Tweet
هذا هو الدرس السابع في مدارسة قصة المسيح بن مريم
وتواعدنا أن يكون هذا الدرس عن بعثة المسيح {وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ..} [آل عمران:49]
يقولون أن المسيح بن مريم بُعث على رأس الثلاثين، سيدنا موسى بُعث قيل على رأس الأربعين وقيل على رأس الخمسين، النبي بُعث على رأس الأربعين
لماذا اختار هذا التوقيت؟
قال لنا ابن جرير الطبري في التاريخ تاريخ الطبري يقول أن عيسى ابن مريم أنزل عليه الأنجيل وهو ابن ثلاثين سنة ومكث حتى رُفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة يعني الموضوع كله في ثلاث سنين
ثلاث سنوات أتفهمون؟!
إذًا ماذا سأأخذ من هذه ؟ انظر في المنهج في طريقك إلى ربنا سبحانه وتعالى، يجب أن تعرف أن الزمن جزء من العلاج، الزمن ..، أنت محتاج {..وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:3] اترك العجلة عندما يأتي شخص في أول الطريق نقول له اصبر، امش بهدوء،
القاعدة الذهبية للتربية تقول إن الأول أتدرب ((تدريب)) وبعد ذلك ((تدريج)) بعد ذلك ((تعويد)) أريدكم أن تحفظوا هذه المعادلة .
القرآن وهو يتكلم عن سيدنا عيسى نبوة ورسالته القرآن يقول {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ...} [البقرة:87]
ويقول {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ..} [المائدة:46] ويقول {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٢٦﴾ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ..} [الحديد] أنا ماذا أريد أن أقول ؟ ما هي {قَفَّيْنَا} الثلاث آيات فيهم {قَفَّيْنَا} {قَفَّيْنَا} ، قفى يعني أَتبع، أَتبعه، لماذا هو الذي يُقال عليه{قَفَّيْنَا}؟ قال لك: أهل العلم لأن الله جعل عيسى عليه السلام خاتم أنبياء بني إسرائيل ولم يُبعث بعده رسولاً إلا خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد فسيدنا عيسى خاتم أنبياء بني إسرائيل ورسولنا خاتم الأنبياء والمرسلين قاطبةً
رسالة سيدنا عيسى خاصة أم عامة؟
يعني المفترض أن ما نزل عليه والديانة النصرانية تكون خاصة أم عامة ؟
خاصة
الدليل: أولاً إن ربنا قال :{ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم....} [آل عمران:49]
جاء لمن لبني إسرائيل {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ....} [آل عمران:49]
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ...} [الصف:6]
والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم قال:" أُعطيتُ خمسًا لم يُعطَهُنَّ أحَدٌ قبلي. كان كلُّ نبيٍّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً، وبُعِثْتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسوَدَ. وأُحِلَّتْ ليَ الغنائمُ، ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي. وجُعِلَتْ ليَ الأرضُ طيبةً طَهورًا ومسجدًا. فأيُّما رجلٍ أدركَتْه الصلاةُ صلَّى حيثُ كان. ونُصِرْتُ بالرُّعبِ بين يَدَيْ مسيرةِ شهرٍ. وأُعطيتُ الشفاعةَ "
[مسلم(521)] هذه الخمسة التي أُختص بهم النبي صلى الله عليه وسلم أريد فقط الجملة الأولى " كان كلُّ نبيٍّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً، وبُعِثْتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسوَدَ
ما معنى الأنجيل؟ كلمة الأنجيل ما هو معناها ؟
أول شيء إنها ليست كلمة عربية، إنما هم يقولون أن كلمة إنجيل من كلمة أُنجليون وتعني بالعربية الخبرالطيب أو البشارة وهذه تجانس {..وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ..} [الصف:6]
فاسم الأنجيل معناه الخبر الطيب أو البشارة على أنه بشارة من الله ولذلك تولى عيسى التبشير
أريتم من أين جاءت كلمة تبشير؟
البشارة جاءت من هنا، كلمة الأنجيل أُنجليون معناها الخبر الطيب أو البشارة، وردت كلمة الأنجيل في القرآن 12 مرة ربنا يقول إنه أنزل القرآن كما أنزل التوراة
