنتاج الأثاث حيث أمضى به ديدات (12 عاماً)
                  جدير بالذكر أن الشيخ أحمد ديدات قد صعد من خلال عمله في هذا المصنع من سائقاً إلى بائعاً ثم إلى مدير المصنع ، و في تلك الأثناء أستطاع ديدات الالتحاق بالكلية الفنية السلطانية ، و درس فيها إدارة الأعمال ،و في أواخر الأربعينات كان التحاق أحمد ديدات بدورات تدريبية خاصة بالمبتدئين في مجال صيانة الراديو ، و أسس الهندسة الكهربائية
                  سافر الشيخ إلى باكستان عام 1949م، ومكث فيها ثلاث سنوات ثم اضطر للعودة إلى جنوب إفريقيا مرة أخرى وإلا فقد تصريح الإقامة بها؛ لأنه ليس من مواليدها كما هو معروف في القانون هناك، وبعد عودته أصبح مديرًا للمصنع الذي كان يعمل فيه حتى عام 1956م


                  رب ضارة نافعة !
                  بعد أن خرج إلى العمل ، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز ، وكان المكان يبعد عن مدينة ديربان 125 ميلا
                  وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى :
                  ( آدمز مشين أي كلية آدمز ) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين بالشبه والتشكيك في دينهم ،وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود .
                  وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان ، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام ، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئا عن ذلك .
                  وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياته إلى بؤس وعذاب وشقاء ، وأحدث عنده حيرة وقلقا ، بسبب عدم معرفته شيئا يرد به عليهم .


                  إظهار الحق
                  و أخذ يتساءل : كيف أتصرف ؟
                  ويسر الله الحل ! فقد كان يقلب في رزمة من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل ، وهي مليئة بالغبار ، فوجد كتابا بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات ، وفتحته من باب الفضول ، فإذا هو باللغة العربية بعنوان ( إظهار الحق ) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية ( IZHARULHAQ )
                  وأخذ يقرأ : إظهار الحق … ويتساءل : ما معنى إظهار الحق ، ثم نظر في بعض الأسطر في الكتاب ، فوجد كتابة باللغة الإنجليزية : الكشف عن الحقيقة ، فربط هذا المعنى بعنوان الكتاب
                  وقرأ الكتاب فوجده يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطنه الأصلي ( الهند ) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم ، قالوا للهنود : إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين ، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منهم السلطة بالقوة ، وهم قد ذاقوا حلاوتها ، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة .
                  وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين ، لأنهم مناضلون أشداء ، بخلاف الهنود .
                  ولهذا خططوا لتنصير المسلمين ، ليبقوا في الهند ألف عام ، واستقدموا أفواجا من المنصرين إلى الهند .
                  وقرأ الكتاب - إظهار الحق – فوجد فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياته ، وجعله يعزم على مواجهة المسيحيين ، لأن في الكتاب ما يجعله مسلحا قويا في مواجهتهم
                  وشعر بعد قراءته هذا الكتاب أنه يستطيع الآن الدفاع عن نفسه وعن الإسلام .
                  وبدأ يتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمها من الكتاب ، ويزورهم في بيوتهم كل يوم أحد ويناقشهم بعد خروجهم من الكلية لبحاورهم .
                  ومن خلال تلك المناقشة تعلم كيف بجادل و يناقش


