إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة موسى عليه السلام مع فرعون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة موسى عليه السلام مع فرعون




    بسم الله والصلاة والسلام على ما لا نبى بعده محمدصلى الله عليه وسلم أما بعد :

    {{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [آل عمران:178]

    وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ}[المؤمنون:55، 56]

    {
    وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } الشعراء:227]

    أيها المسلمون، إن المؤمن يعلم أنه مهما انتشر الظلم وتفاقم الشرّ وتراقى الخطر والضرّ فإن ما قُضِي كائن وما سُطِّر منتظَر، ومهما يشأِ الله يكن، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما

    أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربُّنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبرٌ ومصابرة، وفأل بأنَّ لأهل الإسلام السلطة والانتصار، وللظالمين الذلّة والصغار والدمار والخسار، {
    وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف:21

    أيها المسلمون، إن الأمة المسلمة تواجه اليومَ ظلمًا كبيرًا، ظلمًا بعنف وحربًا بجبروت، يقودها قومٌ لئام، أماطت عنهم اللثام الأحداثُ والوقائع والأيام، يجرّون الضغائن، ويحملون مسمومَ الدفائن،

    ملؤوا الدنيا عدوانًا، وأشعلوها نيرانًا، أحداثٌ تُفتعَل، وأدوارٌ تُمثَّل وتُنتحَل، إفكٌ وافتراء، واتِّهام وادِّعاء، وغطرسة وغرور، واستبداد وفجور، أدَّى إلى تفجّر العنف وانعدام الأمن وانتشار الخوف واختلال الأوضاع في كثير من الأصقاع والبقاع.

    من هنا أخواتى فى الله نحب أن نطمئنكم بوعد الله عزوجل لكل الظالمين الذين ينشرون الظلم فى كل مكان ويعبثون فى الأرض فسادا بأن الله سيهلكهم كما أهلك أقواما من قبلهم هم أشد منهم قوة

    وجبروت ومن هذه الأقوام قوم عاد وثمود وقوم فرعون وغيرهم من الأقوام الذين أكثروا فى الأرض الفساد قال الله سبحانه وتعالى :

    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ

    اسمحوا لنا أخواتى فى الله نذهب فى رحلة قصيرة للنتعرف على قوم من هذه الأقوام" قوم فرعون " وكيف أن الله عزوجل أنعم عليهم النعم الكثير ولم يشكروه عليها وبعث لهم سيدنا موسى وهارون

    عليهم السلام وكذبوهم فهيا معنا للنتعرف عليهم أكثر وأكثر



    تعالوا بنا نتعرف على قصةسيدنا موسى عليه السلام مع فرعون

    كان أهل مصر أيام الفراعنة يعبدون الأصنام زمانا طويلا
    فلما جاء نبى الله يوسف عليه السلام إلى مصر وأصبح عزيز مصر لسنوات طويلة وكان يدعو الناس إلى التوحيد وإلى عبادة الله عزوجل فآمن أهل مصر
    وبعد ذلك أرسل يوسف إلى أبيه يعقوب عليهما السلام وإلى أهله وقرابته فجاءوا من فلسطين
    وعاشوا فى مصر واختطلوا بالمصريين فتعلم المصريين منهم التوحيد وعاشوا زمانا طويلا على الإيمان والتوحيد .
    ولكن بعد وفاة يوسف عليه السلام عاد أهل مصر إلى الشرك مرة أخرى وأما بقية أبنا يعقوب {وهو إسرائيل } فقد عاشوا بمصر .
    وتكاثر أبناء إسرائيل وتزايد عددهم وأصبحوا من أمهر الناس فى كل أنواع الحرف والصناعات حتى اعتمد عليهم المصريون
    وجاء فى تلك الفترة ملك جبار حكم مصر وكان المصريون يعبدونه وهو فرعون المذكور فى القرآن

    إن فرعون علا فى الأرض
    قال تعالى :
    {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }سورة القصص الآية 4

    أى تجبر وعتا وطغى وبغى ، وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الرب الأعلى وجعل أهلها شيعا أى قسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع ويستضعف طائفة منهم هم شعب بنى إسرائيل الذين هم سلاسة سيدنا يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم خليل الله عليهم السلام وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض
    وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافرالفاجر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع والحرف وأردئها وأدناها ومع هذا
    {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }



