الحمد لله الواحد القهَّار، والصَّلاة والسَّلام على النبيِّ المختار، وعلى آله وصحْبه الأخيار.
أمَّا بعدُ:
عاش اليهود قبل الإسلام مضطهدين في آسيا وأوربا وكل مكان وقد تركزوا بالشام قبل البعثة النبوية، ولم يكن لأحدٍ من الناس بمعاشرتهم طاقة. فاليهود في لحظات الضعف يبدون الخنوع والنفاق والدّس والوقيعة والكيد والكذب، وفي لحظات القوة يبدون التجبر والتكبر والظلم والوحشية والرِّبا.
ففي سنة (610) ميلادية، انتصر الفرس على الروم {غُلِبَتِ الرُّومُ} [الرُّوم: 2]، فانقلب اليهود على نصارى الشام،
وقد ضعفت جيوش الروم هناك، فخرَّبوا الكنائس، وقتلوا الرهبان، وظهرت لهم شوكة وتكبر لعدة سنوات.
ثم انتصر الروم على الفرس {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الرُّوم: 3]، فذهب اليهود إلى هرقل، وتذلّلوا له، وأظهروا الانصياع الكامل له، والتبعية لحكومته، فقبل منهم،وأعطاهم العهد بالأمان، ولكن أتى رهبان الشام، فذكروا لهرقل ما فعله اليهود وقت هزيمة الروم، فغضب هرقل وأراد معاقبة اليهود، ولكن منعه العهد الذي أعطاه إياهم، فجاء رهبان النصارى وقالوا لهرقل: لا عليك من العهد، اقتلهم وسنصوم عنك جمعة كل سنةٍ أبد الدّهر.
وهؤلاء هم رفقاء السوء، وبطانة السوء، فقبل هرقل وعذب اليهود عذابًا شديدًا حتى لم يفلت إلا الذي هرب من الشام.
فقد كان العداء واضحًا وشديدًا بين اليهود والنصارى منذ ادعى النصارى أنَّ اليهود صلبوا السيد المسيح عليه السلام وقتلوه
{وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157]،
حتى إن النصارى في عهدهم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند فتح القدس سنة 16هـ اشترطوا ألاّ يعيش في القدس يهودي،
لا يبقى فيها يومًا وليلة، وقد أعطاهم الفاروق عمر العهد بذلك.
ولكن اتفق الآن اليهود مع الأمريكان والإنجليز والفرنسيين وغيرهم، لماذا؟
لأن معركتهم واحدة، وهي المعركة ضد الإسلام.
تمركز اليهود في زمان رسول الله في شمال المدينة المنورة، وكانوا - كعادتهم - قومًا غلاظ الطباع، قساة القلوب، منحرفي الأخلاق،
يعيشون على الرِّبا، وإشعال الفتن، والتكسب من بيع السلاح، وعلى إيقاع السادة في الفضائح الأخلاقية وتهديدهم بها،
وعلى السيطرة على الجهال بكتبهم المحرفة وأفكارهم الضالة.
الحبشة (أثيوبيا)قبل الإسلام
كان أهل الحبشة على النصرانية المحرفة، وكانوا يتبعون الكرسيّ البابويّ الإسكندريّ في الدين (المنوفيسية)، فيعتقدون أنّ المسيح هو الله أو هو ابن الله وليس له طبيعة بشرية. وكانت حياتهم بدائية إلى حد كبير، وإن كان لديهم قوة وجيش وسلاح.
وفي زمان رسول الله وبعد البعثة كان يحكمهم رجل لا يظلم عنده أحد وهو النجاشي أصحمة، والنجاشي لقب وليس اسمًا كما يلقب ملك الفرس بكسرى وملك الروم بقيصر وملك مصر بفرعون.
الأمريكتان قبل الإسلام
كانت الأمريكتان تعيشان في ذلك الوقت مرحلة طفولة حضارية في حياة بدائية تمامًا، وقد شاهدت آثار السكان الأصليين لأمريكا الذين يطلق عليهم الهنود الحمر وهي آثار بدائية للغاية، وظلت كذلك حتى جاء الأوربيون من المجرمين والأفاكين وأبادوا الملايين من السكان الأصليين، وأقاموا على أشلاء جثثهم الحضارة الأمريكية المعاصرة.
موقع قصة الإسلام
تعليق