                  في طريق التعلم
                  وفي الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب ، حيث جاء متحدث ساحر اللسان قوي البيان من الخارج ، كانت أحاديثه و محاضراته الدعوية جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها ، وكان يحضر دروسه ما بين ( 200 و 300 ) وأخذ جمهوره يزداد ، وحرص ديدات على حضور دروسه الجذابة فلم يكن يتخلف عنها . وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش
                  وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح شخص إنجليزي اعتنق الإسلام واسمه (فيرفاكس).. اقترح على الشيخ أن لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا أن يدرس: المقارنة بين الديانات المختلفة، وأطلق على هذه الدراسة اسم : (فصل الكتاب المقدس ) Bible Class
                  وكان يقول بأنه سوف يعلم الحضور كيفية استخدام (الكتاب المقدس) في الدعوة للإسلام.
                  ومن بين المائتين أو الثلاثمائة شخص الذين كانوا يحضرون حديث الأحد، اختار السيد (فيرفاكس) خمسة عشر أو عشرين أن يبقوا ليتلقوا المزيد من العلم.
                  استمرت دروس السيد (فيرفاكس) لعدة أسابيع أو حوالي شهرين، ثم تغيب السيد (فيرفاكس)، ولاحظ الشيخ الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب.
                  ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد (فيرفاكس) اقترح عليهم الشيخ أن يملأ الفراغ الذي تركه السيد (فيرفاكس)، وأن يبدأ من حيث انتهى السيد (فيرفاكس)، لأنه كان قد تزود بالمعرفة في هذا المجال، وظل الشيخ لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم كل أحد.
                  ويصف الشيخ هذه الفترة بقوله: “اكتشفت أن هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تعلمت منها، فأفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة».. فعلينا أن نبلغ رسالة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً، إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك.. فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً، ولم أدرك قيمة هذه التجربة إلا فيما بعد”.


                  مؤسسة السلام و المركز العالمي للدعوة الإسلامية (IPCI )
                  في عام 1959 م بدأ إنشاء مؤسسة السلام وهي تشتمل على مسجد ، ومدرسة ، وعيادة طبية ، وملحقات رياضية ، والمدرسة تخدم المجتمع المحلي يدرس فيها أطفال الأفارقة ، وتجذب أسرهم حيث يتعرفون على الإسلام ، كانت خطوة رائدة في نشر الإسلام بدأها في سنة 1958م . بمبلغ ثلاثة جنيهات و 5 شلنات . و هي الآن تتمثل في المركز العالمي للدعوة الإسلامية في وسط مدينة ديربان
                  كان الهم الأكبر للشيخ أحمد ديدات هو كيف يتم بناء جيل قادر على مواجهة هذه الحملات التبشيرية المستمرة، وما هو الزاد الذي يستطيع هذا الجيل أن يقاوم به؛ لذلك عمل الشيخ ديدات على إنشاء معهد لتخريج وتدريب الدعاة إلى الله، فأنشأ "معهد السلام" بمدينة "ديربان بجنوب إفريقيا"، و الذي أصبح المركز الدولي للدعوة الإسلامية بنفس المدينة، وكان لهذا المجهود أكبر الأثر -بعد الله تعالى- في نشر الدين وتوعية المسلمين ومواجهة حملات المبشرين.


                  الانتقال للعالمية
                  ومن جنوب أفريقيا خرج ديدات إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة ألبرت هول في لندن.. وناظر ديدات كبار رجال الدين النصراني أمثال: كلارك – جيمي سواجارت – أنيس شروش، وغيرهم. وأحدثت مناظراته دويا في الغرب لاتزال أصداؤه تتردد فيه حتى يومنا هذا. فحديثه عن تناقضات الأناجيل الأربعة دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعيا لإبطال مفعولها، وسعيا لمنعها وعدم انتشارها.

                  من جميل كلامه :
                  - أشرس أعداء الإسلام؛ هو مسلم جاهل يتعصب لجهله، ويشوّه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام"
                  - عش وحيداً وليس متوحداً ، عش كبيراً وليس متكبرًا ، عشّ لله ومت من أجله وأترك الخلق للخالق
                  - سأل ملحد الشيخ أحمد ديدات ما هو شعورك لو مت واكتشفت أن الآخرة كذب؟ فقال ليس أسوأ من شعورك عندما تموت وتكتشف أنها حقيقة
                  - ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي
                  - سأل نصراني أحمد ديدات لماذا تجيز شريعتكم الزواج ببناتنا ؟ ولا تجيز لنا الزواج ببناتكم ؟ فأجاب آمنا بنبيكم فجاز لنا ، وكفرتم بنبينا فحرِّم عليكم