أريدكم أن تقفوا هنا أيضًا لقطة من لقطات القرآن، ستجدون القرآن يصف أن التوراة فيها هدى ونور ويصف الأنجيل أن فيه هدى ونور ويأتي يصف القرآن بذلك {..قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة:15]
فالنور في التوراة، والنور في الأنجيل، والنور في القرآن
جيد إلا في أيه في وصف التوراة { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً..} [الأنبياء:48]
قال في التوراة أنه{ضِيَاءً} ووصف التوراة والأنجيل والقرآن في غير هذا الموضع بأنه نور لماذا هنا وصفه{ضِيَاءً}؟ تريد أن تفهمها انظر إلى هذه الأحاديث وأنت تفهم
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ. والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ. وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ. والصلاةُ نورٌ. والصدقةُ برهانٌ. والصبرُ ضياءٌ. والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كل الناسِ يغدُو. فبايِعٌ نفسَه. فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها" [مسلم(223)] وتجد في القرآن على لفظ الضياء ولفظ النور تجد إن ربنا سبحانه وتعالى يصف بذلك الشمس بأنها ماذا؟ ضياء ويصف القمر بأنه نورًا، ما القصة؟
قال لك إن لفظ الضياء يناسب التوراة لأنها كانت فيها أحكام شديدة جدًا هذا هو معنى الإصر الذي كان على الذين من قبلنا، خواتيم سورة البقرة{.. رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا..} [البقرة:286]
فالمهم الشاهد بأن التوراة وصفت بأنها ضياء لأنه كان فيها أحكام شديدة فوصفت بهذا أما الأنجيل وأما القرآن فخلى من هذه الأحكام الأحكام الشديدة التي رفعت عنا
كتاب الأنجيل كان كتاب مواعظ خلى من الأحكام، إنما الأحكام كانت في التوراة،
الشّاهد، أنّه هناك وصف طويل دقيق للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الرّواية التي أوردها ابن كثير عن النبيّ في الإنجيل وفيها: "كان كلامه القرآن ودينه الإسلام وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيّامه وسمع كلامه".
ابن عساكر أورد في "تاريخ دمشق" عن عبد الله ابن عوف قال: أوحى الله إلى عيسى ابن مريم قال: أنزلني من نفسك كهمّك
أنت تحبّ الله أم نفسك؟
هل الله أعظم عندك من حبّ نفسك؟
- أنت تقول أن الحلال مقفول إنّما الحرام واسع
-دائما سهّلها على النّاس، سهّلها طالما في رضا ربّنا، لا تعسّر على النّاس،
-لا تأخذهم بأشدّ الأقوال لأنّ ليس كلّ النّاس يصلح لهم ذلك خذهم بالسّهل وباليسير.
" أنزلني من نفسك كهمّك" (اجعل ربّك دائما الأوّل عندك) أريدك أن تأخذ هذا المعنى وتعيش به هذا الأسبوع
النبيّ صلى الله عليه وسلم واحفظوا هذه الأحاديث تُكتب بماء الذّهب لأنّها تنهي الموضوع كلّه، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ ، ويَضْحَكُ إليهِمْ ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ "الَّذي إذا انكشفَتْ فئةٌ قاتلَ وراءَها بنَفسِه للهِ عزَّ و جلَّ فإمَّا أن يُقتلَ ، و إمَّا أن ينصُرَه اللهُ و يكفيَه ، فيَقولُ : انظرُوا إلى عبدِي هذا كَيف صَبرَ لي بنَفسِه . والَّذي لهُ امرأةٌ حسَنةٌ و فراشٌ ليِّنٌ حسنٌ ، فيقومُ من اللَّيلِ ، فيقولُ : يَذرُ شهوتَه و يذكُرُني ، و لَو شاءَ رقدَ و الَّذي إذا كان في سفَرٍ ، و كان معهُ ركبٌ ، فسهرُوا ، ثمَّ هجَعُوا ، فقامَ من السَّحَرِ في ضرَّاءَ و سرَّاءَ" [الألباني،صحيح الترغيب(629)]
هؤلاء النّاس الذين لا يعيشون لأنفسهم، هذا هو الموضوع هو لم يعش لنفسه. مشكلتنا أنّنا نعيش لأنفسنا، نعيش مزاجنا وأهوائنا وكل مرّة أطلع من شهوة على شهوة والشيطان يلعب بنا كرة دائما
(1)تؤثر ربّك على نفسك "يا عيسى! أنزلني من نفسك كهمّك، واجعلني ذخرا لك في معادك
(2) تقرّب إليّ بالنّوافل أحبّك ولا تتولّى غيري فآخذ لك" إيّاك أن تتعلّق بغير الله"
(3)أدع هذه الدّعوة قل: اللهم لا تجعل في قلبي حبّا إلّا لك ولا تعلّقا إلّا بك وكلّ النّاس الذين أحبّهم أحبّهم من أجلك. اللهم اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي ومالي والماء البارد على الظّمأ).