    فسبحان الله علم هذا الكافر أن هلاك ملكه على يد غلام من بنى إسرائيل
    فقد كان هذا الملك الجبار يفعل كل هذا فى بنى إسرائيل لأن بنى إسرائيل كانوا يذكرون فيما بينهم أنه سيخرج من بنى إسرائيل غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه فوصل هذا الخبر لفرعون فأحس أن هناك خطرا على عرشه وملكه من وجود بنى إسرائيل فى مصر
    ولم يكن يستطيع أن يطردهم لأن عددهم كان يزيد على مئات الألوف فلو طردهم لتحالفوا مع أعدائه ضده وفى ذلك خطر يهدد ملكه فى مصر
    فابتكر طريقة جهنمية للقضاء على بنى إسرائيل وهى أن يسخرهم فى الأعمال الشاقة الخطيرة من ناحية
    ومن ناحية أخرى قرر أن يذبح كل طفل ذكر يولد فى بنى إسرائيل ويترك الإناث حتى لا يتكاثر الرجال وبذلك تضغف قوتهم وينقص عدد الذكور ويزداد عدد الإناث


    سبحان الله أنها العناية الإلهية
    ولكن القبط فى مصر " أهل مصر" قالوا لفرعون : لو أنك قتلت كل ذكور بنى إسرائيل فإننا لن نجد بعد ذلك من يخدمنا ويقوم بالأعمال الشاقة ... فأصدر فرعون قرارا جديا بأن يقتلوا الأطفال الذكور عاما ويتركوا عاما
    فحملت أم موسى عليه السلام بهارون فى العام الذى لا يقتل فيه الذكور وولدته علانية بلا خوف ... فلما كان العام الذى يقتل فيه الذكور وُلد موسى عليه السلام فخافت عليه من القتل فكانت تُرضعه فى السر واتخذت له تابوتا فربطته فى حبل وكانت دارها مباشرة على نهر النيل فكانت ترضعه فإذا خافت عليه وضعته فى ذلك التابوت " الصندوق الخشبى " وأرسلته فى البحر وهى تمسك بطرف الحبل حتى لايضيع منها .


    لاتخافى ولاتحزنى

    فى ظل هذا الجو المشحون بالخوف ولد موسى عليه السلام فكانت أمه فى غاية الخوف عليه لاتدرى ماذا تصنع إلى أن جاء أمر الله جل وعلا


    وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } القصص آية 7
    إن جنود فرعون ينتشرون فى كل مكان ولو رأوا موسى عليه السلام لقتلوه فى التو واللحظة .
    وهنا قامت أم موسى لتمتثل أمر الله عزوجل أخذت موسى وأرضعته ثم ألقته فى هذا الصندوق الخشبى وكلها يقين وثقة فى الله عزوجل أنه سيرد إليها ولدها مرة أخرى
    ألقت أم موسى الصندوق فى النهر وفيه موسى عليه السلام ... وهى تعلم أن الله عزوجل أرحم بموسى منها
    سقط الصندوق بالماء وجاء أمر الخالق جل وعلا لماء النيل أن يحمل هذا الصندوق بكل رحمة وحنية لأن الطفل الرضيع سيكون بعد ذلك رسولا من أولى العزم الخمسة
    وكما أمر الله عزوجل النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم فكذلك أمر النيل أن يحمل موسى بكل رحمة ورفق وهدوء حتى يوصله إلى قصر فرعون

    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 07-12-2014, 06:03 PM.
    سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
    غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’




  • #2
    رد: هلاك الظالمين

    موسى عليه السلام يصل إلى قصر فرعون


    ووصل الصندوق إلى الشاطئ أمام قصر فرعون

    وفى تلك اللحظة كانت زوجة فرعون تمشى فى حديقة قصرها الكبير .. وكانت تختلف تماما عن فرعون فهى امرأة رقيقة ورحيمة وهو كان جبار

    وكانت تتمنى أن يرزقها الله ولدا يملأ عليها حياتها فلقد كانت لا تنجب ولم تكن تعلم أنها ستسعد فى هذا اليوم بأعظم مفاجأة فى حياتها

    فعندما ذهبت الجوارى ليأتين بالماء من النهر وجدن هذا الصندوق فأخرجته من النهر وحملته إلى زوجة فرعون ففتحت الصندوق وما إن رأت موسى عليه السلام حتى أحست بحبه يملأ قلبها

    ولاعجب فى ذلك فقد قال تعالى عن موسى عليه السلام
    :{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي } سورة طه (39)

    فلا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يراه ولا يحبه لأن الله عزوجل ألقى عليه محبة منه

    أمسكت زوجة فرعون بموسى عليه السلام وهى فى غاية السعادة والسرور وذهبت به إلى فرعون فسألها : من أين جاء هذا الطفل الرضيع ؟

    فأخبرته بالقصة كلها فقال لها : لابد من ذبحه فإنه من ذكور بنى إسرائيل وهذا العام هو عام الذبح .