                  - نحنُ لسنا مُتخلفين عن الغرب ولكننا متخلفون عن الإسلام وما تخلفنا عن العالم إلا بعد تفريطنا في ديننا .
                  - إذا قلت لكم : مساء الخير أو صباح الخير فإني أحدد الخير بالمساء والصباح فقط أما إذا قلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فإني أدعـو لكم بالسلام والسكينة والرحمة و البركة مساءً وصباحا وليلاً ونهارًا ! يكفي إننا نؤجر عليها ونكون اتبعنا السنة وهي تحية أهل الجنة.
                  - إن وجدت النصارى واليهود يمدحون مسلماً ويُطرون عليه فاعلم أنه على الباطل
                  - أنا مسلم والإسلام دين كامل لكنني لست إنساناً كاملاً إن ارتكبت خطأ فلا تلوموا الإسلام لكن لوموني أنا
                  - إن أكلت طعاماً فاسداً يصبح جسدك فاسداً ، وإن قرأت كتاباً فاسداً يصبح عقلك فاسداً ، فاحذروا جيداً مما يفعله الإعلام بعقولكم
                  - الإسلام بك أو بدونك سينتصر ، أما أنت فـبدون الإسلام ستضيع وتخسر

                  - سئل عن خطة العمل في ظل هذا الواقع العصيب قال : إنه أحد موقفين : إما أن نجتهد وأن ندعو الناس إلى الإسلام وأن نتمسك بإسلامنا أو أن نقف مكتوفي الأيدي كما هو الآن ليحولونا إلى النصرانية ونحن أصحاب الحق والدين الذي يجب أن يظهر وينتشر ، والذي أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، فإذا قصرنا في ذلك فإن الله قد توعدنا بأنه سيبدلنا بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
                  فقد تركنا المجال للدعوات النصرانية وغيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية والإعلام واستغلال إمكانات الصحافة والإذاعة والتليفزيون وغيرها ، ولهذا يجب أن نغير هذا الواقع وأن ندافع عن ديننا وأن ننشره بذكاء وحكمة


                  مؤلفاته
                  كان الرجل على ثغر من الثغور المهمة التي تحتاج الأمة لأمثاله لسده ونتيجة لهذه الجهود العظيمة في خدمة الإسلام، مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1986م
                  ترك الشيخ أحمد ديدات العديد من المحاضرات ، و المناقشات الخاصة بالمقارنة بين الأديان ، و بالتحديد المقارنة بين الدين الإسلامي ، و المسيحي ، و الرد على الدعاوى الباطلة التي كان يريد أعداء الإسلام النيل من الإسلام عن طريقها .
                  هذا بالإضافة إلى إن للشيخ -رحمه الله- عشرات الكتب التي ترجمت إلى لغات عديدة وطبعت بالملايين من النسخ، وكان لها دويٌّ كبير في العالم أجمع
                  و من أشهر هذه الكتب :
                  - هل الكتاب المقدس كلام الله
                  - المسيح في الإسلام
                  - الاختيار بين الإسلام والمسيحية
                  - الله في اليهودية والمسيحية والإسلام
                  - هل مات المسيح على الصليب
                  - القرآن معجزة المعجزات
                  - خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس
                  - مفهوم العبادة في الإسلام
                  - حوار مع مبشر
                  - محمد صلى الله عليه وسلم هو الأعظم
                  - مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
                  - ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟
                  - الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية


                  وفاته
                  أصيب الشيخ بعد عودته من رحلة دعوية إلى أستراليا عام 1417 للهجرة (1996 م ) بسكتة دماغية سببت له شللا كاملا، واضطر لملازمة الفراش تسع سنين حتى وفاته، في 3 رجب عام 1426 هـ ، الموافق 8 أغسطس عام 2005 م
                  مات رحمه الله وهو لا يزال يؤدي رسالته من على فراش المرض، رغم مرضه وصمت أعضائه لم يمتنع عزمه لحظة واحدة عن ممارسة الدعوة إلى الله ولو بطرف عينيه ، و رحل الرجل الذي طالما أضج مضاجع المنصرين بدعوته وجهده، فرحمه الله وجعل مثواه الفردوس الأعلى.