(4)"اصبر على البلاء وارضى بالقضاء
(5)إدخال السرور على قلب المسلم أفضل عبادة فما بالك لو تكون أنت سببا في فرح الله.
كيف ذلك؟ "للهُأفرحُبتوبةِ عبدِه من أحدِكم يجِدُ ضالَّتَه بالفلاةِ" [صحيح مسلم(2675)]، جدّد توبتك قل: أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه. قولوا معي: أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه. جدّد توبتك يفرح بك الله وها هو يقول: "وكن لمسرّتي فيك فإنّ مسرّتي أن أُطاع فلا أُعصى وكن منّي قريبا وأحيي ذكري بلسانك". كن منّي قريبا، "وراعي الليل بحقّ مسرّتي (قم الليل وصلّ ركعتين في الليل) واظمأ نهارك ليوم الريّ عندي (اجمع ما بين الصيام والقيام تكن عابدا) نافس في الخيرات جهدك واعترف بخيري حيث توجّهت وقم في الخلائق بنصيحتي واحكم في العباد بعدلي فقد نزّلت عليك شفاء وساوس الصّدور من مرض النّسيان".
يعني في هذه المواعظ في الانجيل كلام جميل ومواعظ جميلة تحتاج وقفات حقّا لأننا نحن عندنا حالة من الجفاف الرّوحي
الواجب العملى :
نريد أن نعيش باسم الله الأوّل وندعو به ويجب أن نجدّد توبتنا -1
2-نريد ساعة تبتّل، لم نفهم شيئا؟ ماذا يعني تبتّل؟ {وَاذْكُرِ* اسْمَ رَ*بِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزممل:8] يعني انقطع له وليس ساعة 60 دقيقة ساعة يعني فترة من الوقت سواء 10 دقائق أو ربع ساعة افعل كالتالي: افصل، ابتعد عن كلّ شيء سواء أوّل ما تستيقظ من النّوم أو قبل أن تنام أو عندما تكون لوحدك والبيت هادئ أو كما تحبّ بعد الصّلاة ويكون المسجد فارغ المهمّ أن تكون ساعة صفاء.
ماذا ستفعل؟
ستجمع قلبك وتبدأ بالذكر أو الدّعاء مثلا قل: أحبّك يا رب المهمّ تكون من قلبك وتستشعر معناها أو لا إله إلّا الله تقولها بإحساس وتعيدها ثانيا وثالثا إلى أن تشعر أنّها تخرج من قلبك، خمس دقائق كلّ يوم، اتّفقنا؟ وبعد ذلك ابدأ بقولها بلسانك في الخمس دقائق الثّانية. وحاول في الخمس دقائق الأخيرة أن تجمع الاثنين مع بعض، وهكذا ربع ساعة كلّ يوم،
مرّر هكذا على قلبك وقل: رضيت بالله ربّا .. رضيت بالله ربّا .. رضيت بالله ربّا فقط وستجد أنّ صدرك انشرح.
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=582
من درس "وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ" للشيخ هاني حلمى
http://www.youtube.com/watch?v=Cbr5s...OoR3wxwme_qRxw
تعليق