بسم الله والصلاة والسلام على ما لا نبى بعده محمدصلى الله عليه وسلم أما بعد :
{{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [آل عمران:178]
وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ}[المؤمنون:55، 56]
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } الشعراء:227]
أيها المسلمون، إن المؤمن يعلم أنه مهما انتشر الظلم وتفاقم الشرّ وتراقى الخطر والضرّ فإن ما قُضِي كائن وما سُطِّر منتظَر، ومهما يشأِ الله يكن، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما
أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربُّنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبرٌ ومصابرة، وفأل بأنَّ لأهل الإسلام السلطة والانتصار، وللظالمين الذلّة والصغار والدمار والخسار، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف:21
أيها المسلمون، إن الأمة المسلمة تواجه اليومَ ظلمًا كبيرًا، ظلمًا بعنف وحربًا بجبروت، يقودها قومٌ لئام، أماطت عنهم اللثام الأحداثُ والوقائع والأيام، يجرّون الضغائن، ويحملون مسمومَ الدفائن،
ملؤوا الدنيا عدوانًا، وأشعلوها نيرانًا، أحداثٌ تُفتعَل، وأدوارٌ تُمثَّل وتُنتحَل، إفكٌ وافتراء، واتِّهام وادِّعاء، وغطرسة وغرور، واستبداد وفجور، أدَّى إلى تفجّر العنف وانعدام الأمن وانتشار الخوف واختلال الأوضاع في كثير من الأصقاع والبقاع.
من هنا أخواتى فى الله نحب أن نطمئنكم بوعد الله عزوجل لكل الظالمين الذين ينشرون الظلم فى كل مكان ويعبثون فى الأرض فسادا بأن الله سيهلكهم كما أهلك أقواما من قبلهم هم أشد منهم قوة
وجبروت ومن هذه الأقوام قوم عاد وثمود وقوم فرعون وغيرهم من الأقوام الذين أكثروا فى الأرض الفساد قال الله سبحانه وتعالى :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
اسمحوا لنا أخواتى فى الله نذهب فى رحلة قصيرة للنتعرف على قوم من هذه الأقوام" قوم فرعون " وكيف أن الله عزوجل أنعم عليهم النعم الكثير ولم يشكروه عليها وبعث لهم سيدنا موسى وهارون
عليهم السلام وكذبوهم فهيا معنا للنتعرف عليهم أكثر وأكثر
تعالوا بنا نتعرف على قصةسيدنا موسى عليه السلام مع فرعون
كان أهل مصر أيام الفراعنة يعبدون الأصنام زمانا طويلا
فلما جاء نبى الله يوسف عليه السلام إلى مصر وأصبح عزيز مصر لسنوات طويلة وكان يدعو الناس إلى التوحيد وإلى عبادة الله عزوجل فآمن أهل مصر
وبعد ذلك أرسل يوسف إلى أبيه يعقوب عليهما السلام وإلى أهله وقرابته فجاءوا من فلسطين
وعاشوا فى مصر واختطلوا بالمصريين فتعلم المصريين منهم التوحيد وعاشوا زمانا طويلا على الإيمان والتوحيد .
ولكن بعد وفاة يوسف عليه السلام عاد أهل مصر إلى الشرك مرة أخرى وأما بقية أبنا يعقوب {وهو إسرائيل } فقد عاشوا بمصر .