                  إسلام ويب

                  تعليق


                  • #24
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    حدث في مثل هذا الأسبوع (14-20) رجب


                    اغتيال الشيخ الجليل محمد حسين الذهبي 17 رجب 1397 هـ ( 1977 م ) :

                    الدكتور الشيخ محمد حسين الذهبي عالم أزهري جليل ناقد بصير
                    صاحب التآليف النافعة التي سارت مسير الشمس لما فيها من الجدة و الإتقان و الإحاطة و الدقة و النقد ، و لأنها تعنى بالذود عن كتاب الله العزيز، ودراسة علومه وتتبع مناهج المفسرين و تنقية كتب التفسير و الحديث مما علق بها من خرافات و بدع و إسرائيليات ، ومن أشهر هذه الكتب "التفسير والمفسرون" وهو أسبق مؤلف في مناهج التفسير والمفسرين وأحد المراجع الرئيسة في علم التفسير ، و كذلك كتاب "الإسرائيليات فى التفسير والحديث" وهو كتاب يعرف القارئ كيف دخلت الخرافات في بعض كتب التفسير و الحديث و السيرة وغيرها والرد عليها

                    كان الشيخ الذهبي رحمه الله عفيف اللسان والقلم ذا أدب رفيع وفقه في الدين قد أوتي نصيبا موفورا من الحكمة التي أثرت إنتاجه وأذاعت فضله وأضاءت أفقه وشهرت سيرته وباعدت بينه وبين شطط الأقوال وزلل الآراء وخطل الأفكار.
                    وقد بارك الله تعالى في عمره وفي وقته رغم انشغاله بالتدريس معظم حياته في مصر و الحجاز و العراق و الكويت حتى لقي ربه شهيداً مظلوماً نحسبه كذلك و لا نزكيه على الله ، شهيد العلم و العلماء شهيد الكلمة و القلم رحمه الله تعالى


                    مولده و نشأته :
                    اسمه : محمد السيد حسين الذهبي
                    في قرية مطوبس بمحافظة كفر الشيخ كان مولد الشيخ محمد حسين الذهبي
                    في التاسع عشر من أكتوبر عام 1915م وتوفي أبوه وتركه صغيرا فعني بتربيته وتعليمه شقيقه الأكبر فحفظ القرآن وأتقنه وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في قريته ثم انتقل إلى معهد دسوق الديني حيث أتم دراسته الثانوية
                    ورحل بعد ذلك إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وتلقى العلم على يد علماء عصره أمثال: الشيخ محمد مصطفى المراغي وعيسى منون ومحمد زاهد الكوثري ومحمد حبيب الله الشنقيطي ومحمد الخضر حسين ومأمون الشناوي وغيرهم.
                    وحصل الشيخ الذهبي على الشهادة العالية من كلية الشريعة عام 1936م ، وكان أول الناجحين ثم تقدم برسالته التي أصبحت بعد نشرها أحد المراجع الرئيسة في علم التفسير تحت عنوان “التفسير والمفسّرون” وحصل بها على الدرجة العالِمِيّة (الدكتوراه) ، في 15 فبراير عام 1947م ( 1366 هـ ) بكلّية أصول الدين