    صرخت زوجته وهى تضم موسى إلى صدرها أكثر :


    {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } سورة القصص الآية (9)

    تذكر فرعون عدم قدرة زوجته على الإنجاب فاستجاب لرغبتها وسمح لها أن تربى هذا الطفل فى قصره




    أم موسى عليه السلام تبكى لفراقه

    وفى تلك الفترة كانت أم موسى عليه السلام على الرغم من ثقتها فى وعد الله عزوجل بأن الله يرد إليها ابنها إلا أنها كانت تبكى لفراق طفلها الرضيع لكن الله برحمته ثبتها وربط على قلبها وألهمها الصبر والثبات

    وبعد ساعات معدودات بدأ موسى عليه السلام فى البكاء من شدة الجوع فأمرت زوجة فرعون بإحضار المراضع فجاءت مرضعة من القصر وأخذت موسى لترضعه فرفض أن يرضع منها فأمرت زوجة

    بإحضار مرضعة ثانية وثالثة وعاشرة وهو يرفض فى كل مرة أن يرضع فاحتارت زوجة فرعون وخافت عليه من أن يموت .

    وفى تلك اللحظة كانت أم موسى فى بيتها تبكى على فراق طفلها وكاد قلبها أن ينفطر حزنا وكمدا على فراق ابنها حتى كادت أن تذهب إلى قصر فرعون لتخبرهم بأنها أمه

    لولا أن ربط الله علي قلبها فهدأت وسكنت نفسها واطمأنت

    لكنها أمرت أخت موسى عليه السلام وقالت لها: اذهبى بكل هدوء وحذر إلى مكان قريب من قصر فرعون وحاولى أن تعرفى أخبار موسى واحذرى أن يشعر أحد بك

    وهنا ذهبت أخت موسى بكل حذر وهدوء لتعلم ما الذى حدث هناك سمعت بكاء موسى فسألت بعض الحرس فأخبروها بأن هذا الطفل يرفض كل المراضع

    فقالت أخت موسى لحرس فرعون : هل أدلكم على أهل يكفلونه ويهتمون بأمره على أكمل وجه ؟

    ففرحوا بذلك وذهبوا ليخبروا زوجة فرعون التى جاءت وهى فى قمة السعادة وطلبت منها أن تذهب فورا لتحضر المرضعة

    وعادت أخت موسى إلى أمها لتبشرها بهذه البشرى الغالية وأحضرت أمها معها إلى قصر فرعون

    وجاءت زوجة فرعون وقدمت موسى إلى أمه وقالت لها : أرضعيه

    فقامت أمه لترضعه فرضع منها وهنا تهلل وجه زوجة فرعون وقالت : خذيه عندك فى البيت وأرضعيه حتى تفطميه

    ثم أعيديه إلينا بعد ذلك وسنعطيك على لك أجرا عظيما فوافقت أم موسى على ذلك

    عادت أم موسى تحمل طفلها الحبيب وهى لاتصدق نفسها .. يكاد قلبها أن يطير من شدة الفرح

    وهكذا رد الله جل وعلا موسى لأمه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لايعلمون



    وبعدما أتمت أم موسى رضاعته ذهبت به إلى زوجة فرعون وأسلمته لها فكان من أحب الناس إلى قلبها وليس فحسب بل كل من يراه لابد أن يحبه لأن الله عزوجل قال
    وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي } سورة طه (39)

    عاش موسى عليه السلام فى قصر فرعون حتى كبر وكان بيت فرعون يضم أعظم خبراء فى التربية والتدريس

    لأن مصر فى هذا الوقت كانت أكبر دولة فى الأرض وكان فرعون أقوى ملك على الأرض

    فشاء الله أن يتلقى موسى عليه السلام أفضل أنواع التدريس والتربية وأن يتم ذلك كله فى بيت عدو الله فرعون

    لقد نشأة موسى عليه فى قصر فرعون وهو يعلم يقينا أنه ليس ابنا لفرعون .. وكان يتعجب من الكبر والبطش الذى كان يراه من فرعون تجاه بنى اسرائيل

    فالناس فى هذه الآونة كانوا قسمين :
    أبناء يعقوب عليه السلام وهم بنو اسرائيل الذين جاءوا من فلسطين أيام أن كان يوسف عليه السلام عزيز مصر

    والأقباط الفراعنة
    وهم أهل مصر الأصليون

    سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
    غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



    تعليق


    • #3
      رد: هلاك الظالمين

      الله يشرفه بنعمة النبوة والرسالة

      قال تعالى : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ( القصص : 14 )

      لما ذكر الله تعالى أنه أنعم على أمه برده لها وإحسانه بذلك وامتنانه عليها، شرع فى ذكر أنه لما بلغ أشده واستوى ،

