ذكرى الإسراء و المعراج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد...،
فإن خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة»,
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59]،
والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه, والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته, وإلى سنته بعد موته,
فإذا رجعنا إلى كتاب الله وجدنا قول ربنا تعالى وتقدس: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]
لماذا التحذير من مخالفة النبي – صلى الله عليه وسلم - ؟
لأن الدين قد كمُل .
فلما كانت الأعياد من جملة الدين وهي في الأصل عبادة
فإن الأصل في العبادات التوقف فلا نزيد فيها وإن كان خيرا و لا ننقص فيها مهما ثقل علينا من تكليف؛
ذلك بأن الله هو المشرع وهو أعلم بحاجات عباده وما ينفعهم
وهنا يأتي السؤال:
هل احتفل النبي – صلى الله عليه وسلم – بذكرى الإسراء والمعراج؟
فلماذا لم يحتفل إذا ؟
لأن الله لم يأمره بذلك حتى توفاه إليه.وهكذا يكون حالنا من بعده قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]،
وإذا رجعنا إلى السُّنة وجدنا في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»
أقول أحبتي في الله:
إنه مما لا ينكره حتى أصحاب هذه البدعة أنه لم يؤثر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه وتابعيهم بإحسان أنهم احتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج، بدليل أنه لو حدث ذلك وعلم عنهم فعله لعلمه العلماء الذين اختلفوا في تحديد هذا الحدث العظيم الذي هو من أهم معجزات النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد القرآن بالطبع ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه فرضي الله عن أهل السنة ومن تبعهم
ثم أننا إذا رجعنا إلى كلام العلماء الربانيين الذين لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا وجدنا ما لا يحصى في عدم جواز الابتداع في الدين ...وحتى لا يخرج علينا من يدعي البدعة الحسنة في دين الله وكأنه يرفض كلمة النبي – صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة)
فإذا أردنا أن نقيس هذا الحكم الشرعي على حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج نقول بما قاله السادة العلماء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها, لا سيما على ليلة القدر, ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها, ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت
وقال ابن الحاج: "ومن البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج"
وقال ابن النحاس رحمه الله في كتابه تنبيه الغافلين حول بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج, جاء فيه: "إن الاحتفال بهذه الليلة بدعة عظيمة في الدين, ومحدثات أحدثها إخوان الشياطين"
أحبتي في الله:
أوصيكم ونفسي ألا تأخذكم في الله لومة لائم ولتبينوا لمن خلفكم خطر الابتداع في دين الله فإن البدع تقتل السنن ، فأحيوا سنة نبيكم أحيا الله قلوبكم يوم تموت القلوب
أوصيكم ونفسي ألا تأخذكم في الله لومة لائم ولتبينوا لمن خلفكم خطر الابتداع في دين الله فإن البدع تقتل السنن ، فأحيوا سنة نبيكم أحيا الله قلوبكم يوم تموت القلوب
آمين
جمعه ورتبه
أبو أنس
(أمين بن عباس)
غفر الله له
جمعه ورتبه
أبو أنس
(أمين بن عباس)
غفر الله له
تعليق