                    أسفاره
                    وسافر ـ رحمه الله ـ في كوكبة من علماء الأزهر في أول بعثة إلى مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية للتدريس في دار التوحيد والتي كان يديرها آنذاك الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع ـ رحمه الله ـ وصحبه في تلك الفترة 1948 ـ 1951م خيرة الشيوخ أمثال: الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ محمد نايل عميد كلية اللغة العربية والشيخ محمد عبد الوهاب بحيري صاحب كتاب الحيل في الشريعة الإسلامية والشيخ محمد أبو زهو صاحب كتاب الحديث والمحدثون ، ثم ندب للتدريس في المدينة المنورة لمدة عام وذلك سنة 1951م
                    ثم عاد إلى القاهرة للعمل بالمعاهد الأزهرية من 1952 ـ 1954م ثم انتقل عام 1955م للتدريس بكلية الشريعة.
                    كما انتدب ـ رحمه الله ـ للتدريس بالعراق في كليتي الحقوق 1955م والشريعة ببغداد 1961 ـ 1963م وصارت إليه رئاسة قسم الشريعة فيها.
                    وتصدر ـ رحمه الله ـ للخطابة مرات عديدة في مسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وكانت له صداقات مع كبار علماء العراق أمثال: الشيخ كمال الطائي خطيب مسجد المرادية والشيخ عبد الله القاضي قاضي بغداد فيما بعد.
                    وبعد عودته من العراق إلى مصر أسهم ـ رحمه الله ـ في إنشاء كلية البنات الإسلامية والتدريس بها من 1963 ـ 1964م
                    وفي عام 1966 أعير لجامعة الكويت أستاذا للتفسير والحديث ونعم في تلك الفترة بصحبة الشيخ علي حسب الله رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم والشيخ زكريا البري رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة والشيخ بدر المتولي عبد الباسط والشيخ عبد الحميد المسلوت والدكتور عبد الحميد السيد طلب و غيرهم
                    و بعد عودته من الكويت عام 1971 اختير ـ رحمه الله ـ أمينا مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية في 16 يناير 1972م ثم عميدا لكلية أصول الدين في 17 سبتمبر 1973م ثم أمينا عاما للمجمع في 1 يونيو 1974م


                    وزير الأوقاف
                    وفي 16 ابريل 1975م وأثناء رحلته إلى العراق لحضور أحد المؤتمرات فوجئ ـ رحمه الله ـ كما فوجئ الجميع، من وسائل الإعلام بنبأ اختياره وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر فصار مشرفا على شؤون الدعوة الإسلامية في أعز جبهاتها وأفسح ميادينها وأبر أجنادها الذين تقر بإخلاصهم عين الملة السمحاء.
                    ولا عجب أن يكون له ـ رحمه الله ـ في هذه الوزارة كلمات صدق وتوجيهات حق وحسن اختيار للدعاة والعمل على أن يكونوا مثلا عالية وألسنة صادقة وهداة إلى الحق وأعوانا على البر والتقوى ومغاليق للشرور والآثام ونماذج لسماحة الإسلام وعزة الإيمان.
                    ولقي رحمه الله صعوبات شاقة و عنتا في التصدي للفساد في وزارته حتى إنه أعلن في مجلس الشعب أنه غير مبتهج بمنصبه و أنه متمسك بموقفه في مواجهة الفاسدين و أنه يفضل أن يرجع إلى مكانه العلمي في جامعة الأزهر إن لم يستطع أن يقوم بمهام وظيفته كاملة و قد تحقق له ما يرتجيه فلم تطل مدة وزراته رحمه الله ،عقب كشفه عدة قضايا فساد تورط فيها مسئولون لهم نفوذ كبير أحال اثنين منهم للتحقيق
                    ورأى بعض الناس أن هؤلاء النافذين لهم يد في تدبير جريمة مقتل الشيخ رحمه الله انتقاما منه لاقتراب موعد شهادته أمام المحكمة في هذه القضايا و العلم عند الله تعالى
                    و لأنه لم يشأ ولم يرض أن يتستر على الفساد الضارب في وزارته حتى النخاع ولم يسايره ولم يهادنه لم تكمل مدة وزارته أكثر من عام ونصف فقط
                    وخرج من الوزارة في 9 نوفمبر 1976م وظفرت به كلية أصول الدين مرة أخرى أستاذا للتفسير وعلوم القرآن حتى لقي ربه شهيدا في 3 يوليو 1977م.


                    مؤلفاته :
                    للشيخ الذهبي العديد من المؤلفات النافعة التي سارت مسير الشمس لما فيها من الإبداع و الاتقان و الابتكار و الإحاطة و الدقة و النقد منها:
                    1- التفسير والمفسرون.
                    2- الوحي والقرآن الكريم.
                    3- الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها.
                    4- تفسير ابن عربي للقرآن حقيقته وخطره.
                    5- الإسرائيليات في التفسير والحديث.
                    6- أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع.
                    9 - الشريعة الإسلامية ، دراسة مقارنة بين مذاهب أهل السنة و الشيعة
                    10 - مشكلات الدعوة والدعاة في العصر الحديث وكيفية التغلب عليها
                    12- إعجاز القرآن الكريم
                    13 - علم التفسير
                    14 - بحوث في علوم التفسير والفقه والدعوة