      وهو احتكام الخلق والخُلق وهو سن الأربعين فى قول الأكرين آتاه الله حكما وعلما وهو النبوة والرسالة التى كان بشر بها أمه حين

      قال إِ{نَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } القصص 7


      لقد ورث موسى عليه السلام فقه الدين الذى ورثه من آبائه الأطهار الذين ينتمون إلى أبى الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام

      كرم الله موسى عليه السلام بأشياء كثيرة فقد كرم الله وجهه فلم يسجد لإله من آلهة القصر

      ومما أكرمه الله به أيضا أن آتاه بسطة فى القوة والجسم جعلته لايخشى أحدا سوى الله عزوجل وألقى محبته فى قلوب الناس وهذا من أعظم المنن

      ففى يوم من الأيام كان موسى عليه السلام يمشى فى المدينة إذ وجد رجليين يقتتلان ويتصارعان أحدهما من بنى اسرائيل والآخر مصرى قبطى

      فاستغاثه الاسرائيلى مستنجدا به على عدوه فوكزه موسى فقضى عليه وهو عليه السلام لم يكون متعمدا بقتله

      والوكز بمعنى الضرب بجمع اليد
      1. وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ
        فندم موسى عليه السلام وتوجه إلى ربه طالبا مغفرته وعفوه فاستجاب الله له فغفر له
        • قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
          فشكر الله على أنه استجابة دعوته فقد أحس أن الله استجاب له فقال
          • قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ
            فكان يسير بعدها موسى خائفا مترقبا أن يعلم فرعون بأنه قتل المصرى وهو يسير فى الطريق إذا الذى استصرخه بالأمس يستنصره فقال له موسى إنك غوى مبين
            • {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ }قصص 18
              فتوجه له موسى فلما رأه الاسرائيلى
              • فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ

                فسمعه القبطى فأخبر فرعون
                فلما علم فرعون أصر على قتل موسى فجاءه رجل من أقصى المدينة من آل فرعون يكتم إيمانه فأخبر موسى أن فرعون سوف يقتله فخرج مسرعا من المدينة

                { وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ *

                فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ





                فذهب تلقاء مدين وقال وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ


                وهو فى الطريق تعب فجلس عند بئر عظيم اسمه ماء مدين يسقى الناس أنعامهم ومواشيهم منها فوجد هناك امرأتين تبعدان غنمهم عن القوم وتبتعدان عن مخالطة الرجال وفذهب لهم موسى فقال ما خطبكما ؟ قالتا : لانستطيع أن نزاحم الرجال وننتظر حتى ينتهوا وأبانا شيخ كبير لايستطيع أن يسقى ويرعى الاغنام فقدم لهم المساعدة وسقى لهم
                وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ


                ثم جلس تحت ظل شجرة وشكر الله

                فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

                فذهبا إلى أبيهما أخبراها ماجرى لهم فأراد أن يكأفأه جزاء ماعمله فقال لابنته إذهبى لهذا الرجل وقولى له {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}

                فذهبت له وقالت ما قال له أباها فقبل موسى عليه السلام
                الدعوة وذهب إلى أبيها فأكرمه الرجل الصالح وقدم له الطعام والشراب فسأله الرجل الصالح من أين أتيت وأين ستذهب
                فقصة عليه موسى قصته فقال له {قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}


                فإطمئن موسى للكلام الرجل الصالح وعندما اراد الانصراف قامت ابنته وقالت لأبيها

                {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ }

                فسألها كيف عرفتى أنه قوى قالت رفع الصخرة لوحده ولايرفع إلا عشرة رجال وقال كيف عرفتى أنه أمين قالت رفض أن يسير

                خلفى وسار أمامى حتى لاينظر إلىَ

                فعرض هذا الرجل الصالح على موسى عرض وهو أن يزوجه إحدى ابنتيه بشرط أن يعمل عنده ثمان سنوات برعى الغنم وإن أتم عشر فهذا كرم من عنده فوافق موسى عليه السلام وقال له إن أتممت عندك الثمانية سنوات فى رعى الأغنام فهذا هو الاتفاق وإن أتممت العشر سنوات فأنا حر فوافق
                قال تعالى :


                {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
                *قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }

                فأتم العشر سنوات وأراد أن يرحل موسى عليه السلام هو وأهله إلى مصر فأذن له الرجل الصالح






                وها هو يستعد موسى عليه السلام للذهب إلى وطنه وقد زاده الحنين إلى مصر وأمه الذى ربط الله على قلبها مرة أخرى عندما فارقها موسى وإلى أخته وإلى أخيه هارون