وتكاثر أبناء إسرائيل وتزايد عددهم وأصبحوا من أمهر الناس فى كل أنواع الحرف والصناعات حتى اعتمد عليهم المصريون
وجاء فى تلك الفترة ملك جبار حكم مصر وكان المصريون يعبدونه وهو فرعون المذكور فى القرآن
إن فرعون علا فى الأرض
قال تعالى :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }سورة القصص الآية 4
أى تجبر وعتا وطغى وبغى ، وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وجعل أهلها شيعا أى قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع ويستضعف طائفة منهم هم شعب بنى إسرائيل الذين هم سلاسة سيدنا يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله عليهم السلام وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض
وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافرالفاجر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع والحرف وأردئها وأدناها ومع هذا {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }
فسبحان الله علم هذا الكافر أن هلاك ملكه على يد غلام من بنى إسرائيل
فقد كان هذا الملك الجبار يفعل كل هذا فى بنى إسرائيل لأن بنى إسرائيل كانوا يذكرون فيما بينهم أنه سيخرج من بنى إسرائيل غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه فوصل هذا الخبر لفرعون فأحس أن هناك خطرا على عرشه وملكه من وجود بنى إسرائيل فى مصر
ولم يكن يستطيع أن يطردهم لأن عددهم كان يزيد على مئات الألوف فلو طردهم لتحالفوا مع أعدائه ضده وفى ذلك خطر يهدد ملكه فى مصر
فابتكر طريقة جهنمية للقضاء على بنى إسرائيل وهى أن يسخرهم فى الأعمال الشاقة الخطيرة من ناحية
ومن ناحية أخرى قرر أن يذبح كل طفل ذكر يولد فى بنى إسرائيل ويترك الإناث حتى لا يتكاثر الرجال وبذلك تضغف قوتهم وينقص عدد الذكور ويزداد عدد الإناث
أى تجبر وعتا وطغى وبغى ، وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وجعل أهلها شيعا أى قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع ويستضعف طائفة منهم هم شعب بنى إسرائيل الذين هم سلاسة سيدنا يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله عليهم السلام وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض
وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافرالفاجر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع والحرف وأردئها وأدناها ومع هذا {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }
فسبحان الله علم هذا الكافر أن هلاك ملكه على يد غلام من بنى إسرائيل
فقد كان هذا الملك الجبار يفعل كل هذا فى بنى إسرائيل لأن بنى إسرائيل كانوا يذكرون فيما بينهم أنه سيخرج من بنى إسرائيل غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه فوصل هذا الخبر لفرعون فأحس أن هناك خطرا على عرشه وملكه من وجود بنى إسرائيل فى مصر
ولم يكن يستطيع أن يطردهم لأن عددهم كان يزيد على مئات الألوف فلو طردهم لتحالفوا مع أعدائه ضده وفى ذلك خطر يهدد ملكه فى مصر
فابتكر طريقة جهنمية للقضاء على بنى إسرائيل وهى أن يسخرهم فى الأعمال الشاقة الخطيرة من ناحية
ومن ناحية أخرى قرر أن يذبح كل طفل ذكر يولد فى بنى إسرائيل ويترك الإناث حتى لا يتكاثر الرجال وبذلك تضغف قوتهم وينقص عدد الذكور ويزداد عدد الإناث
سبحان الله أنها العناية الإلهية
ولكن القبط فى مصر " أهل مصر" قالوا لفرعون : لو أنك قتلت كل ذكور بنى إسرائيل فإننا لن نجد بعد ذلك من يخدمنا ويقوم بالأعمال الشاقة ... فأصدر فرعون قرارا جديا بأن يقتلوا الأطفال الذكور عاما ويتركوا عاما
فحملت أم موسى عليه السلام بهارون فى العام الذى لا يقتل فيه الذكور وولدته علانية بلا خوف ... فلما كان العام الذى يقتل فيه الذكور وُلد موسى عليه السلام فخافت عليه من القتل فكانت تُرضعه فى السر واتخذت له تابوتا فربطته فى حبل وكانت دارها مباشرة على نهر النيل فكانت ترضعه فإذا خافت عليه وضعته فى ذلك التابوت " الصندوق الخشبى " وأرسلته فى البحر وهى تمسك بطرف الحبل حتى لايضيع منها .
لاتخافى ولاتحزنى
فى ظل هذا الجو المشحون بالخوف ولد موسى عليه السلام فكانت أمه فى غاية الخوف عليه لاتدرى ماذا تصنع إلى أن جاء أمر الله جل وعلا
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } القصص آية 7
إن جنود فرعون ينتشرون فى كل مكان ولو رأوا موسى عليه السلام لقتلوه فى التو واللحظة .
وهنا قامت أم موسى لتمتثل أمر الله عزوجل أخذت موسى وأرضعته ثم ألقته فى هذا الصندوق الخشبى وكلها يقين وثقة فى الله عزوجل أنه سيرد إليها ولدها مرة أخرى
ألقت أم موسى الصندوق فى النهر وفيه موسى عليه السلام ... وهى تعلم أن الله عزوجل أرحم بموسى منها
سقط الصندوق بالماء وجاء أمر الخالق جل وعلا لماء النيل أن يحمل هذا الصندوق بكل رحمة وحنية لأن الطفل الرضيع سيكون بعد ذلك رسولا من أولى العزم الخمسة
وكما أمر الله عزوجل النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم فكذلك أمر النيل أن يحمل موسى بكل رحمة ورفق وهدوء حتى يوصله إلى قصر فرعون
تعليق