                    خطف الشيخ وقتله
                    اتهمت جماعة التكفير والهجرة التي كانت تطلق على نفسها جماعة المسلمين بزعامة شكري مصطفى بتفيذ عملية خطف و قتل الشيخ الذهبي ونفذت عملية الاختطاف في يوم الأحد الثاني من يوليو 1977عام وبالتحديد الساعة الثانية صباحاً، المكان شارع السايس في منطقة حدائق حلوان جنوب القاهرة وتحديدا أمام منزل الدكتور حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق، كانت هناك حالة صمت تحيط بالمكان المنعزل فجأة انقلب الهدوء إلى صخب والصمت إلى توتر إذ توقفت فجأة سيارتان ونزل منهما ستة شباب مدججين بالأسلحة أحدهم يرتدي زي شرطي برتبة رائد، واندفع خمسة منهم نحو مدخل المنزل بينما بقي سادسهم ليغير إطار السيارة التالف.. طرق الشباب المسلحون باب الشيخ وطلبوا من ابنه أن يوقظ أباه مدعين أنهم من جهاز مباحث أمن الدولة، حاول الابن إثناءهم عن عزمهم ولكنهم لم يتركوا له فرصة للتحاور معهم، في تلك الأثناء استيقظ الشيخ وطلبت منه ابنته أسماء ألا يذهب معهم، خرج الشيخ لملاقاتهم وجادلهم في البداية طالبًا منهم إبراز تحقيق الشخصية، لكنهم اقتادوه بالقوة ولم تفلح المناقشة وخرج الخاطفون ومعهم الشيخ الذهبي، واكتشفوا أن سائق السيارة الثانية ما زال يغير إطار السيارة فاندفعوا داخل السيارة الأولى وفروا هاربين تاركين خلفهم السائق الذي واجه ضربًا مبرحًا من جيران الشيخ؛ ليصبح هذا السائق أحد المفاتيح المهمة والتي حاول من خلاله رجال الأمن التوصل إلى الجناة..
                    أثار خبر اختطاف الشيخ الذهبي ضجة وتعاطفًا مع الشيخ الجليل الذي يكن له أهل مصر محبة واحترامًا كبيرين، ثم وصل محمد الذهبي أستاذ التحاليل الطبية ووكيل كلية الصيدلة جامعة الأزهر نجل الشيخ إلى منزل العائلة بعد اختطاف والده بساعات قليلة، ويقول عن ذلك: في هذا اليوم تلقيت اتصالًا حوالي الساعة الرابعة صباحًا من مجلس الوزراء؛ حيث طلبوا مني أن أتوجه لمنزل الوالد في حلوان؛ لأنه حدث عملية اختطاف للوالد، وركبت سيارتي وذهبت، ولم أكن أعرف أي خلفيات عن الموضوع، أو ماذا حدث بالضبط؟ ولكن توجهت بسرعة إلى المنزل ودخلت الصالون فوجدت النبوي إسماعيل الذي كان نائب وزير الداخلية في هذا الوقت واللواء حسن غباشة رئيس جهاز مباحث أمن الدولة واللواء أحمد رمضي مدير أمن القاهرة وكانوا متحفظين على شخص قالوا إنه كان سائق سيارة كانت مع الجناة تعطلت بعد حادث الاختطاف، وأن الاختطاف تم في عربة أخرى كان يقودها شخص آخر غير المتحفظ عليه.
                    وفي ظهر يوم الثالث من يوليو أعلنت جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا باسم التكفير والهجرة مسئوليتها عن الحادث وحددت مطالب عدة لكي تفرج عن الشيخ المختطف وهي:
                    1- الإفراج فورًا عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم وكذلك المحكوم عليهم في قضايا سابقة.
                    2- دفع مائتي ألف جنيه مصري كفدية.
                    3- أن تعتذر الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات في حق الجماعة.
                    4- نشر كتاب زعيمهم شكري مصطفى "الخلافة" على حلقات في الصحف اليومية.
                    وحتى صدور بيان جماعة التكفير والهجرة وإعلانهم فيه مسئوليتهم عن اختطاف الشيخ الذهبي لم يكن الأمن يعرف من الذي خطف الشيخ الذهبي.
                    وعندما لم يتم الاستجابة لمطالبهم قاموا بقتل الشيخ رحمه الله قاتلهم الله وتم بعد ذلك محاكمتهم و إعدام خمسة منهم .