                فأخبر زوجته أن تسعتد للذهاب معه إلى مصر فأعدت متاعها وماتحتاج إليه من أدوات السفر وخرجت مع موسى عليه السلام وهم فى الطريق والوقت ليل والجو مظلمة وقد ضل الطريق والليلة شاتية

                بينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد نارا تأجج فى جانب الطور وهو الجبل الغربى منه عن يمينه ف
                { قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا } وكأنه والله أعلم رآها دونهم لأن هذه النار نور فى الحقيقة ولايصلح رؤيتها لكل أحد {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ}

                أى لعلى أستعلم من عندها عن الطريق : { أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }














      التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 10-12-2014, 03:11 AM.
      سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
      غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



      تعليق


      • #4
        رد: هلاك الظالمين


        ياموسى إنى أنا الله رب العالمين

        لقد سار موسى ( عليه السلام } غير بعيد فأبصر من جهة التي تلى الطور ناراً فامتلأ قلبه بالسعادة والسرور والتفت إلى زوجه وقال لها : إني آنست ناراً سأنطلق

        لعلى آتيكم منها بخبر أو لعلى أجد أحد أسأله عن الطريق الموصلة إلى مصر .


        أمر موسى أهله أن يجلسوا مكانهم ليحضر لهم ما يذهب عنهم البرد ويطرد عنهم الظلام ذكر الله هذا المشهد الدقيق في تلك الساعة الحرجة :
        ( إذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ


        إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
        } انطلق موسى مسرعاً في الوادي المقدس يتوكأ على عصاه باتجاه النار التي تراءت له عن

        بعد؛ كان الماء قد بلل جسمه ، وظل يسير في وادي طوى ،

        بعد دقائق لاحظ شيئاً غريباً في هذا الوادي ، لم يكن هناك رعد ولا برق ولا رياح، كان الكون قد لفه خشوع عجيب، وسكون مفعم بالتسبيح ، وصمت عظيم ساكن

        خاشع. أحس موسى بشيء ما يحرك نفسه ، لكنه لم يعرف ماهية هذا الشيء. اقترب من النار.. لم يكد يقترب منها حتى نودي من رب العزة
        :( أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ

        وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
        }. ارتعدت فرائص موسى ، وتسلل الخوف إلى نفسه ، وشعر برغبة ملحة في الفرار مما سمع ورأى ، لكنه تماسك رغم أنه

        مرتعش من ذالك الموقف ، كان الصوت يجيء من كل مكان ، ولا يأتي من مكان محدد ، أو

        من جهة محددة ، لم يستطع موسى تحديد جهة الصوت . مرة أخره ، دنا موسى من النار ، ليأخذ منها قبساً لأهله ، فإذا المكان يتسم بالخشوع والرهبة والنور . نظر

        موسى في النار وعاد يرتعش،

        وجد شجرة خضراء داخل هذا النور وكلما زاد تأجج النار زادت خضرة الشجرة ، المفروض أن تتحول الشجرة إلى اللون الأسود وهي تحترق ، لكن النار تزيد واللون

        الأخضر يزيد ، راح موسى يرتجف رغم الدفء ،كانت الشجرة في جبل غربي عن يمينه ، وكان الوادي الذي يقف فيه هو وادي طوى وفجأة .. وإذا بالحق { جل

        وعلا } ينادي عليه
        { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى }
        وكان موسى في وادي اسمه{{طوى}} فكان موسى مستقبل

        القبلة، وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب، فناداه ربه بالوادي المقدس طوى ، فأمره

        أولاً بخلع نعليه تعظيماً وتكريماً وتوفيراً لتلك البقعة المباركة ، ولا سيما في تلك الليلة المباركة . ازدادت دهشة موسى فإذا بالنداء العلوى من رب العالمين يناديه وأنا

        خترتك فاستمع لما يوحى
        { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا

        تَسْعَىٰ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ }


        عصا موسى عليه السلام

        لقد كان جسد موسى عليه السلام ينتفض من هيبة وجال هذا الموقف العظيم إنه يستمع إلى فاطر السموات والأرض وهو يخاطبه

        وفجأة قال الحق جل وعلا لموسى :


        {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ }

        تعجب نبى الله موسى عليه السلام .. فالله يسأله وهو الذى يعلم كل شئ فلماذا يسأله ؟ لا شك أن هناك حكمة جليلة لا يعلمها موسى عليه السلام فأجابه وهو

        يرتعش : {
        قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ } وكان يكفى موسى عليه السلام أن يجيب بكلمة واحدة {هِىَ عَصَايَ } لكنه

        أطال الحديث لأنه يشعر بمتعة عجيبة وهوو يتكلم مع ربه عزوجل

        ويسمعه ويكلمه قال الله عزوجل له
        :
        {أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ } فألقى موسى عصاه بسرعة وخوف وإذا به يرى العصا وقد تحولت إلى حية عظيمة ضخمة لها أنياب وتتحرك

        بسرعىة كأنها جان فما كان من موسى عليه السلام إلا أن
        { وَلَّىٰ مُدْبِرًا
        } هاربا منها وأخذ يجرى بسرعة ولم يلتفت خلفه فناداه ربه قائلا: له { يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا

        تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ } {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }

        فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها
        { قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ } فيقال إنه خاف منها فوضع يده فمى كم مدرعته ثم وضع يده فى وسط فمها ..

        فلما استمكن منها إذا هى عادت كما كانت عصا ذات شعبتين ، فسبحان القدير العظيم ، رب المشرقين والمغربين .




        معجزة اليد

        ثم أمره الله تعالى بإدخال يده فى جيبه ، ثم أمره بنزعها فإذا هى تتلألأ كالقمر بياضا من غير سوء ، أى من غير برص و لابهق ولهذا قال :{ اسْلُكْ

        يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ }

        قيل معناه : إذا خفت فضع يدك على فؤادك يذهب خوفك

        وفى تلك اللحظة جاء نداء الله عزوجل وجل لموسى
        :{ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } وعليه تبليغ ما أمر الله ، فقد اصطفاه

        الله لنفسه وكفى وسيتم أمر الله بإذن الله

        وها هو موسى يستعد للقاء فرعون الجبار
        انتظرونا غدا بإذن الله لنكمل القصة




        سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
        غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



        تعليق


        • #5
          رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

          موسى عليه السلام يستعد للقاء فرعون



          وهنا أمره الله { جل وعلا } بعد هاتين المعجزتين ـ العصا و اليد ـ أن يذهب إلى فرعون الطاغية الذي قال : { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ
          } من اجل أن يدعوه برفق ولين ويأمره أن يتركه يخرج ببني اسرائيل من مصر ليدخلوا الأرض المقدسة فراراً من بطش فرعون

          وإيذائه . وهنا أحس موسى { عليه السلام } بخوف شديد لأنه قتل رجلاًً من أقباط مصر فيخشى أن يقتلوه .. فسأل الله { عزوجل } أن يرسل معه أخوه هارون ليكون عوناًً له على ذالك . وهنا يتلقى موسى الاستجابة والتطمين : {
          قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ

          لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }
          . بل وطمأنه الله { عز وجل } بأنه سبحانه سيكون معهما يسمع ويرى كل شيء وطمأنه بأن فرعون رغم بطشه وقسوته إلا أنه لن يمسهما بسوء .





          واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قلبى



          لما قال تعالى لموسى { عليه السلام } { اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } دعا موسى ربه وابتهل { قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) } قيل إنه عليه السلام لما كان طفلا صغيرا ضرب

          فرعون على لحيته فأراد فرعون قتله فقالت امرأة فرعون أنه طفلا صغير لا يعرف الفرق بين التمرة والجمرة .

          فأراد فرعون أن يختبره حتى يعرف هل كان يقصد ضربه على لحيته أم أنه فعلا لايفهم فى هذا السن الصغير .

          فأمر بإحضار طبق فيه تمر وطبق فيه جمر ثم أمره أن يأخذ منهما فأراد موسى عليه السلام أن يأخذ من التمر فأخذذ جبريل بيده إلى الجمرة فأخذها ووضعها على لسانه فأصابه لثغة فى لسانه

          فلما كبر وأراد الله منه أن يذهب إلى فرعون .. سأل الله أن يذهب بعض هذه اللثغة حتى يستطيع أن يتكلم مع فرعون فيفهم كلامه فاستجاب الله له .

          ثم قال موسى عليه السلام
          { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36)
          } أى : قد أجبناك

          إلى جميع ما سألت ، وأعطينك الذى طلبت وهذا من وجاهته عند ربه عزوجل ،

          حين شفع أن يوحى الله إلى أخيه فأوحى إليه ، وهذا جاه عظيم



          فقولا له قولا لينا

          بعد ماجاء الأمر من الله عزوجل لموسى عليه السلام أن يذهب هو وأخوه هارون إلى فرعون من أجل دعوته ومن أجل انقاذ

          بنى اسرائيل من بطش فرعون وتعذيبه ..أخذ موسى طريقه إلى أرض مر ليواجه بطش أخطر جبابرة عصره وهو يعلم أن

          فرعون لن يعطيه بنى اسرائيل بغير صراع مرير


          إن موسى عليه السلام ذاهب لدعوة فرعون الطاغية وهو مع ذلك لاينسى أن يدعوه برحمة كما أمره الله عزوجل
          { اذْهَبْ أَنْتَ

          وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
          }


          قال الفضل بن عيسى الرقاشى عند هذه الآية : يامن يتحب إلى من يعاديه ، فكيف بمن يتولاه ويناديه .