                    الجنازة في الأزهر
                    عاش فضيلة الدكتور اثنين وستين عاما قضاها مع العلم والإصلاح و التعليم و الدعوة و بعد مقتله صلي عليه في الجامع الأزهر وأم المصلين الشيخ صالح الجعفري إمام وخطيب الجامع الأزهر آنذاك وحضر الصلاة عليه الآلاف من زملائه وتلاميذه ومحبيه وبكاه كل من اغترف من علمه أو ذاق حلاوة عشرته أو لمس صلابة دينه وصفاء سريرته وشيعت جنازته في مشهد مهيب ووري جثمانه الثرى في مدافن الأسرة بالإمام الشافعي طيب الله ثراه وأسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
                    ومما قاله الدكتور إبراهيم أبو الخشب في رثائه:
                    في ذمة الله والإسلام والعرب ما سال من دمك المسفوك يا ذهبي
                    خطفت في ليلة ما نام حارسها وذقت فيها الذي قد ذقت من وصب
                    قتلت يا داعي الرحمن في غسق وللردى سبب لا بد من سبب
                    سيان من مات في أمن وفي دعة ومن يموت صريع الجهل والشغب
                    لكنما لشهيد الحق منزلة يحيا بها رغم ما للموت من حجب

                    إسلام ويب

                    تعليق


                    • #25
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أحداث شهر ذي القعدة




                      *غزوة الحديبية ( ذي القعدة سنة 6 هـ ) :

                      وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف ونيف قاصداً مكة لأداء العمرة ، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم ، وخرجوا من مكة صادِّين له عن الاعتمار هذا العام ، فرجع رسول الله بعد أن صالحوه على أن يأتي العام القادم ، ولا يقيم أكثر من ثلاثة أيام ، وعلى أن يأمن بينهم وبينه عشر سنين ، وعلى أن يرد رسول الله من قصده من الكفار مسلماً ، وألا يردوا هم من قصدهم من المسلمين كافراً . وعلى الرغم من جور المعاهدة ، إلا أن رسول الله قبلها . وقد حدث قبل الصلح أمر بيعة الرضوان ، بعدما أشيع أن عثمان قُتل ( وكان رسول الله قد بعثه إلى قريش يعلمهم أنه ما جاء لقتال أحد ، وإنما جاء معتمراً ) وقد أثنى الله على المؤمنين وأنزل فيهم قرآناً { لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبً
                      ا} [الفتح : 18] . .

                      * عمرة القضاء ( ذي القعدة سنة 7 هـ ) :

                      وهي التي قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً عليها في الحديبية ، فخرج من المدينة معتمراً ، وسار حتى بلغ مكة ، فاعتمر وطاف بالبيت ، وتحلل من عمرته ، وتزوج بعد إحلاله بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها . .


                      * خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لأداء حجة الوداع ( ذي القعدة سنة 15 هـ ) :

                      وكان ذلك مع جمع من المسلمين ، صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بذي الحليفة ركعتين وبات بها ، وأتاه آت من ربه عز وجل في وادي العقيق ، يأمره أن يقول في حجته هذه : "حج في عمرة" ، ومعنى هذا أن الله يأمره أن يقرن الحج مع العمرة ، فأصبح فأخبر الناس بذلك . .



                      * معركة ( الفراض ) بين المسلمين وتحالف جيوش الفرس والروم والعرب ( ذي القعدة سنة 12 هـ ) :

                      وفيها انتصر خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد المسلمين وكان ذلك في الجنوب الشرقي على تخوم الشام والعراق والجزيرة ، وقد قتل من جيوش التحالف الرومي الفارسي العربي يومئذ - وبإجماع المؤرخين - مائة ألف . .