          وقال قتادة : يارب إن كان حلمك برجل قال {
          أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } فكيف يكون حلمك بعبدٍ سجد لك

          وقال :"
          سبحان ربى الأعلى "؟!!



          ولاتخاف إننى معكما أسمع وأرى :


          وصل موسى عليه السلام إلى مصر ودخل على أمه وأخيه فلم يعرفاه فى بادئ الأمر ثم عرفاه وسلما عليه


          ثم قال موسى لهارون عليهما السلام : إن ربى قد أمرنى أن أذهب إلى فرعون لأدعوه إلى الله .. وأمرك ربى أن تعاوننى


          فقال هارون عليه السلام : سمعا وطاعة لأمر ربى


          فذهب موسى وهارون إلى فرعون وكان ذلك ليلا فضرب موسى باب القصر بعصاه فسمع فرعون فغضب وقال من يجترئ

          على هذا الصنيع الشديد ،فأخبره السدنة والبوابون بأن ها هنا رجلا مجنونا يقول أنه رسول الله فقال : علىَ به فدخل عليه

          موسى وهارون فقالا : {
          إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}

          أى قد جئناك بمعجزة من ربك والسلام عليك إن اتبعت الهدى {
          إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}

          أى قد أخبرنا الله فيما أوحاه إلينا من الوحى المعصوم أن العذاب متمحض لمن كذب بآيات الله وتولى عن طاعته

          التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 10-12-2014, 08:06 PM.
          سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
          غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



          تعليق


          • #6
            رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

            أمام فرعون .. وجها لوجه :
            بدأ موسى { عليه السلام } يخاطب قلب فرعون بكلمات رقيقة لعل قلبه أن يلين وأن يؤمن برب العالمين. بدأ موسى يحدثه عن رحمة الله و جنته وأنه لا يريد منه ان يتنازل عن ملكه

            بل يريد أن يضيف له ملكاً أعظم من ملكه في جنات النعيم إن آمن وأسلم لله { جل وعلا } .


            ومع ذالك كان فرعون يستمع إلى كلام موسى { عليه السلام } بازدراء واستهزاء ثم سأل موسى { عليه السلام } : ماذا تريد ؟


            قال موسى : أريد أن ترسل معي بني اسرائيل {
            فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي : أطلقهم من أسرك وقهرك ، ودعهم وعبادة ربهم وربك ، فأنهم من سلالة نبي الكريم ، إسرائيل وهو

            يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن .فلما قال موسى ذلك ازدراه فرعون

            وامتن عليه قائلا له:{ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ *وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }

            فهل هذا جزاء التربية والكرامة التى لقيتها عندنا وانت وليد ؟ ان تأتى اليوم لتخالف مانحن عليه من ديانة ؟ ولتخرج

            على الملك الذى نشأت فى بيته ، وتدعو إلى إله غيره ؟! وما بالك وقد لبثتت فينا من عمرك سنين لم تتحدث بشئ

            عن هذا الأمر العظيم ؟!

            ويذكره بحادث مقتل القبطى فى تهويل وتجسيم :{
            وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ } .. فعلتك البشعة الشنيعة

            التي لا يليق الحديث عنها بالالفاظ المفتوحة ! فعلتها {
            وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } أى من الجاحدين

            وهكذا جمع فرعون كل ماحسبه ردا قاتلا لايملك موسى عليه السلام معه جوابا ولايستطيع مقاومة. وبخاصة حكاية القتل ،

            وما يمكن أن يعاقبها من قصاص،يتهدده ببه من وراء الكلمات !



            لكن موسى وقد استجاب الله دعاءه فأزال حبسة لسانه انطلق يجيب { قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿20﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿21﴾ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿22}

            ف
            علت تلك الفعلة وأنا جاهل ، وأندفع اندفاع العصبية لقومى ، لا اتدفاع العقيدة التى عرفتها اليوم بما أعطانى ربى من الحكمة {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ }على نفسى فقسم الله لى

            الخير ووهب لى الحكمة { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ } ثم يجيبه تهكما بتهكم ولكن بالحق { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } فما كانت تربيتى فى بيتك وليدا إلا من
            جراء استعبادك لبنى اسرائيل وقتلك أبناءهم مما اضطر أمى أن تلقينى فى التابوت فتقذف بالتابوت فى الماء فتلتقطوننى فأربى فى بيتك لا فى بيت أبوى فهل هذا هو ماتمنه على وهل هذا من فضلك العظيم ؟!
            لقد أحسنت إلى رجل واحد واستعبدت الأمة كلها .






            التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 11-12-2014, 04:06 PM.
            سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
            غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



            تعليق


            • #7
              رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

              فرعون يجادل موسى عليه السلام

              ولما علم فرعون أن موسى عليه السلام جاءه بالحجج القوية التى لا مفر منها بدأ يجادله ليصرفه عن مهمته ولكن هيهات هيهات .
              قال تعالى حاكيا عن مجادلة فرعون لموسى عليه السلام أنه قال: ﴿
              قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
              أى : هو الذى خلق الخلق وقدر لهم أعمالا وأرزاقا وآجالا وكتب ذلك عنده فى كتابه اللوح المحفوظ ثم هدى كل مخلوق إلى ماقدره له
              {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى }يقول فرعون لموسى : فإذا كان ربك هو الخالق المقدر الهادى الخلائق لما قدره وهو بهذه المثابة من أنه لايستحق العبادة سواه فلم عبد الأولون غيره ؟ وأشركوا به من الكواكب والأنداد ماقد علمت ؟ فهلا اهتدى إلى ماذكرته القرون الأولى ؟ {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى
              } أى : هم وإن عبدوا غيره فليس ذلك حجة لك ولايدل على خلاف ما أقول لأنهم جهلة مثلك
              وكل شئ فعلوه مستطر عليهم من صغير وكبير وسيجزيهم عن ذلك ربى عزوجل ولايظلم أحدا مثقال ذرة لأن جميع أفعال العباد مكتوبة عنده فى كتاب لايضل عنه شئ ولاينسى ربى شيئا


              الداعية الصادق لايغضب لنفسه أبدا
              وها هو الحوار مازال مفتوحا والجدال مازال قائما بين فرعون وموسى عليه السلام فلما أحس فرعون أنه لن يستطيع أن يواجه موسى عليه السلام بثل كلماته وعباراته الصادقة بدأ يتهمه بأشنع التهم لكى يغضب موسى لنفسه ويترك دعوته وما جاء إليه ليدافع عن نفسه ولكنه عليه السلام لم يلتفت إليه بل مضى يصدع بكلمة الحق التى تزلزل الطغاة والمتجبرين
              قال تعالى حاكيا هذا المشهد المهيب : {
              قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}أى : من هذا الذى تزعم أنه رب العالمين غيرى ؟
              قال موسى : {
              قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } أى خالق جميع ذلك ومالكه والمتصرف فيه وإلهه لاشريك له فالجميع عبيد له خاضعون ذليلون { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } أىى : إن كانت لكم قلوب موقنة وأبصار نافذة {قَالَ} فرعون على سبيل التهكم والاستهزاء والتكذيب لموسى فيما قاله :{ أَلَا تَسْتَمِعُونَ } ؟! أى : ألا تعجبون من هذا فى زعمه أن لكم إلها غيرىى ؟ فقال لهم موسى : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ } أى خالقكم وخالق آبائكم الذين كانوا قبلكم {قَالَ } أى فرعون لقومه : {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } أى ليس له عقل فى دعواه أن ثم ربا غيرى {قَالَ }موسى لقوم فرعون مجيبا {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} أى : هو الذى جعل المشرق مشرقا تطلع منه الكواكب والمغرب مغربا تغرب فيه الكواكب فإن كان فرعون يزعم أنه ربكم وإلهكم صادقا ، فليعكس الأمر وليجعل المشرق مغربا والمغرب مشرقا ... ولما انقطعت حجة فرعون وبهت عدل إلى استعمال قوته وجبروته وسلطانه




              سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
              غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



              تعليق


              • #8
                رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                سبحان الله
                سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                تعليق


                • #9
                  رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                  الحمدلله
                  سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                  غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                  تعليق


                  • #10
                    رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                    الله أكبر
                    سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                    غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                    تعليق


                    • #11
                      رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                      لا اله الا الله
                      سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                      غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                      تعليق


                      • #12
                        رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                        لاحول ولا قوة الا بالله
                        سبحان الله ....الحمدلله ....الله أكبر ....لا اله الا الله
                        غــرفة العنــاية الإيمــانية المركـزة ’’ بادرى بالـدخــول ’’



                        تعليق


                        • #13
                          رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                          حقا انها اراده الله العلى القدير

                          أسال الله العلي القدير ان يوفق ابناء الامه الاسلاميه

                          الي ما يحبه ويرضاه



                          اثابكم الله الثواب الجم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون

                            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيرًا و أثابكم الله الفردوس

                            تعليق


                            • #15
                              رد: قصة موسى عليه السلام مع فرعون


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


                              تعليق

                              يعمل...
                              X