                      * معركة فحل بيسان ( ذي القعدة سنة 13 هـ ) :

                      معركة بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والروم ، وهزم فيها الجيش الرومي هزيمة نكراء ، وقد تراوح جيش المسلمين في هذه المعركة ما بين 26 إلى 30 ألفاً ، مقابل 50 إلى 80 ألفاً عدد جيش الروم . .


                      * فتح مدينة [ جلولاء ] ( ذي القعدة سنة 16 هـ ) :-

                      وكانت جيوش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وقد ألحق الجيش المسلم هزيمة كبرى بجيوش الفرس ، وكان ذلك بعد سقوط المدائن في أيدي المسلمين قبل ذلك بتسعة أشهر . .




                      * إعلان الخلافة الإسلامية بالأندلس ( ذي القعدة سنة 316 هـ ) :

                      وذلك بعد فترة كان حكام الأندلس الأمويون يخطبون لأنفسهم بالإمارة ، فتلقب " عبد الرحمن بن محمد " بألقاب الخلافة ، وتسمَّى : الناصر لدين الله ، ليوطد مركزه في داخل الأندلس وخارجها ويفرض هيبته في النفوس . .



                      * اجتياح التتار لبلاد ما وراء النهر ( ذي القعدة سنة 617 هـ ) :

                      وكان هذا الاجتياح بمثابة النكبة التي حلَّت بالأقاليم والممالك الإسلامية الواقعة فيما وراء النهر ، وخاصة بلدتي " الكرج " و " تفليس" حيث قتلوا في هاتين البلدتين وغيرهما ما لا يحصى عدده . .




                      * معركة [ نيكوبلي ] ( ذي القعدة سنة 798 هـ ) :-

                      وكانت في شمـال بلغاريا على حدود رومانيـا وبين المسلمين بقيـادة السلطان العثماني " بايزيدخان الأول " وبين جيوش تحالف أوروبا الغربية : المجر ، وفرنسا ، وبلغاريا ، وتمكن السلطان " بايزيد " من هزيمة جيوش التحالف كلها ، وأسر معظـم قادتهم وأمرائهم . .




                      * سقوط المجر في يد الخلافة العثمانية ( ذي القعدة سنة 932 هـ ) :

                      وذلك في معركة تُسمى معركة [ واري موهاكس ] ، وقد انتصر فيها السلطان العثماني " سليمان القانوني " انتصاراً ساحقاً ، وقُتل ملك المجر في هذه المعركة ، ولذا اضطر أهالي مدينة [ بود ] عاصمة المجر إلى إرسال مفاتيح المدينة إلى السلطان ، وإعلان الخضوع الكامل غير المشروط للسلطة الإسلامية . .



                      * احتلال القوات الروسية لمدينة [ بوخارست ] عاصمة الأفلاق ( ذي القعدة سنة 1243 هـ ) :

                      وكانت روسيا قد أعلنت الحرب ضد الدولة العثمانية في 4 شوال سنة 1243 هـ بعد أن أصدر السلطان العثماني محمود الثاني منشوراً عاماً [ خط شريف ] يعلن فيه الجهاد ضد انجلترا وفرنسا وروسيا التي دمر أسطولُها الأسطولَ الإسلامي في معركة نوارين البحرية في ربيع الأول سنة 1243 هـ ، وكذلك غرق الأسطول المصري كله ، وكان الهدف من العدوان مساعدة ثوار اليونان الذين أشعلوا الثورة ضد الحكم العثماني ، في حين أكد السلطان العثماني في منشوره أن الباعث على هذا العدوان الدين لا السياسة ، وختمه بحض المسلمين على القتال دفاعاً عن الدين والملة ثم الوطن . .


                      * بنـاء المشـروع الاستيطاني الصهيوني بجبل [ أبو غنيم ] ( ذي القعدة سنة 1417 هـ ) :

                      وتحديداً في يوم التاسع من ذي القعدة ، بدأت السلطات الصهيونية تنفيذ مشروعها الاستيطاني الكبير بجبل [ أبو غنيم ] .






                      تعليق


                      • #26
                        للنفع

                        تعليق

                        يعمل...
                        X